المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشيرة



سمير الفيل
28-09-2005, 04:15 PM
مشيرة

بقلم : سمير الفيل

البنت مشيرة أم ضفيرتين صغيرتين سارحتين على الظهر ماتت اليوم .
مشيت في الجنازة البسيطة وكان قلبي يبكي ، ووجهها يلوح لي طوال المسافة الممتدة من جامع البحر التي خرج منه جثمانها وحتى قرافة الست الوالدة قرب " تعاليق شيحة ". بنت صغيرة بغمازتين ، ووجه باسم تستقر به عينان يسكنهما غيط برسيم أخضر في موسم النوار .
نعم هي البنت مشيرة ابنة خالتي خيرية التي تغلبني في المذاكرة بنباهتها ، وعيونها التي تضحك وبشرتها البيضاء حتى إنني كنت وسط الأولاد كلهم والبنات القادر أن أخطف يدها وأضعها على حافة الشباك وبجوارها يدي السمراء ، وأهتف بها : مصر والسودان ، وعلى ضحكنا تأتي خالتي خيرية بكوبين من الشاي المحلى بالسكر وروح النعناع ، تسألني : أمك فين ؟
وهو سؤال لا تنتظر إجابته إذ هي تعرف أنها لابد أن تأتي في موعدها قبل أن تبدأ حلقات المسلسل الإذاعي في الخامسة والربع مساء ، ثم تمتد السهرة والضحكات ، والفرفشة حتى موعد القرآن ، وقتها يسكت الجميع ، وكأن على رؤوسهن الطير ، وتبدأ التلاوة ، فتقوم مشيرة بدخول المطبخ لتعمل فناجين القهوة المحوجة بالحبهان ، وتكافئني بفنجان قهوة سكر زيادة ، ويكون من واجبي أن أفتح الأطلس ، واشرح لها تضاريس دول العالم التي تدرسها ، وأفهمها للمرة المليون مقتاح الخريطة : الأخضر يعني سهول ، الأزرق بحار ، البني جبال . تضحك وتقول : مفروض البني يبقى بن !
النعش فوق سيارة مكتوب عليها بخط منمنم " سيارة تكريم الإنسان " ، لكن الأكتاف شالتها داخل الخشبة وأودعوها المنحنى المعدني الأبيض . لمحتها تشير بيدها أن أجلس أمامها بالضبط كي تشرح لي محيط الدائرة ومساحتها . قال لي الأستاذ بشرى بندلي أنني لن أفهم شيئا طالما لم أحضر المنقلة والمثلث قائم الزاوية والفرجار . وصدقت نبوءته ، فحين كبرت قليلا ، وامتنعت عن ارتداء الشورت ، ودخلت الإعدادية لم أفهم مطلقا لماذا نركز بسن الفرجال على المركز ، وندور بقوس واسع يصنع هذا المحيط المنحني . كنت في رعب أن يجذبني المركز كقاع جب بلا قرار إلى عمقه المستحيل . فضلت دائما أن أكون بعيدا عن هذا المركز ، بل بذلت محاولات مستميتة كي أخترق المحيط نفسه بأي طريقة وأهرب من الدائرة اللعينة ، وقد كانت نبيهة وذكية ، تعرف أن المساحة = ط نق2، وهو الأمر الذي لم أفهمه بسهولة ، مع قانون المحيط الذي هو 2 ط نق . وظل سوء الفهم يلازمني وسوء الحظ يتبعها ، والدائم هو الدائم ولا إله إلا الله .
شقت الجنازة شارع الحدادين ، وعرصة ساحل الغلال ، في شهر رمضان كانت تنزل في هذا الزقاق تلعب بحق الورنيش القديم لعبة " الأونة " وكنت أراها تحجل بسرعة ، وتقفز برشاقة ، وأنا محمل بأطقم كراسي السفرة والحز فوق رقبتي يؤلمني ، تراني فتتوقف خجلى ثم يدب فيها روح التحدي وتكمل لعبتها ، ولما كانت أمي قد وصفتني بالمؤذي فقد كان من الخطأ ألا أفسد توقعاتها . من السهل أن أستند لجدار بيت قديم وأزحزح الكراسي واحدا واحدا بزعم أني أستريح ، وما علي كي أبدو شريرا إلا أن أمحو بقطعة البطانة التي تسند كتفي حتى لا تدمى وأوقف اللعبة .
