تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تجارب وعظات



د. سمير العمري
22-01-2020, 07:04 PM
تجارب وعظات


الــحَــقُّ أَجْــدَرُ أَنْ يُــرَى لا الــذَّاتُ = لَــكِــنَّ مَـــا يُــغْوِي الــوَرَى لَــذَّاتُ
صَـــاغٍ إِلَــى الــنَّزَوَاتِ رَأْيُ جــنَانِهَا = وَمُــــبَــرَّرٌ فِـــي عُــرْفِــهَا الــشَّــهَوَاتُ
تَــغْــتَرُّ فِــي دُنْــيَا الــسَّرَابِ فَــيُفْتَرَى = وَيُــطَــاعُ قَــبْــلَ اللهِ فِــيــهَا الـــلَّاتُ
إِنَّـــا تَــضَارِيسُ الــنُّفُوسِ وَطَــقْسُهَا = وَعَــلَــى حُـــدُودِ مِــزَاجِهَا الْــمِيقَاتُ
مِــنْ بِــئْرِ مَــا تَــهْوَى تَصُبُّ وَتَسْتَقِي = وَمِـــنِ اسْــتِــبَاحَةِ مَــا تَــقِي تَــقْتَاتُ
يَــهْدِي إِلَــى الــدَّرْبِ الْــقَوِيمِ لِسَانُهَا = وَتَــضِــلُّ عَــمَّــا يَــدَّعِــي الْــخَــطْوَاتُ
فَــــعــلامُ تَــــدَّرِعُ الــتَّــبَسُّمَ دَمِــعَــةً = وَتَــــؤُزُّكَ الــنَّــزَعَــاتُ وَالــنَّــزغَــاتُ
يَـــا مَـــنْ تَــأَوَّلَــكَ الْــعِرَاكُ أُخُــوَّةً = وَعَــنَــتْكَ فِـــي مُــدُنِ الْــهَلاكِ نَــجَاةُ
حَــتَّــامَ يُــفْــتِي فِـــي الْــهِدَايَةِ فَــاسِقٌ = وَيَــسُوسُ عِــرْضَ الْمُحَصَّنَاتِ زُنَاةُ
وَإِلَامَ تَــسْــتَــقْذِي الــذُّبَــابَــةُ نَــحْــلَةً = وَتَــضِجُّ مِــنْ صِــرْفِ الْــهَوَاءِ رِئَاتُ
يَــكْفِيكَ بُــؤْسًا مِنْ زَمانِكَ أَنْ تَرَى = أَجْــــلَــى الْــعُــيُــونِ تَــذُمُّــهُنَّ قَـــذَاةُ
يَــكْــفِيكَ بُــؤْسًــا أَنْ يُــؤَمَّنَ فِــي دَمٍ = ذَئِـــبٌ وَأَنْ تَــرْعَى الــلُّيُوثَ الــشَّاةُ
يُــفْــتِي بِــتَــحْرِيمِ الــشَّــذَا فَـــمُ مُــنْتِنٍ = وَيُــحِــلُّ لِــلْــقَوْمِ الْــحَشِيشَ الْــقَاتُ
يَــا دَهْــرُ كَــمْ جَــرَّعْتَنَا مِــنْ غُــصَّةٍ = تُــجْــتَــرُّ مِــــنْ عَــضَّــاتِهَا الأَنَّـــاتُ
يَــا دَهْــرُ فِــيكَ الــشَّرُّ أَسْــفَرَ وَجْهُهُ = وَاشْــتَــدَّ حَــتَّــى مَــاجَتِ الأَزَمَــاتُ
فِــتَنُ الــرُّؤُوسِ عَلَى النُّفُوسِ شَدِيدَةٌ = وَدُرُوبُــهَــا فِـــي الــدَّهْــرِ مُــشْتَبِهَاتُ
الــفَضْلُ يَــقْضِي وَالــمُرُوءَةُ أَشْــرَفَتْ = وَالــسُّــخْطُ دَهْــرٌ وَالــرِّضَا لَــحَظَاتُ
وَالــصِدْقُ فَرَّ مِنَ الصُّدُورِ فَأَعْتَمَتْ = وَغَــــدَتْ ضَــمِــيرَ الأُمَّـــةِ الآلَاتُ
وَالــكُفْرُ بَــاتَ يُــعَدُّ فِــيكَ حَصَافَةً = وَالــــــوُدُّ إِلَّا نَــــــزْرَهُ قَـــتَّـــاتُ
مَــاذَا دَهَــى قِــيَمَ الرِّجَالِ أُولِي النُّهَى = هَـــلْ قَـــدْ نَــعَوا مَــجْدًا وَثُــمَّةَ مَــاتُوا
الحَالُ تُفْجِعُ لَا عَفَتْ كَفُّ الرَّدَى = طِــفْــلًا وَلَا صَـــانَ الــبِــلَادَ أُبَـــاةُ
الــمَــكْرُ صَـــفٌّ وَالــمَــكَائِدُ وَصْــفَــةٌ = وَالــــغَــدْرُ كَــــفٌّ وَالــفُــجُورُ أَدَاةُ
وَالــقَــاسِطُونَ إِلَـــى الــمَــصَالِحِ ثُــلَّــةٌ = وَالــمُــقْــسِــطُونَ قَــــلائِــلٌ وَغُــــفَــاةُ
وَالــقَوْمُ أَهْــلُ الــسُّوءِ فِــي البَلْوَى يَدٌ = وَالــصِّيدُ مِــنْ أَهْــلِ الــنَّدَى أَشْتَاتُ
لَا الــنِّــيلَ نِــيلٌ فِــي الــنَّقَاءِ فَــيُرْتَجَى = مِــنْــه الــسَّقَاءُ وَلَا الْــفُرَاتَ فُــرَاتُ
هَـــذَا أُضَــاعَ الــسَّدُّ نَــهْضَةَ مِــصْرِهِ = وَعَــلَــى ضِــفَــافِ الْآخَـــرِ الــثَّارَاتُ
وَالْــكَــعْبَةُ الْــغَــرَّاءُ دَنَّـــسَ قُــدْسَهَا = غِــــرٌّ وَأَفْــــتَــى لِــلــطُّــغَاةِ دُعَــــاةُ
وَالــشَّامُ مَــا احْــتَمَلَتْ تَغَوُّلَ جَرْوِهَا = إلّا لِــــتَــرْفَــعَ أُسْــــدَهَــا الــــرَّايَــاتُ
وَالْــجُرْحُ فِــي يَــمَنِ الــتَّوَجُعِ نَــازِفٌ = يَــرْوِي الــصُّمُودَ فَــتَى قَــضَى وَفَــتَاةُ
وَالْــقُدْسُ يــا لِــلْقُدْسِ كُــلُّ مُــتَاجِرٍ = فَـــزَّ الْأَنَـــاةَ وَمَـــا اسْــتُــفِزَّ عُـــدَاةُ
لَــوْ بُــحَّ لِــي صَوْتٌ سَتَحْرِصُ أَحْرُفِي = أَلَّا تُــــــبَــــحَّ يَــــــرَاعَــــةٌ وَدَوَاةٌ
وَإِذَا تَــهَــافَتَتِ الــنُّــفُوسُ فَــحِــكْمَتِي = قَــبَــسُ الــرُّقِــيِّ لَــمِــنْ يَــعِــي وَقَــنَاةُ
مَــا زِلْتُ أَحْسَبُ فِي الحُوَادِثِ أَنَّنِي = أّهْـــدَى بِـــاَنَّ نَــدَى الــحَلِيمِ زَكَــاةُ
وَبَـــأَنَّ حُــسْنَ الــظَّنِّ أَقْــرَبُ نِــيَّةً = حَــتَّــى دَهَــتْــنِي بِـــالأَذَى الــنِّيَّاتُ
كَــمْ عَــاقِلٍ فِــي الدَّهْرِ يَطْعَنُهُ الرَّدَى = وَيَــخُــونُــهُ أَهْــــلٌ لَــــهُ وَثِــــقَــاتُ
هُــوَ دَيْدَنٌ، لا حَدْسَ يَحْمِي العَارِفِينَ = وَقَـــدْ خَــلَــتْ مِــنْ قَــبْلِنَا الــمَثُلاتُ
تَــتَــشَابَهُ الــكَــلِمَاتُ فِـــي أَلْــفَــاظِهَا = وَتَــبَــايَــنُ الأَسْــــبَــابُ وَالــغَــايَــاتُ
وَتُــحَــلِّــقُ الأَقْــمَــارُ فِـــي أَفْــلاكِــهَا = وَتَــــفَــاوَتُ الأَقْـــدَارُ وَالــقُــدُرَاتُ
وَلِــــكُــلِّ ذِي أَرَبٍ رَوِيَّـــةُ عَــالِــمٍ = أَنَّ الــحَــيَــاةَ تَــــجَــارُبٌ وَعِــظَــاتُ
يَـــا مَـــنْ يُــحَــاوِلُ زَلَّـــةً لِــيَــسُوءَنَا = أَقْـــصِـــرْ فَـــمَـــا لِــلــمُــتَّــقِي زَلاتُ
يَــسْــعَى بِـــهِ نُـــورُ الــتُّــقَى مُــتَوَضِّئًا = فَــكَــأَنَّــهُ لِــــمَــنِ اقْــتَــدَى مِــشْــكَاةُ
مَــا ضَــاقَتِ الأَيَّــامُ بِــي مَــعْ أَهْلِهَا = إِلَّا وَعِـــنْـــدِي قُــــدْرَةٌ وَثَــــبَــاتُ
وَبِــأَنَّــنِي مَـــا مِــلْــتُ قَـــطُّ لِــرِيبَةٍ = إِلا وَعِــــنْــدِي جَــــازِمًــا إِثْــــبَــاتُ
وَالــحُــرُّ لا يُــصْــغِي لِــنَزْغَةِ مُــغْرِضٍ = وَالــحُــكْمُ لا تَــقْــضِي بِــهِ الــشُّبُهَاتُ
وَالــظَّنُّ سُــوءُ الــظَّنِّ مَحْضُ خَطِيْئَةٍ = وَالــظُلْمُ فِــي شَــرْعِ الــهُدَى ظُلُمَاتُ
يَــسْعَى الــوُشَاةُ إِلَــى الــرَّذِيلَةِ أَو بِــهَا = مَـــنْ ذَا يُــصَدِّقُ مَــا يَــقُولُ وُشَــاةُ
كَـــذِّبْ، فَــإِنْ قَــالَ الــبُغَاةُ بِــأَنَّهُمْ = مَلَكُوا الدَّلِيلَ عَلَى الأَذَى قُلْ: هَاتُوا
هَـــبْ أَنَّــهُمْ صَــدَقُوا فَــأَيُّ غَــنِيْمَةٍ = تُــجْــنَى، وَفِــيــهَا تُــهْــتَكُ الــعَــوْرَاتُ
هَـــلْ يَــشْــهَدُ الــحَــدَثَانِ إِلا أَنَّــهُــمْ = فِـــــي الــعَــالَــمِينَ أَرَاذِلٌ وَجُــــنَــاةُ
وَبِــأَنَّــهُمْ جُــنْــدُ الــغِــوَايَةِ وَالــهَــوَى = أَحْــيَاءُ لَــكِنْ فِــي الــوَرَى أَمْــوَاتُ
دَعْ مَــا يُــرِيبُكَ وَاتَّبِعْ سُبُلَ الهُدَى = هُــــوَ لِــلــنُّفُوسِ الــحَــائِرَاتِ نَــجَــاةُ
فِــي سُــورَةِ الــحُجُرَاتِ مَــنْهَجُ مُــؤْمِنٍ = فَــاخْضَعْ لِــمَا جَــاءَتْ بِــهِ الآيَــاتُ
وَاللهُ حَــسْبُكَ، لَا تُــرَعْ مِــنْ حَوْبَةٍ = فَــالــقَيْدُ فِــي هَــرَجِ الــرُّؤَى إِفْــلَاتُ
زَادُ الــسِّــبَاعِ مِـــنَ الــفَرَائسُ لَــحْمُهَا = أَمَّـــا الــضِّــبَاعِ فَــأَعْــظُمٌ وَفُــتَــاتُ
كَـــمْ مِـــنْ ثِــمَارٍ قَــدْ تَــرُوقُكَ إِنَّــمَا = مِـــــنْ لُــبِّــهَــا تَــتَــعَــفَّنُ الــثَّــمَــرَاتُ
قَــسَــمًا بِــمَــنْ يَــعْفُو إِذَا تُــبْنَا وَمَــنْ = يُــحْــيِي رَمِــيــمَ الــعَظْمِ وَهْــوُ رُفَــاتُ
لَـــنْ تَــسْــتَقِرِّ لَــنَــا ذُرَى الــدُنْيَا إِذَا = نَـــامَ الــرِّجَــالُ وَقَــامَــتِ الــنَّكِرَاتُ
أَوْ يُــرْتَجَى الــغُفْرَانَ فِي الأُخْرَى وَقَدْ = عَــفَتِ الــحُقُوقُ وَبَــانَتِ الــحُرُمَاتُ
إِنْ ضَــيَّــعَ الإِسْـــلامَ أُمَّـــةُ أَحْــمَــدٍ = فَــغَدًا تَــجِيْشُ بِــصَدْرِهَا الــحَسَرَاتُ
وَإِذَا أَقَــــامُــوا فِــــي مَــذَلَّــتِهِمْ فَــمَــا = بَــقِــيَتْ لَــدَيْهِمْ فِــي الــوُجُودِ حَــيَاةُ

احمد المعطي
23-01-2020, 07:31 AM
ها جئتُ تكتمُ غصّتي الآهاتُ
......................وتكادُ تفقدُ وَعْيَها الكلماتُ
ماذا أقولُ وهذه برُعودها
...................والبرْقُ منْ ومَضاتِها يقتاتُ؟
آلاءُ حرفٍ في القصيدةِ تمتطي
...................... وَجعاُ وتملأُ ثغرَه الأنّاتُ
ماذا أضيفُ وقدْ جَرعتُ "جِرارَها"
..................مِنْ كلِّ بيْتٍ تُجرَع الكاساتُ
بمَجازِها وبديعها وجزالةٍ
.................تزهو تسابقُ بعضَها الأبياتُ
مغزولة بكناية ألفاظُها
...................منسوجة بحريرها الآياتُ
أصبحْتُ تبْحرُ في العُبابِ سَفينتي
.............وشراعُها العَبَراتُ والدّمْعاتُ
يجتاحُني موْجُ يُمزِّقُ أحْرُفي
...........والبحرُ تخشى عَصْفَهُ الكلِماتُ
للبحرِ طقسٌ لا يُحاطُ بغورِهِ
................في كلِّ واقِعَةٍ لَهُ شطحاتُ
فلعلَّ في الأمْواجِ سِرٌّ يُرْتَجى
............واللهُ يعلَمُ ما تضْمِرُ الأوْقاتُ
:0014::vio::0014:

عبد السلام دغمش
23-01-2020, 08:50 AM
شاعرنا الكبير وأمير الواحة ..
لقد رسمت هنا خريطة الألم الذي يعتمل في النفوس السوية والقلوب البيضاء .. حين استشرى الهوى على العقل و طغت المصالح على المبادئ ..
يكفيك بؤساً أن يؤمن في دمٍ .... ذئبٌ و أن ترعى الليوث الشاةُ
يفتي بتحريم الشذا فمُ منتنٍ ... ويحلّ للقوم الحشيشَ القاتُ

ورسمت في الختام عاقبة الخذلان .
بورك الحرف .. مدرسة في الشعر ووعاءٌ للقيم .
تحياتي .

تفالي عبدالحي
24-01-2020, 04:00 PM
الله الله
قصيدة كبيرة و عظيمة .
تحياتي لك شاعرنا الكبير و شكرا لك على هذه القصيدة المتميزة.

محمد ذيب سليمان
24-01-2020, 04:38 PM
نص كبير بحجم الشعر الحقيقي
جاء محملا بالحال الذي نمر به الامة
وقد اودعتها التصوير البكر المعبر عن المشاعر بطرق شتى
والبست النص ثوب الحكمة التي لم تغادر لبنص من اول شهقة الى اخر اهة
دمت نقيا كبيرا
للتثبيت استحقاقا

ناديه محمد الجابي
24-01-2020, 08:06 PM
آه.. كم أثرت من شجون بإبداع شعري وشعوري
لقد اسقيت الحروف مرارة من غصة، وطرزتها بحزن عميق
ولكنها تقطر حكمة وروعة وبهاء ـ عميقة مؤثرة
راقية في بنائها، وعميقة في محمولها ، شامخة كروحك المحلقة
دام ألق حرفك وسحر بيانك.
:os::os:

عبدالستارالنعيمي
24-01-2020, 08:42 PM
إنها القصيدة الأقوى واللغة الأنقى فلا غيض مداد شعرك أيها الشاعر النحرير
ودمت للعلا منارا ومسارا نستنير به
هذا ثم إنك لا زلت منعما بكل خير دكتورنا سمير
مع التحية والتقدير

غلام الله بن صالح
25-01-2020, 07:07 PM
قصيدة رائعة شاعرنا الكبير
مودتي

عادل العاني
27-01-2020, 02:10 PM
لا فُضَّ فوك شاعرنا الكبير

وضعت أناملك على جراح أمة , ورسمت لوحات ناطقة بآلامها

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

براءة الجودي
29-01-2020, 09:42 PM
قصيدة جمعت زبدة الحِكَم
ورغم القهر والألم الذي يخرج من حرف الهمس التاء إلا أن الضمة أعطتها عزة ومقاومة والألف المدية قبل التاء أوحت بالنداء الجادّ للأمة بعد عبث وهزل وغفوة وغفلة طويلة
فحين نطق الألف وبعدها التأء التي تؤكد هذا النداء يكون في نطقهما معا الشعور بثبات المؤمن وإبائه وقوة وقوفه رافعا راية الحق


أبيات كثيرة وإن لم ابالغ كل بيت يستحق التأمل والتحليل وكما هو في العنوان تجارب وعظات يحق للحكمة أن تكون في كل بيت من أوله إلى آخره
وهي من القصائد المفضلة والمحببة لي كقارئة تميل إلى نوع معين من الشعر وليس بعين أو ذوق الناقد

تقديري وتحيتي لقلمك النبيل كما تعودنا عليه دوما ياأبي

آمال يوسف
30-01-2020, 11:03 PM
عظات حسنة في زمن الرداءة
نسأل الله العافية
دمت حراً مبدعاً شاعرنا القدير
تحيتي وتقديري

عدنان الشبول
01-02-2020, 07:56 AM
هنا الشعر بجميع صفاته الجميلة قد أتى
الحروف أنيقة ورشيقة ، والصور مبهرة ، والحكمة في قمتها .

حفظكم الله وبارك بكم

عبدالسلام حسين المحمدي
02-02-2020, 07:06 PM
انها ينابيع الحكمة يا صديقي

د. سمير العمري
17-02-2020, 01:42 AM
ها جئتُ تكتمُ غصّتي الآهاتُ
......................وتكادُ تفقدُ وَعْيَها الكلماتُ
ماذا أقولُ وهذه برُعودها
...................والبرْقُ منْ ومَضاتِها يقتاتُ؟
آلاءُ حرفٍ في القصيدةِ تمتطي
...................... وَجعاُ وتملأُ ثغرَه الأنّاتُ
ماذا أضيفُ وقدْ جَرعتُ "جِرارَها"
..................مِنْ كلِّ بيْتٍ تُجرَع الكاساتُ
بمَجازِها وبديعها وجزالةٍ
.................تزهو تسابقُ بعضَها الأبياتُ
مغزولة بكناية ألفاظُها
...................منسوجة بحريرها الآياتُ
أصبحْتُ تبْحرُ في العُبابِ سَفينتي
.............وشراعُها العَبَراتُ والدّمْعاتُ
يجتاحُني موْجُ يُمزِّقُ أحْرُفي
...........والبحرُ تخشى عَصْفَهُ الكلِماتُ
للبحرِ طقسٌ لا يُحاطُ بغورِهِ
................في كلِّ واقِعَةٍ لَهُ شطحاتُ
فلعلَّ في الأمْواجِ سِرٌّ يُرْتَجى
............واللهُ يعلَمُ ما تضْمِرُ الأوْقاتُ
:0014::vio::0014:



بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
وماذا يمكن القول أمام هذا الشعر الرائع من نبع الشعر الدافق دوما بالألق والعبق؟!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

د. سمير العمري
28-03-2020, 01:53 AM
شاعرنا الكبير وأمير الواحة ..
لقد رسمت هنا خريطة الألم الذي يعتمل في النفوس السوية والقلوب البيضاء .. حين استشرى الهوى على العقل و طغت المصالح على المبادئ ..
يكفيك بؤساً أن يؤمن في دمٍ .... ذئبٌ و أن ترعى الليوث الشاةُ
يفتي بتحريم الشذا فمُ منتنٍ ... ويحلّ للقوم الحشيشَ القاتُ

ورسمت في الختام عاقبة الخذلان .
بورك الحرف .. مدرسة في الشعر ووعاءٌ للقيم .
تحياتي .

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

عبدالحكم مندور
29-03-2020, 02:51 PM
تجارب وعظات


الــحَــقُّ أَجْــدَرُ أَنْ يُــرَى لا الــذَّاتُ = لَــكِــنَّ مَـــا يُــغْوِي الــوَرَى لَــذَّاتُ
صَـــاغٍ إِلَــى الــنَّزَوَاتِ رَأْيُ جــنَانِهَا = وَمُــــبَــرَّرٌ فِـــي عُــرْفِــهَا الــشَّــهَوَاتُ
تَــغْــتَرُّ فِــي دُنْــيَا الــسَّرَابِ فَــيُفْتَرَى = وَيُــطَــاعُ قَــبْــلَ اللهِ فِــيــهَا الـــلَّاتُ
إِنَّـــا تَــضَارِيسُ الــنُّفُوسِ وَطَــقْسُهَا = وَعَــلَــى حُـــدُودِ مِــزَاجِهَا الْــمِيقَاتُ
مِــنْ بِــئْرِ مَــا تَــهْوَى تَصُبُّ وَتَسْتَقِي = وَمِـــنِ اسْــتِــبَاحَةِ مَــا تَــقِي تَــقْتَاتُ
يَــهْدِي إِلَــى الــدَّرْبِ الْــقَوِيمِ لِسَانُهَا = وَتَــضِــلُّ عَــمَّــا يَــدَّعِــي الْــخَــطْوَاتُ
فَــــعــلامُ تَــــدَّرِعُ الــتَّــبَسُّمَ دَمِــعَــةً = وَتَــــؤُزُّكَ الــنَّــزَعَــاتُ وَالــنَّــزغَــاتُ

