عبداللطيف محمد الشبامي
04-10-2005, 04:11 PM
في عام 1404هــ
عادتْ به الذاكرة إلى زمن ليس بالبعيد جداً وهو يقلب شريط ذكرياته المريرة والحلوة وقبل عام وقف أمام زملائه وهو يُلقي قصيدته التي استحسنها الحاضرون من دكاترته الأجلاء و زملائه الأعزاء في موقف لم تسعه الدنيا جذلاً وفرحاً بيوم تخرجه .. ممزوج بالحزن والسعادة ...
وهو يشاهدُ أمه التي ترقبه عن كثب والدموع في عينيها وكأنها تقول له بارك الله فيك وتدعو له بدعاء لا يعلمه إلا العليم الخبير سبحانه وتعالى .
. في تلك اللحظات كان يفتقد شخصاً ليته كان معه ليشاركه فرحته وابتهاجه بيوم تخرجه ..
وفي لحظة سكون استشعر هول الموقف وأنه لن يستطيع أن يكون مشاركاً لأنه والبقاء لله متوفى في عام 1404هــ ، وهو مازال صغيراَ ..
ولكنه من ذلك اليوم وهو يتذكر لحظة وفاة والده رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وبالأمس تذكر تلك اللحظات التي لن ولن ولن ينساهااااا إطلاقاً وكيف له ذلك ...
بدأ متسائلاً عن والده لأنه توفي في آخر شهر شعبان 29/ شعبان 1404هــ ، وإذا به يخوضُ معركة طاحنة مع ذاكرته ، ويجبرها على التذكر مع إصرارها بأن لا تقول شيئاً وأن لا تذكر شيئاً حزيناً على الاطلاق ..
أتذكرُ تلك اللحظة ، لحظة وفاة والدي ؟
نعم وبلا شك أذكر ، ولكن ... أرجوك ما كدتُ أنسى وأنت تذكرني به ..
أقول لك : هل تذكر ؟ وأنت تقول أرجوك ... ولمَ أنت ترجوني ؟
لأنك تتعذب
وألست القائل في قصيدة التخرج :
هي الحياةُ رحيل لا مقام بها *** أمواجها نَفسٌ في المد والجزر
أولست القائل من قصيدة :
أنا في حياتي ميتٌ ومعذبٌ *** وممزقُ الوجدانِ منذُ المولدِ
إلا لأنك افتقدت والدك رحمه الله منذ طفولتك
نعم أنا افتقدته وعمري أربعة سنوات ، كنت يومها أبحثُ عن والدي ولم أكن أعلم أنه توفي إلا بعد أن قيل لي أنه هنااااااااااااااك .. وياليتني ما رأيته ؟
ِ
أرجوك يا ......... لا تذكر شيئاً فأنا آسى عليك وما يصيبك من الحزن والألم
لا عليك فأنا اليوم أفضل بكثير ، ولكن هل تذكر تلك التفاصيل ؟ هل أستطيع أن أعرف عن والدي ، كرمه ، تسامحه ، عطفه ، حنانه ، و.... و
صيحيح أن افتقدت معنى الأبوة ولكن الله أودعها كلها في أمي حفظها الله وأثابها خير الجزاء ، فقد كانت بمثابة أبي وأمي وكل شىء في حياتي .
الآن يا ......... أستطيع أن أذكر لك تفاصيل وفاته وأنت واقف أمام الباب والحسرة والحزن تملأ وجدانك وشرايينك ...
قل ، ولكن شريطة أن تكون قوياً عندما أذكرها .. لأني استشعرتك قبل شهرين بعدما ذهبت إلى عزاء صديق غالي عليك بوفاة أحد أسرته ، قلت عندما نظرتَ إلى غروب الشمس :
غابتِ الشمسُ اشتياقاً *** نحو هجراني وقتلي
وشراييني احتراق الــــــــــــــ ****ـــــــــــحزنِ بالآلام تَغْلي
آه من الحزن والحسرة والعبرة والألم ... وبالرغم من ذلك سأذكر تلك اللحظات :
كنت في ذلك اليوم أمام باب المنزل والضجرة في الشارع ومن ثم ركضتَ إلى بيت الجيران لأن جثة والدك كانت هناك ... ركضت ودخلت ورأيت والدك وهو فوق الجنازة وبقع من الدم متناثر في الجنازة .. هناك انفجرت من البكاء .. ولما حملوه إلى المقبرة كنت تمشي خلف الجنازة وكان موقفاً مهيباً وهو يودعون سادن الجامع الذي كان يقيمه .. وما انفكت السنتهم وهو يقولون بين الحين والآخر رحمك الله يا محمد .. رحمك الله يا محمد .. رحمك الله يامحمد
وما أكدت أطلب منه تفصيلاً عن سبب وفاته .. .. قطع ذلك التفكير المحزن أن أسرتي ينادون عليَّ حان وقت السحور ... نهضتُ وأنا أنتذكر ما قالته ذاكرتي من موقف صعب .. وباليتها تستطيع أن تذكر لي بصورة أكثر دقة مما ذكرتْ ... ولكن هنا أتذكر قول الحريري ؛ صاحب المقامات وهو يقول :
يا خاطبَ الدنيا الدنيئة إنها شرك الردى
دارٌ متى ما أضحكتْ في يومها أبكتْ غدا
وها أنا أذكر تلك اللحظات للعبرة فقط ... أطال الله أعماركم ..
وجعلها مسخرة في الأعمال الصالحة والخير الوفير
وكل عام وأنتم بخير
حررت بتاريخه غرة شهر رمضان 1426هــ الموافق 4/10/2005م
مع خالص التحايا وأجل التقدير
عادتْ به الذاكرة إلى زمن ليس بالبعيد جداً وهو يقلب شريط ذكرياته المريرة والحلوة وقبل عام وقف أمام زملائه وهو يُلقي قصيدته التي استحسنها الحاضرون من دكاترته الأجلاء و زملائه الأعزاء في موقف لم تسعه الدنيا جذلاً وفرحاً بيوم تخرجه .. ممزوج بالحزن والسعادة ...
وهو يشاهدُ أمه التي ترقبه عن كثب والدموع في عينيها وكأنها تقول له بارك الله فيك وتدعو له بدعاء لا يعلمه إلا العليم الخبير سبحانه وتعالى .
. في تلك اللحظات كان يفتقد شخصاً ليته كان معه ليشاركه فرحته وابتهاجه بيوم تخرجه ..
وفي لحظة سكون استشعر هول الموقف وأنه لن يستطيع أن يكون مشاركاً لأنه والبقاء لله متوفى في عام 1404هــ ، وهو مازال صغيراَ ..
ولكنه من ذلك اليوم وهو يتذكر لحظة وفاة والده رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وبالأمس تذكر تلك اللحظات التي لن ولن ولن ينساهااااا إطلاقاً وكيف له ذلك ...
بدأ متسائلاً عن والده لأنه توفي في آخر شهر شعبان 29/ شعبان 1404هــ ، وإذا به يخوضُ معركة طاحنة مع ذاكرته ، ويجبرها على التذكر مع إصرارها بأن لا تقول شيئاً وأن لا تذكر شيئاً حزيناً على الاطلاق ..
أتذكرُ تلك اللحظة ، لحظة وفاة والدي ؟
نعم وبلا شك أذكر ، ولكن ... أرجوك ما كدتُ أنسى وأنت تذكرني به ..
أقول لك : هل تذكر ؟ وأنت تقول أرجوك ... ولمَ أنت ترجوني ؟
لأنك تتعذب
وألست القائل في قصيدة التخرج :
هي الحياةُ رحيل لا مقام بها *** أمواجها نَفسٌ في المد والجزر
أولست القائل من قصيدة :
أنا في حياتي ميتٌ ومعذبٌ *** وممزقُ الوجدانِ منذُ المولدِ
إلا لأنك افتقدت والدك رحمه الله منذ طفولتك
نعم أنا افتقدته وعمري أربعة سنوات ، كنت يومها أبحثُ عن والدي ولم أكن أعلم أنه توفي إلا بعد أن قيل لي أنه هنااااااااااااااك .. وياليتني ما رأيته ؟
ِ
أرجوك يا ......... لا تذكر شيئاً فأنا آسى عليك وما يصيبك من الحزن والألم
لا عليك فأنا اليوم أفضل بكثير ، ولكن هل تذكر تلك التفاصيل ؟ هل أستطيع أن أعرف عن والدي ، كرمه ، تسامحه ، عطفه ، حنانه ، و.... و
صيحيح أن افتقدت معنى الأبوة ولكن الله أودعها كلها في أمي حفظها الله وأثابها خير الجزاء ، فقد كانت بمثابة أبي وأمي وكل شىء في حياتي .
الآن يا ......... أستطيع أن أذكر لك تفاصيل وفاته وأنت واقف أمام الباب والحسرة والحزن تملأ وجدانك وشرايينك ...
قل ، ولكن شريطة أن تكون قوياً عندما أذكرها .. لأني استشعرتك قبل شهرين بعدما ذهبت إلى عزاء صديق غالي عليك بوفاة أحد أسرته ، قلت عندما نظرتَ إلى غروب الشمس :
غابتِ الشمسُ اشتياقاً *** نحو هجراني وقتلي
وشراييني احتراق الــــــــــــــ ****ـــــــــــحزنِ بالآلام تَغْلي
آه من الحزن والحسرة والعبرة والألم ... وبالرغم من ذلك سأذكر تلك اللحظات :
كنت في ذلك اليوم أمام باب المنزل والضجرة في الشارع ومن ثم ركضتَ إلى بيت الجيران لأن جثة والدك كانت هناك ... ركضت ودخلت ورأيت والدك وهو فوق الجنازة وبقع من الدم متناثر في الجنازة .. هناك انفجرت من البكاء .. ولما حملوه إلى المقبرة كنت تمشي خلف الجنازة وكان موقفاً مهيباً وهو يودعون سادن الجامع الذي كان يقيمه .. وما انفكت السنتهم وهو يقولون بين الحين والآخر رحمك الله يا محمد .. رحمك الله يا محمد .. رحمك الله يامحمد
وما أكدت أطلب منه تفصيلاً عن سبب وفاته .. .. قطع ذلك التفكير المحزن أن أسرتي ينادون عليَّ حان وقت السحور ... نهضتُ وأنا أنتذكر ما قالته ذاكرتي من موقف صعب .. وباليتها تستطيع أن تذكر لي بصورة أكثر دقة مما ذكرتْ ... ولكن هنا أتذكر قول الحريري ؛ صاحب المقامات وهو يقول :
يا خاطبَ الدنيا الدنيئة إنها شرك الردى
دارٌ متى ما أضحكتْ في يومها أبكتْ غدا
وها أنا أذكر تلك اللحظات للعبرة فقط ... أطال الله أعماركم ..
وجعلها مسخرة في الأعمال الصالحة والخير الوفير
وكل عام وأنتم بخير
حررت بتاريخه غرة شهر رمضان 1426هــ الموافق 4/10/2005م
مع خالص التحايا وأجل التقدير