محمد المختار زادني
05-10-2005, 11:42 PM
موقعكِ في الجملة ، فاعلةٌ رغم أنف الأستاذ ممنوع . وزوايا النفس رحبة لما تعبثين به من أثاث وأواني وقواقع بحرية وزهور صناعية. كنت أعرف ما تريدين منذ كنا صبيين نلعب في باحة الدار القديمة في قبيلة بني عامر حيث الحب يكره الظل و المكر والتخفي وراء الجدران القديمة، ويعشق النور والصفاء والعفة. أذكر يوم ألقيت برأسك فوق كتفي وبكيت. مازال صدى صوتك يطرق مسمعي :
« ...كل همي أن أرى ما بالخارجْ
أن أخرج عن كل النماذجْ
يتفتت حلمي على صلعة شيخ القبيلة
فأسقط في دنيا الهواجس واللواعجْ.
يشتهي إيلامي أخي...
يسلبني حبل أفكاري صون العرض
ويكبت أنفاسي الضجر المائجْ.
توسطني العار،
وأذبل ناضر حسي الشرف الساذجْ
... تحللني رجل وسيم أشقر.
أو رجل أشعث أغبر
أو رجل فض أغنج
لاعيب فيمن تحللني
وأنا من عيوب الأنثى لم أخرجْ
عشتُ أغالب غمدا وراء كثافة غمد،
خلقتي، ... كلما يصدر عني ...
إن لم يُخجِل يحرجْ. »
كان فجرا يبسم للبطاح وقت أسلمت ساقيك للريح ثم توارى ظلك بين السحب . وتركتني منتظرا عودتك بحفنة من أطياف الكواكب السيارة. لكن جاء الموت تلوالحياة ثم الموت تلو الحياة دون أن يظهر منك الأثر! بعثت رسائل كنت أربطها على جناح اليمامة فتغيب هي الأخرى دون خبر. صنعت قمرا لأرصد مدارك بين النجوم في السماء الصافية، تلاشى هوالآخر في لانهاية الأجواء ! تجولت في غابة البلوط و غابة السرو وغابة الصنوبر عافتني المسارب وانزعجت طيور الهدهد من وقع قدمي الحافيتين على أوراق الشجر اليابسة. كرهت مروري العناكب إذ مزقت هامتي نسيج بيوتها. سألت الفراشات الجميلة عنك فازورت متضاحكة وهي تعوم في نور شمس الصباحات، تبوس قطرات الندى السنية في أعين النرجس الباسمة ساخرة من قدري. وقفت على ضفة جدول مهجور شفه الوجد مثلي فاشتكى هجر الأحبة وقسوة الوحدة ووحشة التفرد، طار آخر العنادب مودعا، كان يحمل فوق جناحه زنبقة برية خائرة القوى تتنفس لهاث الصفصاف الظامئ. كان فعل الشمس في ذاك الجدول فعل الشوق في قلب العشاق. لم أر جدوى أن أسأل عنك العندليب ولا الزنبقة ولا شجرة الصفصاف ولا الجدول. تذكرت بعدها هيامك بالبحر، فجبت شواطئ المحيطات أسأل عنك الفيروز والزنابق . ومرة وجدت سربا من حور البحر، كن يسبحن في فيض الضياء قبيل الأصيل. تحلقن حولي فأهديت كل واحدة منهن زهرة من باقة كنت نظمتها لك من قطاف السهل الأخضر حيث لعبنا صبيين. وسألتهن عنك فأجبنني بنشيد شجي تناغمت فيه الرؤى وذاب النشيد في عين الشمس الآفل قرنها وراء الشفق المتورد، ثم غاب ذاك السرب في عرض الموج دون وداعي... وبقيت وحيدا أستقبل الغسق، يعانق كل حاسة من جسدي ويطلق عنان خيالي نحو عالم تسكنه بنات الجن ! بدأت أسمع همسهن الرقيق إذ كن يلعبن بالأطياف ويتقاذفن النيازك والشهب في خفة غريبة. قبضت على قبس من شهاب زائغ، غسلته في موجة هادئه، فاستحال بين أصابعي بلورة شفافة بدأت تأخذ لون الزيزفون، يتراءى من خلاله وجه جميل، قساماته محفورة في صفحة قلبي، ثم تلاشى الرسم، أعقبته صورة ورقة بيضاء وقلم كالسهم مغروز في صلعة شيخ القبيلة...وإذا موقعك في الجملة فاعلة !
« ...كل همي أن أرى ما بالخارجْ
أن أخرج عن كل النماذجْ
يتفتت حلمي على صلعة شيخ القبيلة
فأسقط في دنيا الهواجس واللواعجْ.
يشتهي إيلامي أخي...
يسلبني حبل أفكاري صون العرض
ويكبت أنفاسي الضجر المائجْ.
توسطني العار،
وأذبل ناضر حسي الشرف الساذجْ
... تحللني رجل وسيم أشقر.
أو رجل أشعث أغبر
أو رجل فض أغنج
لاعيب فيمن تحللني
وأنا من عيوب الأنثى لم أخرجْ
عشتُ أغالب غمدا وراء كثافة غمد،
خلقتي، ... كلما يصدر عني ...
إن لم يُخجِل يحرجْ. »
كان فجرا يبسم للبطاح وقت أسلمت ساقيك للريح ثم توارى ظلك بين السحب . وتركتني منتظرا عودتك بحفنة من أطياف الكواكب السيارة. لكن جاء الموت تلوالحياة ثم الموت تلو الحياة دون أن يظهر منك الأثر! بعثت رسائل كنت أربطها على جناح اليمامة فتغيب هي الأخرى دون خبر. صنعت قمرا لأرصد مدارك بين النجوم في السماء الصافية، تلاشى هوالآخر في لانهاية الأجواء ! تجولت في غابة البلوط و غابة السرو وغابة الصنوبر عافتني المسارب وانزعجت طيور الهدهد من وقع قدمي الحافيتين على أوراق الشجر اليابسة. كرهت مروري العناكب إذ مزقت هامتي نسيج بيوتها. سألت الفراشات الجميلة عنك فازورت متضاحكة وهي تعوم في نور شمس الصباحات، تبوس قطرات الندى السنية في أعين النرجس الباسمة ساخرة من قدري. وقفت على ضفة جدول مهجور شفه الوجد مثلي فاشتكى هجر الأحبة وقسوة الوحدة ووحشة التفرد، طار آخر العنادب مودعا، كان يحمل فوق جناحه زنبقة برية خائرة القوى تتنفس لهاث الصفصاف الظامئ. كان فعل الشمس في ذاك الجدول فعل الشوق في قلب العشاق. لم أر جدوى أن أسأل عنك العندليب ولا الزنبقة ولا شجرة الصفصاف ولا الجدول. تذكرت بعدها هيامك بالبحر، فجبت شواطئ المحيطات أسأل عنك الفيروز والزنابق . ومرة وجدت سربا من حور البحر، كن يسبحن في فيض الضياء قبيل الأصيل. تحلقن حولي فأهديت كل واحدة منهن زهرة من باقة كنت نظمتها لك من قطاف السهل الأخضر حيث لعبنا صبيين. وسألتهن عنك فأجبنني بنشيد شجي تناغمت فيه الرؤى وذاب النشيد في عين الشمس الآفل قرنها وراء الشفق المتورد، ثم غاب ذاك السرب في عرض الموج دون وداعي... وبقيت وحيدا أستقبل الغسق، يعانق كل حاسة من جسدي ويطلق عنان خيالي نحو عالم تسكنه بنات الجن ! بدأت أسمع همسهن الرقيق إذ كن يلعبن بالأطياف ويتقاذفن النيازك والشهب في خفة غريبة. قبضت على قبس من شهاب زائغ، غسلته في موجة هادئه، فاستحال بين أصابعي بلورة شفافة بدأت تأخذ لون الزيزفون، يتراءى من خلاله وجه جميل، قساماته محفورة في صفحة قلبي، ثم تلاشى الرسم، أعقبته صورة ورقة بيضاء وقلم كالسهم مغروز في صلعة شيخ القبيلة...وإذا موقعك في الجملة فاعلة !