مشاهدة النسخة كاملة : البوصلة
احمد المعطي
01-02-2020, 11:10 PM
بئرٌ مُعطَّلَةٌ .. وقافلةٌ يُغازِلُها السَّرابْ
والرَّمْلُ يبْحثُ عن غُرابٍ
«ينْقُرُ» الرَّمْضاءَ كيْ
ترْتَجَّ عنْ كَلأٍ وماءْ
عنْ زمْزَم الأيامِ..
ينْبُعُ بين أضلاع اليبابْ
++++
قصْرٌ مَشيدٌ.. عنْدَهُ
تَلِدُ السَّواقي روْضَها
وتَصُبُّ في العبَثِ اللَّذيذِ سَخاءَها
ريُّ هناكَ .. وههُنا
ظمأٌ وألوانُ اغتِرابْ
++++
شمسُ الظهيرةِ.. والرِّمالْ
تتعاقَبانِ عَلى الحُفاةِ
السائرينَ معَ الظِّلالْ
تستلْهمانِ سَعيرَ نارِ الظاعِنينَ إلى المحالْ
فإلامَ تستَعِرُ الرِّمالْ
وإلى مَتى يبقى الحُفاةُ بلا نِعالْ؟
والراحلونَ معَ الكَثيبِ.. بلا رِحالْ
والبئر تفتح ثغرَها للعابرينَ
وحِينَ نَقرَبُها يغيضُ حُبورُها
وتفيضُ عَبْسًا وانتحابْ
++++
بئرٌ مُعَطَّلَةٌ على
درْبِ القوافلِ تسألُ الطرَّاقَ عنْ
ماءٍ وفي أحواضِها نَزْغُ السَّرابْ
فلترْسلوا غربانكمْ..
ولْتنقُرِ الأنقاضَ منها والترابْ
كي تشرَبَ الصحراءُ طحلُبَها
وينتَعِشَ الذُّبابْ
وتَدُبَّ دوْرَتُها الجديدة في الثَّرى
ولْترسِلِ «الكثْبانُ» زمْزمَها إلى
العطشى لينْقَشِعَ الرَّبابْ
فسَماؤكمْ حبْلى.. ولا مَطرٌ يطِلُّ برأسِهِ
منْ مَزنَةٍ
كذَبَتْ وألْقتْ حمْلَها
في بئرِ حَيرَتِكمْ فَسامَتْهُ العَذابْ
يا تائهونَ.. جهاتُكمْ
أضْحَتْ بلا نجْمٍ.. ولا شمْسٌ تَقودُ دَليلَكمْ
فالشَّرْقُ ذابَ بصمْتِهِ
وشمالُكمْ أضحى اكْتئابْ
والغرْبُ يضْحَكُ شامِتاً
وإلى الجَنوبِ جُنوبُكمْ
في الكَهْفِ تَقْرِضُها الجِهاتُ عَن المَضاجِعِ.. فارْفَعوا
قاماتِكمْ نحْوَ السَّماءِ.. البوصَلةْ
هيا استعيدوا البوصلةْ
واستحضِروا طُهْرَ الحقائقِ.. فالحَقيقةُ مُغْفَلةْ
يعلو مجامِعَها الترابْ
محمد ذيب سليمان
02-02-2020, 02:52 PM
ايها الشاعر البهي وانت تحمِّل الحروف معاني ما نمر به
بتصوير مختلف تثبت ان الاصالة تستطيبع ان تحمل تحديثا جميلا
نص رائع بنسجة ومحموله رغم انك لا تحتاج الى مديح ولكني اقول
ما أجملك
مودتي
عبدالسلام حسين المحمدي
02-02-2020, 07:08 PM
نسجت خيوطاً من نور
بوركت وبورك اليراع الذي تحمله
احمد المعطي
05-02-2020, 02:55 PM
ايها الشاعر البهي وانت تحمِّل الحروف معاني ما نمر به
بتصوير مختلف تثبت ان الاصالة تستطيبع ان تحمل تحديثا جميلا
نص رائع بنسجة ومحموله رغم انك لا تحتاج الى مديح ولكني اقول
ما أجملك
مودتي
بارك الله فيك أخي العزيز الشاعر المتألق أ. محمد وجزاك كل خير.. لا شك أنك تشهد معي ومعنا كل المبصرين أن مؤشر البوصلة انحرف عن الاتجاه الطبيعي في هذه الظروف الكعيبة التي نمر بها
نتيجة تغول القوى العالمية وتكالبها على منطقتنا حتى لم يعد بالامكان إلا المراهنة على الشعوب مقابل توجهات رسمية تخشى على مصالح جزئية لا تتقاطع للأسف مع مصالح الشعوب.
ولكن هذا قدرنا في مرحلة دقيقة يتوقف عليها مصير الأجيال القادمة من أمتنا... نسأل الله العون والمدد.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
آمال يوسف
05-02-2020, 11:32 PM
قصيدة جميلة بألفاظ بليغة ومعانٍ عميقة ثرية
كان واضحاً التأثر بالتعبيرات القرآنية واستثمارها بشكل جميل
ربما بعث على ذلك شعور الشاعر أن الأمر لم يعد في قدرة البشر وأن الله وحده كفيل بتعديل المسار
لك التحية والتقدير شاعرنا المبدع
احمد المعطي
09-02-2020, 08:13 AM
ايها الشاعر البهي وانت تحمِّل الحروف معاني ما نمر به
بتصوير مختلف تثبت ان الاصالة تستطيع ان تحمل تحديثا جميلا
نص رائع بنسجة ومحموله رغم انك لا تحتاج الى مديح ولكني اقول
ما أجملك
مودتي
أسعدك الله وأكرمك أخي وصديقي المبدع أبو الأمين..صباح الخير.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير
تفالي عبدالحي
12-02-2020, 06:35 PM
قصيدة جميلة و رائعة شاعرنا القدير.
لقد صدقتَ و أحسنتَ تحياتي لك و دام لك الشعر و الابداع.
عبدالستارالنعيمي
13-02-2020, 05:25 AM
هذا المعهود منك أيها الشاعر الهمام فلا غيض مداد شعرك بألوان البيان أخانا أحمد
ولا زلت منعما بخير مع عميم تقديري
د. سمير العمري
28-03-2020, 01:02 AM
الله الله!
جرس رائع أخي الشاعر المبدع وقصيدة مميزة بأسلوبها ومضمونها فلا فض فوك!
تقديري
عبدالحكم مندور
28-03-2020, 11:57 AM
بئرٌ مُعطَّلَةٌ .. وقافلةٌ يُغازِلُها السَّرابْ
والرَّمْلُ يبْحثُ عن غُرابٍ
«ينْقُرُ» الرَّمْضاءَ كيْ
ترْتَجَّ عنْ كَلأٍ وماءْ
عنْ زمْزَم الأيامِ..
ينْبُعُ بين أضلاع اليبابْ
++++
قصْرٌ مَشيدٌ.. عنْدَهُ
تَلِدُ السَّواقي روْضَها
وتَصُبُّ في العبَثِ اللَّذيذِ سَخاءَها
ريُّ هناكَ .. وههُنا
ظمأٌ وألوانُ اغتِرابْ
++++
شمسُ الظهيرةِ.. والرِّمالْ
تتعاقَبانِ عَلى الحُفاةِ
السائرينَ معَ الظِّلالْ
تستلْهمانِ سَعيرَ نارِ الظاعِنينَ إلى المحالْ
فإلامَ تستَعِرُ الرِّمالْ
وإلى مَتى يبقى الحُفاةُ بلا نِعالْ؟
والراحلونَ معَ الكَثيبِ.. بلا رِحالْ
والبئر تفتح ثغرَها للعابرينَ
وحِينَ نَقرَبُها يغيضُ حُبورُها
وتفيضُ عَبْسًا وانتحابْ
++++
بئرٌ مُعَطَّلَةٌ على
درْبِ القوافلِ تسألُ الطرَّاقَ عنْ
ماءٍ وفي أحواضِها نَزْغُ السَّرابْ
فلترْسلوا غربانكمْ..
ولْتنقُرِ الأنقاضَ منها والترابْ
كي تشرَبَ الصحراءُ طحلُبَها
وينتَعِشَ الذُّبابْ
وتَدُبَّ دوْرَتُها الجديدة في الثَّرى
ولْترسِلِ «الكثْبانُ» زمْزمَها إلى
العطشى لينْقَشِعَ الرَّبابْ
فسَماؤكمْ حبْلى.. ولا مَطرٌ يطِلُّ برأسِهِ
منْ مَزنَةٍ
كذَبَتْ وألْقتْ حمْلَها
في بئرِ حَيرَتِكمْ فَسامَتْهُ العَذابْ
يا تائهونَ.. جهاتُكمْ
أضْحَتْ بلا نجْمٍ.. ولا شمْسٌ تَقودُ دَليلَكمْ
فالشَّرْقُ ذابَ بصمْتِهِ
وشمالُكمْ أضحى اكْتئابْ
والغرْبُ يضْحَكُ شامِتاً
وإلى الجَنوبِ جُنوبُكمْ
في الكَهْفِ تَقْرِضُها الجِهاتُ عَن المَضاجِعِ.. فارْفَعوا
قاماتِكمْ نحْوَ السَّماءِ.. البوصَلةْ
هيا استعيدوا البوصلةْ
واستحضِروا طُهْرَ الحقائقِ.. فالحَقيقةُ مُغْفَلةْ
يعلو مجامِعَها الترابْ
ليست من اللوحات التي يمكن المرور عليها مرورا سريعا ففيها صور متعددة ملفتة وتكوينات مبدعة استخدمت فيه ريشة فنية لتقدم لقطات آسرة لي عودة لتأمل دقائقها/ دام الإبداع والتألق/ مع خالص الود والشكر
خالد صبر سالم
29-03-2020, 06:22 PM
هي حقا بئر ثرية وكريمة ولكنها معطلة لأن البوصلة هي ايضا معطلة فلم تشير الى البئر
اخي شاعرنا القدير الاستاذ احمد
كتبت نصا عميق الفكرة رائع الاسلوب
دمت بكل خير
احترامي ومحبتي
مصطفى السنجاري
29-03-2020, 11:42 PM
نفس شعري لا يملكه إلا الأفذاذ
وصور متلاحقة تترك الانبهار وترسم الدهشة
وتضمين رائع لبعض كلمات القرآن
سلام لقلبك ولقلمك وفكرك النابض بالابداع
كنت هنا أتهلم أبجدية شاعرية فريدة
سلمت سلمت يا شاعري
عبد القادر حفصاوي
30-04-2020, 03:16 PM
البوصلة..
نص قديم منقّح وفق نصكم هذا..
...
لِكُلِّ [حَيٍّ] لا مَحَالَةَ بَوْصَلَةْ..
يَعْرِفُ مِنْهَا دَرْبَهُ وَ وِجْهَتَهْ..
يبلغُ حَتْمًا مأمنهْ..
تَهْدِيهِ فِي هَذِي الحَيَاةْ..
وَسْطَ البَرَارِي المُقْفِرَةْ..
فيستعيدُ أمنهُ..
وعزّهُ..
ومنزِلهْ..
إِنْ تَسْأَلُونِي: مَا مَحَلُّ البَوْصَلَةْ؟
ما كُنْهُهَا؟ هذي الأداة الباهرةْ..
أُجِيبُكُمْ:
فِي قَلْبِ كُلٍّ بَوْصَلَةْ..
بِهَا حَبَاهُ رَبُّهُ لِيَهْدِيَهْ..
فِطْرَتُهُ النقِيَّةُ المُطَهَّرَهْ ..
لَكِنْ حَذَارِ !
فقَدْ تَطِيشُ البَوْصَلةْ..
قَدْ تَعْتَرِيهَا عِلَلٌ ..
وقدْ يَتِيه السّائرونْ ..
في هذه الدّنيا الغَرُورِ ..
المَاكِرَةْ..
...
يا أمّةً سادرةً في غيّها..
تمشي على غير هدى..
تنكّبت عن دربها..
واِطّرحت منهاجها..
أنّى لها..
أنّى لها أن تهتدي..
بغير ذاتِ البوصلةْ..
تلك التي عزّت بها أسلافها..
...
وَصَلَاحُ حَالِ [البَوْصَلَةْ]
يا أمّتي..
مُيسّرٌ وبيّنٌ..
لمنِ الإلهُ سدّدهْ..
من اِقتفى هُداهُ لن يُضيّعه..
بذا قضت آياتهُ المنزّلةْ
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir