غدر

[زيد الأنصاري]

وَلَمَّا رَمَانِي زَمَانِي جَفَانِي



حَبِيبٌ قَرِيبٌ كَأَنْ لَمْ يَرَانِي



وَكَانَ خَلِيلاً لِأَيَّامِ يُسْرِي

يَزُورُ وَيَدْنُو أَشَدَّ التَّدَانِي

وَأَيَّامَ عُسْرِي تَنَاءَى بَعِيدًا
وَغَابَ كَمَنْ قَدْ أَضَاعَ مَكَانِي

سَقَانِي وُعُودًا بِصِدْقَ الوِدَادِ
فَرَوَّى جَنَانِي بِمَا قَدْ سَقَانِي

يُقَابِلُنِي بِأَرَقِّ التَّحَايَا
وَيَزْعُمُ أَنِّي وَحِيدُ الزَّمِانِ

وَيُثْنِي عَلَيَّ أَجَلَّ الثَّنَاءِ
وَكَانَ بَشُوْشًا عَلِيمَ اللسَانِ

نَهَانِيَ عَنْهُ رِجَالٌ كِرَامٌ
فَأُعْرِضُ مُسْتَحْقِرًا مَنْ نَهَانِي

فَقُلْتُ لَعَلِّي أَسَأْتُ إِلَيْهِ
فَإِنَّ الصَّدِيقَينِ يَخْتَلِفَانِ

أُسَائِلُ عَنْ حَالِهِ كُلَّ صَحْبِي
فَتَبْدُو الشَّمَاتَةُ كَالأُفْعُوِانِ

وَقَطَّعَ كُلَّ اتِّصَالٍ وَكَانَ
يُجِيبُ نِدَائِي بِغَيْرِ تَوَانِي

وَكَمْ كُنْتُ أَرْجُوهُ لِلْحَادِثَاتِ
وَأَنِّي إِذَا احْتَجْتُ يَوْمًا كَفَانِي

وَكُنْتُ أَظُنُّ الصَّدِيقَ أَخًا
وَأَنَّ الصَّدَاقَةَ عَقْدُ الأَمَانِ

وَلِكِنْ تَخَلَّى وضلَّ وَوَلَّى
فَزِدْتُ عَنَاءً عَلَى مَا أُعَانِي

وَبَاعَ إِخَائِي بِسِعْرٍ زَهِيدٍ
فَشَلَّتْ يَمِينِي وَكَلَّ لِسَانِي

فَضَاعَ التَّمَنِّي وَأَخْلَفَ ظَنِّي
وَهّذَا ثِمَارُ سَرَابِ الأَمَانِي

وَعَلَّمَنِي الغَدْرُ دَرْسًا وَلَكِنْ
تَنَبَّهْتُ بَعْدَ فَوَاتِ الأَوَانِ

[عبدالحكم مندور]

وَلَمَّا رَمَانِي زَمَانِي جَفَانِي



حَبِيبٌ قَرِيبٌ كَأَنْ لَمْ يَرَانِي



وَكَانَ خَلِيلاً لِأَيَّامِ يُسْرِي

يَزُورُ وَيَدْنُو أَشَدَّ التَّدَانِي

وَأَيَّامَ عُسْرِي تَنَاءَى بَعِيدًا
وَغَابَ كَمَنْ قَدْ أَضَاعَ مَكَانِي

سَقَانِي وُعُودًا بِصِدْقَ الوِدَادِ
فَرَوَّى جَنَانِي بِمَا قَدْ سَقَانِي

يُقَابِلُنِي بِأَرَقِّ التَّحَايَا
وَيَزْعُمُ أَنِّي وَحِيدُ الزَّمِانِ

وَيُثْنِي عَلَيَّ أَجَلَّ الثَّنَاءِ
وَكَانَ بَشُوْشًا عَلِيمَ اللسَانِ

نَهَانِيَ عَنْهُ رِجَالٌ كِرَامٌ
فَأُعْرِضُ مُسْتَحْقِرًا مَنْ نَهَانِي

فَقُلْتُ لَعَلِّي أَسَأْتُ إِلَيْهِ
فَإِنَّ الصَّدِيقَينِ يَخْتَلِفَانِ

أُسَائِلُ عَنْ حَالِهِ كُلَّ صَحْبِي
فَتَبْدُو الشَّمَاتَةُ كَالأُفْعُوِانِ

وَقَطَّعَ كُلَّ اتِّصَالٍ وَكَانَ
يُجِيبُ نِدَائِي بِغَيْرِ تَوَانِي

وَكَمْ كُنْتُ أَرْجُوهُ لِلْحَادِثَاتِ
وَأَنِّي إِذَا احْتَجْتُ يَوْمًا كَفَانِي

وَكُنْتُ أَظُنُّ الصَّدِيقَ أَخًا
وَأَنَّ الصَّدَاقَةَ عَقْدُ الأَمَانِ

وَلِكِنْ تَخَلَّى وضلَّ وَوَلَّى
فَزِدْتُ عَنَاءً عَلَى مَا أُعَانِي

وَبَاعَ إِخَائِي بِسِعْرٍ زَهِيدٍ
فَشَلَّتْ يَمِينِي وَكَلَّ لِسَانِي

فَضَاعَ التَّمَنِّي وَأَخْلَفَ ظَنِّي
وَهّذَا ثِمَارُ سَرَابِ الأَمَانِي

وَعَلَّمَنِي الغَدْرُ دَرْسًا وَلَكِنْ
تَنَبَّهْتُ بَعْدَ فَوَاتِ الأَوَانِ










جميلة تترجم واقعا يكاد يتسم بالعموم كل منعزل عن الآخر مكتفيا بما يحيط به من أعباء أو ضانا بما في يديه أن يرمقه الحساد..هنا
(
حَبِيبٌ قَرِيبٌ كَأَنْ لَمْ يَرَانِي) هي (كأن لم يرني)حيث أن حرف العلة يحذف بجزم الفعل ألا يمكن أن تكون(كأن لا يراني) .. ويستقيم الأمر.. أطيب التحيات

[زيد الأنصاري]

أحسنت أخي عبدالحكم، ملاحظة جيدة.

[محمد ذيب سليمان]

وفي كل نصوصك نجد درسا او تجربة يمر بها الجميع
ولكنك اخي الاجمل تعبيرا
شكرا لك

[زيد الأنصاري]

وأنت الأعلى قدرًا شيخنا محمد ذيب سليمان.

[محمد حمود الحميري]

معزوفة جميلة من وحي التجربة،
فيها العضة والعبرة.

حفظك الله ورعاك، ولا حرمنا بهاء حرفك.

[زيد الأنصاري]

أشكرك أخي الكريم محمد الحميري.

[د. سمير العمري]

قصيدة تعكس تجربة شعورية راصدة لحالة عامة يكاد لا يسلم منها إلا من رحم ربي. وفيها رأيت عمق الحكمة ودقة الوصف وجمال الجرس خلا بعض موضع وددت لو أكرمته فيه.
وإني استوقفني أمر الجزم فرأيت الحبيب عبد الحكم قد نبه إليه وأضيف أيضا أمرا بسيطا وهو أن رسم تواني هو بدون إثبت الياء لأنها نكرة منونة.
لا فض فوك أيها المبدع!

تقديري

[أحمد الجمل]

الله الله الله
قصيدة أكثر من راااائعة برغم كل ما فيها من حسرات
وهذا حال الكثيرين منا أخي الحبيب زيد الأنصاري
حتى أنك في نهاية المطاف بعد تمحيص وغربلة تجد أنك صفر اليدين من صديق وفي بل ربما صفر اليدين من أخ بار
سلمت وأسعد الله قلبك
تحيتي وخالص محبتي

[ناديه محمد الجابي]

لا خير في صديق يخون صديقه ويعطيه من بعد المودة جفا وأسى.
خيانة وغدر الصديق سكين تصيب القلب فلا يبرأ.
تجربة مؤلمة عبرت عنها في قصيدة جميلة حزينة مؤلمة
سامية المضمون تميزت بالعمق والحكمة.
دمت والسمو والألق.
:009::003::009:

[أسيل أحمد]

غدر انتفض منه الشعور ذعرا ــــ عبرت عن تجربة أليمة في قصيدة مدهشة الحرف
بليغة الوصف بأحرف مخضبة بصدق الإحساس وروعته ولوعته.
صح لسانك وطاب بيانك.