عادل العاني
25-06-2020, 03:04 PM
عند السكون الوقوف
نشر الشاعر الكبير فوزات زكي الشيخة قصيدة مطلعها :
لَــمْ يَـعُـدْ فِــي وَاحَـتِـي إِلَّا الـفُتُوْرْ .. وَكَـــأَنَّ الأَرْضَ مَـــا عَـــادَتْ تَـــدُوْرْ
وأردت من خلالها استعراض أمرين:
الأول: بحر القصيدة ووزنها العروضي
الثاني: تسكين الأعاريض (المقبوضة أو المكفوفة)
بحر القصيدة ووزنها العروضي:
من الملاحظ أن بحر القصيدة هو بحر الرمل وكما هو معروف أن وزنه حسب دائرة المجتلب:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
لكن الشعراء العرب سابقا لم يستخدموا الأعاريض إلا محذوفة وضربها الأول سالم أي:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن * فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
أما ضربها الثاني فهو الضرب المقصور بكف فاعلاتن وتسكين الحرف السادس المتحرك أي:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن * فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتْ
ونعلم أنه في التصريع يمكن أن تأتي العروضة نمقصورة أيضا كالضرب (فاعلاتْ)
لكن شاعرنا استمر في إيقاع وزن المطلع فجاءت الأعاريض كلها مقصورة كالضروب.
وأسجل الملاحظات التالية:
1 – سبق وتطرقت لوزن الرمل بأعاريض سالمة من الحذف ونظم عدد من الشعراء على هذا الوزن مما يعني استساغتهم للوزن بأعاريض سالمة من الحذف, مما يؤكد أن الذائقة لدى الشعراء المعاصرين قد تطورت واختلفت عمن سبقهم من الشعراء.
2 – مادمنا تقبلنا الرمل بأعاريض سالمة يمكن تقبل أن تكون الأعاريض مكفوفة بل أن الكف في تفعيلة فاعلاتن في المجزوء أجازها العروضيون الأوائل وهذا يسري إذن على الأعاريض السالمة من الحذف.
3 – واعتمادا على ما ورد في 2 , يعني جواز مجيء الأعاريض (فاعلاتُ) مع الضروب السالمة أو الضروب المقصورة.
4 – الشاعر في قصيدته التزم بكف كافة الأعاريض في القصيدة , بل وزاد عليها أنه سكن أواخرها أي جعلها مقصورة كالضروب, وهذا سأتطرق له لاحقا.
تسكين الأعاريض المقبوضة أو المكفوفة:
سبق وأن طرحت موضوعا يتعلق ببحر المتقارب وإشكالاته العروضية , وتطرقت فيه لما أجازه العروضيون الأوائل أن تأتي الأعاريض مقبوضة أي بحذف الخامس الساكن فتأتي على وزن (فعولُ) واعترضت على صحة هذا الأمر للسبب التالي:
- العرب لم تكن تقف على متحرك بل على ساكن , ولذا بما أن الشطر الأول ينتهي بمتحرك عند قبض العروضة ولأن الشطر هو نصف البيت يلزم السكوت عند آخره إلا إذا كان بيتا مدورا, وهذا يعني أن العروضة ستلفظ (فعولْ) وليس ( فعولُ)
- إحدى قواعد بناء الشعر العربي أن تقف على ساكن في الأعاريض والضروب أو يتم إشباع الحركة خاصة في الضروب والأعاريض في التصريع, لكنه في غير التصريع فالإشباع لا يجوز, والتسكين واجب.
- الشاعر فوزات سكن الأعاريض وحتى لو حرّك أواخرها فلن تلفظ الحركات لمخالفة ذلك لسان العرب. ومن خلال النقاشات على ما طرحته من موضوع عن المتقارب نظمت أيضا مقطوعة على المتقارب بأعاريض مقبوضة (مقصورة لفظا) بعنوان (عند السكون الوقوف)
والحقيقة حين نشر الشاعر الكبير فوزات ظننت يتكلم نيابة عني وكأنه اطلع سابقا على الموضوع, ويسرني أن أحيي شاعرنا الكبير فوزات على قصيدته ومبادرته والتي اتفق بها دون علمه مع ما سبق وطرحته قبل سنوات.
ويمكن الإطلاع على الموضوع والنقاشات التي دارت حوله على الرابط المرفق, وأنا على استعداد أيضا لأي نقاش وحوار حول الموضوع.
تحياتي وتقديري
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?81305-%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D 9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%AF&highlight
نشر الشاعر الكبير فوزات زكي الشيخة قصيدة مطلعها :
لَــمْ يَـعُـدْ فِــي وَاحَـتِـي إِلَّا الـفُتُوْرْ .. وَكَـــأَنَّ الأَرْضَ مَـــا عَـــادَتْ تَـــدُوْرْ
وأردت من خلالها استعراض أمرين:
الأول: بحر القصيدة ووزنها العروضي
الثاني: تسكين الأعاريض (المقبوضة أو المكفوفة)
بحر القصيدة ووزنها العروضي:
من الملاحظ أن بحر القصيدة هو بحر الرمل وكما هو معروف أن وزنه حسب دائرة المجتلب:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
لكن الشعراء العرب سابقا لم يستخدموا الأعاريض إلا محذوفة وضربها الأول سالم أي:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن * فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
أما ضربها الثاني فهو الضرب المقصور بكف فاعلاتن وتسكين الحرف السادس المتحرك أي:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن * فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتْ
ونعلم أنه في التصريع يمكن أن تأتي العروضة نمقصورة أيضا كالضرب (فاعلاتْ)
لكن شاعرنا استمر في إيقاع وزن المطلع فجاءت الأعاريض كلها مقصورة كالضروب.
وأسجل الملاحظات التالية:
1 – سبق وتطرقت لوزن الرمل بأعاريض سالمة من الحذف ونظم عدد من الشعراء على هذا الوزن مما يعني استساغتهم للوزن بأعاريض سالمة من الحذف, مما يؤكد أن الذائقة لدى الشعراء المعاصرين قد تطورت واختلفت عمن سبقهم من الشعراء.
2 – مادمنا تقبلنا الرمل بأعاريض سالمة يمكن تقبل أن تكون الأعاريض مكفوفة بل أن الكف في تفعيلة فاعلاتن في المجزوء أجازها العروضيون الأوائل وهذا يسري إذن على الأعاريض السالمة من الحذف.
3 – واعتمادا على ما ورد في 2 , يعني جواز مجيء الأعاريض (فاعلاتُ) مع الضروب السالمة أو الضروب المقصورة.
4 – الشاعر في قصيدته التزم بكف كافة الأعاريض في القصيدة , بل وزاد عليها أنه سكن أواخرها أي جعلها مقصورة كالضروب, وهذا سأتطرق له لاحقا.
تسكين الأعاريض المقبوضة أو المكفوفة:
سبق وأن طرحت موضوعا يتعلق ببحر المتقارب وإشكالاته العروضية , وتطرقت فيه لما أجازه العروضيون الأوائل أن تأتي الأعاريض مقبوضة أي بحذف الخامس الساكن فتأتي على وزن (فعولُ) واعترضت على صحة هذا الأمر للسبب التالي:
- العرب لم تكن تقف على متحرك بل على ساكن , ولذا بما أن الشطر الأول ينتهي بمتحرك عند قبض العروضة ولأن الشطر هو نصف البيت يلزم السكوت عند آخره إلا إذا كان بيتا مدورا, وهذا يعني أن العروضة ستلفظ (فعولْ) وليس ( فعولُ)
- إحدى قواعد بناء الشعر العربي أن تقف على ساكن في الأعاريض والضروب أو يتم إشباع الحركة خاصة في الضروب والأعاريض في التصريع, لكنه في غير التصريع فالإشباع لا يجوز, والتسكين واجب.
- الشاعر فوزات سكن الأعاريض وحتى لو حرّك أواخرها فلن تلفظ الحركات لمخالفة ذلك لسان العرب. ومن خلال النقاشات على ما طرحته من موضوع عن المتقارب نظمت أيضا مقطوعة على المتقارب بأعاريض مقبوضة (مقصورة لفظا) بعنوان (عند السكون الوقوف)
والحقيقة حين نشر الشاعر الكبير فوزات ظننت يتكلم نيابة عني وكأنه اطلع سابقا على الموضوع, ويسرني أن أحيي شاعرنا الكبير فوزات على قصيدته ومبادرته والتي اتفق بها دون علمه مع ما سبق وطرحته قبل سنوات.
ويمكن الإطلاع على الموضوع والنقاشات التي دارت حوله على الرابط المرفق, وأنا على استعداد أيضا لأي نقاش وحوار حول الموضوع.
تحياتي وتقديري
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?81305-%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A5%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D 9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%AF&highlight