المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يقرأني ؟



صلاح عبدالله البنا
03-03-2020, 12:15 AM
#من_يقرأني؟
كانت أمنياتي كفراشة مهاجرة..حل الشتاء على روحها باكرا..
فغادرت تتلمس الدفء في أحضان المجهول..ترتجف جناحاها من برد الألم..
تتخبط في عتمة الحياة..تحاول أن تحط على قلب أحدهم..
فتنزلق أقدامها الهشة لترتطم بحاجز الوهم..
تصرخ..فيعلو صراخها في أعماق روحها المنهكة..
تكتمه أكف الصمت..تلملم شتاتها من دروب الشوق..
تلتف على نفسها مواسية كل ليلة..تتأمل اللهب المتقد من خلف نوافذ الحب..
تخونها دمعة..ترتعش..
يشفق على حالها غريب رآها صدفة تتأمل..دعاها..
فلبت النداء على عجل..ففي بريق عينيه حكايا كثيرة..
وعلى شفتيه ابتسامة تسلب الألباب..احتواها حتى اكتمال القمر..
غادرته حزينة..مودعة باكية..
تمنت لو أنها يوما كانت من بني البشر..
لحطت الرحال في قلبه..وما غادرته يوما..
لكن ظلت أمنياتها قتيلة خلف بابه..
تدفنها كلما حاولت النهوض
براثن المسافات..وقسوة القدر..

ناديه محمد الجابي
03-03-2020, 07:07 PM
لوحة تعبيرية متكاملة أجدت وأبدعت في صنعها
نثرية تحلق في عوالم من الجمال
لديك القدرة على جذب القارئ بأسلوبك الممتع الناطق شاعرية وألقا.
دام يراعك.
:nj::001:

صلاح عبدالله البنا
04-03-2020, 08:06 AM
أشكرك... أسعدتمونا بمروركم الكريم

أسيل أحمد
04-03-2020, 03:35 PM
نثرية بحس شاعري ـ في فضاء حرفك تحلق الرؤى والصور
سحرتني اللوحات الجميلة، ومشاعر عذبة تزاحمت بين السطور.
دام لك التألق.

صلاح عبدالله البنا
05-03-2020, 06:33 PM
ودام مروركم الكريم أخيتي.. منكم نتعلم عبق الحروف

براءة الجودي
10-03-2020, 05:58 PM
أعجبني الربط التشبيهي بين الأمنيات والفراشة المهاجرة وماتسببه من آلام إن دُفنت وتاهت واحتارت إلى أي اتجاهٍ تميل !

وقولك "تدفنها كلما حاولت النهوض براثن المسافات وقسوة القدر"
لو قلت براثن المسافات وحجر الصعوبات ، كون الظروف الصعبة كالحجر الذي تحاول تحطيمه أو إزاحته بالإرادة لإكمال طريقك أو يُمكن به التعبير عن عجزك لإزاحتك
أما القدر فهو ليس قاسيا ياأخي الكريم بقدر مايكونُ ممحّصا للإنسان فمنهم من يتقدم للأمام بشكل كبير إن قست عليه الظروف وتكالبت المصاعب واشتدّت الليالي وتآزرت الأيام ومنهم من يربض مكانه لايتحرك قدر أنملة ومنهم من يتراجع للخلف

وفاء محمود كحيل
13-03-2020, 08:45 PM
#من_يقرأني؟
كانت أمنياتي كفراشة مهاجرة..حل الشتاء على روحها باكرا..
فغادرت تتلمس الدفء في أحضان المجهول..ترتجف جناحاها من برد الألم..
تتخبط في عتمة الحياة..تحاول أن تحط على قلب أحدهم..
فتنزلق أقدامها الهشة لترتطم بحاجز الوهم..
تصرخ..فيعلو صراخها في أعماق روحها المنهكة..
تكتمه أكف الصمت..تلملم شتاتها من دروب الشوق..
تلتف على نفسها مواسية كل ليلة..تتأمل اللهب المتقد من خلف نوافذ الحب..
تخونها دمعة..ترتعش..
يشفق على حالها غريب رآها صدفة تتأمل..دعاها..
فلبت النداء على عجل..ففي بريق عينيه حكايا كثيرة..
وعلى شفتيه ابتسامة تسلب الألباب..احتواها حتى اكتمال القمر..
غادرته حزينة..مودعة باكية..
تمنت لو أنها يوما كانت من بني البشر..
لحطت الرحال في قلبه..وما غادرته يوما..
لكن ظلت أمنياتها قتيلة خلف بابه..
تدفنها كلما حاولت النهوض
براثن المسافات..وقسوة القدر..

الأخ الفاضل أ. صلاح
شكراً لهذا المداد الذي خط بكل هذا الرقي فرسم لوحة جميلة المعاني
واسعة الأفق