المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة



صديق الحلو
15-07-2020, 06:46 PM
الدهشة الاولي
صديق الحلو
من يتذكر سفره الأول. مثل العطر كان جمالها سحرا لايوصف. صفاء.
يتوهج الفم بالإبتسام فيعبر الوجه عن الود وصلا لاينقطع. وعند النوم كانت تجيئه إرقا طويلا كالليل. كان يراها أمجد يصهل ويصطخب. تطلع الامواج وتنزل يتأرجح أفقه. وتكون همته وقت ذاك عالية. قرأ في عيني صفاء إجابات الأسئلة وحيرة العالم وثورة السودان في ديسمبر. وعندما يتلاقي الخوف والشوق وتنفتح المصادفات المواتية يهدأ التوتر الفرح. قال لها امجد لماذا تنجذب الفراشة للورد؟
قالت له صفاء:يا السايق الفيات....قوم بي واخد سنده بالدرب التحت...
امجد .محمد خلف واحمد..كانت تتصارع فيهم الأزمنة. أزمنة ماقبل التحضر مع التمرد والعصيان .في حضور صفاء البهي تخلت الفراشات عن التحليق وكفت العصافير عن الغناء. كانت أمام الغزل الجريء ذي الرحيق تتدفق كالريح مابين الريف والبندر. تتأوه الارض العطشي عند نزول المطر. وامجد يستعيد من الجسد حرارة الإنفعال. كلما يلتقيها ينظر اليها بنظرات الوله. تلك النظرات الحارة المتأججة بآهات العشق. إنتهي زمن الرسائل المعطرة والمناديل ذات القلب الذي يخترقه سهم وحيد. وصارت الرسائل الآن sms باردة ومعتقة. امجد كان وسيما جدا كالحلم...يكتب الشعر ويعشق كل البنات ويتصدر المظاهرات التي تهتف بإسقاط النظام في الخرطوم. كان الزواحف يديرون الوطن بعقلية إتحاد الطلبة. والجاك يطلق عنتريات لاتنتهي. لذلك اصابهم الفشل الذريع. انهم ضفادع يختبئون داخل الارض ويملأون الليل بالضجيج. كان امجد يحلم بالحرية ويقول الشعر في الليالي المقمرة. داهمه العسعس فتشوا غرفة نومه بعثروا خلايا ذاكرته. جنات احلامه. بحثوا تحت الوسائد وفي الدواليب المغلقة. جمعوا دواوين درويش وامل دنقل وروايات بركة ساكن وحمور وقصص محمد خير واحرقوها...انغرس شيء كالأسي لضياع العمر الجميل. عندما يضرب الحقد في القلب المقهور تنمو أشجار المقت زهورا سوداء. قال احمد ل محمد خلف عندما تنضج تعرف كيف تصطاد لحظات الحياة الممتلئة بالحرارة. إختفت حكاياتنا الرائعة مثل حكايات الماضي التي غابت عن عقول شباب البلد منذ أمد طويل. قال امجد الروح الحية تأخذ من الحياة وتعطيها .أفعل ماترغبه فالعمر قصير. قال محمد خلف في المجتمعات غير المطمئنة ترتفع الأسوار وتعلوها أسلاك شائكة. وبلدنا الآن في حالة مخاض. عندما ينام الوهم علي فراش الواقع تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن. الزهو ينمو حتي صار طاؤوسا ملونا...تذكر ذلك امجد عندما كانت صفاء كالضوء تحرق كل القلوب الصبية. كانوا يريدون أن يكون المولود الاول ولدا وسيما كالصباح الندي. ممشوقا كالسيف ومزمجرا كالبمبان والرصاص المطاطي . كان يريدها أن تري الدنيا كما يراها هو. الحياة هي دائما أشياء قليلة. من الصعب أن تتحمل إنسانا لوقت أطول مما ينبغي. عندما تفقد لمسات الأيدي دفئها وتتلاشي إستيهامات الحب. عندها الرماد كال حماد. وعدم الصبر يولد الضيق. كان امجد يتقلص مثل ثوب ويخلع نفسه من جسد الوجود. والسأم يأكل كل الأشياء التي يكسوها. الحب لايحتمل وجود غريم. طلقة طائشة إخترقت قلب امجد في فض الاعتصام وهو يحمي الترس. وإنتهت بذلك صفحة من صفحات المجد.تلاشت نزوات البشر المعلقة بين السمو والإنحطاط. إنتحبت صفاء بحجم الكون كله. عزاؤها أن امجد كان يزور نومها كل ليلة. يدخل في أحلامها ويتوهج مثل نجمة. ثم ينغرس فيها كشهاب .

ناديه محمد الجابي
15-07-2020, 09:25 PM
ما بين النظرات المتأججة بآهات العشق، وبين المظاهرات التي
تهتف بإسقاط نظام الحكم في الخرطوم..
كان أمجد يحلم بالحرية ـ ولكن استطاعت طلقة طائشة أن تخترق
قلب أمجد في فض الإعتصام لتنهي صفحة من صفحات المجد.
نص بهي بلغة قوية وتعابير ملفتة تركيبا وصورا
نص جميل زاخر بالمعاني في قصة رائعة أسلوبا وسردا وحبكة
فشكرا لك.
:hat::001::hat:

لي ملاحظات:
1ـ طلبت منك سابقا عندما تكتب قصة قصيرة إنزلها بأسمها دون ان تكتب قصة قصيرة
2ـ قلت لك سابقا من قوانين الواحة أن لا تنزل في اليوم الواحد أكثر من نص وقد انزلت اليوم نصين في
(قضايا أدبية وثقافية) .
3 ـ طلبت منك أن تتكرم بالرد على من يهتم بنصوصك ، ولكنك لم ترد على اي موضوع.
ولك تحياتي وتقديري.
:os::os:

سحر أحمد سمير
27-07-2020, 09:06 AM
انكسرت أحلامه باغتياله ..و من فيض الأيام أتت صفاء ملأت فؤاده بنافلة الحب ؛ فرغم انطفاء نبراس حياته اشتعلت أسئلة الفقدان على هيئة بث نداءات قلبها المشتاق..

نص بديع أستاذ صدّيق الحلو ؛

كل عام و أنت بخير