تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شهرزاد \ قصة قصيرة



ابتسام اسماعيل شاكوش
03-10-2005, 11:23 AM
شهرزاد


ساد الصمت , و تحدثت شهرزاد على الملأ , لا لم تتحدث بشيء , وما كان هنالك من أحد , لقد قمعت وقطع لسانها منذ أمد بعيد , طاح منها القلم وما بقي لديها سوى الظلمة وهذا الكيبورد تركض أصابعها بعصبية بين أزراره , لتنفث ما يعتمل في صدرها من الحرائق , هي الآن في طريقها إلى قلعة نجم مواصلة البحث عن خالد
قفار تتلوها قفار تتلو قفارا , وينهض الفرات من خلفها بكتفيه , مهيبا جليلا , ظامئا يبحث عن قطرة كرامة في أرض عبرها هارون الرشيد وصلاح الدين
الديس يزحف حثيثا في غير بيئته , غادر مدرجات الجبال , مسافرا إلى هنا ليلحق بقلعة نجم قبل وصول شهرزاد مكرسا نفسه رمزا جديدا للسلام .
نجم , الأمير صاحب القلعة , راقد هناك في جدث دارس على مقربة , أسلم جسده للتراب بعدما بنى من حول مرقده أقواس نصر بعقود حجرية بديعة تشف عما كان يسكن نفسه من الجمال ومن العنفوان .
الأمير صاحب القلعة ترك أقواسه من حوله مرصعة بصور نافرة لسيوف مشرعة , تقف بثبات في وجه زحف الديس , الديس أو توت العليق , أو أسماء كثيرة ,و المسمى واحد ,نبات يستوطن حواشي الحقول منتظرا أي إهمال من راعي الأرض ليهجم بحباله الشائكة فيغطي الخصب ويجعله ملاذا ومأوى للثعالب والخنازير البرية , لقد أقسم الأمير نجم قبل أن يسلم الروح بألا يهادن غاصبا ولا يسالم , قسمه يتطاول على قسم الزير سالم , ووصية من سبقوه تبز وصية كليب بن مرة
الديس يزحف بأغصانه حتى يكاد يلامس أسوار القلعة , يمد أماليده الناعمة الخضراء مناورا ثم يشهر الأشواك , فيسقط العابرين في شراكه , يدمي أجسادا ويمزق ثيابا فيكشف عريا ويسفح دما , ترى من سوى خالد وأتباعه يقدر على الوقوف في وجه طوفان الديس ؟
أفل نجم الأمير وبقيت مبانيه رسوما تشهد على التاريخ .
تشهد على التاريخ ؟ شهرزاد لا تصدق شهادة الحجارة , تريد خالد ,القائد الأعلى لجيش الأمير نجم , إنسان العصر القادم من غياهب التاريخ حاملا في عقله كل تقنيات الحاضر لتشكو له ... شهرزاد نسيت موضوع شكواها , غامت في ذاكرتها الكلمات والأسماء , لكن خالد يعرف ما تريد قوله , يفهم لغة لسانها المقطوع , لذلك اطمأنت , ستلتقيه هناك , داخل القلعة , في ضيافة الأمير , ستتمسك بأذياله وتستصرخه, بلوعة فتاة عمورية , موقنة أنها سوف تجد لديه من الشهامة ما يفوق شهامة المعتصم وأن مضيفه لا يقل عنه حماسة ورجولة , سوف يلتفت إليها بدهشة وأصابع يديه ما زالت تتنقل بخفة بين أزرار الحاسوب .
الوقت فقط هو عدوها الآن , يجب عليها إخضاعه والانتصار عليه قبل وصول الديس إلى حيث أرادوا له الوصول ,راحت تتأمل المشاهد على جانبي مسارها , تغذ المشي حافية غير عابئة بالشوك ولا بالحصباء ,حجر ناتئ يعلو سطح الطريق يصدم قدمها فتنكب على وجهها , خدشت أنفها رائحة القار المنبعثة من تحت التراب حيث تستقر مخازنه التي ما وصلتها يد الإنسان بعد , فتحت عينيها بدهشة من أفاق من حلم , مسحت بنظرة سريعة بيوت القرية القريبة وقد شمخت أمام أبوابها تلال من أقراص الروث المجفف وقودا للشتاء القادم , الوقت قصير , ورسالتها جد هامة , لا ينبغي لها الوقوف أو التوقف ,لا بأس بوجع قدمها , سيذوب بين الخطوات , تابعت المسير , خيام البدو انحسرت عن جوار الماء نائية بنفسها عن مشاهد وموائد مستديرة تدور محاورها حول الماء , الهضاب قبيل القلعة تحني ظهورها موطئا لكل عابر , تابعت المسير , المخافر ها هنا أفواه درداء مفتوحة للريح , تعمل بالبلع دون المضغ , تابعت المسير , الزواحف المعدنية تلقي بحمولتها من الأجساد المعروقة في ماء الفرات وتقعي على الشط كاتمة اللهاث مستسلمة للانتظار , الشمس تجري لمستقر لها عكس وجهة شهرزاد , النهار ينسلخ عن الليل في نهاية الأفق , خشيت أن يدركها الظلام , تابعت المسير , جيوش النمل تسعى لرزقها بين فتات الموائد , لا تعبأ بنورس يبسط جناحيه بكسل واضح فوق صفحة النهر.. وتوقفت .
الخيمة الرابضة عند أقدام القلعة مثل كلب حراسة هرم تتثاءب عن بضع زجاجات من المياه الغازية , ورجلين ناعسين يشربان الشاي البارد , تجاوزتها بسرعة , وراحت ترتقي الدرب الصاعد إلى باب القلعة يدفعها شعور غامر بالنصر , تنبه الحارسان امرأة تدخل القلعة بعد الغروب وحيدة ؟ تركا مربضهما ولحقا بها , كانت تدفع الباب بكل قوتها ثم تتراجع بحثا عن ثغرة تعينها على العبور , منادية خالد بصوت ضارع خاشع ينبض بالأمل , استوقفاها وهما يتغامزان , المكان قفر وقد خلا من السائحين , و المرأة شابة وحيدة تشتعل بالفتنة
- - ألا ترين الباب وقد أغلق ؟
- - أرى .. وأدهش من إغلاقه
- - لماذا ؟
- - أين حرس الأمير نجم ؟
- - نحن
- - لماذا إذا تغلقان الأبواب في وجه الطارقين ؟ أين خالد ؟
-هذه تعليمات مديرية السياحة , انتهت المدة المخصصة لزيارة القلعة هذا اليوم , والأستاذ خالد مدير دائرة الآثار لا يأتي إلى هنا , مكتبه في حلب , الدليل السياحي لهذا المكان لا يزورنا الا نادرا , من أنت ؟ أأنت من أقاربه ؟
- أين ( خانق العبرة )؟ أين ( قلب الذهب ) ؟ أين ( يورق الصخر)؟
- ما هذا الكلام ؟ أنت تهذين
- بل أتكلم بكامل الوعي والجدية هذه أسماء مستعارة لرجال أشداء , و أنا شهرزاد نظيرتهم في موقع المحاورة العربية ولكن.. لماذا تتناولان خالد بهذه اللهجة المشينة ؟ أنتما من يهذي , وربما لا تعرفان خالد... ظننتما أنه زميل لكما.. حاشاه من الجلوس خفيرا على الأبواب
تبادل الرجلان نظرات جوفاء وقد أسقط في أيديهما
- - اسمعي .. اعتبريني غبيا.. لم أفهم ما قلت , ما هو موقع المحاورة العربية الذي جئت منه بهذه الكلمات الخالية من المعنى ؟
رمى رفيقه ببسمة خبيثة , ثم أكمل غامزا:
- - أي شراب ذلك الذي دار على مائدتكم في جلسات المناظرة ؟
- - هل أسكركم جميعا ذلك الشراب أم سكرت به وحدك ؟
- - ولماذا يرميك خالد بعد ذلك حافية في هذه المفازة ؟
- - تبا لكما , أنا وخالد لم نجتمع في مكان واحد بعد , ذلك موقع المحاورة العربية ولم نكن وحدنا فيه , كنا مجموعة رجال ونساء يجمع بينهم العلم والفكر الراقي والرغبة الصادقة في إنقاذ الوطن ألا تفهمان ؟
- - في الحقيقة ..لم نفهم شيئا مما تقولين
- - هو موقع على النت , نتحدث فيه عن كل ما كان وما صار وما يجب أن يكون
- - هل أعطى حواركم ثمرة ؟ على أي شيئ اتفقتم ؟
تحاورنا على النت , اتفقنا على أشياء وطنية وأخرى كونية لن تفهماها...ولكن.. لماذا أضيع وقتي معكما بلا فائدة ؟ الخطب جلل لا يحتمل التأجيل
عاد الحارسان إلى مجلسهما يشربان الشاي البارد ويرقبان الفرات بشرود , بينما راحت شهرزاد تتدحرج في المنحدر مرددة في سرها : الأستاذ..الدليل السياحي ..القلعة فقدت عروبتها فأغلقت الباب في وجه ملتمس القرى , رأت على جانبي الدرب , وكأنها كانت من قبل لا ترى , قطعانا من الأغنام تمشي بغفلة بين الأجداث , تعبر من تحت أقواس النصر .. ولا نصر هناك , القناطر انفرطت معظم عقودها تحت الأظلاف , وتنبهت .. المكان يخلو من الكلاب , أين كلاب هذي الأرض ؟ أيعقل أن يبعث الأمير من مرقده فلا يجد حوله طوق كلاب تحرسه وتلوح بذيولها مصدقة على كل ما يصدره من فرمانات ؟ من يدري ؟ فقد يبعث يوما ليجد الديس قد أحاط بأسواره فيستبدل سيفه بفأس يقطع بها جذوع الديس وأعناق من رضخوا لحكم أشواكه ومن يدري , ربما يأتي سمي له إلى هذا المكان , يعقد المجالس ويدير الندوات باسمه , مقسما الأيمان أن الديس بدل النخل هو مشروعه الاستراتيجي الأكثر ربحا , أين خالد المشرف الأول على منتدى المحاورة العربية ؟ أين باقي المشرفين والأعضاء والضيوف ؟ الى أية مظنة تركض الآن بحثا عنهم ؟ لا تدري , لكنها لن تمل البحث , قبل قدومها كانت تسمع عن ملحمة سطرت في هذا المكان فأين هي ؟ ذهبت بخيالها إلى المعاجم والقواميس , ثم ضحكت بمرارة , وتساءلت عن الملحمة : أهي دكان لبيع اللحم ؟ أم أداة للحم ما لا يلتحم من الأحداث و الأشخاص والأسماء ؟ حاصرها الندم : ليتها كانت صادقة مع نفسها في ذلك الحوار , ليتها دخلت الموقع باسم واحد لا أسماء عديدة مستعارة .


