المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وشمٌ على شفاه الصّوت!!



جهاد بدران
06-04-2020, 09:51 PM
وشمٌ على شفاه الصّوت!!

أتقدم بخطواتي هذا العام إلى رحم القصيدة، أغرس فيها الغد بمعاول ذاكرتي المثقلة بالحنين، وهي تنقّب عن مناسك الرّوح بين لهاث الليل المظلم في انقلاب الفصول بين أنامل الزّمان.

ستولد كلّ الحروف قصائد مطر تطفئ نار الفرات. ستعلو الضحكة أمواجه، وسيندلع إكليل الفجر من كفّيه تباشير نور في موسم حصاد الشّروق،
حتى تسيل على شاطئيه تفاصيل دجلة بلا عقوق، وهي ترتّل النّخيل تراتيل مقدّسة، في سنابل تحمل أرغفة الشّمس في بطونها.. تقشّر عنها مؤامرات السّباع قبل الضّياع، ومؤتمرات الضّباع قبل الخداع.

حينها ستقبّل شفاه الشّمس وجه الأرض بعد انتهاء تجاعيد وجه النّيل الغاضب، بعد أن فتّقوا صوته في آخر جرعة صمتٍ أثملته سبع عجاف. لن يرقص النّيل بأمواجه بعد اليوم وجعاً، بعد أن قذف من زبده كلّ الغربان التي كانت تحوم حوله، وهي تقدّ شفاه صوته بوشمها المسموم. لن يمزّق الغريب قميص مياهه العذبة بعد اليوم، وقد تفتّقت أزرار شاطئيه من كثرة الحيتان التي ملأت صدره، وهي تغمد الخناجر في حنجرته.

لقد فاض حبر الصّوت من أفواه التّاريخ الممتدّ ما بين وجع النّسيان وإيقاع المسافات الباكية، في مساء يترجم بقايا صهيون على ألسنة الأرض الشّاكية، ما بين زفرة الليمون وآهات الزّعتر والدّحنون، بين أجوبة القدر الذي يشهد أسئلة المدن المكتظّة بالجنود، وبين غصن الذاكرة العالق على تفاصيل الأحلام في صمود، يلوّح للغيم ملء الضّوء وهو يفضي أسراره للأرض عند الحدود.

سأرجع للخلف خطوتين، عند أقدام الأرض الحافية أقبّلها، كي تعلّمني من أنا في عيون الفجر المكتحل بالضّياء، ومن أنا في طفولة الشمس وفي لغة السّماء، حين أتقمّص الصّمت من جوع، فلا أستطيع إعادة الماضي ولا اشتقاق بوصلة الغد، قبل أن أجتمع مع أناي في ضياعٍ يبْعثني من مرقدي حجراً لا ينطق إلّا من دماي، ولا ينزف الخطو من قدميَّ، فلا أتقن حينها من عينيَّ، إلّا عدّ النّجوم والسّهر مع الأمطار تحت تخمة الخريف الغافي في جفون الأشجار.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

عبد القادر حفصاوي
13-04-2020, 03:53 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/mwaextraedit6/extra/04.gif
نص قوي الحبك ..
في كل عبارة صورة وحكاية ..
له الله من جسد مُثخن بالجراح والألم.. لكنه مستمسك بالأمل ..

نسأل الله فرجا قريبا..

تقديري .. :0014:

ناديه محمد الجابي
14-04-2020, 01:54 PM
سأرجع للخلف خطوتين، عند أقدام الأرض الحافية أقبّلها، كي تعلّمني
من أنا في عيون الفجر المكتحل بالضّياء، ومن أنا في طفولة الشمس وفي لغة السّماء،
أنت أديبة تنبض حروفها بحب الوطن ـ تكتبين فكرا عاليا وفلسفة عظيمة في أطر ادبية نثرية ممتعة.

حين أتقمّص الصّمت من جوع، فلا أستطيع إعادة الماضي ولا اشتقاق بوصلة الغد،
قبل أن أجتمع مع أناي في ضياعٍ يبْعثني من مرقدي حجراً لا ينطق إلّا من دماي
ربما يفلح انين الصمت فيما عجز عنه الصراخ
فالأنين قابع متجذر متواصل ، ويحمل معه صداه.

بروعة الحرف، وصدق ونبل النزف نثرت الجمال هنا بجميل اللغة، وعبق المعاني.
دام ألق حرفك، ودام عزفك المتفرد.
:0014::0014:

جهاد بدران
16-04-2020, 09:16 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/mwaextraedit6/extra/04.gif
نص قوي الحبك ..
في كل عبارة صورة وحكاية ..
له الله من جسد مُثخن بالجراح والألم.. لكنه مستمسك بالأمل ..

نسأل الله فرجا قريبا..

تقديري .. :0014:


من عمق الجراح نتنفس لنقوى بالألم ويشتد الإحساس بقيمة الوطن
من قاموس اللغة تتسع الحروف بمفرداتها لتتحدث عن تاريخ لم تنتهي فصوله بعد من سلسلة تكررت أحداثها ولم يتجدد التفكير في قلع الفساد وما تيبس من قدرات وأفعال..

الأستاذ الراقي الشاعر الأديب المبدع
أ.عبد القادر حفصاوي
يسعدني جداً هذا التواجد الراقي وريّ حروفي بما هو أجمل
بورك بتواجد حرفكم ومداده النقي البديع
وقرائتكم الراقية للنص ، وحضوركم الفاخر
وفقكم الله وأسعدكم وأنار دربكم بنوره ورضاه

قوادري علي
17-04-2020, 02:02 PM
خاطرة جميلة بتفاصيلها وانسيابها ولغته الشعرية
المشبعة بالصور..
شكرا المبدعة جهاد..

جهاد بدران
27-04-2020, 08:09 PM
سأرجع للخلف خطوتين، عند أقدام الأرض الحافية أقبّلها، كي تعلّمني
من أنا في عيون الفجر المكتحل بالضّياء، ومن أنا في طفولة الشمس وفي لغة السّماء،
أنت أديبة تنبض حروفها بحب الوطن ـ تكتبين فكرا عاليا وفلسفة عظيمة في أطر ادبية نثرية ممتعة.

حين أتقمّص الصّمت من جوع، فلا أستطيع إعادة الماضي ولا اشتقاق بوصلة الغد،
قبل أن أجتمع مع أناي في ضياعٍ يبْعثني من مرقدي حجراً لا ينطق إلّا من دماي
ربما يفلح انين الصمت فيما عجز عنه الصراخ
فالأنين قابع متجذر متواصل ، ويحمل معه صداه.

بروعة الحرف، وصدق ونبل النزف نثرت الجمال هنا بجميل اللغة، وعبق المعاني.
دام ألق حرفك، ودام عزفك المتفرد.
:0014::0014:



الرائعة الراقية الأخت الحبيبة
أ.نادية محمد الجابي
ما أجمل قلمك وهو يغمس مداد حروفه بالنور، ويسكبه في كلّ أين،
تتقنين فنون القراءة بين السطور بروحك الطيبة وفكرك المضيء..
وتنثرين العبق والرياحين في سِفر الأدب من خلال الوعي التام للنصوص..
لله درك كم أنت معطاءة ونشيطة وتغدقين على الواحة بكرم عنايتك وجمال قلمك ..
شكراً لروحك الطيبة وقلمك البارع، حيث لا أملك من روحي لك الا الشكر بالرغم من نقصانه..
جزاك الله كل الخير وأضاء الله لك كل الحياة بما يرضيه ويسعدك..
مبارك عليك شهر الرحمة والبركة ..شهر الخيرات والطاعات..شهر يضيء لعباده الصائمين كل مسالك الحياة إذا ما كانت العبادة إيماناً واحتساباً لله تعالى..
تقبّل الله منا ومنكم الطاعات وأهلّ الله عليكم الشهر بالرحمة والخير والمغفرة والعتق من النار..
وفقك الله لطاعته ورعاك

براءة الجودي
28-04-2020, 01:14 AM
لقد فاض حبر الصّوت من أفواه التّاريخ الممتدّ ما بين وجع النّسيان وإيقاع المسافات الباكية

لله أنتِ ياجهاد !
عبارة تحمل كمًّا هائلا من أوجاع المؤمن عامة وفاقد لوطنه خاصة ، تنفث هذه العبارة القهر والظلم التي عانته أرض فلسطين في قرون بين ارتفاع مزامير إخوانها واستمرارية عبث شرذمة اليهود

نص أرهقته الجراح وبثت في الكلمات روحا وإحساسا عجيبا ، أسال الله النصر للمسلمين واللطف بإخواننا المستضعفين وأن يجعل البشرى أضعافا وبعد العسر يسرين

مودتي

جهاد بدران
09-11-2020, 09:29 PM
خاطرة جميلة بتفاصيلها وانسيابها ولغته الشعرية
المشبعة بالصور..
شكرا المبدعة جهاد..
أستاذنا الكبير المبدع الشاعر الراقي
أ.قوادري علي
إضاءة مشرقة بين جنبات النص من لدن قلمكم الذي نعتز به وبجمال سكبه وسبكه..
أهلا بكم في هذا الهطول النفيس الذي نثر عبق ردكم فوق خد الكلمات لتزهر من جديد..
يسعدني متابعتكم الفذة لمداد ما زال يبحث عن المزيد
شكرا لكم وجزاكم الله كل الخير على مروركم الراقي
وفقكم الله لنوره ورضاه