تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مدفأة المشاعر



د. سمير العمري
19-11-2019, 02:13 PM
قَلَمٌ وَأُغْنِيَةٌ وَعِطْرْ
وَسَرِيرُ شِعْرْ
وَدُخَانُ قَلْبٍ سَاهِرٍ فِي بَهُوِ صَدْرْ
لَيْلٌ يَئِنُّ بِلَا صَبَاحٍ يَشْتَكِي بَكَمَ القَصِيدَةْ
وَالصَّمْتُ يَصْخَبُ فِي صَدَى اللُّجَجِ العَنِيدَةْ
وَأَنَا أُلَمْلِمُ لَهْفَتِي … فِي ثَغْرِ سَطْرْ
وَأَمُرُّ فِي مُدُنِ الحَنِينِ رُؤَىً شَهِيدَةْ
لَا جِذْعَ يَبْكِي مَوْتَ حَاضِرْ
لَا رَجْعَ إِلَّا هَمْسُ خَاطِرْ
لَا ضَوْعَ يَشْرَحُ فِي مُتُونِ البَوْحِ فَلْسَفَةَ الأَزَاهِرْ
لَا شَيْءَ إِلَّا أَدْمُعِيِ


ضُمِّي الشَّغَافَ أَمِيرَةً فِي قَصْرِ شِعْرْ
وَتَأَوَّلِي فَحْوَى المَجَازِ البِكْرِ فِي بَحْرٍ وَنَهْرْ
غرْناطَةٌ أَنْتِ اشْتَهَتْ دِيبَاجَ أَنْدَلُسِي الأَغَرْ
أَيْنَ المَفَرْ؟
مِنْ فَوْحِ ذِكْرَى أَرْهَفَتْ نَجْوَى الصُّوَرْ
مَا زِلْتُ أَكْلَأُ فِي جَنَابِكِ صَبْوَةً
مَا زِلْتُ أَفْتَرِشُ الضِّيَاءَ إِلَى مَعَارِجِكِ العَبَاهِلْ
أَمْتَدُّ نَحْوَكِ لِلفَرَادِيسِ العَوَاهِلْ
شَغَفًا يُرَاوِدُ بَسْمَةً
وَشِفَاهَ حَرْفٍ تَحْتَسِي ظَمَأَ اللَّمَى
مِنْ دَنِّ فِتْنَةِ تَوْقِنَا ... وَالهَمْسُ نَادِلْ
فَاسْتَمْتِعِي


بَيْنَ الضُّلُوعِ غَدَتْ أَنَا
وَعَلَى فِرَاشِ اللَّذَّةِ العَذْرَاءِ تُثْمِلُنِي بِكَأْسٍ مِنْ سَنَا
يَبْتَلُّ طِينِي بِالمُنَى
وَأَنَا هُنَا ..
تَنْمُو عَلَى شَفَتِي السَّنَابِلْ
وَيَجِيءُ مِنْ أَقْصَى الوَدَاعَةِ طَيْفُهَا
بِبَقِيَّةٍ مِنْ سِحْرِ بَابِلْ
يَا صَبْوَتِي فِي حِضْنِ أُنْثَى الغَيْمِ: إِنَّ الطَّلَّ وَابِلْ
هَا أَسْلَمَتْكَ يَدَ الجَمَالِ المُشْتَهَى
فَاِنْزِعْ ذُبُولَ القَلْبِ مِنْ شَجْوِ البَلَابِلْ
ثُمَّ اغْتَرِفْ مَا شِئْتَ مِنْهَا غَيْرَ ذَابِلْ
لَا تَخْشَ مِمَّا تَدَّعِي


شَمْعٌ وَأُغْنِيَةٌ وَفَمْ
وَأَنَا وَأَنْتِ وَلَيْسَ ثَمْ
وَاللَّيْلُ يُسْرِجُ شَوْقَنَا قِنْدِيلَ ضَمْ
نَسْتَلُّ إكْسِيرَ الحَيَاةِ مِنَ العَدَمْ
وَنُحَرِّرُ الأَمَلَ الطَّرِيدَ مِنَ الأَلَمْ
يَا بِنْتَ قَلْبِي .. يَا مَدَى طَيْرِي المُهَاجِرْ
يا مَرْفَأَ الوِجْدَانِ فِي حُلُمِي المُسَافِرْ
بَرْدٌ يَسُومُ تُخُومَ مِدْفَأَةِ المَشَاعِرْ
وَالعِشْقُ حَصْحَصَ لَا يُكَابِرْ
وَأَنَا أَعِيكِ وَلَا أَعِي


شَابَتْ ضَفَائِرُ لَيْلِنَا وَالوَقْتُ فِينَا لَا يَزَالُ فَتِيَّا
مِنْ كُلِّ ثَقْبٍ فِي الخَيَالِ أَرَى هَوَىً
يَمْتَدُّ نَحْوِي بِالسُّلَافِ حَفِيَّا
وَعَلَى أَرَائِكِ شَوْقِهِ اتَّكَأَ الفُؤَادُ يَحُثُّ سِحْرَكِ فِيَّا
مَعْنَىً يُرَاقِصُ لَفْظَهُ
وَمِدَادُ ضَرْجٍ عَبْقَرِيُّ المَنْبَعِ
يَجْرِي عَلَى خَدَّيِكِ دُونَ تَمنُّعِ
فَاسْتَرْضِعِي مِنْ ثَدْيِ لَحْنِي الفَذِّ حَتَّى تشْبَعِي
وَتَسَوَّرِي الرُّؤْيَا مَعِي

زيد الأنصاري
19-11-2019, 03:29 PM
كل الاحترام والتقدير للدكتور سمير العمري

بكل صراحة، أعجز عن فهم هذا الإيغال في الصور والمجازات والخيال، وأنسب العجز لضعف ذائقتي.

محمد الحضوري
19-11-2019, 05:29 PM
قصيدة استبقت زمانها
وكأنها نظمت على إيقاع لحن جميل
( قلم وأغنية وعطر وسرير شعر )
كأنك تسنح في فضاءات ذكرياتها الجميلة
بدخان قلب ساهر في بهو صدر يتراءاى له من بعيد كحلم لا ينسى
في صمت قلب حزين ساهر يئن لا يخالطه سوى صمت في صدى اللجج العنيدة التي لا ترق ولا تتعمق فيما تنشره من نسمات عذبة !!!
( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار )
( وظلم ذوي القربى !!!
أمام تلك الدموع واللهفة والعبرات ليس لها رجع
ولا ضوع كأنها فاقدة لحاسة الشم
لا تتنسم ما تحويه القصيدة بمجازها من معاني
تشف لما في القلب من رقة ووفاء فأنا وأنت وليس ثم !!!
فهل ستتسور الرؤيا معك
وتفهمك؟
وترقى في معارج مجازاتك لتنهل منها من الوفاء والصفاء بمايشبعها
أم ستبقى كما قال الشاعر
( فأيقنتُ ألا عز بعدي لعاشق
وإن يدي مما علقت به صفر )
وعلى كل إعذرني شاعرنا على مداخلتي في القصيدة
وهي راقية بحق وممتعة وعميقة
ودمت بخير

احمد المعطي
19-11-2019, 05:47 PM
دعني أسجِّلُ أنني ذاك الغريقُ بحرفك المنثالُ في
دفْء المَشاعرْ .. والمُسافرُ في ثريّات الدَّفاترْ
دعني أغوصُ في زُبْد الكلامِ وأحرُفي
بالكادِ تغرفُ ما تيَسَّرَ منْ أفانين النُّهى
ما فاضَ من ألقٍ تهشُّ
لهُ البَصائرْ
يهمي المَجاز بدمعةٍ
في المطلعِ