وقتها تندفع البنات الصغيرات : والنبي .. نكمل الأونة !
وأمتنع حتى تحضر هي ، وتضع حقلي البرسيم في عيني مباشرة فأتصنع الغضب : صغيرة أنت حتى تلعبي معهن .
أشعر بالنوار يتفتح فتزهزه الدنيا ، وتطير فراشات مبرقشة وتحط على كفي : نعم صغيرة ، لكنني أطول منك .
تشب على أمشاطها فتطولني ، وتنحدر الجنازة نحو شارع البدري ببلاطاته المربعة البازلتية الصغيرة ، ونهم بأن ندخل الدرب الضيق من ناحية الحدادين فتوارب المقاهي أبوابها ويقوم الرجال ، ويصوبون السبابة في مواجهة النعش الموضوع بالسيارة ، ويتلون التشهد فيما تخفف العربات المنطلقة من سرعتها ، وتركن بجوار الطوار حتى يمر المشهد .
في ركن الحجرة وجدتها تصفف شعرها ، كنا قد كبرنا ودخلنا الثانوي ، والسطح ضاق بألعابنا القديمة ، داخت أمي في علاج سعال الصدر ، لكنها تذكرت أن أمها قد حمصت قشر الرمان ،فاندفعت نحو العش الخيزراني الأعواد وسحبت حفنة من القشر ، وذهبت به للوابور الذي أشعلته ، ثم غلت القشور ، ومدت يدها بالكوب . كان شعرها أسود ، وضفيرتاها قد طالتا وانسدلا على كتفين صغيرين ، وكانت السماء في انحدارها البعيد تذكرني بالدائرة ، ويشغلني أن يكون هناك حد للأفق . راهنتها : من يمكنه أن يجري ويجري ليبلغ الأفق ؟
قالت وهي تستعيد أسماء الأبطال في ذهنها : السندباد .
قلت وأنا بين الشك واليقين : ولا هذا أيضا . تعالي نجرب أن نبلغ الأفق . أن نطول الانحدار البعيد بأيدينا . ركضنا مسافات بعيدة ، ونال منا التعب واكتشفنا أن هناك أشياء لا يمكن أن نطولها أبدا .
تابعت الجنازة سيرها ، وصرنا في صرة الميدان الشهير ، ومن بعيد كان دكان الأب تاجر الحبوب مغلقا من سنوات بعيدة بنفس القفل الضخم النحاسي ، وقد صدأت المفصلات ، لمحت ابن عمنا الدكتور لطفي وقد جاء مغبرا من السفر ، أصبح في أول صف والشمس تلهب الوجوه ، ونداءات الباعة تأتي واهنة . كان باعة المشمش قصير العمر ، والبرقوق فاكهة الذوات ، وكانت بشائر البطيخ ، وأنا أخفي عرج خفيف يناوش قدمي .
سألتني وأنا أحمل جمجمة أخيها طالب الطب بيدي : ألا تخشى أن يطلع لك صاحبها في الليل .
تفحصت الفك واستدارة الصدغين ، ووضعتها بجوار مزهرية بها وردة قرنفل بيضاء : أنا لا أخاف . فقط لعلي حزين .
فقد كانت الأحلام تتبخر ، والحجرة الملحقة بالسطوح تكشف عن شرخ كبير في السقف والجدار . قالت لي خالتي خيرية : لو انهد البيت أين نذهب ؟
وجمت للسؤال ، والتفت للسلم الخشبي الحلزوني الذي كان يسرسب بعض التراب في تكتم شديد : لا تخافي يا خالتي .
