تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فيض الحنين



المدني بورحيس
24-11-2019, 09:03 PM
فِي خَاطِرِي نَغَمٌ يَشْدُو وأسْمَعُهُ

حَيْرَانَ مُضْطَربًا والقَلْبُ يَتْبَعُهُ


بالَّليْلِ حِينَ يَفِيضُ الحُلْمُ مُغْتَرِباً

والأفْقُ فِي سَهَر الأنْوَاءِ تَرْفَعُهُ


والّلحْنُ فِي صَمْتِهِ، يَخْتَالُ ذَا أثَرٍ

مُرَصَّعاً بِبَيَاضِ الغَيْمِ يُبْدِعُهُ


أحِنُّ للضَّوْءِ إشْرَاقاً وذَاكِرَةً

حَنِينَ زَهْرٍ إلَى الأنْدَاءِ تُرْضِعُهُ


يُضِيئُنِي سِحْرُهُ والجَفْنُ مُرْتَقِبٌ

يَرْنُو إلَى أمَلٍ بالصَّدِّ يُوجِعُهُ


وكَمْ سَرَى الدَّمْعُ فَيَّاضاً يُحَاصِرُنِي

فَيُشْعِلُ البَوْحَ إعَلاناً يُرَجِّعُهُ


والنَّبْضُ يَنْثُرُ فِي الوِجْدَانِ لَوْعَتَهُ

مَا كَانَ مِنْ شَغَفٍ إلا ويُولِعُهُ


أنَا العَرِيبُ وأرْضُ الشِّعْرِ مَمْلَكَتِي

فِيهَا رَبِيعُ الهوَى أُنْساً ومَرْبَعُهُ


أنَا القَصِيدَةُ فِي أحْلَى مَوَاجعِهَا

تَمْتَدُّ في وَجَعِي حِيناً فَتُوقِعٌهُ


أنَا الغَمَامُ بِلا لَوْنٍ يُشَكِّلُنِي

أنَا الوُجُودُ ظِلالُ الصَّمْتِ مَرْجِعُهُ


مَا زَالَ في لُغَتِي شِعْرٌ أبُوحُ بِهِ

فَيْضاً نَدِياًّ خُيُوطُ الجَفْنِ مَدْمَعُهُ


يَسْمُو البَيَانُ عَلَى أفْيَائِهِ خَجِلاً

والسِّحْرُ مِنْ طَرَبٍ يَزْهُو وَيَسْمَعُهُ


وفِي المَجَاز إذَا مَا رَقَّ مُكْتَمِلاً

مِيلادُ فَجْرٍ بِأُفْقِ الرُّوحِ مَطْلَعُهُ


تَرَاهُ مُبْتَهِلاً فِي حِضْنِ غُرْبَتِهِ

يُرَتِّلُ الوَجْدَ تَقْدِيساً وَيَشْفَعُهُ


نبْعُ الكَلامِ بَهِيٌّ فِي وَدَاعَتِهِ

يَفِيضُ شَوْقاً ورَوْضُ القَلْبِ مَنْبَعُهُ


وفِي نَسِيمِ الرُّبَى مِن وَحْيِهِ أثَرٌ

مَا كَانَ منْ ذَهَب إلا يُرَصِّعُهُ


أعَانِقُ الزَّهْرَ فِي أطْيَافهِ ثَمِلاً

وسِيرَةُ العِطْرِ فِي النِّسْيَانِ تَمْنَعُهُ


يَا رَاهبَ الشِّعْر فِي مِحْرابِ جَنَّتِهِ

رَتِّلْ غِيَابَكَ إبْدَاعاً يُوَقِّعُهُ

محمد ذيب سليمان
24-11-2019, 09:29 PM
من جميل ما قرأت نسجا وتراكيبا وموسيقى
شكرا لك ايها البهي وهذا الجمال
مودتي

احمد المعطي
25-11-2019, 12:32 PM
واكبْتُ حرْفكَ ثدْيُ الضادِ يرْضِعُهُ
......................والشعرُ عاطفةٌ تحنو فتشبِعُهُ
فيْضُ الحنينِ إذا فاضَتْ مَنابِعُهُ
................يُفضي الى شَجنٌ كالغَرْسِ يزْرَعُهُ
ينمو فغرْسَتُهُ بالشَّوْقِ مُثقلَةٌ
............والشوْقً شوْكٌ شغاف القلبِ موْقعُهُ
في البُعْدِ وَخْزتُهُ تزدادُ طَعنتُها
..................في خفقة القلبِ إيقاعٌ ستسمَعُهُ
إذا المَجاز تجلّى وارتدى لغةٌ
...............كالضادِ من ببيان السِّحرِ يبْدعُهُ
وهذه لغةٌ الإبداع مُذ خلقتْ
..............قرآنُها يعلو وفي الوجدانِ موْقِعُهُ
أوْحى بها اللهُ لا ترْقى لها لغةٌ
...................ولا يُحيطُ بيانٌ شئْتَ تصْنَعُهُ
حَيِّ القصيدةَ فالإحْساسُ مُشتَعِلٌ
.................والقلبُ ينْبِضُ نَضّاحاً فيولِعُهُ

عبد السلام دغمش
28-11-2019, 10:32 PM
ما بين الصمت والبوح يملؤ عبق القصيدة الروح ،،
بوركت شاعرنا وسلم الله قلبك .
تحياتي.

محمد حمود الحميري
02-12-2019, 07:51 PM
بوح جميل لا فض فوك
محبتي

د. سمير العمري
10-12-2019, 01:10 AM
قصيدة جميلة ومميزة الحس والجرس والتركيب فلا فض فوك!
وفيض حنينك هذا كتب بيراعة الطموح سلم الرقي فدم مبدعا وارتق!

تقديري