حَــتَّــامَ يُــفْــتِي فِـــي الْــهِدَايَةِ فَــاسِقٌ = وَيَــسُوسُ عِــرْضَ الْمُحَصَّنَاتِ زُنَاةُ
وَإِلَامَ تَــسْــتَــقْذِي الــذُّبَــابَــةُ نَــحْــلَةً = وَتَــضِجُّ مِــنْ صِــرْفِ الْــهَوَاءِ رِئَاتُ
يَــكْفِيكَ بُــؤْسًا مِنْ زَمانِكَ أَنْ تَرَى = أَجْــــلَــى الْــعُــيُــونِ تَــذُمُّــهُنَّ قَـــذَاةُ
يَــكْــفِيكَ بُــؤْسًــا أَنْ يُــؤَمَّنَ فِــي دَمٍ = ذَئِـــبٌ وَأَنْ تَــرْعَى الــلُّيُوثَ الــشَّاةُ
يُــفْــتِي بِــتَــحْرِيمِ الــشَّــذَا فَـــمُ مُــنْتِنٍ = وَيُــحِــلُّ لِــلْــقَوْمِ الْــحَشِيشَ الْــقَاتُ
يَــا دَهْــرُ كَــمْ جَــرَّعْتَنَا مِــنْ غُــصَّةٍ = تُــجْــتَــرُّ مِــــنْ عَــضَّــاتِهَا الأَنَّـــاتُ
يَــا دَهْــرُ فِــيكَ الــشَّرُّ أَسْــفَرَ وَجْهُهُ = وَاشْــتَــدَّ حَــتَّــى مَــاجَتِ الأَزَمَــاتُ
فِــتَنُ الــرُّؤُوسِ عَلَى النُّفُوسِ شَدِيدَةٌ = وَدُرُوبُــهَــا فِـــي الــدَّهْــرِ مُــشْتَبِهَاتُ
الــفَضْلُ يَــقْضِي وَالــمُرُوءَةُ أَشْــرَفَتْ = وَالــسُّــخْطُ دَهْــرٌ وَالــرِّضَا لَــحَظَاتُ
وَالــصِدْقُ فَرَّ مِنَ الصُّدُورِ فَأَعْتَمَتْ = وَغَــــدَتْ ضَــمِــيرَ الأُمَّـــةِ الآلَاتُ
وَالــكُفْرُ بَــاتَ يُــعَدُّ فِــيكَ حَصَافَةً = وَالــــــوُدُّ إِلَّا نَــــــزْرَهُ قَـــتَّـــاتُ
مَــاذَا دَهَــى قِــيَمَ الرِّجَالِ أُولِي النُّهَى = هَـــلْ قَـــدْ نَــعَوا مَــجْدًا وَثُــمَّةَ مَــاتُوا
الحَالُ تُفْجِعُ لَا عَفَتْ كَفُّ الرَّدَى = طِــفْــلًا وَلَا صَـــانَ الــبِــلَادَ أُبَـــاةُ
الــمَــكْرُ صَـــفٌّ وَالــمَــكَائِدُ وَصْــفَــةٌ = وَالــــغَــدْرُ كَــــفٌّ وَالــفُــجُورُ أَدَاةُ
وَالــقَــاسِطُونَ إِلَـــى الــمَــصَالِحِ ثُــلَّــةٌ = وَالــمُــقْــسِــطُونَ قَــــلائِــلٌ وَغُــــفَــاةُ
وَالــقَوْمُ أَهْــلُ الــسُّوءِ فِــي البَلْوَى يَدٌ = وَالــصِّيدُ مِــنْ أَهْــلِ الــنَّدَى أَشْتَاتُ
لَا الــنِّــيلَ نِــيلٌ فِــي الــنَّقَاءِ فَــيُرْتَجَى = مِــنْــه الــسَّقَاءُ وَلَا الْــفُرَاتَ فُــرَاتُ
هَـــذَا أُضَــاعَ الــسَّدُّ نَــهْضَةَ مِــصْرِهِ = وَعَــلَــى ضِــفَــافِ الْآخَـــرِ الــثَّارَاتُ
وَالْــكَــعْبَةُ الْــغَــرَّاءُ دَنَّـــسَ قُــدْسَهَا = غِــــرٌّ وَأَفْــــتَــى لِــلــطُّــغَاةِ دُعَــــاةُ
وَالــشَّامُ مَــا احْــتَمَلَتْ تَغَوُّلَ جَرْوِهَا = إلّا لِــــتَــرْفَــعَ أُسْــــدَهَــا الــــرَّايَــاتُ
وَالْــجُرْحُ فِــي يَــمَنِ الــتَّوَجُعِ نَــازِفٌ = يَــرْوِي الــصُّمُودَ فَــتَى قَــضَى وَفَــتَاةُ
وَالْــقُدْسُ يــا لِــلْقُدْسِ كُــلُّ مُــتَاجِرٍ = فَـــزَّ الْأَنَـــاةَ وَمَـــا اسْــتُــفِزَّ عُـــدَاةُ
لَــوْ بُــحَّ لِــي صَوْتٌ سَتَحْرِصُ أَحْرُفِي = أَلَّا تُــــــبَــــحَّ يَــــــرَاعَــــةٌ وَدَوَاةٌ
وَإِذَا تَــهَــافَتَتِ الــنُّــفُوسُ فَــحِــكْمَتِي = قَــبَــسُ الــرُّقِــيِّ لَــمِــنْ يَــعِــي وَقَــنَاةُ
مَــا زِلْتُ أَحْسَبُ فِي الحُوَادِثِ أَنَّنِي = أّهْـــدَى بِـــاَنَّ نَــدَى الــحَلِيمِ زَكَــاةُ
وَبَـــأَنَّ حُــسْنَ الــظَّنِّ أَقْــرَبُ نِــيَّةً = حَــتَّــى دَهَــتْــنِي بِـــالأَذَى الــنِّيَّاتُ
كَــمْ عَــاقِلٍ فِــي الدَّهْرِ يَطْعَنُهُ الرَّدَى = وَيَــخُــونُــهُ أَهْــــلٌ لَــــهُ وَثِــــقَــاتُ
هُــوَ دَيْدَنٌ، لا حَدْسَ يَحْمِي العَارِفِينَ = وَقَـــدْ خَــلَــتْ مِــنْ قَــبْلِنَا الــمَثُلاتُ
تَــتَــشَابَهُ الــكَــلِمَاتُ فِـــي أَلْــفَــاظِهَا = وَتَــبَــايَــنُ الأَسْــــبَــابُ وَالــغَــايَــاتُ
وَتُــحَــلِّــقُ الأَقْــمَــارُ فِـــي أَفْــلاكِــهَا = وَتَــــفَــاوَتُ الأَقْـــدَارُ وَالــقُــدُرَاتُ
وَلِــــكُــلِّ ذِي أَرَبٍ رَوِيَّـــةُ عَــالِــمٍ = أَنَّ الــحَــيَــاةَ تَــــجَــارُبٌ وَعِــظَــاتُ
يَـــا مَـــنْ يُــحَــاوِلُ زَلَّـــةً لِــيَــسُوءَنَا = أَقْـــصِـــرْ فَـــمَـــا لِــلــمُــتَّــقِي زَلاتُ
يَــسْــعَى بِـــهِ نُـــورُ الــتُّــقَى مُــتَوَضِّئًا = فَــكَــأَنَّــهُ لِــــمَــنِ اقْــتَــدَى مِــشْــكَاةُ
مَــا ضَــاقَتِ الأَيَّــامُ بِــي مَــعْ أَهْلِهَا = إِلَّا وَعِـــنْـــدِي قُــــدْرَةٌ وَثَــــبَــاتُ
وَبِــأَنَّــنِي مَـــا مِــلْــتُ قَـــطُّ لِــرِيبَةٍ = إِلا وَعِــــنْــدِي جَــــازِمًــا إِثْــــبَــاتُ
وَالــحُــرُّ لا يُــصْــغِي لِــنَزْغَةِ مُــغْرِضٍ = وَالــحُــكْمُ لا تَــقْــضِي بِــهِ الــشُّبُهَاتُ
وَالــظَّنُّ سُــوءُ الــظَّنِّ مَحْضُ خَطِيْئَةٍ = وَالــظُلْمُ فِــي شَــرْعِ الــهُدَى ظُلُمَاتُ
يَــسْعَى الــوُشَاةُ إِلَــى الــرَّذِيلَةِ أَو بِــهَا = مَـــنْ ذَا يُــصَدِّقُ مَــا يَــقُولُ وُشَــاةُ
كَـــذِّبْ، فَــإِنْ قَــالَ الــبُغَاةُ بِــأَنَّهُمْ = مَلَكُوا الدَّلِيلَ عَلَى الأَذَى قُلْ: هَاتُوا
هَـــبْ أَنَّــهُمْ صَــدَقُوا فَــأَيُّ غَــنِيْمَةٍ = تُــجْــنَى، وَفِــيــهَا تُــهْــتَكُ الــعَــوْرَاتُ
هَـــلْ يَــشْــهَدُ الــحَــدَثَانِ إِلا أَنَّــهُــمْ = فِـــــي الــعَــالَــمِينَ أَرَاذِلٌ وَجُــــنَــاةُ
وَبِــأَنَّــهُمْ جُــنْــدُ الــغِــوَايَةِ وَالــهَــوَى = أَحْــيَاءُ لَــكِنْ فِــي الــوَرَى أَمْــوَاتُ
دَعْ مَــا يُــرِيبُكَ وَاتَّبِعْ سُبُلَ الهُدَى = هُــــوَ لِــلــنُّفُوسِ الــحَــائِرَاتِ نَــجَــاةُ
فِــي سُــورَةِ الــحُجُرَاتِ مَــنْهَجُ مُــؤْمِنٍ = فَــاخْضَعْ لِــمَا جَــاءَتْ بِــهِ الآيَــاتُ
وَاللهُ حَــسْبُكَ، لَا تُــرَعْ مِــنْ حَوْبَةٍ = فَــالــقَيْدُ فِــي هَــرَجِ الــرُّؤَى إِفْــلَاتُ
زَادُ الــسِّــبَاعِ مِـــنَ الــفَرَائسُ لَــحْمُهَا = أَمَّـــا الــضِّــبَاعِ فَــأَعْــظُمٌ وَفُــتَــاتُ
كَـــمْ مِـــنْ ثِــمَارٍ قَــدْ تَــرُوقُكَ إِنَّــمَا = مِـــــنْ لُــبِّــهَــا تَــتَــعَــفَّنُ الــثَّــمَــرَاتُ
قَــسَــمًا بِــمَــنْ يَــعْفُو إِذَا تُــبْنَا وَمَــنْ = يُــحْــيِي رَمِــيــمَ الــعَظْمِ وَهْــوُ رُفَــاتُ
لَـــنْ تَــسْــتَقِرِّ لَــنَــا ذُرَى الــدُنْيَا إِذَا = نَـــامَ الــرِّجَــالُ وَقَــامَــتِ الــنَّكِرَاتُ
أَوْ يُــرْتَجَى الــغُفْرَانَ فِي الأُخْرَى وَقَدْ = عَــفَتِ الــحُقُوقُ وَبَــانَتِ الــحُرُمَاتُ
إِنْ ضَــيَّــعَ الإِسْـــلامَ أُمَّـــةُ أَحْــمَــدٍ = فَــغَدًا تَــجِيْشُ بِــصَدْرِهَا الــحَسَرَاتُ
وَإِذَا أَقَــــامُــوا فِــــي مَــذَلَّــتِهِمْ فَــمَــا = بَــقِــيَتْ لَــدَيْهِمْ فِــي الــوُجُودِ حَــيَاةُ



بداية جميلة قوية وبصمة واضحة ناصعة
لــحَــقُّ أَجْــدَرُ أَنْ يُــرَى لا الــذَّاتُ = لَــكِــنَّ مَـــا يُــغْوِي الــوَرَى لَــذَّاتُ
وأنت تنطلق لآفاق عديدة وتغوص لأعماق بعيدة وأنا طاقتي سفح ربوة وأن أقتنص الصدفات التي تأتي بها الأمواج إلى الشاطئ كشأن كثير غيري وأترك البداية بسؤال تمليه ذائقتي البسيطة لماذا إذا كنا قادرين على نصاعة البيان وسلاسة الإنسياب كما هو في معظم القصيدة نلجأ آنا إلى الغموض والتراكيب البعيدة بيد أنها سمة العصر

حَــتَّــامَ يُــفْــتِي فِـــي الْــهِدَايَةِ فَــاسِقٌ = وَيَــسُوسُ عِــرْضَ الْمُحَصَّنَاتِ زُنَاةُ
وَإِلَامَ تَــسْــتَــقْذِي الــذُّبَــابَــةُ نَــحْــلَةً = وَتَــضِجُّ مِــنْ صِــرْفِ الْــهَوَاءِ رِئَاتُ
يَــكْفِيكَ بُــؤْسًا مِنْ زَمانِكَ أَنْ تَرَى = أَجْــــلَــى الْــعُــيُــونِ تَــذُمُّــهُنَّ قَـــذَاةُ
يَــكْــفِيكَ بُــؤْسًــا أَنْ يُــؤَمَّنَ فِــي دَمٍ = ذَئِـــبٌ وَأَنْ تَــرْعَى الــلُّيُوثَ الــشَّاةُ
يُــفْــتِي بِــتَــحْرِيمِ الــشَّــذَا فَـــمُ مُــنْتِنٍ = وَيُــحِــلُّ لِــلْــقَوْمِ الْــحَشِيشَ الْــقَاتُ
يَــا دَهْــرُ كَــمْ جَــرَّعْتَنَا مِــنْ غُــصَّةٍ = تُــجْــتَــرُّ مِــــنْ عَــضَّــاتِهَا الأَنَّـــاتُ
يَــا دَهْــرُ فِــيكَ الــشَّرُّ أَسْــفَرَ وَجْهُهُ = وَاشْــتَــدَّ حَــتَّــى مَــاجَتِ الأَزَمَــاتُ


وَالــصِدْقُ فَرَّ مِنَ الصُّدُورِ فَأَعْتَمَتْ = وَغَــــدَتْ ضَــمِــيرَ الأُمَّـــةِ الآلَاتُ
وَالــكُفْرُ بَــاتَ يُــعَدُّ فِــيكَ حَصَافَةً = وَالــــــوُدُّ إِلَّا نَــــــزْرَهُ قَـــتَّـــاتُ
مَــاذَا دَهَــى قِــيَمَ الرِّجَالِ أُولِي النُّهَى = هَـــلْ قَـــدْ نَــعَوا مَــجْدًا وَثُــمَّةَ مَــاتُوا
الحَالُ تُفْجِعُ لَا عَفَتْ كَفُّ الرَّدَى = طِــفْــلًا وَلَا صَـــانَ الــبِــلَادَ أُبَـــاةُ
الــمَــكْرُ صَـــفٌّ وَالــمَــكَائِدُ وَصْــفَــةٌ = وَالــــغَــدْرُ كَــــفٌّ وَالــفُــجُورُ أَدَاةُ
وَالــقَــاسِطُونَ إِلَـــى الــمَــصَالِحِ ثُــلَّــةٌ = وَالــمُــقْــسِــطُونَ قَــــلائِــلٌ وَغُــــفَــاةُ
وَالــقَوْمُ أَهْــلُ الــسُّوءِ فِــي البَلْوَى يَدٌ = وَالــصِّيدُ مِــنْ أَهْــلِ الــنَّدَى أَشْتَاتُ
لَا الــنِّــيلَ نِــيلٌ فِــي الــنَّقَاءِ فَــيُرْتَجَى = مِــنْــه الــسَّقَاءُ وَلَا الْــفُرَاتَ فُــرَاتُ
هَـــذَا أُضَــاعَ الــسَّدُّ نَــهْضَةَ مِــصْرِهِ = وَعَــلَــى ضِــفَــافِ الْآخَـــرِ الــثَّارَاتُ
وَالْــكَــعْبَةُ الْــغَــرَّاءُ دَنَّـــسَ قُــدْسَهَا = غِــــرٌّ وَأَفْــــتَــى لِــلــطُّــغَاةِ دُعَــــاةُ
وَالــشَّامُ مَــا احْــتَمَلَتْ تَغَوُّلَ جَرْوِهَا = إلّا لِــــتَــرْفَــعَ أُسْــــدَهَــا الــــرَّايَــاتُ
وَالْــجُرْحُ فِــي يَــمَنِ الــتَّوَجُعِ نَــازِفٌ = يَــرْوِي الــصُّمُودَ فَــتَى قَــضَى وَفَــتَاةُ
وَالْــقُدْسُ يــا لِــلْقُدْسِ كُــلُّ مُــتَاجِرٍ = فَـــزَّ الْأَنَـــاةَ وَمَـــا اسْــتُــفِزَّ عُـــدَاةُ
لَــوْ بُــحَّ لِــي صَوْتٌ سَتَحْرِصُ أَحْرُفِي = أَلَّا تُــــــبَــــحَّ يَــــــرَاعَــــةٌ وَدَوَاةٌ
وَإِذَا تَــهَــافَتَتِ الــنُّــفُوسُ فَــحِــكْمَتِي = قَــبَــسُ الــرُّقِــيِّ لَــمِــنْ يَــعِــي وَقَــنَاةُ
مَــا زِلْتُ أَحْسَبُ فِي الحُوَادِثِ أَنَّنِي = أّهْـــدَى بِـــاَنَّ نَــدَى الــحَلِيمِ زَكَــاةُ
وَبَـــأَنَّ حُــسْنَ الــظَّنِّ أَقْــرَبُ نِــيَّةً = حَــتَّــى دَهَــتْــنِي بِـــالأَذَى الــنِّيَّاتُ
كَــمْ عَــاقِلٍ فِــي الدَّهْرِ يَطْعَنُهُ الرَّدَى = وَيَــخُــونُــهُ أَهْــــلٌ لَــــهُ وَثِــــقَــاتُ
هُــوَ دَيْدَنٌ، لا حَدْسَ يَحْمِي العَارِفِينَ = وَقَـــدْ خَــلَــتْ مِــنْ قَــبْلِنَا الــمَثُلاتُ
تَــتَــشَابَهُ الــكَــلِمَاتُ فِـــي أَلْــفَــاظِهَا = وَتَــبَــايَــنُ الأَسْــــبَــابُ وَالــغَــايَــاتُ
وَتُــحَــلِّــقُ الأَقْــمَــارُ فِـــي أَفْــلاكِــهَا = وَتَــــفَــاوَتُ الأَقْـــدَارُ وَالــقُــدُرَاتُ
وَلِــــكُــلِّ ذِي أَرَبٍ رَوِيَّـــةُ عَــالِــمٍ = أَنَّ الــحَــيَــاةَ تَــــجَــارُبٌ وَعِــظَــاتُ
يَـــا مَـــنْ يُــحَــاوِلُ زَلَّـــةً لِــيَــسُوءَنَا = أَقْـــصِـــرْ فَـــمَـــا لِــلــمُــتَّــقِي زَلاتُ
يَــسْــعَى بِـــهِ نُـــورُ الــتُّــقَى مُــتَوَضِّئًا = فَــكَــأَنَّــهُ لِــــمَــنِ اقْــتَــدَى مِــشْــكَاةُ
مَــا ضَــاقَتِ الأَيَّــامُ بِــي مَــعْ أَهْلِهَا = إِلَّا وَعِـــنْـــدِي قُــــدْرَةٌ وَثَــــبَــاتُ
وَبِــأَنَّــنِي مَـــا مِــلْــتُ قَـــطُّ لِــرِيبَةٍ = إِلا وَعِــــنْــدِي جَــــازِمًــا إِثْــــبَــاتُ
وَالــحُــرُّ لا يُــصْــغِي لِــنَزْغَةِ مُــغْرِضٍ = وَالــحُــكْمُ لا تَــقْــضِي بِــهِ الــشُّبُهَاتُ
وَالــظَّنُّ سُــوءُ الــظَّنِّ مَحْضُ خَطِيْئَةٍ = وَالــظُلْمُ فِــي شَــرْعِ الــهُدَى ظُلُمَاتُ
يَــسْعَى الــوُشَاةُ إِلَــى الــرَّذِيلَةِ أَو بِــهَا = مَـــنْ ذَا يُــصَدِّقُ مَــا يَــقُولُ وُشَــاةُ
كَـــذِّبْ، فَــإِنْ قَــالَ الــبُغَاةُ بِــأَنَّهُمْ = مَلَكُوا الدَّلِيلَ عَلَى الأَذَى قُلْ: هَاتُوا
هَـــبْ أَنَّــهُمْ صَــدَقُوا فَــأَيُّ غَــنِيْمَةٍ = تُــجْــنَى، وَفِــيــهَا تُــهْــتَكُ الــعَــوْرَاتُ
هَـــلْ يَــشْــهَدُ الــحَــدَثَانِ إِلا أَنَّــهُــمْ = فِـــــي الــعَــالَــمِينَ أَرَاذِلٌ وَجُــــنَــاةُ
وَبِــأَنَّــهُمْ جُــنْــدُ الــغِــوَايَةِ وَالــهَــوَى = أَحْــيَاءُ لَــكِنْ فِــي الــوَرَى أَمْــوَاتُ
دَعْ مَــا يُــرِيبُكَ وَاتَّبِعْ سُبُلَ الهُدَى = هُــــوَ لِــلــنُّفُوسِ الــحَــائِرَاتِ نَــجَــاةُ
فِــي سُــورَةِ الــحُجُرَاتِ مَــنْهَجُ مُــؤْمِنٍ = فَــاخْضَعْ لِــمَا جَــاءَتْ بِــهِ الآيَــاتُ
وَاللهُ حَــسْبُكَ، لَا تُــرَعْ مِــنْ حَوْبَةٍ = فَــالــقَيْدُ فِــي هَــرَجِ الــرُّؤَى إِفْــلَاتُ
زَادُ الــسِّــبَاعِ مِـــنَ الــفَرَائسُ لَــحْمُهَا = أَمَّـــا الــضِّــبَاعِ فَــأَعْــظُمٌ وَفُــتَــاتُ
كَـــمْ مِـــنْ ثِــمَارٍ قَــدْ تَــرُوقُكَ إِنَّــمَا = مِـــــنْ لُــبِّــهَــا تَــتَــعَــفَّنُ الــثَّــمَــرَاتُ
قَــسَــمًا بِــمَــنْ يَــعْفُو إِذَا تُــبْنَا وَمَــنْ = يُــحْــيِي رَمِــيــمَ الــعَظْمِ وَهْــوُ رُفَــاتُ
لَـــنْ تَــسْــتَقِرِّ لَــنَــا ذُرَى الــدُنْيَا إِذَا = نَـــامَ الــرِّجَــالُ وَقَــامَــتِ الــنَّكِرَاتُ
أَوْ يُــرْتَجَى الــغُفْرَانَ فِي الأُخْرَى وَقَدْ = عَــفَتِ الــحُقُوقُ وَبَــانَتِ الــحُرُمَاتُ
إِنْ ضَــيَّــعَ الإِسْـــلامَ أُمَّـــةُ أَحْــمَــدٍ = فَــغَدًا تَــجِيْشُ بِــصَدْرِهَا الــحَسَرَاتُ
وَإِذَا أَقَــــامُــوا فِــــي مَــذَلَّــتِهِمْ فَــمَــا = بَــقِــيَتْ لَــدَيْهِمْ فِــي الــوُجُودِ حَــيَاةُ

هنا
(وَيَــسُوسُ عِــرْضَ الْمُحَصَّنَاتِ زُنَاةُ) كدت أقرأها ( ويلوك) بدلا من (ويسوس)

ما أجمل وما أبهى وما أنبل القائل وما أنصع نص متألق ونفس أبية لكنك أصبت المشاعر بسهام الحقيقة للتجاوزات والشطط الذي فاق حد التوقع أو الإحتمال بورك النص وبورك قائله

د. سمير العمري
28-05-2020, 01:28 AM
الله الله
قصيدة كبيرة و عظيمة .
تحياتي لك شاعرنا الكبير و شكرا لك على هذه القصيدة المتميزة.

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

د. سمير العمري
08-09-2020, 01:52 AM
نص كبير بحجم الشعر الحقيقي
جاء محملا بالحال الذي نمر به الامة
وقد اودعتها التصوير البكر المعبر عن المشاعر بطرق شتى
والبست النص ثوب الحكمة التي لم تغادر لبنص من اول شهقة الى اخر اهة
دمت نقيا كبيرا
للتثبيت استحقاقا

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الغالي الحبيب أبا الأمين وأشكر لك تثبيت النص وقراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري