المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إغماضة دامعة



سحر أحمد سمير
25-07-2020, 09:55 AM
في غياهب الرّعب رقدّت على المذبح كقربان تلاشت أطرافه و صارت اللغة عبئا على لساني ، أستحضرها اضطرارا و لا أجدني أمضي فيها قدما .

في اختفاء النّور ، بينما تلك العيون الحمراء تنبئ بجريمتي التي طوقتني حين انسللت من البيت في ظلمة الليل ؛ لم أصرخ بل تسارعت زفراتي حينما بدّت يده ملوثة بدماء ضحاياه و أنيابه التي لا تعرف سوى طقوس الذّبائح، و فمه الذي ينفث نارا مشتعلة تجذبني من خاصرتي في غير رحمة و تدفع بقدمي إلى الموت ..

يا إلهي لِمَ جُمعت يدي إلى صدري عنوة ؟

كفّ يدك عني أيها الغول ؛ سأستغيث ..لن تصيب جسمي كما تعوّدت مع ضحاياك.

زمجر الغول ( لن أبرح مكاني و لن أدعك ، الصّائد ينتظر صيده الثّمين) ، لم يمضِ إلى سرداب كهفه و إنما لفّني بذراعيه المشعرتين و أنا أنتحب وظللت في مكاني متحجرة كتمثال من الصّخر ..

هزّني هزّة عنيفة بعدما ذاق من خوفي البغيض و عرف قوّة قبضته و قد نفرت شرايين جبينه من حدّة إصراره ..كشّر في وجهي و رّن صوته الهادر كفاكِ انتفاضا ، أنتِ في حضني و مدّ يده تحت الوسادة وسحب منديلا مطرزا بالورد ليمسح عني دموعي الغزيرة .

ثم توقف برهة و همس في أذني ( نقطة ضعفي دموعكِ ابنتي لن أقصّ عليكِ قصّة الغول بعد اليوم) ..
*********

نحن معلّقون بالوهم كأرجوحة تتمايل في ظلام الهواجس ؛ يستهلك البشر قبل أن يكونوا محاربين ذوي جَلْد ..

ذكّرتني قصة أستاذة نادية محمد الجابي (لحظات من رعب ) بذكرى لم تنم مذ فُتحت أذني لروايات أبي رحمة الله عليه و صوته الذي حلّق بي في فضاء الخيال وكان أقرب إلى الحقيقة ..

لكِ حبيبتي أ. نادية باقة ورد وتحيّة احترام ..

كل عام وأنتِ بخير ؛ عيد مبارك مقدما..

عبد السلام دغمش
25-07-2020, 11:02 AM
قصة جميلة أديبتنا ..
كان وصفاً حبس الانفاس قبل أن تنطلق للنهاية المحببة .
رحم الله الوالد .
كل التحيات المباركة للأخت الأديبة نادية .

تقديري .

محاربين ذوي جلد

سحر أحمد سمير
25-07-2020, 11:28 AM
قصة جميلة أديبتنا ..
كان وصفاً حبس الانفاس قبل أن تنطلق للنهاية المحببة .
رحم الله الوالد .
كل التحيات المباركة للأخت الأديبة نادية .

تقديري .

محاربين ذوي جلد

مرحبا بك في لحظات من الرعب ..لا ترحل بدون ترك قصة عايشتها أستاذ عبد السلام رافقتك فيها المخاوف و الرّهبة ..لا مجال للهرب:v1:
رحم الله جميع موتى المسلمين..

كل عام وأنت بخير أستاذ عبد السلام دغمش

تحيّتي و احترامي

ناديه محمد الجابي
25-07-2020, 06:27 PM
قد نروي للأطفال ليلا حكايات لإسكات فوضويتهم تارة، أو حتى لإخافتهم
وإخماد ثورة نشاطهم الليلي بسيرة ( الغول) الذي سوف يلتهمهم إذا لم يخلدوا للنوم
فنبث الرعب في قلوبهم من حيث لا ندري.
مشهد مرعب برعت في التعبير عنه بمقدرة عالية لا يقدر عليها إلا من يمتلك سعة
الخيال، وروعة التصوير، وقوة التعبير، وأبدعت ببراعة في نقل الحدث
بتصاعد درامي مؤثر ومميز.
وما أجمل أن تمتد يد الأب في حنان لتمسح دموع الخوف ، وتعيد للقلب الأمان.
رحم الله والدك .. وشكرا على قصتك الجميلة
وكل عام وأنت بألف خير .. عيدك مبارك.
:pr::0014::pr:

سحر أحمد سمير
26-07-2020, 09:00 AM
قد نروي للأطفال ليلا حكايات لإسكات فوضويتهم تارة، أو حتى لإخافتهم
وإخماد ثورة نشاطهم الليلي بسيرة ( الغول) الذي سوف يلتهمهم إذا لم يخلدوا للنوم
فنبث الرعب في قلوبهم من حيث لا ندري.
مشهد مرعب برعت في التعبير عنه بمقدرة عالية لا يقدر عليها إلا من يمتلك سعة
الخيال، وروعة التصوير، وقوة التعبير، وأبدعت ببراعة في نقل الحدث
بتصاعد درامي مؤثر ومميز.
وما أجمل أن تمتد يد الأب في حنان لتمسح دموع الخوف ، وتعيد للقلب الأمان.
رحم الله والدك .. وشكرا على قصتك الجميلة
وكل عام وأنت بألف خير .. عيدك مبارك.
:pr::0014::pr:
أسعدني حضورك وكلمتك الطيبة ..عيد مبارك علينا وعليكِ غاليتي..

تحيّتي و احترامي

عبدالحكم مندور
26-07-2020, 03:20 PM
قلم أديبة مبدعة صور فأبدع وانتهت بإشراقة ود وذكرى ..اللهم ارحم الوالد وأسكنه فسيح جناته واجعل من دعائنا لهم نورا ورحمة

سحر أحمد سمير
27-07-2020, 08:13 AM
قلم أديبة مبدعة صور فأبدع وانتهت بإشراقة ود وذكرى ..اللهم ارحم الوالد وأسكنه فسيح جناته واجعل من دعائنا لهم نورا ورحمة

اللهم آمين ؛ أشكر لك حضورك الراقي و رأيك المغدق ..

دمت نبيلا كريما أستاذ عبد الحكم مندور؛ كل عام و أنت بخير

تحيّتي و احترامي

آمال المصري
17-09-2020, 01:23 AM
بدأت القصة برعب حقيقي يجعلنا نكمم الأنفاس ونحن نتابع معك
لتغيري مسار النص للاتجاه المعاكس ليعود كل منا للحظة شبيهة ماخلت منها الحياة
ربما ياسحر لأسباب مثيلة أبتعد عن الحكايا الأسطورية المرعبة لأحفادي خاصة عندما وجدت أحدهم ذات يوم يختبئ ملتحفا بغطائه قبل أن يخلد للنوم حتى تعثر عليَّ نزع غطائه وكان المبرر حتى لا يأكلني ( العو )
لغة باذخة وسرد متقن وحبكة قوية ونهاية جميلة ياساحرة الحرف والفكر
رحم الله والدك وأسكنه الجنة
دمت بهذا البهاء
ولك محبتي التي تعلمين

عماد هلالى
17-09-2020, 09:08 AM
قصة جميلة وفكرتها قويّة , أغلب تفكيرنا مبني على مخاوف لا أساس لها , وتغذّت هذه المخاوف ممّا نسمعه ونشاهده من محيطنا في الطفولة , شكرا بارك الله فيك

سحر أحمد سمير
26-09-2020, 04:19 PM
بدأت القصة برعب حقيقي يجعلنا نكمم الأنفاس ونحن نتابع معك
لتغيري مسار النص للاتجاه المعاكس ليعود كل منا للحظة شبيهة ماخلت منها الحياة
ربما ياسحر لأسباب مثيلة أبتعد عن الحكايا الأسطورية المرعبة لأحفادي خاصة عندما وجدت أحدهم ذات يوم يختبئ ملتحفا بغطائه قبل أن يخلد للنوم حتى تعثر عليَّ نزع غطائه وكان المبرر حتى لا يأكلني ( العو )
لغة باذخة وسرد متقن وحبكة قوية ونهاية جميلة ياساحرة الحرف والفكر
رحم الله والدك وأسكنه الجنة
دمت بهذا البهاء
ولك محبتي التي تعلمين

صدقتِ حبيبتي ..يتأثر الطفل بالحكايا الأسطورية و يعيش بين الخيال و الواقع في لحظات تجمع بين كل الإنفعالات و المشاعر ...
الروعة في حضورك الراقي و عطر أنفاسك ماما آمال ..
رحم الله والديكِ و أسكنهم الفردوس الأعلى ..

محبتي و قبلاتي فوق الجبين

سحر أحمد سمير
26-09-2020, 04:24 PM
قصة جميلة وفكرتها قويّة , أغلب تفكيرنا مبني على مخاوف لا أساس لها , وتغذّت هذه المخاوف ممّا نسمعه ونشاهده من محيطنا في الطفولة , شكرا بارك الله فيك
أسعدني مرورك الراقي و رأيك الذي أضاف إلى نصي المتواضع عمقا و جمالا ..
لك أسمى تحية و فائق الاحترام

أسيل أحمد
26-09-2020, 07:17 PM
كثيرا ما يتأثر الطفل بالقصص المرعبة والأحداث المخيفة فترسخ في وعيه وتأتيه في منامه
على شكل كوابيس مرعبة وأحلام مزعجة.
وما أجمل اليد الحانية التي تمتد لتعيد الدفء والطمأنينة بكل الحب والحنان.
رحم الله الوالد وأسكنه فسيح جناته ـ وشكرا لك على قصة أكثر من رائعة
لغة وأسلوبا ووصفا وتصويرا مما جعلنا نحبس الأنفاس.
دام ألقك وإبداعك.

وليد مجاهد
10-10-2020, 10:30 AM
قرأت في هذا الموضوع قصة جميلة أجادت فيها الكاتبة وصف لحظات الرعب من الغول في قصص قبل النوم
شكرا على هذا الجمال

سحر أحمد سمير
29-11-2020, 08:40 AM
كثيرا ما يتأثر الطفل بالقصص المرعبة والأحداث المخيفة فترسخ في وعيه وتأتيه في منامه
على شكل كوابيس مرعبة وأحلام مزعجة.
وما أجمل اليد الحانية التي تمتد لتعيد الدفء والطمأنينة بكل الحب والحنان.
رحم الله الوالد وأسكنه فسيح جناته ـ وشكرا لك على قصة أكثر من رائعة
لغة وأسلوبا ووصفا وتصويرا مما جعلنا نحبس الأنفاس.
دام ألقك وإبداعك.
أشكرك أستاذة أسيل أحمد على دعمك الدائم و حضورك الرائع ..
تحيّتي و باقة ورد :0014:

سحر أحمد سمير
29-11-2020, 08:42 AM
قرأت في هذا الموضوع قصة جميلة أجادت فيها الكاتبة وصف لحظات الرعب من الغول في قصص قبل النوم
شكرا على هذا الجمال

أسعدني مرورك الكريم أستاذ وليد مجاهد ..
دمت كريما نبيلا،
تحيّتي و احترامي