صُوَرُ تبثُّ دُخانَها
غرناطةٌ في الذهنِ تخسَرُها العباهلْ
وأميرةٌ للحُبِّ تسكبُ دمعَها
والليلُ يُشعلُ في العيون فتائلْ
مات الكلامُ على الشفاهِ ففي الحروف قنابلْ
دعني أغادرُ فالحَريقُ بأضلعي

احمد المعطي
19-11-2019, 06:00 PM
دعني أسجِّلُ أنني ذاك الغريقُ بحرفك المنثالُ في
دفْء المَشاعرْ .. والمُسافرُ في ثريّات الدَّفاترْ
دعني أغوصُ في زُبْد الكلامِ وأحرُفي
بالكادِ تغرفُ ما تيَسَّرَ منْ أفانين النُّهى
ما فاضَ من ألقٍ يسيلُ
مِنَ البَصائرْ
يهمي المَجاز بدمعةٍ
في المطلعِ

صُوَرُ تبثُّ دُخانَها
غرناطةٌ في الذهنِ تخسَرُها العباهلْ
وأميرةٌ للحُبِّ تسكبُ دمعَها
والليلُ يُشعلُ في العيون فتائلْ
مات الكلامُ على الشفاهِ ففي النِّياط قنابلْ
دعني أغادرُ فالحَريقُ بأضلعي

غلام الله بن صالح
19-11-2019, 06:23 PM
رائعة بهية
دمت ببهاء حرفك ورقيه
مودتي وتقديري

محمد حمود الحميري
20-11-2019, 06:45 PM
وهل يأتي النحل بغير العسـل!،
وهل هناك أرقى من فلسفتك الشعرية اليوم!

تثبيت..

محمد ذيب سليمان
20-11-2019, 08:29 PM
بوركت ايها الشاعر الذي يملك الحروف ومعانيها ورسمها
وتلوينها بكل الالوان دون خروجها عن اتساق اللون
شاعر يغوص في المشاعر ويحمعها لتكون دثارا للمعاني متظهر وتخفي
وراءها ما تريد
مودتي

د. سمير العمري
24-11-2019, 12:58 PM
كل الاحترام والتقدير للدكتور سمير العمري

بكل صراحة، أعجز عن فهم هذا الإيغال في الصور والمجازات والخيال، وأنسب العجز لضعف ذائقتي.

بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
ونعم، أتفهم ما تقول، وإني أكتب بأساليب مختلفة وأكتب بهذا الأسلوب لمجرد تأكيد المقدرة لمن يظن أن اختيار أساليب أخرى هو من باب العجز، وعموما أعدك أن أكتب قريبا قصيدة بالأسلوب الذي تحب أنت وأهديها لك سلفا!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

محمد حمود الحميري
24-11-2019, 07:52 PM
بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
ونعم، أتفهم ما تقول، وإني أكتب بأساليب مختلفة وأكتب بهذا الأسلوب لمجرد تأكيد المقدرة لمن يظن أن اختيار أساليب أخرى هو من باب العجز، وعموما أعدك أن أكتب قريبا قصيدة بالأسلوب الذي تحب أنت وأهديها لك سلفا!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

أؤكد أن لك أسلوبك الخاص وفلسفتك الخاصة، واحترافك الأذكى دون منافس.
والله ما تمنيت يومًا منذ أن قرأت لك إلا أن أرقى إلى مستواك ولكنه محض تمنٍ فالله يهب من يشاء ويحرم من يشاء.

تحيتي ومحيتي وتمنياتي لك بمزيد من الرقي يا من علّمت المتعلمين، وثقفت المثقفين، وسابقت الزمن، وطاولت النجوم علوَّا ورفعة.

محمد حمود الحميري
24-11-2019, 09:22 PM
اسمح لي أميرنا أن أقْتَبَسَ من نورك فأحاول مجاراتك معبرًا عما بخاطري مرتجلًا ما يلي،
وكل ما أخشاه هو أن أخدع نفسي أتسبب في تحويل الجذوة إلى فحمة، لذا أستميحك عذرًا مقدمًا.

قَلَمٌ وَقِرْطَاسٌ وَحِبْرْ
وَسُكُوْنُ لَيْلْوَدُخَانُ هَمٍّ سَاهِرٍ في ضِيْقِ قَلْبْ
لَيْلٌ يَطُوْلُ مُعَاتِبًا صَمْتَ القَرِيْحَةْ
وَالفَجْرُ وَلَّى هَارِبًا خَوْفَ الفَضِيْحَةْ
وَأنَا أكَابِدُ حَسْرَتِي في صَدْرِ بَيْتْ
وَأدُقُّ أبْوَابَ العُرُوْبَةِ.. بَيْت بَيْتْ
لا جِذْعَ يَبْكِيْ مَوْتَ أُمَّةْ
لا رَجْعَ إلا هَمْسُ ظُلْمَةْ
لا دِيْك أذَّنَ فَالآذَانُ نَعِيْبُ بُوْمَةْ
( لا شيءَ إلَّا أدْمُعِيْ )

رياض شلال المحمدي
26-11-2019, 01:31 PM
و ما بعد فلسفة الأزاهر جوار ازدهاء مدفأة المشاعر سوى أن تصفق حنايا
الشاعر عسى أن تحتفل ببديع الأمير المشاعر ، بوركت و سلمت وحييت ، وزادك
الله فضلا وحسن قريض طابت بدفتيه المعاني البواهر ، مع التقدير .

عبد السلام دغمش
28-11-2019, 09:50 PM
هذه واحدة من الروائع العمرية بصورها و تراكيبها ..
دمت أمير الواحة الغراء وسلم الله قلبك و يراعك .
تقديري.

وجدان خضور
30-11-2019, 06:16 PM
ونحن تسورنا الرؤيا معك حين رضعنا من ثدي لحنك الماتع للمرة الثانية ومليون ولم ننتهي من فك صليل الضوء في صباحات قد سقت الليل اشتهاءات القرنفل وما زال السحر الجليل يتمدد على عاج الصدور بما اتكأ بالوفاء المغمود فيه بريق الحنين وقد وجه الفؤاد شطر قبلته إلى الرعشة الأولى من صلوات الحب العتيق ليكون السهاد محموما بالشعر المنساب في عروق اللازورد .. لغتك بروق وسؤدد ثمالة الحروف وصهيل الكلام وسيد المرام يتقطر من غاردينيا وسوسن يعبق على الروح من خلال اقمار بسطور من فيض الندى بلسما وعطرا .. كيف لا نكون عشاق لحرفك وانت تجعلنا نتقمص الحالة لتعيشها ملامحنا بكل إخلاص يا لك من شاعر ساحر الحرف بهي القسمات ...تحايا ود وتقدير استاذي الفذ ..

ثناء صالح
30-11-2019, 10:44 PM
قَلَمٌ وَأُغْنِيَةٌ وَعِطْرْ
وَسَرِيرُ شِعْرْ
وَدُخَانُ قَلْبٍ سَاهِرٍ فِي بَهُوِ صَدْرْ
لَيْلٌ يَئِنُّ بِلَا صَبَاحٍ يَشْتَكِي بَكَمَ القَصِيدَةْ
وَالصَّمْتُ يَصْخَبُ فِي صَدَى اللُّجَجِ العَنِيدَةْ
وَأَنَا أُلَمْلِمُ لَهْفَتِي … فِي ثَغْرِ سَطْرْ
وَأَمُرُّ فِي مُدُنِ الحَنِينِ رُؤَىً شَهِيدَةْ
لَا جِذْعَ يَبْكِي مَوْتَ حَاضِرْ
لَا رَجْعَ إِلَّا هَمْسُ خَاطِرْ
لَا ضَوْعَ يَشْرَحُ فِي مُتُونِ البَوْحِ فَلْسَفَةَ الأَزَاهِرْ
لَا شَيْءَ إِلَّا أَدْمُعِيِ


ضُمِّي الشَّغَافَ أَمِيرَةً فِي قَصْرِ شِعْرْ
وَتَأَوَّلِي فَحْوَى المَجَازِ البِكْرِ فِي بَحْرٍ وَنَهْرْ
غرْناطَةٌ أَنْتِ اشْتَهَتْ دِيبَاجَ أَنْدَلُسِي الأَغَرْ
أَيْنَ المَفَرْ؟
مِنْ فَوْحِ ذِكْرَى أَرْهَفَتْ نَجْوَى الصُّوَرْ
مَا زِلْتُ أَكْلَأُ فِي جَنَابِكِ صَبْوَةً
مَا زِلْتُ أَفْتَرِشُ الضِّيَاءَ إِلَى مَعَارِجِكِ العَبَاهِلْ
أَمْتَدُّ نَحْوَكِ لِلفَرَادِيسِ العَوَاهِلْ
شَغَفًا يُرَاوِدُ بَسْمَةً
وَشِفَاهَ حَرْفٍ تَحْتَسِي ظَمَأَ اللَّمَى
مِنْ دَنِّ فِتْنَةِ تَوْقِنَا ... وَالهَمْسُ نَادِلْ
فَاسْتَمْتِعِي


بَيْنَ الضُّلُوعِ غَدَتْ أَنَا
وَعَلَى فِرَاشِ اللَّذَّةِ العَذْرَاءِ تُثْمِلُنِي بِكَأْسٍ مِنْ سَنَا
يَبْتَلُّ طِينِي بِالمُنَى
وَأَنَا هُنَا ..
تَنْمُو عَلَى شَفَتِي السَّنَابِلْ
وَيَجِيءُ مِنْ أَقْصَى الوَدَاعَةِ طَيْفُهَا
بِبَقِيَّةٍ مِنْ سِحْرِ بَابِلْ
يَا صَبْوَتِي فِي حِضْنِ أُنْثَى الغَيْمِ: إِنَّ الطَّلَّ وَابِلْ
هَا أَسْلَمَتْكَ يَدَ الجَمَالِ المُشْتَهَى
فَاِنْزِعْ ذُبُولَ القَلْبِ مِنْ شَجْوِ البَلَابِلْ
ثُمَّ اغْتَرِفْ مَا شِئْتَ مِنْهَا غَيْرَ ذَابِلْ
لَا تَخْشَ مِمَّا تَدَّعِي


شَمْعٌ وَأُغْنِيَةٌ وَفَمْ
وَأَنَا وَأَنْتِ وَلَيْسَ ثَمْ
وَاللَّيْلُ يُسْرِجُ شَوْقَنَا قِنْدِيلَ ضَمْ
نَسْتَلُّ إكْسِيرَ الحَيَاةِ مِنَ العَدَمْ
وَنُحَرِّرُ الأَمَلَ الطَّرِيدَ مِنَ الأَلَمْ
يَا بِنْتَ قَلْبِي .. يَا مَدَى طَيْرِي المُهَاجِرْ
يا مَرْفَأَ الوِجْدَانِ فِي حُلُمِي المُسَافِرْ
بَرْدٌ يَسُومُ تُخُومَ مِدْفَأَةِ المَشَاعِرْ
وَالعِشْقُ حَصْحَصَ لَا يُكَابِرْ
وَأَنَا أَعِيكِ وَلَا أَعِي


شَابَتْ ضَفَائِرُ لَيْلِنَا وَالوَقْتُ فِينَا لَا يَزَالُ فَتِيَّا
مِنْ كُلِّ ثَقْبٍ فِي الخَيَالِ أَرَى هَوَىً
يَمْتَدُّ نَحْوِي بِالسُّلَافِ حَفِيَّا
وَعَلَى أَرَائِكِ شَوْقِهِ اتَّكَأَ الفُؤَادُ يَحُثُّ سِحْرَكِ فِيَّا
مَعْنَىً يُرَاقِصُ لَفْظَهُ
وَمِدَادُ ضَرْجٍ عَبْقَرِيُّ المَنْبَعِ
يَجْرِي عَلَى خَدَّيِكِ دُونَ تَمنُّعِ
فَاسْتَرْضِعِي مِنْ ثَدْيِ لَحْنِي الفَذِّ حَتَّى تشْبَعِي
وَتَسَوَّرِي الرُّؤْيَا مَعِي

قصيدة باذخة الخيال ذات مدارات حسية تلونت بانفعالات إغرائية ، دارت فيها الأسماء والصفات وفق علاقات لغوية ومعنوية ظاهرها جلي وباطنها خفي. أو هكذا أراد لها الشاعر ليوحّد في السياق بين القصيدة الأنثى والأنثى القصيدة.
صياغات لغوية جديدة مبتكرة، ملغومة ومبطنة بمعانٍ وإسقاطات تصلح للتأويل المتعدد ، وتختلف مع اختلاف القارئ واختلاف تطلعاته واحتياجاته لسبر أغوار المعنى وأبعاده.
مثل هذه الصياغات تنجي النص من أحكام المباشرة وتأخذه إلى مداخل الدهشة الشعرية ،وتمنح للشاعر فرصة التمويه الشاعري الذي يميِع مقاصد الصورة الشعرىة لتصلح لملء كل إطار معنوي أو إناء حسي يمكن أن تُسْكَب فيه من قِبَل القارئ .
وأرى في النصوص الأخيرة عموماً عند الأستاذ الشاعر الكبير د. سمير العمري ميلاً كبيراً وملفتاً للنظر للتركيز على هذا الأسلوب في تشكيل الصورة الشعرية متعددة القراءات والتأويلات، مقارنة مع نصوصه الأقدم .
تحيتي وتقديري

وجدان خضور
01-12-2019, 09:04 AM
ونحن تسورنا الرؤيا معك حين رضعنا من ثدي لحنك الماتع للمرة الثانية ومليون ولم ننتهي من فك صليل الضوء في صباحات قد سقت الليل اشتهاءات القرنفل وما زال السحر الجليل يتمدد على عاج الصدور بما اتكأ بالوفاء المغمود فيه بريق الحنين وقد وجه الفؤاد شطر قبلته إلى الرعشة الأولى من صلوات الحب العتيق ليكون السهاد محموما بالشعر المنساب في عروق اللازورد .. لغتك بروق وسؤدد.. ثمالة الحروف وصهيل الكلام وسيد المرام يتقطر من غاردينيا وسوسن يعبق على الروح من خلال اقمار بسطور من فيض الندى بلسما وعطرا .. كيف لا نكون عشاق لحرفك وانت تجعلنا نتقمص الحالة لتعيشها ملامحنا بكل إخلاص يا لك من شاعر ساحر الحرف بهي القسمات ..تقديري الجم وخالص ودي استاذي العزيز

ادريس اوبلا
02-12-2019, 11:09 PM
قصيدة جميلة النسج و المعاني، فيها من الصور ما ينفتح معه خيال التأويل. غير أن المقطع الأخير يبدو وكأنه انشق عن بقية المقاطع و تحسه قليل الصلو بها، على حسنه وجودته، وكأنه نظم مستقلا عن البواعث النفسية التي جيشت ما قله،تحياتي أيها الكريم.

خشان محمد خشان
06-12-2019, 12:33 PM
https://scontent.famm2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/79493714_2682170961850715_2506651086991917056_n.pn g?_nc_cat=105&_nc_eui2=AeFa00uDZKB9yIIMTu1BB3mK9ILaUAOga89GuENlm RT2JgB3cY7VhqYehu5qZimC87T3031QxmWQHHE4jqY2F8bohEL Av-6Q3q2I-0xRmApyvQ&_nc_ohc=Sk_qQrnfQQAAQlq7w3tNgCjGJgwhhliJhSWbrqv_Ka p3O87leldrMqBoA&_nc_ht=scontent.famm2-2.fna&oh=a1ce13342f5c812aaae516f1f54c5db2&oe=5E88AC7A

د. سمير العمري
10-12-2019, 01:44 AM
قصيدة استبقت زمانها
وكأنها نظمت على إيقاع لحن جميل
( قلم وأغنية وعطر وسرير شعر )
كأنك تسنح في فضاءات ذكرياتها الجميلة
بدخان قلب ساهر في بهو صدر يتراءاى له من بعيد كحلم لا ينسى
في صمت قلب حزين ساهر يئن لا يخالطه سوى صمت في صدى اللجج العنيدة التي لا ترق ولا تتعمق فيما تنشره من نسمات عذبة !!!
( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار )
( وظلم ذوي القربى !!!
أمام تلك الدموع واللهفة والعبرات ليس لها رجع
ولا ضوع كأنها فاقدة لحاسة الشم
لا تتنسم ما تحويه القصيدة بمجازها من معاني
تشف لما في القلب من رقة ووفاء فأنا وأنت وليس ثم !!!
فهل ستتسور الرؤيا معك
وتفهمك؟
وترقى في معارج مجازاتك لتنهل منها من الوفاء والصفاء بمايشبعها
أم ستبقى كما قال الشاعر
( فأيقنتُ ألا عز بعدي لعاشق
وإن يدي مما علقت به صفر )
وعلى كل إعذرني شاعرنا على مداخلتي في القصيدة
وهي راقية بحق وممتعة وعميقة
ودمت بخير




بارك الله بك أيها الأديب الأريب والأخ الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم، وأثني بامتنان على هذه المداخلة الرائعة الكريمة!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

د. سمير العمري
27-12-2019, 01:14 AM
دعني أسجِّلُ أنني ذاك الغريقُ بحرفك المنثالُ في
دفْء المَشاعرْ .. والمُسافرُ في ثريّات الدَّفاترْ
دعني أغوصُ في زُبْد الكلامِ وأحرُفي
بالكادِ تغرفُ ما تيَسَّرَ منْ أفانين النُّهى
ما فاضَ من ألقٍ تهشُّ
لهُ البَصائرْ
يهمي المَجاز بدمعةٍ
في المطلعِ

صُوَرُ تبثُّ دُخانَها
غرناطةٌ في الذهنِ تخسَرُها العباهلْ
وأميرةٌ للحُبِّ تسكبُ دمعَها
والليلُ يُشعلُ في العيون فتائلْ
مات الكلامُ على الشفاهِ ففي الحروف قنابلْ
دعني أغادرُ فالحَريقُ بأضلعي


الله الله!
بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وشعرك الراقي ورأيك الكريم !
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

أحمد بن محمد عطية
27-12-2019, 12:02 PM
سحر القصيد..انسكب هنا
عسل عسل عسل

براءة الجودي
06-03-2020, 01:55 PM
قَلَمٌ وَأُغْنِيَةٌ وَعِطْرْ
وَسَرِيرُ شِعْرْ
وَدُخَانُ قَلْبٍ سَاهِرٍ فِي بَهُوِ صَدْرْ
عدّد الشاعر كلمات تتعلق بالفنّ الذي قد يسمو به بعض النبلاء فيزيد سموّ فنّه فيتميز، وقد يزلُّ به البعض الآخر فيغرق فيه ويفسد
القلم يستخدمه كل رسّام ومصمّم وشاعر وكاتب كالخليل له يلازمه ، والغناء يتعلق بأمر القلم ، وكأنه التعلّم بالكتابة والقراءة هي ما يدلان عليه القلم والأغنية بشكل عام ، أما بشكل خاص في القصيدة فإنها تدلُّ على ثقافة وفنّ وبهاء مشاعر هذا الشخص الذي اجتمعت فيه
وقوله( عطر) يُلازم الغناء والملاهي بقوة ، وسرير شعر هي هكذا أغلب نهايات الملّهى والحفلات ، ولكن لماذا قال سريرُ شعر ولم يجعلها كلمة مفردة
إلا أن يكون يُوحي بخطيئة أو إثم ، دلّ عليها ماتلاها من بيت في قوله ( ودخان قلب ساهر في بهو صدر) فغالبا لاينفث الرجل الدخان إلا من ضجر وهموم ومشكلة اجتماعية أو نفسية فكأنه ينفس هذا الدخان عنه
وبما قد لايكون من إحساس بذنب إنما اشتياق وحنين للمحبوب وحزن على بعاده أو هجره أو موته ، لذا اجتمعت كل هذه الأمنيات الممتعة للإنسان وبالأخص للمُحبّ والعاشق في صدره من ( قلم وأغنية وعطر وشعر )
وحقيقة قوله(في بهو صدر) يُشعر بالجمال كلمات أنيقة رغم مافيها من مشاعر معتمة فيها شيءٌ من الضياع والرهبة ، وكلمة (بهو) بالأخص تُعطي صورة البيت او القصر الكبير الذي تكثر فيه الدهاليز أو القصر الواسع المهجور لذا قلتُ بأن المشاعر هنا فيها عتمة وسوداوية رغم أناقة الوصف ودقته بسبب الاختيار الموفق للكمات المعبرة عن هذا المشهد .


لَيْلٌ يَئِنُّ بِلَا صَبَاحٍ يَشْتَكِي بَكَمَ القَصِيدَةْ
وَالصَّمْتُ يَصْخَبُ فِي صَدَى اللُّجَجِ العَنِيدَةْ
وَأَنَا أُلَمْلِمُ لَهْفَتِي … فِي ثَغْرِ سَطْرْ
وَأَمُرُّ فِي مُدُنِ الحَنِينِ رُؤَىً شَهِيدَةْ
لَا جِذْعَ يَبْكِي مَوْتَ حَاضِرْ
لَا رَجْعَ إِلَّا هَمْسُ خَاطِرْ
لَا ضَوْعَ يَشْرَحُ فِي مُتُونِ البَوْحِ فَلْسَفَةَ الأَزَاهِرْ
لَا شَيْءَ إِلَّا أَدْمُعِيِ

هذا أكثر مشهد مؤثر بعمق مشاعره في القصيدة ، وجعُ مابعد الرحيل حين ترى آثار الاشياء وجعل الطبيعة وكل شيء يشاركك هذه المشاعر مما يزيد من الخواء الروحي والتوهان
فالليل طال في أنينه وكأن الصبح أصبح مستحيلا أن يُسفر عن وجهه ، وهناك سبب لأنين الليل ، ألا وخو بكم القصيدة التي أخرسها المشهد فلم تعد تنطق في صدر الشاعر ولا تنساب كالماء السلس وهذا هو الأصعب على كل شاعر أن تكون ابنته أو خليلته وهي ( القصيدة) خرساء لاتستطيع النطق والتعبير عما في داخله فكان بدل هذه القصيدة التي أصابها البكم دخانٌ ينفث في صدر الشاعر فيكتظُّ بالأسى وكتمان كل مشاعره داخله .
(والصمت يصخب في صدى اللجج العنيدة) هو كما يقولون دوما (ضجيج الصمت) وكان التعبير بهذه الطريقة ( الصمت الصاخب) أكثر وقعا في النفس وأجمل خصوصا مع تكرار حرف الصاد المشددة الساكنة التي أوحت بالتنفيس بشيء ما مع شدة وصعوبة خروجه ، رغم أن كل شيء ساكن ويبدو في ظاهر صامتا لكنه في الحقيقة صاخبا ، فقوله ( في صدى اللجج العنيدة ) أي يضج بآثار الراحلين ومشاعرهم وهذا الصخب يتزاحم ويكثرويتردد صداه بصوتٍ عالٍ ،وكأنّ الذكرى تصرّ على إبقاءه لتعيد له الحنين بتفاصيله ن لذلك قال بعدها :
(وأنا ألملم لهفتي في ثغر سطر) هذه اللهفة التي كانت متشتتة في صدره أعادتها الذكرى فأخذ يجمعها بعد تفرّق ليستعد للسفر عبر الزمن ، وأما تعبيره بقوله( في ثغر صدر) فأراها كناية عن اللهفة للأحبة والأخلاء فالثغر هو مصدر الأحاديث بانواعها ونُركّز هنا على الحسنة والجيدة منها وكذلك القبلات .
وهاهو الآن في رحلة سفره للعودة إلى حنين الماضي حيث يقول :
( وأمرّ في مدن الحنين رؤى شهيدة )
هاهي مدن الحنين التي يمرُّ بها ، فإنّ الرؤى فيها شهيدة ، والرؤى هي جمع رؤية وهي من النظر العيان والشيء المرئي أمامه ،
هنا تصوير عبقري في نظري وقويّ جدا في التعبير عن حالة رؤية موات المناظر المرئية والأماكن الساكنة الجامدة لرحيل الأحباب عنها، فقد جعل الرؤى كالإنسان الشهيد ، وقد خصّّ الشهيد دون غيره من الموتى ، لأن الشهيد يكون لموته ولمنظره وهو قد استشهد أثرا كبيرا ووقعا عظيما في نفس الإنسان لاسيّما المسلم ويثرمز له بالشجاعة ، فالناظر المتأمّل للأشياء والمكان حوله بعد استشهاد هذا الشخص حينما يمرّ به يكون لديه إحساس الفقد بالحياة ولذّتها ، قلنا أنه شبه الرؤى بالإنسان الشهيد والجامع بينهما هي الحالة والمنظر المؤثّر بعد الرحيل والإحساس بالفقد والحنين للشخص أو المكان العزيز والغالي على القلب في كلٍّ منهما ، فقد ذكر المشبه ( رؤى) وحذف المشبه به ودلّ عليه القرينة وهي كلمة ( شهيدة) على سبيل الاستعارة المكنية
أو أنه يقصد بالشهيدة الأشياء الظاهرة التي تراها العين وهي شاهدة وماثلة أمامها ، رغم أنه بهذه الصيغة شهيد وتأنيثها شهيدة فهي غالبا تُطلق على من يُقتل في سبيل الله ، وأيضا هو اسم من أسماء الله تعالى الله هو الشهيد بمعنى الرقيب المطّلع على الأمور كلها حاضرة أمامه ظاهرها وخفيّها

(لا جِذْعَ يَبْكِي مَوْتَ حَاضِرْ
لَا رَجْعَ إِلَّا هَمْسُ خَاطِرْ
لَا ضَوْعَ يَشْرَحُ فِي مُتُونِ البَوْحِ فَلْسَفَةَ الأَزَاهِرْ
لَا شَيْءَ إِلَّا أَدْمُعِيِ)
حقا هو أكثر مشاهد الحزن وجعًا وأسى ، حينما يصمت الرثاء ، حينما تمرُّ لحظة يتوقّف فيها كل شيء ، فلا هناك من يبكي ماحدث في الحاضر، ولارجع لصوت ما وكأنه في دنيا خالية وقاعا صفصفا لايسمع فيه إلا همس خاطره المتأثّر بما يمرُّ به ، وهنا جميل أن يُخصّص الجذع ونتذكر أن الجذع يحنّ ويبكي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأنا في سيرته.
ولا رائحة ندية زكية يشتمّها ، وهنا صورة مبهجة ورائعة ، تحكي الجلوس مع الأحباب والأخلاء وتبادلهم الحديث في جلسات أنسٍ أو أندية فيها المتعة والفائدة ومايتعلق بالشعر لذلك قال ( متون البوح فلسفة الأزاهر) مما ينمّ عن حبه لتلك الجلسات وتبادل الشعر والقصص والأدب والثقافة العامة فيها برقيّ مع ندمائه وأحبائه ، أو قد يقصد بها الجلسات الخاصّة مع محبوبه وأحاديثه معه ، وأرى أن الأول هو الأقرب والله أعلم
ثم يقول ( لاشيء إلا أدمعي) وهذه لها ربط قوي في بقاء أمرين فقط من هذا المشهد الصامت الصاخب الخالي من أي روح عدا أمرين هما :
همس الخاطر
والأدمع
وماهاتين إلا أحد نتائج تزاحم الحنين والذكرى الجميلة المفقودة في حاضره ، وقد أجاد شاعرنا وأبدع في رسمها بدقة وعاطفة صادقة .

براءة الجودي
06-03-2020, 11:12 PM
ضُمِّي الشَّغَافَ أَمِيرَةً فِي قَصْرِ شِعْرْ
وَتَأَوَّلِي فَحْوَى المَجَازِ البِكْرِ فِي بَحْرٍ وَنَهْرْ
غرْناطَةٌ أَنْتِ اشْتَهَتْ دِيبَاجَ أَنْدَلُسِي الأَغَرْ
أَيْنَ المَفَرْ؟
مِنْ فَوْحِ ذِكْرَى أَرْهَفَتْ نَجْوَى الصُّوَرْ
مَا زِلْتُ أَكْلَأُ فِي جَنَابِكِ صَبْوَةً
مَا زِلْتُ أَفْتَرِشُ الضِّيَاءَ إِلَى مَعَارِجِكِ العَبَاهِلْ
أَمْتَدُّ نَحْوَكِ لِلفَرَادِيسِ العَوَاهِلْ
شَغَفًا يُرَاوِدُ بَسْمَةً
وَشِفَاهَ حَرْفٍ تَحْتَسِي ظَمَأَ اللَّمَى
مِنْ دَنِّ فِتْنَةِ تَوْقِنَا ... وَالهَمْسُ نَادِلْ
فَاسْتَمْتِعِي
هاهو الشاعر بعد سحّ الأدمع وهمس الخاطر، يأمر الحبيبة وكأنّ الذكرى قد أعادتها أمامه ليُخاطبها ونحن أمام أمرين من هذه الحبيبة :
فإنا أن تكون امرأة حقيقية ، وإما أن تكون هي القصيدة يخاطبها على أنها أنثى فيستعير لها كل صفات الأنثى لتبدو أنها امرأة تكون خليلته في الظاهر ثم تأتي المفاجأة وتكون ليس سوى القصيدة التي اتخذها خليلة له في حلّه وترحاله واشتاق إليها ليكتبها بعدما أصبحت خرساء فترة طويلة من الزمن ، وللمتذوق ان يُسقط الصور حسب مايتخيله ويراه.
هنا يأمرها بضمّ شغافه بطريقة مباشرة فليس هناك وقت لتضييعه بعد هذا الشوق الكبير والبُعاد الطويل ، وهنا طريقة الضم مختلفة هي على طريقة النبلاء برقة وشموخ ورقيّ كالأميرة تمام في هذا القصر الشعريّ العريق الذي يريدُ فيه بناء حبٍّ أصيل يقوم على أساس فاخر وثوابت ومعاني قديمة قد فُقدت نواحي كثيرة منها في العصور المتأخّرة ، لذلك قال غرناطة أنت ، حيث شبّه جمال حبيبته بجمال غرناطة المُبهر التي فتنت الشعراء والسيّاح عبر العصور لاسيما في العصر الذي كان يحكم فيه الأمويون الأندلس ، فغرناطة تجمع بين الجمال الطبيعي الخلاب والتراث العريق والأصالة والمباني الباهرة على طرازٍ مميز عتيق وهذا يدلُّ على صفات نادرة يصعب إيجاد شبيه لها في حبيبته ، ثم شبه نفسه بالأندلس التي تشمل عدة بلدان جميلة وعلى رأسها غرناطة لذلك خصّها الشاعر كونها العاصمة والتي تكون لها أهمية كبرى ومقدار عظيم وسط قلبه خلاف بقية المدن ، وعلى هذا ستكون المحبة بينهما من طراز رفيع ، وهو تشبيه ذكي بأن يجعلها الأخص وهو الأشمل والأعم .
ثم يقول : أين المفر ؟
وهنا ليست لمجرد السؤال كأن يستفهم ويريد الجواب ، بل كأنه يقول ويُعلِمُ من يخاطب بيقين وثقة : أن ليس هناك مفرٌّ
من ماذا ؟
(أين المفر ، من فوح ذكرى أرهفت نجوى الصور )
ليس هناك مفرّ من هذه الذكرى حينما تفوح رائحتها وتملأ رئتينا بكل شيئ جميل نحبه أو يتعلق بمن نحبّ فنصبح حينها أكثر رهافة من ذكرى هذا الحنين والاشتياق والصوت العالي يخفت فيصبح كالنجوى هادئ ولطيف، هنا شبه الصور بالإنسان حينما يرهف صوته إن حنّ وأحبّ وحزن لفقدٍ ما أو لاقي من يحبّ بعد مدة طويلة فإنه حينها يُصبح أكثر رهافة ورقّة في الملامح والصوت وهذا كله تبعا لما يكنّه القلب من مشاعر فهو يخرج في ظاهره حتى لو لم يقصد وبدون إدارك منه .
وهاهو يقول بعد مارقّ وتأثّر بهذه الذكرى ( مازلتُ أكلأ في جنابك صبوة) اي مازال يردد النظر متأمّلا علّه يحظى بقربةٍ منك ، وهاهو لايزال مستمرا من الماضي إلى الحاضر يفترش الضياء إلى معارجك العباهل ، تلك المعارج الممتنعة ولكنه في نفس الوقت يستطيع الوصول إليها ودخولها متى شاء ، وقال ( أمتدّ نحوك للفراديس العواهل) وكأنه يحمل تلميحا برغبته في أن يكون ملكا وصاحب هذه الجنة العظيمة ، فيحقق شغفه في الجلوس مع المحبوب والحديث معه للاستمتاع وهذا قد بينه في قوله ( من دن فتنة توقنا والهمس نادل ، فاستمتعي) هنا كلمة نادل هي من دلّت على رغبته بهذا الجلوس الممتع والحديث العذب ، لأن النادل عادة يكون في المقهى والمطعم حيث يلتقي الاصحاب والأحبّة ، وهو هنا قد جعل التهامس بينهما وكأنه نادل ينقل لهما أشهى الأطعمة وألذها ، فيكون قد شبه الهمس بالنادل ووجه الشبه بينهما هو نقل ألذّ الأطباق وأشهاها سواء كانت عبارة عن أطعمة أو عبارة عن حروف وكلمات وجمل ، وهو تشبيه بليغ .


بَيْنَ الضُّلُوعِ غَدَتْ أَنَا
وَعَلَى فِرَاشِ اللَّذَّةِ العَذْرَاءِ تُثْمِلُنِي بِكَأْسٍ مِنْ سَنَا
يَبْتَلُّ طِينِي بِالمُنَى
( بين الضلوع غدت أنا) كان بإمكانه أن يبدل ويقول غدت أنا بين الضلوع ، ولكن التقديم والتأخير وقوله( أنا) وحرف المد الألف أعطى نبرة مرهفة ولطيفة الوقع لتبيّن مدى مقدار هذا الحب الذي أصبح يرى فيه الشخص الآخر وكأنه هو .


وَأَنَا هُنَا ..
تَنْمُو عَلَى شَفَتِي السَّنَابِلْ
وَيَجِيءُ مِنْ أَقْصَى الوَدَاعَةِ طَيْفُهَا
بِبَقِيَّةٍ مِنْ سِحْرِ بَابِلْ
وهنا انسابت الصور البديعة برهافة شعرية متميزة ، السنابل هو رمز لكل شيء فيه خير ، وأن تنمو على شفتيه السنابل فهو كل ماينطق به من خير وكلام حسن طيب يحبه السامع لاسيما المحبوب ، الذي ينتظره وهو جالس هنا فيجيئ طيفها الوديع من البعيد وكأنها آثار متبقية من سحر مدينة بابل بالعراق وهو تشبيه رائع ايضا بأن يشبه جاذبية المحبوبة بسحر بابل ، وذكره لعدة مدن مهمة لها حضاراتها التي تركت بصمة فريدة في التاريخ لايدل إلا على حب الشاعر لكل عريق عتيق وأصيل نادر في تميزه ومبهر في حضوره .



يَا صَبْوَتِي فِي حِضْنِ أُنْثَى الغَيْمِ: إِنَّ الطَّلَّ وَابِلْ
هَا أَسْلَمَتْكَ يَدَ الجَمَالِ المُشْتَهَى
فَاِنْزِعْ ذُبُولَ القَلْبِ مِنْ شَجْوِ البَلَابِلْ
ثُمَّ اغْتَرِفْ مَا شِئْتَ مِنْهَا غَيْرَ ذَابِلْ
لَا تَخْشَ مِمَّا تَدَّعِي
وهو هنا ينادي مخاطبا إما طيف محبوبته التي اقبلت عليه من البعيد ، أو شيئا آخرا يتأمله ويذكّره بها بعد رحيل طيفها وربما الاحتمال الأول أرجح فهاهو يخبرها بأن طل الشوق والعشق غزير وكثير
وكأن المحبوبة ترد عليه وتسترسل في حديث المحبين معه ، وهنا صورة جميلة من أمره له بنزع ذبول القلب فهاهي أقبلت عليه فما الداعي لهذا الذبول بعد الآن !
جعل القلب كالوردة الذابلة ، ذكر المشبه وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية والقرينة هي ( ذبول)
مما يدلّ على الحزن أثرا باقٍ بعد فقدانها لايفارقه ومستمرا إلى حين حضورها خشية أن ترحل وتبتعد أخرى لذلك تقول له في الأخير ( لاتخش مما تدّعي ) قد يكون مما يخاف منه ويخشاه من ترك واختلاط مشاعر أخرى سبّبتها هي .
لذا تأمره وكأنها تنتزع كل مخاوفه فتقول له : حينما تلقي أشعارك وتنشدها كشجو البلابل فانزع معاني الذبول منها واجعلها مبهجة فلا فراق ، بل اغترف مني ومما تحب عندي ماشئت غير ذابل وأنت في عزة وثقة وبكامل كبريائك





شَمْعٌ وَأُغْنِيَةٌ وَفَمْ
وَأَنَا وَأَنْتِ وَلَيْسَ ثَمْ
وَاللَّيْلُ يُسْرِجُ شَوْقَنَا قِنْدِيلَ ضَمْ
نَسْتَلُّ إكْسِيرَ الحَيَاةِ مِنَ العَدَمْ
وَنُحَرِّرُ الأَمَلَ الطَّرِيدَ مِنَ الأَلَمْ
يَا بِنْتَ قَلْبِي .. يَا مَدَى طَيْرِي المُهَاجِرْ
يا مَرْفَأَ الوِجْدَانِ فِي حُلُمِي المُسَافِرْ
بَرْدٌ يَسُومُ تُخُومَ مِدْفَأَةِ المَشَاعِرْ
وَالعِشْقُ حَصْحَصَ لَا يُكَابِرْ
وَأَنَا أَعِيكِ وَلَا أَعِي

وهنا يكون قد اطمئنّ من حديث طيف محبوبته بعد أن طمأنته فأخذ يُعبّر بشفافية وانطلاق دون أن تعتريه أية مخاوف كالسابق لذا قال
شمع وأغنية وفم ، وهي شبيهة بالتعداد في مطلع القصيدة ولكن المشترك بينهما هو الغناء فقط ، فالمطلع بدأ بالبكم والكبت والأسى ( قلم وأغنية وعطر ، وسرير شعر ، ودخان قلب ساهر في بهو صدر) فهاهو في الطلع ينفس عما يشعر به بالقلم اي بالكتابة وبالدندنة باشعاره وأغانيه ورائحة العطر التي تجره لذكرى أحبابه مما يزيد وجعه فيصبح كدخان كثيف يتجمع في صدره فيظلّ في كبت أحزانه مستمرا
أما الآن فقد ألغى كل تلك الكلمات عدا ( الأغنية) وأضاف إليها كلمتين ، فما قبلها كتب ( شمع) ومابعدها كتب ( فم) فالشمع دلالة على اجتماع الأحباب بعد فراق وممارستهم ماكانوا يفعلونه سابقا حينما جلوسهم بجانب بعضهم ، ثم الأغنية التي قد تزيد من تأثير المشاعر بين الأحباب ، ثم قوله ( فم) الذي ينطق أخيرا بما يكنّه قلبه ويعترف به لذا قال بتعبير قوي ومُعبّر للمعنى المراد ( والعشق حصحص لايُكابر) فأفعال المكابرة قد انتهت هنا وبدت حقيقة مشاعر كل منهما جليّة بعد إخفائها مكابرة .
يابنت قلبي ، يامرفأ الوجدان ، هذه الشموع والأغنية والفم كل هذه الدلالات كوّنت مدفأة المشاعر التي كان ينتظرها من قبل وأخيرا قد ظهرت وأُعلنت في هذا المشهد لذا قال في ىخر هذه المقطوعة ( وأنا أعيك ولاأعي) وكأن مصدق وغير مصدق لما يحدث في نفس الوقت



شَابَتْ ضَفَائِرُ لَيْلِنَا وَالوَقْتُ فِينَا لَا يَزَالُ فَتِيَّا
مِنْ كُلِّ ثَقْبٍ فِي الخَيَالِ أَرَى هَوَىً
يَمْتَدُّ نَحْوِي بِالسُّلَافِ حَفِيَّا
وَعَلَى أَرَائِكِ شَوْقِهِ اتَّكَأَ الفُؤَادُ يَحُثُّ سِحْرَكِ فِيَّا
مَعْنَىً يُرَاقِصُ لَفْظَهُ
وَمِدَادُ ضَرْجٍ عَبْقَرِيُّ المَنْبَعِ
يَجْرِي عَلَى خَدَّيِكِ دُونَ تَمنُّعِ
فَاسْتَرْضِعِي مِنْ ثَدْيِ لَحْنِي الفَذِّ حَتَّى تشْبَعِي
وَتَسَوَّرِي الرُّؤْيَا مَعِي
شابت ضفائر الليل وكأنه كناية يلمح فيها بظهور الصباح فقد مضى الوقت معها سريعا دون ان يشعر ومازال الوقت فتيّا كالشباب المملوء حيوية ونشاطا مازال وقتهما مبكّرا لم ينتهي بعد حتى وإن انتهى الليل وأوشك الصباح على الظهور

والآن يخاطب هذا الهوى الذي يجده من كل ثقب في الخيال يظهر له الهوى كالنور من هذه الثقوب في سقف خياله ويمتدّ نحوه بالسلاف حفيّا والسلاف هو الخالص من الخمر ، ويأتي إليه هذا الهوى حفيّا اي فرحا به يحتفل معه بعد لقاء المحبوبة أومسامرة طيفها القادم من الذكرى
وعلى آرائك شوق الهوى يتكّأ المُحبّ وسحر محبوبته يحثّه نسيم الهوى في داخله أي في قلب وصدر الشاعر
فهذه معاني الحب تراقص ألفاظ العاشق ، وهنا المعنى كناية عن المحبوبة ، واللفظ قد يكون كناية عن العاشق حيث انه في نهاية الأمر يراقص اللفظ المعنى ، وهذا المداد العبقريّ الذي يخرج من منبع قلب العاشق هو كالدموع التي تجري على خديّ المحبوبة فرحةً بلقائه واحتوائه لها وجمال مشاعرهما ، ثم يجعلها كالطفل الرضيع يُرضعها لحنه الفريد حتى تشبع ، وهنا في النهاية تستطيع الصعود والوصول إلى الرؤيا التي يراها فيتشاركان في ذلك كالأصحاب ، وهنا نهاية مفتوحة بتأويلات وإسقاطات متعدّدة ، تُجسّد المعنى السامق الذي يرقى عن الجسد ورغباته .

ختم الشاعر القصيدة بعبقرية وتوازن وجمال فلم يخلّ المعنى وبقيت الصور تزداد جمالا خصوصا تلك الألفاظ المتأثرة بالقرآن مثل ( والعشق حصحص لايكابر) يذكرنا بسورة يوسف عليه السلام وحديث امرأة العزيز حينما قالت ( حصحص الحق) وأما ( وتسوّري الرؤيا معي) يذكرنا بداود عليه السلام وقصته مع من تسوّروا المحراب وقوله ( حفيّا) يُذكرنا بنهاية أغلب الآيات في سورة مريم عليها السلام
حيث كانت ألفاظه مميزة استعملها الشاعر لغرض معانيه وأفكاره بطريقة مميزة وملفتة وجميلة المعنى

نهاية كل مقطوعة في القصيدة ..
( لاشيء إلا أدمعي ، فاستمتعي ، لاتخش مما تدّعي، وأنا أعيك ولا أعي ، فتسوّري الرؤيا معي)
هذه كلها تصبّ في مجرى واحد من الحبّ المعنوي النقيّ ، وإن ركزنا عليها وحدها دون بقية الأبيات فسنجده هذه الجمل مع بعضها تحكي بخلاصة ماسبق ، فلا شيء إلا هذه الأدمع من فقدان الأحباب وحينما ارى طيف محبوبتي أحادثها وأجلس معها وأطلب منها أن تستمتع وتبادله الحديث بودّية وتطمأنه بأن لايخش شيئا مما أحزنه وأخافه في الماضي ، وهاهو الآن لايصدّق هذه اللحظة الحقيقية التي خلت من مكابرة ورحيل بالاعتراف الصادق
ثم المشاركة والصعوود للأعلى ليتشاركان الرؤيا في الحياة كلها وليس في مشاركة مشاعر الحب فقط

ولو نلاحظ أنه قال في أول مقطوعة ( وأمر في مدن الحنين رؤى شهيدة) ورؤى قلنا أنها جمع رؤية وهو رؤية العين الحقيقة لما هو ماثل أمامه من مشاهد قد كانت هي مشاهد الفقد والرحيل
أما في آخر مقطوعة وهي خاتمة القصيدة فقد قال ( فتسوري الرؤيا معي) والرؤيا تختلف عن الرؤية ، فالرؤيا هنا هو الحلم ، أي مايحلم به بصدق عند حضور طيف المحبوبة وتذكر ماضيه الجميل المليء بكل حب وعشق معها ، وأمنيته ورغبته الشديدة الملحّة في أن يكون حلمه هذا من الرؤيا المبشّرة التي ينتظر أن تتحقق يوما ما بعودتها له ، مما يدلّ على تمسّكه بالأمل وانتظار هذه الحلم بلهفة وشغف

هذه هي قصة مدفأة المشاعر ، الذي تحدّى فيها الشاعر اختلاط المعاني والصور المبهمة التي يكتب بها أغلب كُتّاب الشعر الحرّ وتزيد القارئ غموضا في فهمه لها بل قد تكون جملا بلا معنى حقيقي
وأما الدكتور سمير العمري فقد كتب بنفس لغتهم وتفكيرهم ومعانيهم التي يتطرّقون إليها غالبا عن المرأة ومايتعلق بها ولكن بشعر موزون ومعنى مفهوم وإن أوغل في بعض الصور وأكثر من المجاز والاستعارات فهي تحتاج لزيادة تركيز فقط لفهم الربط القويّ بين المتشابِهين ، ولما تحمله من تأويلات مفتوحة ابوابها على طرق كثيرة حسب القارئ وتذوقه للمعاني الشعرية وألفاظها


ابنتكم / براءة الجودي

د. سمير العمري
13-04-2020, 03:23 AM
رائعة بهية
دمت ببهاء حرفك ورقيه
مودتي وتقديري

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم وأشكر لك قراءتك السامقة ورأيك الكريم !
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

عبدالحكم مندور
13-04-2020, 03:34 PM
ريشة أخرى تعكس أمكانيات متنوعة وأبعاد بعيدة بعض صورها تلبس غلالة تتطلب مزيدا من التأمل وإمعان النظر ولكنا نستطيع أن نجني من ثمارها الكثيرونقطف من زهورها النديّ ومن صورها وتراكيبها ما يشد ..دمت ياسيدي متألقا محلقا
خالص تقديري وأطيب الود

د. سمير العمري
28-05-2020, 01:29 AM
وهل يأتي النحل بغير العسـل!،
وهل هناك أرقى من فلسفتك الشعرية اليوم!

تثبيت..

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم ، وشكر كريم على تثبيت القصيدة!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

د. سمير العمري
27-07-2020, 04:44 AM
بوركت ايها الشاعر الذي يملك الحروف ومعانيها ورسمها
وتلوينها بكل الالوان دون خروجها عن اتساق اللون
شاعر يغوص في المشاعر ويحمعها لتكون دثارا للمعاني متظهر وتخفي
وراءها ما تريد
مودتي

بارك الله بك أيها الشاعر المبدع والأخ الحبيب أبا الأمين ولا حرمني الله من تفاعلك الراقي وحسك الواعي وأدبك الجم.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
10-06-2021, 01:58 AM
أؤكد أن لك أسلوبك الخاص وفلسفتك الخاصة، واحترافك الأذكى دون منافس.
والله ما تمنيت يومًا منذ أن قرأت لك إلا أن أرقى إلى مستواك ولكنه محض تمنٍ فالله يهب من يشاء ويحرم من يشاء.

تحيتي ومحيتي وتمنياتي لك بمزيد من الرقي يا من علّمت المتعلمين، وثقفت المثقفين، وسابقت الزمن، وطاولت النجوم علوَّا ورفعة.

لله درك ما أرقاك وما أوفاك وما أبر روحك وأزكى قلبك!
أفضت على بكريم نفسك حتى أخجلت حرفي فعجز عن الرد!
بارك الله بك أيها الشاعر المبدع والأخ الحبيب ولا حرمني الله من تفاعلك الراقي وحسك الواعي وأدبك الجم.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. وسيم ناصر
16-06-2021, 01:33 AM
قصيدة مكثفة مليئة شعرا وجمالا


دمت علما من أعلام الأدب والحق!


محبتي
وتقدير لا ينتهي...

د. سمير العمري
18-10-2021, 03:17 AM
اسمح لي أميرنا أن أقْتَبَسَ من نورك فأحاول مجاراتك معبرًا عما بخاطري مرتجلًا ما يلي،
وكل ما أخشاه هو أن أخدع نفسي أتسبب في تحويل الجذوة إلى فحمة، لذا أستميحك عذرًا مقدمًا.

قَلَمٌ وَقِرْطَاسٌ وَحِبْرْ
وَسُكُوْنُ لَيْلْوَدُخَانُ هَمٍّ سَاهِرٍ في ضِيْقِ قَلْبْ
لَيْلٌ يَطُوْلُ مُعَاتِبًا صَمْتَ القَرِيْحَةْ
وَالفَجْرُ وَلَّى هَارِبًا خَوْفَ الفَضِيْحَةْ
وَأنَا أكَابِدُ حَسْرَتِي في صَدْرِ بَيْتْ
وَأدُقُّ أبْوَابَ العُرُوْبَةِ.. بَيْت بَيْتْ
لا جِذْعَ يَبْكِيْ مَوْتَ أُمَّةْ
لا رَجْعَ إلا هَمْسُ ظُلْمَةْ
لا دِيْك أذَّنَ فَالآذَانُ نَعِيْبُ بُوْمَةْ
( لا شيءَ إلَّا أدْمُعِيْ )

بارك الله بك أيها الشاعر المبدع والأخ الحبيب ولا حرمني الله من تفاعلك الراقي وحسك الواعي وأدبك الجم.
أنت شاعر رائع وخيالك الخصب مميز وعندك الغيرة العربية والخلق النبيل وأنا أحبك جدا كما تعلم وأرجو أن تكون بخير!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

د. سمير العمري
06-12-2021, 01:31 AM
و ما بعد فلسفة الأزاهر جوار ازدهاء مدفأة المشاعر سوى أن تصفق حنايا
الشاعر عسى أن تحتفل ببديع الأمير المشاعر ، بوركت و سلمت وحييت ، وزادك
الله فضلا وحسن قريض طابت بدفتيه المعاني البواهر ، مع التقدير .


بارك الله بك أيها الأخ الحبيب والشاعر الرائع، وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك وألق شعرك!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية ولا أوحش الله منك!

تقديري

د. سمير العمري
14-10-2022, 01:33 AM
هذه واحدة من الروائع العمرية بصورها و تراكيبها ..
دمت أمير الواحة الغراء وسلم الله قلبك و يراعك .
تقديري.

بارك الله بك أيهاالمبدع الحبيب والشاعر الرائع، وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك وألق شعرك!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري