المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غربة رمضان



زيد الأنصاري
21-04-2020, 09:36 PM
إن جئتَ يا رمضانُ نورًا ساطعًا



ووجدتَ أبوابَ المساجدِ مُوْصَدَهْ



متسائلاً عن حالنا ومُصابنا
قلبٌ طليقٌ والشخوصُ مقيَّدَهْ

ما بالكم؟ ماذا دهاكم ياترى؟
فالداءُ يسري والجنودُ مجندَهْ

أوما علمتم أنني إن جئتُكم
تغدو الشياطينُ العتاةُ مصفَّدَهْ

ما للمساجدِ أصبحتْ مهجورةً
أبوابُها موثوقةٌ ومشدَّدَهْ

والمسجدُ المعمورُ ما فيه سوى
محرابِه وحصيرِه والأعمدَهْ

لم ألقَ فيهِ راكعًا أو ساجدًا
أو باسطًا لله بالشكوى يدَهْ

لم ألقَ صوتًا بالتلاوة صادحًا
يحيي بها العبدُ الفقيرُ تهجُّدَهْ

ما عادَ فيه صائمٌ أو عاكفٌ
ما عُدتُ أسمعُ صوتَه وتشهُّدَه

لا صوتَ، لا قرآنَ يُتلى آيُهُ
والصمتُ كالأشباحِ فيه معربدَهْ

لا ضوءَ إلا البؤسُ خيَّم حولها
والريحُ يعوي صوتُها متمرِّدَهْ

أين الدعاةُ؟ مضَوا، ورجْعُ حديثِهم
كم طاب في أذُنِ الزمانِ فردَّدَهْ

أين الأئمةُ؟ لا مجيبَ ولا صدًى
غابوا وصاروا كالسيوفِ المُغمدَهْ

أين التلاوةُ؟ كنتُ أسمعُ شدْوَها
كالطير تصدحُ في الغصونِ مغرِّدَهْ

أين التراويحُ التي مِن نورِها
تنسابُ في القلبِ السليمِ فتُسعدَهْ

أين التزاحمُ للصفوفِ ونظْمِها
صفَّ الملائكةِ الكرامِ منضَّدَهْ

عهدي بكم تتسابقون لفضلها
عهدي بكم كالشعلةِ المتوقِّدَهْ

ولكم دَوِيُّ النحلِ في جنباتِها
كلٌّ يراجع حِفظَه ليؤكِّدَهْ

شيخٌ توكأ للصلاة على العصا
فالله يرحمُ صبرَه وتجلُّدَه

طفلٌ جرى نحو الصلاة بخفَّةٍ
فأبوه علَّمه الصلاةَ وعوَّدَهْ

ذا عاجزٌ يسعى على كرسيهِ
وغلامُه بجواره كي يعضُدَهْ

ما فاته فرضٌ ولا نفلٌ فما
سمعَ النداءَ له فأخلفَ موعدَهْ

الله يرحمُه ويكتبُ أجرَهُ
ويزيده فضلاً ويهدي مقصِدَهْ

أهلاً بشهرٍ لا يُمَلُّ مقامُه
ليزيدَ من إيماننا ويجدِّدَهْ

أقبلْ فإنا ظامئون لجودِكم
لو كنتَ تعلمُ ما تُكِنُّ الأفئدَهْ

أقبل ففي كلِّ البيوتُ مساجدٌ
وجماعةٌ مشهودةٌ وموحَّدَهْ

كلٌّ حريصٌ أن يقيمّ صلاتَه
وصيامَه، فالبيتُ أصبح مسجدَهْ

في كل بيتٍ مسجدٌ وتلاوةٌ
لنوحدَ الله الرَّحيم ونعبدَهْ

إنا احتسبنا أننا سنصومُه
ونقومُه بعزائمٍ متجدِّدَهْ

كم عابدٍ لم ينقطع إيمانه
أَلِف التعبدَ خاشعًا وتعوَّدَهْ

يشتاقُ بيتَ اللهِ مِن أعماقهِ
لولا وباءٌ بالمنيَّة هدَّدَهْ

ما سار إلا والعبادةُ دأبُهُ
فيبيتُ مكدودَ الفؤادِ مسهَّدَهْ

لزم العبادةَ لا يكِلُّ ولا يَني
لله ما عانى الفتى وتكبَّدَهْ

والعبدُ يلقى في التلاوة لذةً
إنَّ التغني بالتلاوة مَحْمَدَهْ

يبقى على البرِّ الجزاءُ وينقضي
كلُّ الذي قاساهُ فيه وأجهدَهْ

عبد القادر حفصاوي
21-04-2020, 10:07 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/mwaextraedit6/extra/03.gif
لله درّك شاعرنا ..
هي الصورة الكاملة .. رسمتها لنا هنا ..
مشاهد قلّبت علينا المواجع وأفاضت المدامع / ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله..:008:
بقاع طاهرة ستبكي المؤمن يوم يغادر الدنيا كما ثبت في السنّة .. فمن حقّها أن تُبكى وأن تحنّ لها القلوب
بورك حرفك وزادك الله من فضله ..

تقديري .. /

عبدالحكم مندور
22-04-2020, 10:11 AM
أحسنت ووفيت شاعرنا الفاضل وجزاك الله خيرا وهي مشاعر تدور في وجدان كل حريص نسأل الله العافية .. تقبل خالص التقدير وأطيب التحيات

ناديه محمد الجابي
22-04-2020, 05:39 PM
لله درك شاعرنا المبدع ـ قلت فأبدعت في قصيدة من صلب الواقع وأوجاعه
مخضبة بصدق الأحساس، تنضح بالأسى وهى تصف حالنا
وقد عبرت بصدق عما في القلوب وأوصلت رسالة موجعة
في قصيدة متينة البيان، بليغة التعبير، مميزة ونبل المقصد زانها وزادها
رفع الله البلاء والوباء ـ وسلم قلبك ولسانك.
:v1::0014:

عبدالستارالنعيمي
22-04-2020, 10:54 PM
سيأتي رمضان بالخير والبركة كما عودنا والى الله المآب

لا غيض مداد شعرك أيها الشاعر النبيل زيد
وجعلها الله في ميزان حسناتك وكل عام وأنتم بخير

زيد الأنصاري
23-04-2020, 01:39 PM
شكر الله لك أخي عبدالقادر، ورحمة الله قريب.

براءة الجودي
23-04-2020, 02:38 PM
أين الدعاة مضوا ورجع حديثهم

أقبل اقبل يارمضان وأسعد القلوب ، أتقنت ونطقت عن الجميع في كل صور وأحوال رمضان الله تريدها
ونحن معك نقول أقبل رمضان لتروي القلوب الظامئة
رفع الله قدرك وزادك قوة في الإيمان والبيان

تقديري

ميسر العقاد
23-04-2020, 03:19 PM
الله الله لقلم ينساب يسكب الشهد شعرا ويطوع الكلمات لينظمها درا
جعلها الله في حسناتك لا فض فوك
تحياتي وتقديري

زيد الأنصاري
23-04-2020, 11:52 PM
ولك خالص التحية والتقدير أخي الكريم عبدالحكم.

زيد الأنصاري
25-04-2020, 04:37 PM
وسلمك الله أخت نادية، وأسأل الله أن يكشف هذه الغمة.

محمد ذيب سليمان
25-04-2020, 05:20 PM
بارك الله بك ورعاك على النص الجميل بكامل محموله من النسج والماعاني الرائعة الدالة
وبكل الاحوال يبقى لرمضان مقامه ومانته في النفوس لا يزعزعها ما حصل
والشجن والزعل على ما نحن نعيشه من ابتعاد عن المساجد وصلوات الجماعة
شكرا لك

زيد الأنصاري
26-04-2020, 12:30 AM
نعم أخي عبدالستار، سيأتي رمضان بالخير والبركة، وهذا ظننا بالله، جزاك الله خيرًا.

زيد الأنصاري
26-04-2020, 11:53 PM
ورفع الله قدرك أخت براءة، وتقبل الله دعاءك ولك بمثله.

زيد الأنصاري
28-04-2020, 09:04 PM
شكرًا لك أخي ميسر العقاد، وتقبل الله دعاءك، ولك مثله.

غلام الله بن صالح
28-04-2020, 09:26 PM
قصيدة جميلة.
دام ألق حرفك
مودتي وتقديري

زيد الأنصاري
29-04-2020, 03:42 PM
أتشرف بحضورك أستاذنا الكريم محمد ذيب سليمان، فشكر الله لك تواضعك الكريم وثناءك العطر.

زيد الأنصاري
29-04-2020, 03:43 PM
سلمك الله أخي علام الله بن صالح، ولك التقدير والاحترام.

جهاد بدران
30-04-2020, 12:14 AM
إن جئتَ يا رمضانُ نورًا ساطعًا



ووجدتَ أبوابَ المساجدِ مُوْصَدَهْ



متسائلاً عن حالنا ومُصابنا
قلبٌ طليقٌ والشخوصُ مقيَّدَهْ

ما بالكم؟ ماذا دهاكم ياترى؟
فالداءُ يسري والجنودُ مجندَهْ

أوما علمتم أنني إن جئتُكم
تغدو الشياطينُ العتاةُ مصفَّدَهْ

ما للمساجدِ أصبحتْ مهجورةً
أبوابُها موثوقةٌ ومشدَّدَهْ

والمسجدُ المعمورُ ما فيه سوى
محرابِه وحصيرِه والأعمدَهْ

لم ألقَ فيهِ راكعًا أو ساجدًا
أو باسطًا لله بالشكوى يدَهْ

لم ألقَ صوتًا بالتلاوة صادحًا
يحيي بها العبدُ الفقيرُ تهجُّدَهْ

ما عادَ فيه صائمٌ أو عاكفٌ
ما عُدتُ أسمعُ صوتَه وتشهُّدَه

لا صوتَ، لا قرآنَ يُتلى آيُهُ
والصمتُ كالأشباحِ فيه معربدَهْ

لا ضوءَ إلا البؤسُ خيَّم حولها
والريحُ يعوي صوتُها متمرِّدَهْ

أين الدعاةُ؟ مضَوا، ورجْعُ حديثِهم
كم طاب في أذُنِ الزمانِ فردَّدَهْ

أين الأئمةُ؟ لا مجيبَ ولا صدًى
غابوا وصاروا كالسيوفِ المُغمدَهْ

أين التلاوةُ؟ كنتُ أسمعُ شدْوَها
كالطير تصدحُ في الغصونِ مغرِّدَهْ

أين التراويحُ التي مِن نورِها
تنسابُ في القلبِ السليمِ فتُسعدَهْ

أين التزاحمُ للصفوفِ ونظْمِها
صفَّ الملائكةِ الكرامِ منضَّدَهْ

عهدي بكم تتسابقون لفضلها
عهدي بكم كالشعلةِ المتوقِّدَهْ

ولكم دَوِيُّ النحلِ في جنباتِها
كلٌّ يراجع حِفظَه ليؤكِّدَهْ

شيخٌ توكأ للصلاة على العصا
فالله يرحمُ صبرَه وتجلُّدَه

طفلٌ جرى نحو الصلاة بخفَّةٍ
فأبوه علَّمه الصلاةَ وعوَّدَهْ

ذا عاجزٌ يسعى على كرسيهِ
وغلامُه بجواره كي يعضُدَهْ

ما فاته فرضٌ ولا نفلٌ فما
سمعَ النداءَ له فأخلفَ موعدَهْ

الله يرحمُه ويكتبُ أجرَهُ
ويزيده فضلاً ويهدي مقصِدَهْ

أهلاً بشهرٍ لا يُمَلُّ مقامُه
ليزيدَ من إيماننا ويجدِّدَهْ

أقبلْ فإنا ظامئون لجودِكم
لو كنتَ تعلمُ ما تُكِنُّ الأفئدَهْ

أقبل ففي كلِّ البيوتُ مساجدٌ
وجماعةٌ مشهودةٌ وموحَّدَهْ

كلٌّ حريصٌ أن يقيمّ صلاتَه
وصيامَه، فالبيتُ أصبح مسجدَهْ

في كل بيتٍ مسجدٌ وتلاوةٌ
لنوحدَ الله الرَّحيم ونعبدَهْ

إنا احتسبنا أننا سنصومُه
ونقومُه بعزائمٍ متجدِّدَهْ

كم عابدٍ لم ينقطع إيمانه
أَلِف التعبدَ خاشعًا وتعوَّدَهْ

يشتاقُ بيتَ اللهِ مِن أعماقهِ
لولا وباءٌ بالمنيَّة هدَّدَهْ

ما سار إلا والعبادةُ دأبُهُ
فيبيتُ مكدودَ الفؤادِ مسهَّدَهْ

لزم العبادةَ لا يكِلُّ ولا يَني
لله ما عانى الفتى وتكبَّدَهْ

والعبدُ يلقى في التلاوة لذةً
إنَّ التغني بالتلاوة مَحْمَدَهْ

يبقى على البرِّ الجزاءُ وينقضي
كلُّ الذي قاساهُ فيه وأجهدَهْ




لله دركم من حروف موجعة أثقلت كاهلنا وحوّلت قبلة الفكر نحو التدبر في غربة نعيشها في ظل رمضان..
القصيدة وعنوانها/ غربة رمضان/ كانت لوحة فنية مختصرة مغموسة بماء الذهب وقد تغشّتها كل المشاعر حتى ترقرقت الدموع في مجملها..
قصيدة موجعة منسوجة بواقع الحال المؤلم، وقد تزركشت بألوان مختلفة في وصف ما آل إليه الحال في تغيير واقع رمضان بسبب ما انتاب الكون من وباء هو بحد ذاته ابتلاء أراده الله للبشرية جمعاء كي يعيد للأرض اتزانها بعد أن وصلت بالفساد التخمة، أراد الله أن تغتسل الأرض من الآثام المتراكمة، ومن أنفاس البشر الملوثة، كي يعيد لها ماء وجهها، ويعيد لها نضارتها..
فقد أنذر الله عباده من قبل هذه الأيام بالصحوة والتوبة والعودة لكتابه تدبراً وخشية لا حفظا وقراءة دون فهم وعمل، حذرنا الله من سوء العاقبة إذا ما ازداد الفساد وكثرت المعاصي في الأرض والتي هي مم اكتسبته أيدي الناس،
أراد الله أن يعيدنا لأنفسنا، لبيوتنا، لأسرتنا، لقلوبنا، لفكرنا، لنعيد تدبر أمورنا بطريقة جديدة وبمنظار جديد وبزاوية رؤيا تعيدنا لتغيير عاداتنا للأفضل ونعود لأحضان الأسرة لتكون هي مساجد للعبادة بعد الجفاء والبعد الذي اكتنفته البيوت من غربة وهجرة..
لم يكن هذا الوباء وما حلّ بالأرض من انقلاب، إلا وفيه خيراً لأمتنا العربية والإسلامية، لم يكن هذا الوباء الا تدبيراً من الله كي يمهّد لحكم الإسلام وانتشاره على أبعد حد، كي يكشف خزي الدول الكبرى ومطامعها وضعف حكمها والمادية الاقتصادية وتلاعبها المادي بالبشرية دون حسابها للإنسانية، أرادها الله أن تتعرى بظلمها وطواغيتها لشعوبها كي تنخسف بجبروتها أسفل سافلين كما خسف الله فرعون بماله وملكه..
وهذه إشارة من الله خير، كي تعمر البيوت بذكر الله وتعود القلوب بالرهبة والخشية والتدبر مع حلول شهر الله ورحمته ومغفرته وعتق الصائمين فيه من النار..
لننظر لهذه الأزمة على أنها قدر الله الطيب وما فيه من الخير، لنكن مع التفاؤل للمستقبل القريب بدحر الظلم عن الأرض وانتهائه بحكم الشريعة الإسلامية وعودة اتزان الأرض وصفاء حال الأمة بعد أن ذاقت من غصص السنين لوعات كثيرة..

هذه القصيدة البارعة المتقنة بنظمها وما تحمل من دلالات عظيمة برغم وجعها إلا إنها تحمل نفحات التدبر والخشية، وتحمل دروساً وعبراً تقدر بكتب عديدة، فاض منها الجمال والدهشة والروعة، وخاصة من خلال القافية التي تحمل الدال والهاء الساكنة، والتي تدل على آهات الوجع الصادرة من الأعماق وجبّ المشاعر الحية.. وما ترتبت عليها من تراكيب متقنة بمعاني جليلة تليق بشهر الله وفضل الشهر العظيم..

الشاعر الكبير الراقي المبدع
أ.زيد الأنصاري
لقد أتحفتمونا بلوحة فنية ماهرة التنسيق، كانت بمثابة صحوة للضمائر الغافية والمستترة والحاضرة كي نتدبر واقعنا بعيون الأمل وتجديد الإيمان والتوبة..
جزاكم الله كل الخير على الحكم والموعظة وجعلها الله في ميزان حسناتكم
تقبل الله طاعاتكم وغفر الله لكم ورحمكم ورضي عنكم في الدنيا والآخرة
وفقكم الله لنوره وصالح العمل..
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

زيد الأنصاري
30-04-2020, 08:44 PM
أقف عاجزًا أمام هذا الأسلوب النقدي الماتع.
جزك الله خيرًا أخت جهاد، وأشرف بتفضلك بالتعليق على القصيدة.

د. سمير العمري
28-05-2020, 12:41 AM
الله المستعان أخي الحبيب ولا حول ولا قوة إلا بالله!
نسأل الله أن يفرج عن الأمة الهم وأن يعيد علينا نعمة الأمن والإيمان وعمارة بيوته!
قصيدة جميلة ومعبرة كالعادة فلا فض فوك!

تقديري