وفي لحظات الغروب تسرب إلى قلبي شجن عظيم ، وأنا أرى الإرهاق في وجهها وهي تذاكر دروس الكلية . كانت قد انعتقت من الجغرافيا ، والأطالس ، لكنها تسأل هذه المرة عن دورة حياة الكائنات . أطلعتني على فراشة محنطة وقد كتبت اسمها باللاتينية ، ومجموعة صخور ة صلبة لها أسماء عجيبة . ضحكت في وجهي وهي تسألني : هل نصير في يوم ما مثل هذه الأشياء . قبل أن أجيب سمعنا صوت ارتطام عنيف . كانت طيارتان ورقيتان قد تشابكت خيوطهما وسقطتا فوق السطح في لحظات الغسق الشاحبة . لم أجب عن السؤال المحير فقد انهمكنا في فك الخيوط المتشابكة وتخليص الطيارتين من مشكلة صنعتها الرياح .
مدخل شارع صلاح الدين مكتظ بالباعة والدراجات والسيارات المسرعة ، تتقدم الجنازة ببطء ونهر النيل الذي خلفناه وراءنا يعكس ضوء الشمس ، وخالتي خيرية تشتكيني لأمي ، لأنها تعتقد أنني أغويت ابنها نصحي وشجعته أن يعبر النهر جيئة وذهابا ، كان رهانا قديما وقد كسبه ، حين أمسك برهان الفيومي ثيابنا ، ولما خرجنا خفنا سوء العاقبة فجلسنا نتشمس ، ولكن الجنايني طردنا فارتدينا ملابسنا على عجل ، وكشفت البقع المبتلة جريمتنا النكراء ، كان الرهان على من يستطيع أن يعبر النيل ، ويمكنه كذلك أن يحفن بيديه بعض أسماك الشبار . عبرنا بسهولة ، وتبقت المغامرة الأخيرة صعبة التحقق حتى انتزع نصحي القميص وجعل منه " شلبا " لاقتناص سمكتين . كانت الزعانف مشرعة ، والقشور الفضية تلتمع ، وقد غلبني .
وفيما كانت خالتي خيرية تكيل لي الاتهامات رأيت مشيرة تبتسم في سرها فقد عرفت أن شقيقها قد كسب الرهان ، وأصبحت في نظرها خاسرا ، ولكي أفوت عليها فرصة الشماتة والتلذذ بانهزامي أخبرت خالتي بأنه قد حصل مني على خمسين قرشا كاملة بعد عبور النهر ،ثم انطلقت اهبط السلم ممسكا بالدرابزين ، واللعنات تلاحقني ، ونظرة الانتصار رأيتها تذبل ومشيرة تحدجني بنظرة محتجة ، تمزج الصمت بالاستنكار ؛ فهي تعرف أن " علقة " ساخنة ستكون بانتظار شقيقها أما أنا فمدرب على مثل هذه الأمور . تابعتني وأنا أمرق كالسهم من السلم ، رمتني بدعائها : يا رب تموت !
اقتربنا من الجبانة ، وراح باعة السمك علي الجانبين يلمون طاولاتهم ويزحزحزنها إلى الخلف قليلا ، وقد قالت لي ، أنها اختارت أن تتزوج من مهندس معماري يعمل بالعراق ، وهي فرصة لتغير نمط حياتها . رحت أحدثها عن الحر الشديد ، وقرص الشمس الذي يلتهم البدن ، وينخر العظام . كانت مصممة ، ضحكت : العمر واحد والرب واحد .
في فرحها كانت جميلة بثوب أبيض يزيدها رقة ، وجاء نصحي وعقد حاجبيه ، ومنحني سيجارة ، فسألته عن حـُـق النشوق الذي كانت أمه تفضله . لكزني بكوعه ضاحكا ، في حين دقت الدفوف ، وشعرت أن خالتي تكاد تطير من الفرحة ، كانت أمي تزغرد ، وهي تنظر للسماء البعيدة . وقتها تذكرت الدائرة بمركزها الممعن في مشاكسته ، والمحيط الذي فشلت دائما في العثور على بداية مؤكدة له .
وفي العراق انقطعت أخبارها ، لكنني علمت أنها أنجبت البنين والبنات ، ومثلها فعلتُ .
في مرة كنت أصعد درجات بنك مصر . وجدت امرأة متلفعة في الأسود الغطيس ، كانت تشير لأحد خلفي ، نظرت ورائي لم يكن سوى الجدار ، ولوحة التعامل بالدولار تضيء بأسهم صاعدة هابطة . مددت يدي ، متسائلا في حيرة : حضرتك . تقصدينني أنا ؟
اقتربت ، وهي تعنفني : أترى خيالك ؟
كانت مشيرة بشحمها ولحمها ، وقد تغيرت كثيرا وانحنى ظهرها بعض الشيء ، وكانت معها فتاة رائعة الجمال بفستان أزرق مشغول بورود كبيرة : أنسيت مشيرة يا نساي.
سبحان الحي الواحد القيوم ، وحدبات القبور تظهر على البعد ، والخوص الأخضر في أيدي النسوة ، والبكاء الخافت يتصاعد ببطء درجة درجة . سلمت عليها بحرارة : لكنني لم أعرفك .
مالت تضم الفتاة من منكبيها : مشيرة الصغيرة .
ضحكت : بدون حقلي البرسيم .
كانت جميلة وبرسيمها أفتح قليلا ، ولم يكن النوار قد تفتح بعد ، فموسمه لم يقبل .
قلت لها وأنا أشير إلى السواد : ما بك؟
زوجي الله يرحمه مات في العراق . خبطت رأسي بكفي : البقاء لله .
وعليها نادى صراف البنك ، فتبادلنا العناوين وأرقام الهواتف التي لن تطلب أبدا ، وتقدمت السيارة حاملة الجثمان فتوقفت بجوار الطوار ، وأنزل النعش ،فحملته الأيدي بخشوع وورع ، وكان من المستحيل أن أنسى يدها وهي تربت علي حين فصلوني من الخدمة لدخولي دائرة السياسة بدون أن اعرف أن ط نق 2 غير ممكنة هناك ، حملقت في الأفق البعيد : أبتعد عن مكائدهم .
ضحكتُ والكتاكيت تتقدم نحوها وهي تصوصو ، وخالتي تقدم لي شايا قليل السكر ، وهي تشتمني : فوق لنفسك . حرام عليك أمك .
ولقد أكدت لها أن الدائرة لم تصنع كي نسجن فيها ، وأن علينا واجب دائم أن نصنع ثغرة مهما بدت ضئيلة فهي ضرورية لتحرير أرواحنا .
قالت وهي مهمومة : الحكومة ستبهدلك .
وحين جاءت أمي وذكرتني بلعبة مصر والسودان ، كانت حافة الشباك مشغولة بصبارات ونباتات زينة ، وقلل قناوي بغطيان من الفخار المحروق ، فلم نمارس لعبتنا القديمة رغم أن قلوبنا ضحكت .
اتجهنا للمدفن ، وداست أقدام المشيعين الخوص القديم الأصفر ، وتفادينا طوبات فارقت قبور قديمة ، فيما رأيت المدخل على هيئة نصف دائرة ، وسـَّـع اللحاد الحفرة بيدين مدربتين ، صرخ في الواقفين : تصريح الدفن .
امتدت يد مرتعشة ، فتح الورقة وقرأ الاسم ، بهدوء وروية كشفوا الغطاء ، وحملوا الجثمان ، ودلدلوه ، ثم أهال اللحاد التراب ، ووقف الملقن يمارس عمله ، وكانت هي مشغولة في هذا الوقت بالذات في إفهامي أن مساحة الدائرة ط نق 2 . وكان الوجع يملأ قلبي أن الأفق هناك بعيدا وبلا انتهاء ، ربما انحدرت دمعة فقد عجزت عن رؤية الصخرة وهي تسد الحفرة واللحاد يثبتها بالجبس وخليط الأسمنت ، ولقد رأيتها تلوح لي : إذهب ، سأكون بخير ، ولم يكن ممكنا إلا أن أرى حقلي البرسيم مليئان بخضرة زاهية ، وكان النوار يهتز بتأثير الريح ، وأوشكت أن أفقد اتزاني فسمعتها ، أوقن أنها لم تكن تكذب عليَّ : لقد بلغت حد الأفق . هناك نهاية مبرقشة بالتعب والزرقة يا بن خالتي .
استعدت خضرة حقلي البرسيم وأنا أمضي وحدي نحو الشوارع المأهولة بالبشر المحزونين . كنت أعرف أنك ستدركين غايتك . وضعت رأسي على كتف خالتي التي ماتت من ربع قرن مضى . قالت لي وهي تنخرط في نحيب مؤثر : لقد سبقتك إلى هناك . أنا جهزت لها الأرائك!


دمياط 19/ 5/ 2005

محمد الدسوقي
28-09-2005, 06:53 PM
" سمير الفيل "

مرحبا بك في وسط ربوع فحول الكلمة الراقية ؛

وسط هذا الزخم والأبداعية السوداء وطريقة السرد البسيطة في التفاصيل

وخلط الأدب بالبحث ؛ والرؤيا بالراي ؛ والتفاصيل بالمكان والزمان

والتشكيل الأجتماعي الفريد ؛ أسست قصة جميلة

ربما تحتاج إلى بعض الأنجازات المسيرة للحدث

أخيرا : أعبر عن أعجابي بنزيف الألم الذي ممرت به

خلال تلك القراءة

كن بخير

لك التحايا حتى تنتهي المفردة

سمير الفيل
06-01-2006, 09:54 PM
" سمير الفيل "

مرحبا بك في وسط ربوع فحول الكلمة الراقية ؛

وسط هذا الزخم والأبداعية السوداء وطريقة السرد البسيطة في التفاصيل

وخلط الأدب بالبحث ؛ والرؤيا بالراي ؛ والتفاصيل بالمكان والزمان

والتشكيل الأجتماعي الفريد ؛ أسست قصة جميلة

ربما تحتاج إلى بعض الأنجازات المسيرة للحدث

أخيرا : أعبر عن أعجابي بنزيف الألم الذي ممرت به

خلال تلك القراءة


محمد الدسوقي

أشكر لكم هذا المرور الكريم على النص ..
تمنياتي القلبية لشخصكم ..

تحياتي .

حوراء آل بورنو
09-01-2006, 10:40 PM
الأخ سمير الفيل

في دقائق طويلة قضيت مع مشيرة حياتها حتى اللحد . بارع في السرد و تتداعي الذكريات في قلب و عقل ابن خالتها .

كنت هناك معهما و مع الطرقات يجوبها الجثمان في صحبة الصور العتيقة .

بالغ تقديري .

سمير الفيل
10-01-2006, 12:32 PM
الأخ سمير الفيل

في دقائق طويلة قضيت مع مشيرة حياتها حتى اللحد . بارع في السرد و تتداعي الذكريات في قلب و عقل ابن خالتها .

كنت هناك معهما و مع الطرقات يجوبها الجثمان في صحبة الصور العتيقة .

بالغ تقديري .

حرة.


شكرا لهذه الزيارة الجميلة .
مشيرة قصة الحياة التي تنبعث من لحظات الموت الأخيرة .
كانت وليدة تجربة شخصية ، ولعل هذا النص هو الأكثر قراءا .
عيدكم سعيد.

زاهية
12-01-2006, 03:35 AM
حرة.


شكرا لهذه الزيارة الجميلة .
مشيرة قصة الحياة التي تنبعث من لحظات الموت الأخيرة .
كانت وليدة تجربة شخصية ، ولعل هذا النص هو الأكثر قراءا .
عيدكم سعيد.

نعم هذه قصة باتت معروفة
فقد قرأتها في أماكن أخرى
أهلاً بك أخي الفاضل
القاص سمير الفيل في واحة الخير
بين أهلك وذويك
دمت مبدعاً
أختك
بنت البحر

د. محمد حسن السمان
12-01-2006, 07:03 AM
سلام الله عليكم
الاخ الفاضل الاديب سمير الفيل
اغبطك ايها الاديب على هذه الرواية الجميلة القصيرة
والتي اجدت فيها رزانة السرد وجزالة اللغة , واظهرت
عمق المشاعر الانسانية بتصوير ناجح غير متكلف ,
بالإضافة الى ثقافة واسعة ترسم فيها توثيقا لثقافة
مجتمع .
نجحت ياصاحبي وانت تحملني بجمال وحنو مع مسار الحزن,
ومع وقار الكلمات والعبارات وجلال المشاهد التي صورتها
وجدتني ارفع يدي لك اكبارا واعجابا .

اخوكم
السمان

الصباح الخالدي
12-01-2006, 09:18 AM
ممتعة ياأديبنا البارع وفي عطر الكلمة بوح العطر

سمير الفيل
12-01-2006, 06:46 PM
نعم هذه قصة باتت معروفة
فقد قرأتها في أماكن أخرى
أهلاً بك أخي الفاضل
القاص سمير الفيل في واحة الخير
بين أهلك وذويك
دمت مبدعاً
أختك
بنت البحر


زاهية

أهلا بك ..
أنا هنا في الواحة منذ وقت طويل .
عيدك سعيد .

سمير الفيل
12-01-2006, 06:51 PM
اغبطك ايها الاديب على هذه الرواية الجميلة القصيرة
والتي اجدت فيها رزانة السرد وجزالة اللغة , واظهرت
عمق المشاعر الانسانية بتصوير ناجح غير متكلف ,
بالإضافة الى ثقافة واسعة ترسم فيها توثيقا لثقافة
مجتمع .



السمان.

شكرا لمرورك الكريم .
قصة كتبت في مايو الماضي .
وما زالت من أهم أعمالي على الشبكة مع " نرجس " و" تمرحنة " و " المأمورية " .
تحياتي .

سمير الفيل
12-01-2006, 06:53 PM
ممتعة ياأديبنا البارع وفي عطر الكلمة بوح العطر

الصباح.

شكرا لتفاعلكم مع النص ..
مع وعد بأعمال جديدة .

تحياتي .

د. حسين علي محمد
13-04-2006, 05:28 PM
قصة بارعة، وكفى.

سمير الفيل
14-04-2006, 08:43 PM
قصة بارعة، وكفى.

د. حسين علي محمد..

أسعدني هذا المرور الكريم .
ألف شكر .

خليل حلاوجي
14-04-2006, 10:41 PM
ترسم الحياة بفرشاة تحمل كل الالوان في آن واحد

ثم نحن نتذوق حروفك

ونضع كل لون مكانه

دمت لنا

سمير الفيل
15-04-2006, 08:58 AM
ترسم الحياة بفرشاة تحمل كل الالوان في آن واحد

ثم نحن نتذوق حروفك

ونضع كل لون مكانه

دمت لنا

خليل حلاوجي .

الحياة تعج بمشاعر وأهواء وصبوات متشابكة .
يقوم الكاتب بنقل تلك التعانقات إلى سطح الورقة بكل ألوانها : البهيجة والقاتمة .
هنا معمل الحياة الذي يمزج اللوان ونحن نقوم بفصلها أو بالتماهي معها .

ألف شكر . سعدت بحضورك الجميل.

عبلة محمد زقزوق
15-04-2006, 05:56 PM
مشيرة ...
رحمة الله عليها ، فلم يعد لنا منها إلا الذكريات وجميل الذكرى .
رائع أخي الفاضل ـ سمير الفيل
فلقد جعلتنا نتعايش مع بطلتك من المهد حتى اللحد ، حتى ظننا ...أنها منا قريبة ... فبكيناها ...
نشكرك على هذا الإمتاع القصصي الرائع ، والسرد المتمكن لتسلسل الأحداث دون تشتت في الفكر أو الرؤى .
تحياتي أديبنا الرائع .

ابراهيم خطاب
15-04-2006, 06:46 PM
الكاتب الكبير / سمير الفيل
لماذا أفسدت على متعة الإستمتاع برواية عظيمة باالفعل , المساحة والفضاء والحدث , والخيال المختزن من أرض الواقع الملموس والمحسوس , فى يدك كل معطياتة , ومع ذالك , أقسم لك , وأنا الذى لم اجيد _ بعد _ النفاق النقدى , رغم قراءتى الكثيرة , من ماركيز , جيمس جويس , آرثر ميللر, تشيكوف , الطيب صالح , منيف , الكونى و محفوظ و والقائمة طويلة أيها الجميل , أقسم لك , لم انفعل , واستمتع , وأتذوق , وأحس , بمثل ما انا فيه من هذا العمل الإبداعى الرائع و وقد تعجز كلمة الرائع عن وصف الحقيقة (قالت وهي تستعيد أسماء الأبطال في ذهنها : السندباد .
قلت وأنا بين الشك واليقين : ولا هذا أيضا . تعالي نجرب أن نبلغ الأفق . أن نطول الانحدار البعيد بأيدينا . ركضنا مسافات بعيدة ، ونال منا التعب واكتشفنا أن هناك أشياء لا يمكن أن نطولها أبدا .)
الجميل / سمير
إمنحنى بعضا من الوقت , حتى أتخلص من هذه الحالة التى أمر بها , جراء قصتك هذه , على وعد بدراسة نقدية أستخدم فيها كل أسلحتى المتاحة , أمام هذا العمل الإنسانى الرائع ,والمعبر بحق , عن سمير الفيل الإنسان قبل الفنان , تقبل منى محبتى , وشكرى العميق لمشيرة , وخالتك أم مشيرة ,وإبن خالتك , والقلل, والصبار , وشوارع دمياط , وباب القرافة , وزميلات مشيرة , وإبنة مشيرة , والبنك , وكفك المشيرة الى مصر , وذراع مشيرة الدال على السودان , ومحيط الدائرة , والمنقلة والفرجار , والمثلث القائم الزاوية ,والكراسى التى كنت تحملها , والرهان الذى خسرته فى عبور فرع نهر النيل ,وأشياء كثيرة أيها الجميل , دخلت مباشرة الى العقل الباطن و ولن تخرج , فهى مقدمة دراسة قادمة ان شاء الله , تقبل منى خالص محبتى وتقديرى لك أيها المبدع الكبير 00000 :noc: :noc:

سمير الفيل
15-04-2006, 08:04 PM
مشيرة ...
رحمة الله عليها ، فلم يعد لنا منها إلا الذكريات وجميل الذكرى .
رائع أخي الفاضل ـ سمير الفيل
فلقد جعلتنا نتعايش مع بطلتك من المهد حتى اللحد ، حتى ظننا ...أنها منا قريبة ... فبكيناها ...
نشكرك على هذا الإمتاع القصصي الرائع ، والسرد المتمكن لتسلسل الأحداث دون تشتت في الفكر أو الرؤى .
تحياتي أديبنا الرائع .

عبلة محمد زقزوق

أشكر لك هذا الكلام الجميل . نعم لنا ان نبكيها جميعا .
الماضي ينسرب من بين ايدينا فلا نملك سوى ان نسير في كل مكان للذكرى
.. علنا نقبض على الزمن الهارب .. دون جدوى ..

تحياتي لقلبك.

سمير الفيل
15-04-2006, 08:08 PM
الكاتب الكبير / سمير الفيل
لماذا أفسدت على متعة الإستمتاع برواية عظيمة باالفعل , المساحة والفضاء والحدث , والخيال المختزن من أرض الواقع الملموس والمحسوس , فى يدك كل معطياتة , ومع ذالك , أقسم لك , وأنا الذى لم اجيد _ بعد _ النفاق النقدى , رغم قراءتى الكثيرة , من ماركيز , جيمس جويس , آرثر ميللر, تشيكوف , الطيب صالح , منيف , الكونى و محفوظ و والقائمة طويلة أيها الجميل , أقسم لك , لم انفعل , واستمتع , وأتذوق , وأحس , بمثل ما انا فيه من هذا العمل الإبداعى الرائع و وقد تعجز كلمة الرائع عن وصف الحقيقة (قالت وهي تستعيد أسماء الأبطال في ذهنها : السندباد .
قلت وأنا بين الشك واليقين : ولا هذا أيضا . تعالي نجرب أن نبلغ الأفق . أن نطول الانحدار البعيد بأيدينا . ركضنا مسافات بعيدة ، ونال منا التعب واكتشفنا أن هناك أشياء لا يمكن أن نطولها أبدا .)
الجميل / سمير
إمنحنى بعضا من الوقت , حتى أتخلص من هذه الحالة التى أمر بها , جراء قصتك هذه , على وعد بدراسة نقدية أستخدم فيها كل أسلحتى المتاحة , أمام هذا العمل الإنسانى الرائع ,والمعبر بحق , عن سمير الفيل الإنسان قبل الفنان , تقبل منى محبتى , وشكرى العميق لمشيرة , وخالتك أم مشيرة ,وإبن خالتك , والقلل, والصبار , وشوارع دمياط , وباب القرافة , وزميلات مشيرة , وإبنة مشيرة , والبنك , وكفك المشيرة الى مصر , وذراع مشيرة الدال على السودان , ومحيط الدائرة , والمنقلة والفرجار , والمثلث القائم الزاوية ,والكراسى التى كنت تحملها , والرهان الذى خسرته فى عبور فرع نهر النيل ,وأشياء كثيرة أيها الجميل , دخلت مباشرة الى العقل الباطن و ولن تخرج , فهى مقدمة دراسة قادمة ان شاء الله , تقبل منى خالص محبتى وتقديرى لك أيها المبدع الكبير 00000 :noc: :noc:

ابراهيم خطاب
بعد ان كتبت هذا النص فور عودتي من مراسم تشييع الجنازة ..
بقيت فترة طويلة أمتنع عن الكتابة .
كنت اسير تلك اللحظات القاسية .
لحظات مواجهة الموت على ارضية الطفولة البعيدة لأبنة خالتي ..
.. حتى الان لا اعرف متى انتهى الواقعي وبدأ الفني .
احيانا تقودنا الكتابة للحظات وجودية فارقة .
تحية لروحك الجميلة..
تحية لقلبك الكبير .

سمير الفيل
26-02-2010, 10:20 AM
النص القصصي للرفع ..

د. سمير العمري
07-10-2010, 11:18 PM
قصة جميلة أخي الأديب وتظل أحد أساتذة هذا الفن النثري الجميل.

دمت مبدعا بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيحة الرفاعي
04-09-2014, 01:59 PM
سردية ميزة في سبك حبكتها، ومهارة اختيار لحظات الاسترجاع ترسم للمتلقي صورة عن عمر بحاله
وتوصيف لسوداوية الجنازة بخط سيرها ومعاني الأصوات والحركات على امتداد طريقها
هنا ...
عايشت شخوص القصة بانسجام تام مع انفعالات كل منهم

مبدع كاتبنا
دمت بخير

ناديه محمد الجابي
04-09-2014, 10:47 PM
ما هذا الجمال ؟؟ وما هذا السرد الساحر الأخاذ
عندما نودع إنسان يسكن الوجدان .. إنسان أحببناه وصادقناه وكان
لنا أكثر من أخ وارتبط بنا في دروب الحياة ـ فإننا نجد شريط الذكريات
التي جمعتنا به تمر أمام أعيننا مرتبطة بالزمان والمكان والأحداث.
وقد عبر هنا كاتبنا القدير .. سمير الفيل على هذا بسردية ولا أروع
بلغة سلسة تأخذك معها وتتغلغل إلى قلبك.
جعلتنا سيدي نتعرف على مشيرة في كل مراحل حياتها ونحزن مع
بطلنا على فقدها.. لم يكن هنا الكاتب يكتب قصة بقدر ما أحسست
بأنه يسجل ذكرياته الخاصة.
لقد قرأت هنا عملا إنسانيا رائعا.

ناديه محمد الجابي
26-10-2022, 12:14 PM
اسمحوا لي أن أرفع هذه القصة لنستمتع معا بقصة فنية ناضجة تحمل
سمات الإبداع وهوية التميز، وفلسفة واضحة للموت والحياة
بجمال في السرد وحبكة مكثفة محكمة ، وعفوية وحلاوة ومصداقية.
ولكم وللكاتب المبدع كل التقدير والإحترام.
:v1::nj::0014: