تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لو كان غير الجنة !



زيدان سعيدة
28-09-2005, 03:12 AM
:011: لو كان غير الجنة !

--------------------------------------------------------------------------------

في بيت من بيوت المدينة جلس خيثمة بن الحارث يتجاذب أطراف الحديث مع ابنه سعد فيما يتعرض له الإسلام من مكائد الكفار، وفجأة يكف خيثمة عن الحديث ويصيخ بأذنيه كأنما يحاول أن يلتقط صوتاً آت من بعيد، لكنّ أذنيه تخذلانه فيطلب من ابنه أن يستجلي الأمر ويأتي له بالخبر اليقين.
ويسارع سعد يلبي طلب أبيه، ثم لا يلبث أن يعود والبشر يعلو وجهه ويتجه نحو سلاحه وانطلق به ويهم بالخروج وقد نسي أن يخبر أباه بالذي رأى وسمع.
ويثب خيثمة من مجلسه ويعترض طريق ابنه سعد وهو يقول: يا بني أرسلتك تستجلي حقيقة الأمر وأراك تحمل سلاحك وتنطلق مسارعاً دون أن تخبرني شيئاً.
فيقول سعد وقد أدرك الخطأ الذي وقع فيه:
عذراً يا أبتاه شغلني عنك نداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو للنفرة إلى بدر فأسرعت أجيب النداء.
ويطرق خيثمة قليلاً ثم يقول: مهلاً يا بني أتراك أقدر مني على النفرة مع رسول الله، إني والله لأشد رغبة في النفرة منك ولكن لابد لأحدنا أن يقيم مع نسائنا فأقم أنت يا سعد وخل بيني وبين النفرة مع رسول الله.
ويجيبه سعد: لا والله يا أبتاه ما يقعدني عن النفرة مع رسول الله أمر فإن شئت أن تخرج أنت فاخرج ولنسائنا رب ٌ يحميهن. ويكرر الأب الشيخ رجاءه: يا بني إني قد بلغ مني الكبر مبلغه وأنت ما يزال أمامك بإذن الله متسع من العمر وما هذه بآخر نفرة تنفرها مع رسول الله فآثرني بالخروج اليوم يا سعد وأقم أنت مع نسائنا.
ويطرق سعد قليلاً ثم يخاطب أباه بأدب جم: يا أبتاه والله ما في الدنيا شيءٌ تطمع به نفسي من دونك، أما هذه فلا إنها الجنة ووالله لو كان غير الجنة لآثرتك به.
ويطول الحديث بين الأب الشيخ والابن الشاب دون جدوى فلا يجدان بداً من الاستهام فيفوز سهم سعد فيعانق أباه ويودع أهل بيته وينطلق يلحق بركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وتمضي الأيام والأب الشيخ المؤمن لا يفتأ يدعو لابنه بخير أن يرزقه الله الجنة أو النصر.. ثم لا تلبث أخبار بدر تتوالى ويأتي لخيثمة من يبشره باستشهاد ابنه سعد فلا يزيد أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، صدقت الله يا سعد فصدقك الله وإني لأرجو أن تكون فزت بالجنة.
وتتوالى الأيام والليالي وخيثمة بن الحارث لا يفتأ يذكر ابنه سعداً شهيد بدر.
وينطلق في أجواء المدينة صوت منادي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يدعو المؤمنين للنفرة إلى أحد فيسارع خيثمة يلبي النداء، فيتلقاه الرسول القائد ببسمة مشفقة.
ولكأن خيثمة يدرك ما في نفس رسوله القائد من إشفاق على شيخوخته وضعفه فيقول:
يا رسول الله والله لقد كنت حريصاً أن أنفر معك إلى بدر لكن ولدي سعداً فاز فيها من دوني فرزقه الله الشهادة والجنة ولقد رأيته البارحة في نومي وهو على أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها ويلح علي يقول:
يا أبتاه إلحق بنا ترافقنا في الجنة فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً. وإني يا رسول الله قد أصبحت مشتاقاً إلى مرافقة سعد في الجنة وقد كبرت سني ورق عظمي وأحببت لقاء ربي فخل بيني وبين أحد وادع الله لي أن يرزقني الله الشهادة فأدخل الجنة وألحق بولدي سعد.

ويرق قلب الرسول القائد لخثيمة فيدعو له بما أراد.

وحين احتدمت المعركة كان خيثمة بن الحارث يصول ويجول كأنما هو في شرخ الشباب وما زال يثخن بالكافرين الجراح ويثخنون به الجراح حتى تغلبه الجراح فيخر شهيداً في سبيل الله ويلحق بإذن الله بولده سعد في الجنة يسرح في ثمارها وأنهارها - رضي الله عنهما وأرضاهما -..

ما العبرة من هذه القصة :
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا امتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

محمد الدسوقي
28-09-2005, 06:49 AM
" زيدان سعيدة "

مرحبا بكِ في مروج الواحة الوارفة المعطاءة

بين أهلك وعشيرتك .

جميل ذلك القصة التي تنمُ عن معاني الحب والأخلاص في سبيل الله

أنها الجنة الأبدية والنعيم الخالد

وتلك النصرت والفوز

بارك الله لكِ وفيكِ

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

عدنان أحمد البحيصي
28-09-2005, 12:50 PM
:011: لو كان غير الجنة !

--------------------------------------------------------------------------------

في بيت من بيوت المدينة جلس خيثمة بن الحارث يتجاذب أطراف الحديث مع ابنه سعد فيما يتعرض له الإسلام من مكائد الكفار، وفجأة يكف خيثمة عن الحديث ويصيخ بأذنيه كأنما يحاول أن يلتقط صوتاً آت من بعيد، لكنّ أذنيه تخذلانه فيطلب من ابنه أن يستجلي الأمر ويأتي له بالخبر اليقين.
ويسارع سعد يلبي طلب أبيه، ثم لا يلبث أن يعود والبشر يعلو وجهه ويتجه نحو سلاحه وانطلق به ويهم بالخروج وقد نسي أن يخبر أباه بالذي رأى وسمع.
ويثب خيثمة من مجلسه ويعترض طريق ابنه سعد وهو يقول: يا بني أرسلتك تستجلي حقيقة الأمر وأراك تحمل سلاحك وتنطلق مسارعاً دون أن تخبرني شيئاً.
فيقول سعد وقد أدرك الخطأ الذي وقع فيه:
عذراً يا أبتاه شغلني عنك نداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو للنفرة إلى بدر فأسرعت أجيب النداء.
ويطرق خيثمة قليلاً ثم يقول: مهلاً يا بني أتراك أقدر مني على النفرة مع رسول الله، إني والله لأشد رغبة في النفرة منك ولكن لابد لأحدنا أن يقيم مع نسائنا فأقم أنت يا سعد وخل بيني وبين النفرة مع رسول الله.
ويجيبه سعد: لا والله يا أبتاه ما يقعدني عن النفرة مع رسول الله أمر فإن شئت أن تخرج أنت فاخرج ولنسائنا رب ٌ يحميهن. ويكرر الأب الشيخ رجاءه: يا بني إني قد بلغ مني الكبر مبلغه وأنت ما يزال أمامك بإذن الله متسع من العمر وما هذه بآخر نفرة تنفرها مع رسول الله فآثرني بالخروج اليوم يا سعد وأقم أنت مع نسائنا.
ويطرق سعد قليلاً ثم يخاطب أباه بأدب جم: يا أبتاه والله ما في الدنيا شيءٌ تطمع به نفسي من دونك، أما هذه فلا إنها الجنة ووالله لو كان غير الجنة لآثرتك به.
ويطول الحديث بين الأب الشيخ والابن الشاب دون جدوى فلا يجدان بداً من الاستهام فيفوز سهم سعد فيعانق أباه ويودع أهل بيته وينطلق يلحق بركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وتمضي الأيام والأب الشيخ المؤمن لا يفتأ يدعو لابنه بخير أن يرزقه الله الجنة أو النصر.. ثم لا تلبث أخبار بدر تتوالى ويأتي لخيثمة من يبشره باستشهاد ابنه سعد فلا يزيد أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، صدقت الله يا سعد فصدقك الله وإني لأرجو أن تكون فزت بالجنة.
وتتوالى الأيام والليالي وخيثمة بن الحارث لا يفتأ يذكر ابنه سعداً شهيد بدر.
وينطلق في أجواء المدينة صوت منادي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يدعو المؤمنين للنفرة إلى أحد فيسارع خيثمة يلبي النداء، فيتلقاه الرسول القائد ببسمة مشفقة.
ولكأن خيثمة يدرك ما في نفس رسوله القائد من إشفاق على شيخوخته وضعفه فيقول:
يا رسول الله والله لقد كنت حريصاً أن أنفر معك إلى بدر لكن ولدي سعداً فاز فيها من دوني فرزقه الله الشهادة والجنة ولقد رأيته البارحة في نومي وهو على أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها ويلح علي يقول:
يا أبتاه إلحق بنا ترافقنا في الجنة فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً. وإني يا رسول الله قد أصبحت مشتاقاً إلى مرافقة سعد في الجنة وقد كبرت سني ورق عظمي وأحببت لقاء ربي فخل بيني وبين أحد وادع الله لي أن يرزقني الله الشهادة فأدخل الجنة وألحق بولدي سعد.

ويرق قلب الرسول القائد لخثيمة فيدعو له بما أراد.

وحين احتدمت المعركة كان خيثمة بن الحارث يصول ويجول كأنما هو في شرخ الشباب وما زال يثخن بالكافرين الجراح ويثخنون به الجراح حتى تغلبه الجراح فيخر شهيداً في سبيل الله ويلحق بإذن الله بولده سعد في الجنة يسرح في ثمارها وأنهارها - رضي الله عنهما وأرضاهما -..

ما العبرة من هذه القصة :
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا امتك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

أخيتي بارك الله فيك

حقيقة رائعة من روائع تاريخنا الإسلامي

أسأل الله أن يستفيق شباب الأمة ورجالها ونساءها وبناتها فيدركون الطريق






شكرا لك وكل الإحترام وأول موضوع يثبت بإذن الله تعالى

محمد سوالمة
01-10-2005, 01:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على هذه الموعظة
فعلا انهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
اللهم ابرم لهذه الامة ابرام رشد يعز فيها وليك ويذل فيها عدوك
واعد لنا دولة الاسلام يا رب العالمين

سحر الليالي
16-11-2005, 05:31 PM
بارك الله فيك اختي زيدان

جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع

جعله الله في ميزان حسناتك

لك خالص ودي

زيدان سعيدة
17-11-2005, 01:37 AM
بارك الله فيك اختي زيدان

جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع



لك خالص ودي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا لك أختي سحر الليالي لمرورك عندي...
جعله الله في ميزان حسناتك...وحسنات المسلمين أجمعين
لك خالص حبي وتقديري أختك زيدان سعيدة

زيدان سعيدة
17-11-2005, 01:48 AM
" زيدان سعيدة "

مرحبا بكِ في مروج الواحة الوارفة المعطاءة

بين أهلك وعشيرتك .

جميل ذلك القصة التي تنمُ عن معاني الحب والأخلاص في سبيل الله

أنها الجنة الأبدية والنعيم الخالد

وتلك النصرت والفوز

بارك الله لكِ وفيكِ

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية مطرّزة بنسمات الفجر
أخي محمد الدسوقي... إعذرني على عدم ردي عليك لأنني لم أنتبه أرجو أن لايتكرر مني هذا...
وأجدد شكري لك أخي وتقبل مني كل التحية
أختك في الله زيدان سعيدة

زيدان سعيدة
17-11-2005, 01:57 AM
أخيتي بارك الله فيك

حقيقة رائعة من روائع تاريخنا الإسلامي

أسأل الله أن يستفيق شباب الأمة ورجالها ونساءها وبناتها فيدركون الطريق
شكرا لك وكل الإحترام وأول موضوع يثبت بإذن الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية منسمة ..للأخ عدنان الإسلام
أجدد عذري على عدم ردي علي مرورك وأتمنى أن لايتكرر مني هذا...
ولك كامل تقديري ..أختك في الله زيدان سعيدة
أمين

زيدان سعيدة
17-11-2005, 02:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على هذه الموعظة
فعلا انهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
اللهم ابرم لهذه الامة ابرام رشد يعز فيها وليك ويذل فيها عدوك
واعد لنا دولة الاسلام يا رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية عطرة للشيخ محد فاتح
كما قلت للإخوة أجدد إعتذاري وأتمنى أن لايتكرر هذا مني...
لك خالص تقديري ......أختك في الله زيدان سعيدة