** ** **

عادت أدراجها من حيث أتت , لتقعد وحيدة شريدة تقارع الأفكار , أمام شاشة مضيئة عنكبوتية الشبكات , تبحث , وتحاور , أملا بيوم يبزغ فيه خالد مثل نجم المساء , وينتشر حوله مريدوه يوزعون الضياء , ويمطرون أفكارهم التي تدارسوها على الشاشات خيرا يعم البلاد وطوفانا يغرق الخصوم , هكذا كان الاتفاق , ليعيدوا بناء أقواس النصر , ولكن.. أتراهم يرممون الموجود دعما للموسم السياحي القادم؟ أم أنهم سيبنون أقواسا حقيقية تعبر من تحتها جحافل النصر الحقيقي , وأي نصر ؟؟
تخشب عمودها الفقري وهي جالسة على كرسيها أمام جهاز الكومبيوتر , تدير محركات البحث لعلها تجد أي خيط يوصلها إلى محاوري الأمس : خالد و حمزة أو شهريار أو قلب الذهب أو ليلى أو ضوضاء ...
وحده المخّدم (السيرفر ) كان يعلم أن كل هذه الأسماء , وهذا الحوار البارع , يصدر عن جهاز واحد , وحده المخدم كان يعلم أن نصف عدد أولئك الأشخاص , رجال ونساء , هم أقنعة لرجل أغلقت في وجهه دروب الواقع فاستسلم للأوهام , ونصفها الآخر لفاطمة بنت فطوم , وحده كان بعلم أن كل الرجال الذين تلبس أقنعتهم كانوا يحدثون النساء بالكلام الذي تشتهي أن تسمعه فاطمة بنت فطوم من مجحف بن محجم , لكن هيهات , فمجحفها , ذلك الرجل العاضّ على ذيل ثوبه بأسنانه , ما زال يركض في دروب الحياة لاهثا يبحث عن الصدق في زمن ضاع فيه الصادقون
أحبت فاطمة بنت فطوم اسم شهرزاد من بين الأسماء النسائية الكثيرة المستعارة التي استخدمتها والشخصيات التي مثلتها, ووزعتها بين مواقع الانترنت ومنتدياتها , تشبع ضنك روحها بالحوار , ولا حوار .

عبلة محمد زقزوق
03-10-2005, 12:08 PM
شهرزاد … شهرزاد ، أنت منْ يا شهرزاد ؟

أ أنت ينبوع الكلم ، أ أنت نهر العبارات في القصص .
****
أنت حقا تستحقين العيش ، بين واحات الفكر ؟

أنت روح شهرزاد ؛ فكرا وعقلا ، بجسد ابتسام

سحر الليالي
03-10-2005, 03:48 PM
أختي العزيزة ابتسام:

ما أصعب ان تفنى الكلمـــــــــات


عاجزة على عتبة الشفـــــــــاه


نعم تعجز الكلمات والقلم عن التعبير عن ما قرأته


من قصة جميـــــــــلة خطت به اناملكِ


إن ماكتبتيه يحتويه قلم مبدع..


وأعظم من ان تصفه الكلمـــــــــــات ...


فتقبلي خالص ودي واحترامي مقرونة بعطر البنفسج

ابتسام اسماعيل شاكوش
03-10-2005, 07:48 PM
شهرزاد … شهرزاد ، أنت منْ يا شهرزاد ؟

أ أنت ينبوع الكلم ، أ أنت نهر العبارات في القصص .
****
أنت حقا تستحقين العيش ، بين واحات الفكر ؟

أنت روح شهرزاد ؛ فكرا وعقلا ، بجسد ابتسام

أشكرك جزيل الشكر يا عبلة وأنتظر منك تعليقا آخر يتناول فكرة القصة
تحيتي لك

ابتسام اسماعيل شاكوش
03-10-2005, 07:52 PM
[align=center]أختي العزيزة ابتسام:

ما أصعب ان تفنى الكلمـــــــــات


عاجزة على عتبة الشفـــــــــاه


نعم تعجز الكلمات والقلم عن التعبير عن ما قرأته


من قصة جميـــــــــلة خطت به اناملكِ


إن ماكتبتيه يحتويه قلم مبدع..


وأعظم من ان تصفه الكلمـــــــــــات ...


فتقبلي خالص ودي واحترامي مقرونة بعطر البنفسج[/align

وأنت يا سحر الليالي
أيتها المرأة الطفلة
الحائرة على مفترق طرق الحياة
ما أروع الرمز الذي اتخذته توقيعا لك
أشكرك وأسأل : ما الذي وجدته في شهرزاد ؟

عبلة محمد زقزوق
04-10-2005, 12:33 AM
حبيبتي شهرزاد ( ابتسام ) ، لقد أحببتك , محبة خالصة لله .

فكل عام وأنت بخير وسلام .

لقد طرحتي مشكورة سؤال عن الفكرة التي استطعت أن أصل إليها من خلال قصتك .

ولكني قبل أن أصل إلي الفكرة ، كان لي وقفة صغيرة لا تقلل من قيمة العمل كقصة

جميلة مليئة بالصور الجمالية ، والتشبيهات العميقة في اللفظ والعبارة .

ولكن لي ملاحظة لو سمحتي لي بذكرها .

ـ فلقد بدت لي لوحتك القصصية ثابتة

غير متحركة الأحداث ؛ وذلك لعدم تشعب المواقف وتصاعدها ؛ فالشيء الوحيد

الذي خرجت منه ، من خلال سعيها هو معرفتي لبنات الدبس .

وغير ذلك لم يكن إلا جهدها وكفاحها بجميل اللفظ والتشبيه الشيق لمعاناتها ،

وأعترف أنها أرهقتني حقا من طول سعيها فلقد استر سلتي أختي العزيزة

بدون أن أجني من معاناتها تلك أي فائدة كقارئة ، إلا أن تشبيهاتك وتصوراتك

الجمالية لمدي عذابها وإرهاقها ، هو الذي جعلني مشدودة لإنهاء روايتك

الصغيرة .

أما من جهة مضمونها فلقد استنتجته من منتصفها ووضعت اختيارين لنهايتها

وهما : ( أما أنها تحلم وسوف تستيقظ وتجد نفسها مازالت علي فراشها ، فتحمد

الله علي ذلك ) أو ( أنها فتاة حالمة وتبحث في خيالاتها وتصوراتها عن المثالية

والصدق والشهامة … وغيرها من الصفات التي فقدتهما في عالمها الواقعي )

من خلال بطلها الذي تسعي بحثا عنه ( خانق العبرة ) . ( قلب الذهب ) . ( يورق

الصخر) .

وكان لي صدق حدسي مع روايتك من خلال آخر جزء فيها .

ولكتها تبقى قصة قوية العبارات والألفاظ اللغوية .

ودمتِ مبدعة رائعة للكلمة أختي العزيزة .

ولو سمحتي لي
كنت لك متتبعة .

وكل عام وأنتِ بخير
رمضان كريم

عبلة محمد زقزوق
04-10-2005, 03:21 AM
أختي العزيزة شهرزاد ( ابتسام )

لقد غفلت أن أذكر لك أن ملاحظتي السابقة ، ظاهرها غير باطنها ،
فظاهرها يعتبر نقدا ، ولكن باطنها ( وهو ما غفلت عن ذكره ) فاستدراكه كان هنا واجب ،
حيث أنني أجد ... أن عدم إحساسي بالحركة أو الزمان في النص له مدلول يفيد الموضوع من حيث أنها تسعى ( شهرزاد ) إلى وهم وإلى زمن لا وجود له ،

ووجود نبات الدبس يؤكد أيضا في القصة معناه ، حيث أنه يدل علي تشعب الفساد في الخفاء لو لم نسترعي له وننتبه لوجوده . لوجدناه قد غطي علي كل ما هو غالي ونفيس في نفوسنا .
أما إرهاقي في السير معها دون جدوى... فكان له أيضا وظيفته التي أجدتها حقا .

حيث يعني أن لهث الحر لبلوغ الغاية لا يجدي في زمن أصبحت فيه , الملحمة : ( أهي دكان لبيع اللحم ؟ أم أداة للحم ما لا يلتحم من الأحداث و الأشخاص والأسماء ؟ )
وكأنك تلومين التقدم التكنولوجي الحديث ، وتلقين علي عاتقة انحسار ما تسعين بحثا عنه وتفتقديه ، من خلال تعدد الوجوه لوجه واحد ، وتعدد الأسماء لأسم واحد .

أختي في الله ـ لقد كانت ملحمة وليست قصة

وأشكرك علي سؤالك لي ، لان ذلك جعلني أستوقف أمام كل كلمة وأتمتع حقاً بمعناها من خلال جميل وشيق أسلوبك وعميق معانيكِ

ودمتِ دائما مبدعة

وأكرر شكري

وأتمني أن أكون قد وفقت في فهمي لملحمتك ولو بعض الشئ

حوراء آل بورنو
04-10-2005, 09:19 AM
الأخت الفاضلة المبدعة "ابتسام "

بكل صدق أعجبني نصك غاية الإعجاب ، و ما من جديد حينما أمدح تملكك لأدوات الكتابة بشكل كبير .

و لكن الجديد اليوم هو إعجابي الشديد بفكرة مطروقة تناولها قلمك تناولا بديعا جميلا بل رائعا .

عالم حافل بالحياة و أي حياة !
أليس من العجب أن تبنى قصور العز من " رقمين " !
و تدار حروب الكرامة بين " فتح دارة و إغلاقها " !

أحلام و آمال عريضات ، و ربما تقسيم الخميس و عقد ألوية ، بل أبواق نصر و بيارق خفاقة ! و ينسى الجميع أنها مصفوفات حسابية لا غير .

كل التحايا الطيبة لك .

زاهية
05-10-2005, 12:19 PM
شهرزاد … شهرزاد ، أنت منْ يا شهرزاد ؟

أ أنت ينبوع الكلم ، أ أنت نهر العبارات في القصص .
****
أنت حقا تستحقين العيش ، بين واحات الفكر ؟

أنت روح شهرزاد ؛ فكرا وعقلا ، بجسد ابتسام

أحببتُ أن أحيِّيك بكلمات أختي الفاضلة عبلة :001:

فقد عبرت عما كنت أود قوله

ولكنها تفوقت به جداًُ

يسعدني التعرف على فكر شامخ

يقود الحرف بإبداع راق

كل عام وأنت بخير أختي الكريمة

ابتسام شاكوش :0014:

أختك
:0014: بنت البحر

ابتسام اسماعيل شاكوش
05-10-2005, 01:42 PM
أختي عبلة
أشكرك على عميق إحساسك وأدعو الله أن يحبك مثلما أحببتني
ان لهث الحر لا يضيع سدى إذا كانت غاياته واضحة لنفسه
والتقدم التكنولوجي الهائل هو مطية يمكننا ركوبها لبلوغ المآرب النبيلة
لكن معظم الناس من حولنا حولوها من بعير ذلول يحمل أثقالنا ويبلغنا أرض ما كنا لنبلغها الا بشق الأنفس
يحولون هذا البعير إلى مايشبه طير العشق الملون يحبسونه داخل الأقفاص ويشغلون النفس بالتسلي بحركاته وألوانه
ينفقون علليه المال والوقت
وهم أولى منه بمالهم وبأوقاتهم
تحيتي لك وأقول لك بمناسبة حلول الشهر الكريم العبارة المتداولة في هذه البلدة الصغيرة حيث أسكن ( مباركة طاعتك )

ابتسام اسماعيل شاكوش
05-10-2005, 01:44 PM
أيتها الحرة
دمت حرة
نعم انه موضوع مطروق , وكل يطرقه باسلوبه وبوجهة نظره
الانترنت عالم حافل بالحياة وأية حياة
أرهقني سعيي في افهام من حولي بأن هذا العالم الرقمي نوع من الوهم , لا يغني عن المجتمع ولا يلامس الواقع
لكنهم متمسكون بأنه زبدة الفكر الراقي الخالص , وانه تجمع لعقول مدبرة مفكرة
أنا لا أنكر أن الفكر المتداول في نوادي الانترنت هو فكر , تجدينه يرقى حينا ويسف أحيانا
لكنه لا يستطيع بحال من الأحوال الهبوط على أرض الواقع
أجل هو عالم ينفتح مع فتح الدارة , ويغلق باغلاقها
ويموت حين ينفرط عقد الموقع أو يختلف القائمون عليه
هكذا صدمت شهرزاد , وتغلب على أحلامها نبات الديس الضعيف
الأسماء المستعارة التي ذكرتها في قصتي لم أخترعها بل جئت بها من مواقع الانترنت
فما رأيك ؟

ابتسام اسماعيل شاكوش
05-10-2005, 01:45 PM
زاهية بنت البحر
صباح البحر يا ابنة البحر
وأنا مثلك ابنة البحر
قدمت من مدينة بحرية , تركت بحرها وجبالها وجمالها
بلا أسف
ولحقت برجل يجمع في نفسه من الشمائل ما كنت أظنه لا يجتمع في شخص واحد
باختصار انه رجل مسلم

د. سمير العمري
05-10-2005, 03:48 PM
لا أجد إلا أن أبدأ بثناء على أسلوب متمكن لغوياً أجاد في رسم الصور وتوظيف المعاني ، ومزج المباشرة والرمزية بشكل متميز وفريد.

ربما كانت القصة القصيرة طويلة القصر ففيها إسهاب يخرج بها قليلاً عن مقومات القصة القصيرة ولكن الكاتبة تمكنت بحذاقة من تعويض هذا بأسلوب جذاب وصور خلابة.

أما المضمون فلا أجدني أوفقك عليه رغم تفهمي وجهة النظر المرادة هنا والباعث وراء كتابتها. نعم هناك الكثير ممن أساء استخدام هذه التقنيات التي باتت أساس حياة ووسائل إنجاز. هناك من يتخدها لهواً ، ويتخفى وراء داراتها ورقميها وأسماء مستعارة ليفسد حيناً ويخدع حيناً ويقذف حينا.
ولكن هناك من يعمل على نشر الفضيلة والعلم والخير ، هناك من يستخدم الشبكة في الدعوة إلى الله والانتصار للحق. هناك من يسعى من خلالها للتحرر من قيود الواقع لا هروزباً منه بل سعياً إليه. هل ننكر مواقع إسلامية كثيرة تدعو إلى الله وتنشر العلم والفتوى بشكل مفيد؟؟ ها نجحد مواقع إعلامية توصل الخبر وتتناول المعلومة.. هل نظلم مواقع حوارية جادة تحمل هموماً وتسعى إلى تحقيق الأهداف. هل ننكر مواقع علمية تنشر العلم نوراً ساطعا؟؟

ثم هل ننكر تقنيات الاتصال كالهاتف والتلفاز والإذاعة ونراها خارج أرض الواقع؟؟ ما هو الواقع إذن ومن الذي يحدد الواقع من الخيال؟؟ ثم ألا يوجد في الواقع الغش والخيانة والغدر والكذب والادعاء؟؟ هل كل ما يعمل بدارات كهربية أو بترددات موجية أو تتابعات رقمية فاسد القيمة وخارج عن نطاق الواقع؟؟

كان على شهرزاد أن تتعامل مع الفكر والمنهج والتعاطي لا مع أشخاص يتخفون خلف أسماء مستعارة ، كان عليها أن تبحث عن قلعة تناسبها تضمن فيها الجد وتتوسم فيها الصدق ، فلا تجور بحكمها على الكثير بسبب القليل.



تحياتي
:os::tree::os:

ابتسام اسماعيل شاكوش
05-10-2005, 08:38 PM
الدكتور سمير مساء الخير
أتمنى أن تكون كتاباتي عند حسن ظنكم
لن أناقش في فنية القصة فلكم كل الحق بطرح آرائكم ووجهة نظركم
أما عن الفكرة , فطرحي واضح : فاطمة بنت فطوم فتاة ضائعة من هذا الجيل الضائع اتخذت لنفسها أسماء مستعارة عديدة لتدير من خلالها حوارا مع ضائع آخر , أو ضائعين , طار بهم الوهم حتى ظنوا أنفسهم أصحاب فعالية تخطط وتنفذ وتدرس ( أشياء كونية ) قد تغير سير الأحداث أو تقف عائقا في وجه السلام المشوه الذي يفرض على المنطقة

الأسماء الأخرى مغرقة في الخيال أخذتها كما هي من مواقع الانترنت حنى اسم شهرزاد
ليس هذا معناه أني أهاجم التقنيات الحديثة أو التكنولوجيا , والدليل أني الآن أستخدمها لنشر قصتي وللتحاور معكم , ولكن باسمي الصريح
ولا أنكر على المواقع الجادة فضلها في الحياة
فقط تناولت هذا الجيل الغارق في الوهم بعد اطلاعي على عدد من مواقع التحاور العربي
تحيتي لك
وشكرا لمرورك

حوراء آل بورنو
08-10-2005, 09:20 AM
أختنا الفاضلة ابتسام ..

نعم كنت أدرك أنها أسماء لأشخاص في منتديات للتحاور ، و واضح من نصك أن الحوارات امتدت لمساحات شاسعة حتى أنها ركبت عالما من حجارة مصفوفة و كأنهم الأطفال يبنون عالمهم من قطع اللعب قطعة قطعة .

أفهم تماما المقصد و الغاية و أوافقك عليه إلى حد بعيد ، أم القول بأن مجال الدعوة إلى الخير و نشر الفضيلة يكون كما يكون غيره ، فنعم . و لكن هي نعم تحمل نسبة الواحد و لكل سلوكيات البشر التسع و التسعين الأخر المتبقية .

يا صديقتي
أعلم عن بعض مواقع كان لها الفضل بعد الله في إسلام المئات من المسحيين ، و لكن دربهم يختلف تماما عن كل درب .
و لربما يكون بيننا حوار حول الكثير من أسس دروب الخير التي نرجو أن تصهل فيها خيولنا .

أدعو الله العلي القدير أن تكون واحتنا داعية إلى الخير ، منافحة عن الفضيلة و إن كانت واحة أدب فما الكلمة الجميلة إلا الأسرع إلى القلوب و العقول .

تحية كلها تقدير .

زاهية
08-10-2005, 09:56 PM
جميل ماطرحته الأخت الفاضلة ابتسام وجميل ماطرحه الأخ الفاضل د0سمير والأخت الفاضلة حرة
الإنترنت هذا العالم الافتراضي بقدر ماهو مهدر للوقت والفكر بقدر ماهو بناء ومرمم لما خرَّبه المفسدون
أختي ابتسام طرحك الفكرة بهذا الأسلوب رائع ولكنه لن يصل للناس الذين أردت إيصاله إليهم وهم الشباب لانه للأسف لن يفهمواهذه الرمزية الخاصة بفئة المثقفين وحتى البعض منهم أيضاً لن يفهمها لأن المعنى في كثير من الأحيان يظل في بطن الشاعر,سيخلطون هنا بين التاريخ والحاضر فيضيعون هذا إن كان الهدف توعية الشباب.
على كل تبقى هذه القصة عالية المستوى الفكري والقص رائع يدل على
أديبة حاذقة تهدر كأمواج البحر وعندما تصطدم بالصخور تهشمها وتعود إلى الابحار من جديد

ابتسام
:001:
أنت مبدعة هنيئاً لأخي مصطفى بك

أختك
:0014:
بنت البحر

ابتسام اسماعيل شاكوش
10-10-2005, 10:17 PM
عزيزتي الحرة
ما أحلاك وما أحلى هذا اللقب الذي اخترت لنفسك
يبهرني منك هذا العمق في التفكير وهذا الاسلوب في تعاطي الحياة
وأنتظر أن تكوني البادئة بالحوار
وأن يشاركنا الحوار كل من في هذه الواحة الوارفة الظلال
ومثلك
أدعو الله أن تكون واذه الواحة داعية للخير منافحة عن الفضيلة
بالمناسبة أذكر كتابا صدر عن اتحاد الكتاب العرببدمشق عام2004 لمؤلفه مجمد قرانيا عنوان الكتاب ( الستائر المخملية ) هو دراسة نقدية تعرض الملامح الأنثوية في الرواية السورية حتى عام 2000 تناولت الدراسة 152 رواية , ورد في الصفحة 160 من الكتاب أن شخصية الفتاة العربية المسلمة في المجتمع المعاصر , الرافضة للتحلل والخلاعة وأوهام العصر العاطفية المبتذلة قد تجسدت في ثلاث روايات )... احداها روايتي الوجه المكسور
ها أنت ترين أني كرست قلمي للقيم الاسلامية وذلك من خلال سلوك أبطال أعمالي , السلوك العملي بعيدا عن الخطاب الديني المباشر
فلنبدأ الحوار
بسم الله الرحمن الرحيم
تحيتي لك

حوراء آل بورنو
17-11-2005, 07:41 PM
العزيزة بل الغالية ابتسام

ما أكثر ما أتأخر عن ساحات الخير ، و لكني أرجو العذر ، فما تبعدني دروبي عنكم إلا لتأخذني إلى ساحات وغى أخرى يكون للصبر فيها أعظم نصيب .

نعم ، ليكن حوارا هدئا هادفا عن شهرزاد و أخواتها ، و إني لأنتظر ممن رسمت حدود فكرها كما نرجو البدء في وضع أسس الحديث حولها ؛ أقصدك يا أخية .
ابدئي في موضوع مستقل ، و سأكون معك حبا و حرصا .

تحية منتظرة مرحبة سعيدة .