تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ناحتْ شجوني..



صباح تفالي
20-12-2020, 03:50 AM
ناحتْ شجوني..


ناحتْ شجوني فعمقُ القلب مضطربُ
في نوحِها عَتَبٌ لا خيرَ يُرتَقَبُ


ناحت شجوني وما للروحِ من مرحٍ
إلا دبيبَ لظىً في الصدرِ يَلْتهبُ


ناحت وباحتْ وما ناحتْ على وجَعي
ناحت هواها وما أفضَتْ بما يَجِبُ


لَمْ يُتْعِبِ القلبَ إلا أنتَ يا فرحي
جعلتَني بمدادِ القهرِ أنكتِبُ


قَدِ انْفَلَجْتَ وجئتَ الفكرَ تُسهدُه
أضحيتَه مثل جمرٍ هجَّه الحَطبُ


قدْ كنتَ زخّاً منَ الإحساسِ في خَفَرٍ
وفي المدى لارتِسامِ الصمتِ تَنجَذِبُ


فقد يضيرُك دمعٌ صبَّ عن وَهَجٍ
وقد يقضُّكَ ضَيْمٌ شاكَهُ العَطَبُ


فيا لقلبٍ تردَّى في المدى دَمُهُ
قد رُمِّدَتْ عينُهُ مِنْ رملِ مَنْ ثَرَبوا


يا روحُ مهدَ شموخي.. أَسدِلي ألَقي
لا بدَّ أن يستديرَ الهمُّ والكَرَبُ


لا تغضبي إنْ شقوقَ النَّبْعِ قد نَضَبَتْ
نَواكِ خِصْبٌ وصَبَّت عنده السُّحُبُ


فقد يروك كسعْفِ النخلِ شائكةً
لكن ظِلالَك حضنٌ إِنْ هُمُ اقتربوا


تَدَفَّقَ اليُمْنُ مِنْ جرحي ومن فرحي
ومن نخيلي تدلَّى التمرُ والرُّطَبُ


إني يدٌ لا يجوب البخلُ مرفقَها
ولا قصورَ بها، يجتاح أو يثِبُ


فلا أبالي لِمَن ولُّوا وما سألوا
فأصْلُ مسعاي لَمْ تَعْلَقْ به الرِّيَبُ


فهل إلى فكِّ عجزِ الخلقِ منْ حَرَجٍ
به أُدانُ بلا حكمٍ وأُحتَسَبُ


لا، ثمَّ لا.. ألفُ لا للحزنِ، لا وجعٌ
لِفَكِّ ضيقٍ ولا ذلٌّ ولا تُرَبُ


سَلوا الشدائدَ.. نبضُ القلبِ يذْكُرُها
تخبو وربِّي، بأمرِ الله تنسحِبُ


سلوا السنينَ سلوا روحي وما عشقَتْ
من نصرةٍ ليس لي في دربِها إرَبُ


ما ذَلَّ سعيٌ نفوساً وهْي راكضةٌ
من أجلِ مَن صمتوا في الهمِّ فاغتربوا


أو ضرَّ مَن لا يجوب الصَّلدُ خافقَه
أو عابَ مَنْ في الأسى ارتَجُّوا وما طلَبوا


جادَ الأحبَّةُ.. مَن يُخفي مكارمَهمْ
قومٌ وجادوا، إذا ناديتَهُم وهَبوا


أعمالُهم في ربوعِ الخيرِ وارِفةٌ
وعينُهم لِمُعينِ الخلقِ ترتَقِبُ


قلبي يُبايعُهم.. كلُّ الدعاءِ لهُمْ
أجرٌ وصَفْوٌ وإسعادٌ بما كسَبوا


مقاصِدٌ كلما صادفتُها جمَحَتْ
جموحَ حسٍّ وطبعُ الضَّخِّ فيهِ أبُ


لبِسْتُ من شيمةِ الأخيارِ بردعةً
بها أزيحُ همومَ الخلقِ وأُنْتَدَبُ


فإِنْ عليَّ قسا حكْمُ الورى وسرى
فالله يعلمُ مَن في الخير ينتشبُ


فمِن غرائبِ ما صادفتُ في فرحي
أني أصيحُ لِمَنْ فازوا وإنْ عَجبوا


الطهرُ قد سَحَّ من روحي ومن رئتي
إني لأجلِ الورى أرنو وأنسَكِبُ


طبعُ العطا بدمي تسري نَسائمُهُ
وسَكبُهُ لسُلافِ الدَّفْقِ ينتسِبُ


فليس لي غيرُ خَطْوي ما ألوذُ به
في وقعِه نَغَمٌ.. في عزفِه طَرَبُ


أحبُّ أعشَقُ أهوى أنتشي نَسَمي
ومِن رذاذِ نُضوجي ينمحي الغضَبُ


هذي انثيالاتُ قلبي بالسنا نُظِمَتْ
تكادُ من نورِها الأقمارُ تَحْتَجِبُ


#صباح_تفالي

احمد المعطي
20-12-2020, 05:31 AM
صُبْحاً أتيْتُ لهذا الشجْو أقتربُ
........................وفي الفؤادِ وَجيبٌ مَسَّهُ اللَّهبُ
صُبْحاً لمَسْتُ حرير البوحِ من شجَنٍ
......................يَزفًّ نبضاُ وفيه القلبُ يغتربُ
أصبحتُ في لجَّة الوجدانِ أحسبُني
..................وللحروفِ وأهل الطُّهْرِ أنتسبُ
نَسائِم الصبْحِ نشوى كنتُ أحْسَبُها
...........تواكِب الضوءَ حين الليلُ ينْسحِبُ
وأسْفَرَ الفجرُ عن وَجْهٍ به ألَقٌ
..............والبوحُ أسْفرَ عمّا شَفّهُ الأدَبُ

خالد عمر بن سميدع
27-12-2020, 01:47 PM
قصيدة رائعة

لا أدري اعتقد انها لم تنل ما تستحق من الإعجاب

عبدالحكم مندور
27-12-2020, 03:40 PM
النص به أبيات في غا ية الجمال ..مثل
(
تَدَفَّقَ اليُمْنُ مِنْ جرحي ومن فرحي
ومن نخيلي تدلَّى التمرُ والرُّطَبُ)
ومثل
(سَلوا الشدائدَ.. نبضُ القلبِ يذْكُرُها
تخبو وربِّي، بأمرِ الله تنسحِبُ)

ومثل
فمِن غرائبِ ما صادفتُ في فرحي
أني أصيحُ لِمَنْ فازوا وإنْ عَجبوا


الطهرُ قد سَحَّ من روحي ومن رئتي
إني لأجلِ الورى أرنو وأنسَكِبُ


طبعُ العطا بدمي تسري نَسائمُهُ
وسَكبُهُ لسُلافِ الدَّفْقِ ينتسِبُ


فليس لي غيرُ خَطْوي ما ألوذُ به
في وقعِه نَغَمٌ.. في عزفِه طَرَبُ
ومثل
(فيا لقلبٍ تردَّى في المدى دَمُهُ
قد رُمِّدَتْ عينُهُ مِنْ رملِ مَنْ ثَرَبوا)
والبيت الرائع الأخير
(هذي انثيالاتُ قلبي بالسنا نُظِمَتْ
تكادُ من نورِها الأقمارُ تَحْتَجِبُ)
وإن كنت وقفت بشيء من التردد عند بعض التراكيب منها
(لا، ثمَّ لا.. ألفُ لا للحزنِ، لا وجعٌ
لِفَكِّ ضيقٍ ولا ذلٌّ ولا تُرَبُ) فـ( تُرَبُ ) إن كانت من الفعل (تَرِبَ) أي أصابه التراب أو الفقر والضيق فهي من باب( فرح) فتكون(تَرَبُ) ولكن يظل في تجاور المفردات للدلالة على المعنى تساؤل وربما تقصد لا ينبغي أن لا يذل الإنسان نفسه لفك ضيق أصابه وكنت أود أن يؤدى المعنى بسلاسة أكثر
رائع ما قرأت رائع.. دام الرقي والإبداع شاعرتنا الرائعة المبدعة

محمد حمود الحميري
27-12-2020, 04:35 PM
وختامه مسك
لا فض فوك أستاذة صباح
نص بديع بنكهة الفراولا.
دمت بروعتك

صباح تفالي
30-12-2020, 01:25 AM
صُبْحاً أتيْتُ لهذا الشجْو أقتربُ
........................وفي الفؤادِ وَجيبٌ مَسَّهُ اللَّهبُ
صُبْحاً لمَسْتُ حرير البوحِ من شجَنٍ
......................يَزفًّ نبضاُ وفيه القلبُ يغتربُ
أصبحتُ في لجَّة الوجدانِ أحسبُني
..................وللحروفِ وأهل الطُّهْرِ أنتسبُ
نَسائِم الصبْحِ نشوى كنتُ أحْسَبُها
...........تواكِب الضوءَ حين الليلُ ينْسحِبُ
وأسْفَرَ الفجرُ عن وَجْهٍ به ألَقٌ
..............والبوحُ أسْفرَ عمّا شَفّهُ الأدَبُ



الله الله

شكرا من القلب شاعرنا القدير احمد المعطي على دلال الحرف ودلالته..

دائما يكون لمروركم نسيم مختلف ومميز بنكهة التوت والفراولة
لكنه من شاعر تميز بالعمق ورهافة الإحساس وروعة الذائقة..

تحيتي وتقديري والورد:0014:

صباح تفالي
30-12-2020, 01:43 AM
قصيدة رائعة

لا أدري اعتقد انها لم تنل ما تستحق من الإعجاب

أهلا وسهلا بالأستاذ خالد عمر

تشرفت بحضوركم الغالي

لكن الروعة في لطفكم ونظرتكم المجردة والثاقبة والمشعة برأيكم الصريح..

ليس مهم أن أستقبل هنا كثرة التعليقات
فقِلَّتُها تعني كثرتها
وانعدامها يعني ضوضاء من الإعجاب
وعدم الإعتراف من قلة الحيلة

وما أشرتم إليه كان بالطبع فضيلة

شكرا من القلب

تحيتي وتقديري والورد:0014:

غلام الله بن صالح
03-01-2021, 07:58 PM
قصيدة رائعة
دام ألق حرفك
مودتي وتقديري

جهاد إبراهيم درويش
03-01-2021, 09:36 PM
تحياتي لحرف تألق نبضه وسما جرسه
نص بديع فيه من الحسن ما فيه
دام تألقك وطاب نبضك
تحياتي وورود البيلسان

محمد ذيب سليمان
04-01-2021, 07:41 PM
الله الله
بوركت شاعرتنا الجميلة صباح تفالي واتنت تنطقين الحروف بما تحمل مشاعرك
وتوصلين رسالة الشعر بنسج جميل وتصوير مبدع ومعان جميلة دالة
لقلبك الفرح

صباح تفالي
14-01-2021, 06:23 PM
النص به أبيات في غا ية الجمال ..مثل
(
تَدَفَّقَ اليُمْنُ مِنْ جرحي ومن فرحي
ومن نخيلي تدلَّى التمرُ والرُّطَبُ)
ومثل
(سَلوا الشدائدَ.. نبضُ القلبِ يذْكُرُها
تخبو وربِّي، بأمرِ الله تنسحِبُ)

ومثل
فمِن غرائبِ ما صادفتُ في فرحي
أني أصيحُ لِمَنْ فازوا وإنْ عَجبوا


الطهرُ قد سَحَّ من روحي ومن رئتي
إني لأجلِ الورى أرنو وأنسَكِبُ


طبعُ العطا بدمي تسري نَسائمُهُ
وسَكبُهُ لسُلافِ الدَّفْقِ ينتسِبُ


فليس لي غيرُ خَطْوي ما ألوذُ به
في وقعِه نَغَمٌ.. في عزفِه طَرَبُ
ومثل
(فيا لقلبٍ تردَّى في المدى دَمُهُ
قد رُمِّدَتْ عينُهُ مِنْ رملِ مَنْ ثَرَبوا)
والبيت الرائع الأخير
(هذي انثيالاتُ قلبي بالسنا نُظِمَتْ
تكادُ من نورِها الأقمارُ تَحْتَجِبُ)
وإن كنت وقفت بشيء من التردد عند بعض التراكيب منها
(لا، ثمَّ لا.. ألفُ لا للحزنِ، لا وجعٌ
لِفَكِّ ضيقٍ ولا ذلٌّ ولا تُرَبُ) فـ( تُرَبُ ) إن كانت من الفعل (تَرِبَ) أي أصابه التراب أو الفقر والضيق فهي من باب( فرح) فتكون(تَرَبُ) ولكن يظل في تجاور المفردات للدلالة على المعنى تساؤل وربما تقصد لا ينبغي أن لا يذل الإنسان نفسه لفك ضيق أصابه وكنت أود أن يؤدى المعنى بسلاسة أكثر
رائع ما قرأت رائع.. دام الرقي والإبداع شاعرتنا الرائعة المبدعة





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذنا عبد الحكم مندور..


كم سرني دخولكم ووقوفكم الزاهر هنا
كم راق لحرفي إعجابكم ومده بانثيالات المنى


وددت لو أدركتم ما القصد ب "لا تُرَب"
كنت أعني بها أن لا نركن أنفسنا جانبا حتى لا نتغبر ونتترب إن صح التعبير
إذ لا تراجع لفعل الخير ومد العون
ربما لم يصلكم القصد من العبارة
لذلك طلبتم تعبيرا أكثر وضوحا وسلاسة وهذا شأن بعض الصور البيانية أحيانا


شكرا لمروركم الطيب
فحضوركم هو تشذيب وتلميع لكل نص مهما بلغ بيانه وبديعه وأنتم بالفعل مدرسة تضاف إلى مدرسة أستاذنا القدير عادل العاني


امتناني وتقديري من القلب:0014:

د. سمير العمري
22-03-2021, 01:15 AM
قصيدة وجدانية جميلة ومعبرة نسأل الله أن يبعد عن قلبك كل شجن وحزن، ولا فض فوك!
استوقفني في القصيدة أبيات جميلة ومعبرة واستوقفني بعض منها فيها بعض شوائب، كما استشعرت التكلف في عدة مواضع على حساب الشعور والتلقائية.
دمت مبدعة!

تقديري

أسيل أحمد
25-03-2021, 11:30 AM
نبض شعري راقي بمعناه وسبكه البلاغي
جزالة مصحوبة بالرقة وسمو المعنى وحرفية في انتقاء المبنى
تحياتي.

ناديه محمد الجابي
26-03-2021, 09:11 AM
رسمت لوحات بأنامل مبدعة وخيال خلاب وسبك رائع
تلاحقت صور الجمال على اوتار القصيدة بحرف شامخ رغم الألم
فصيحة اللغة، قوية البيان، هادفة المعاني
سلم القلم وصاحبته ـ ودمت وسحر الكلمة.
:v1::0014: