تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من وحي المعاناة



محمد حمود الحميري
21-12-2020, 04:23 PM
من وحي المعاناة
إن أغلقت في وجهك الابوابُ
أو حال دون الحاجة الحجابُ

فارفع يديك ودق بابا أهله
مذ أحسنوا ظنا به ما خابوا

هو باب من يقضي الحوائج كلها
ملك الملوك المنعم الوهابُ

يا من يراني رافعا كف الرجا
تحت الظلام ودمعتي تنسابُ

أبفعل ذنبي يا كريم تردني؟،
قد ردني الأحبابُ والأصحابُ

سهري على جمر المعاناة التي
تقتات أكبادي له أسبابُ

هذا السرير أنا أنام عليه لا
أدري متى طلعت له أنيابُ

ومخالب الجدران تبرز كلما
أغمضت عيني، كيف لا أرتابُ!

وأخاف من غدر الوسادة نائما
فعلى الوسائد كم قطعن رقابُ

والريق يجري في فمي في طعمه
طعم السموم.. يخيف وهو لعابُ

عفوا زمان الغدر، لست بجالد
ذاتي، ولكن.. زادت الأتعابُ

فإذا سمانا أمطرتنا رأفة
بعض القنابل فالعذاب سحابُ

وإذا حقول البن خانت طلعها
فمن الخيانة جدول وترابُ

والبرتقال إذا غدت أحماضه
نووية، فصفاره كذابُ

واذا عناقيد المنايا أينعت
فبذورها الألغام لا الأعنابُ

ومزارع الرمان دانية الأسى
يغريك منها شكلها الجذابُ

ومدينة الأحزان تلك مدينتي
بنيانها النيران والأحطابُ

وحديقة الألعاب في أعيادها
صلبت على أبوابها الألعابُ

لم يبق شيء من أمان، كيف لا
وهنا قتيل، أو هناك مصابُ

رباه لا تخفى عليك حوائجي
ليلي هموم، والنهار عذابُ

وبمقلتي القى السهاد رماده
وعلى البصيرة ظلمة وضبابُ

بيني وبين النور خيط كلما
أمسكته تتكهرب الأعصابُ

كم مبحر من دون بوصلة إلى
شط الكرامة، والدليل غرابُ

ومسافر بين المنية والمنى
وعلى الطريق عقارب وذئابُ

أنا شاعر منفي في وطني بلا
مأوى، ومن حولي الديار خرابُ

أنا نازح وجع القصيدة خيمتي
والحزن خبزي، والدموع شرابُ

أنا ذلك المحروم كل حقوقه
الجهل الممنهج دفتر وكتابُ

وأنا يتيم الحرب أبحث عن أبي
قدمي حذائي، والصقيع ثيابُ

وأنا بمزرعتي المزارع من دمي
عن كل لغم ترتوي الأعشابُ

وأنا الموظف ملء جيبي راتبي
فقر يديره خازن نصابُ

نظرت فلم تجد الحروب ضحية
إلاي، لا أدري هل الاعجابُ؟

ألأنني أدعى (محمد)؟، ربما،
لكن.. لماذا لا تعي الأعرابُ!

إن كان للتطبيع عندي مطلب
يكفيه مني أنني أحزابُ

أنا قصة كتبت بنهر من دمي
عنوانها ( الإسلام والإرهابُ )

فهل التزام مبادئ الإسلام في
زمن التصهين نكبة وعقابُ!

أم أن حكام العروبة لعنة؟،
فهم الطغاة، وللعدى أذنابُ

يا أمة حكامها أقزامها
حتام تحكم في الأسود كلابُ!

وإلام يحتقر الرجال مخنث
ويلكن عرض الطاهرات قحابُ

يا أيها الوالي العميل قد انتهى
زمن العمالة، والختام حسابُ

صدأت عظامك بالقوائم كلما
الأعوام مرت شبت فيمن شابوا

من هاهنا التطهير يبدأ كلما
علت العروش قذارة وذبابُ

من هاهنا التصحيح يبدأ.. ثورة
وليرحل العملاء والأغرابُ

ما أصدق الثورات أشعل نارها
الشعراء، والأدباء، والكتابُ


شعر ابوبلال محمد الحميري
21/12/2020 م

احمد المعطي
22-12-2020, 01:11 AM
اعزفْ فإنَّكَ ههُنا زرْيابُ
.......................واللحنُ في دمْعِ الحروفِ مُذابُ
الحزْنُ في الأوتار زادَ نشيجه
........................فطغى ولم تسمعْ بَثَّهُ الأعراب
أشجَيتَ.. بل طافَ الزُّبى سيْلُ الأسى
..........................وتنوَّعتْ في دفْقِهِ الأسبابُ
صدْقُ الحروفِ وَثيقةٌ ومِدادُها
......................وَجَعٌ يَنوءُ بحِملِهِ "الإعْرابُ"
يا باذخ الحرْفِ امتطيتَ قضيَّةً
....................يحلو بشرحِ بنودِها الإطنابُ
وتكادُ تفترسُ الحياةَ فصولُها
.................وَيئنُّ من سرْد الفصولِ كتابُ

ناديه محمد الجابي
22-12-2020, 09:42 AM
ومن لنا غير الذي لا إله سواه.. من لنا غير الله
وما أجمل ان ينكسر فيها العبد لربه ومولاه.
نص ينبض وجعا ، ونبض شعري قوي بمعناه، وما حمله من وصف لواقع مؤلم
أجدت في هذه القصيدة التي تحكي آلام وطن ينزف
وأبدعت في رسم المعاناة تحت رزح الحروب
أسال الله ان يصلح الحال
ودمت للجمال والإبداع والمعاني الراقية.
:002::004::002:

ميسر العقاد
22-12-2020, 11:36 AM
نص بديع محلق دام ألقك أيها المبدع الرائع

عبدالحكم مندور
22-12-2020, 03:49 PM
لوحة رائعة تنساب انسيابا جميلا نابضة صادقة الإحساس ..هنا

(تقتات أكبادي له أسبابُ) وددتها (تقتات من كبدي) ..هنا
(هذا السرير أنا أنام عليه لا
أدري متى طلعت له أنيابُ

ومخالب الجدران تبرز كلما
أغمضت عيني، كيف لا أرتابُ)
تصوير رائع يعكس البراعة والمقدرة التي تميزك وليست وحدها فالرائعات كثير مثل
(كم مبحر من دون بوصلة إلى
شط الكرامة، والدليل غرابُ

ومسافر بين المنية والمنى
وعلى الطريق عقارب وذئابُ

أنا شاعر منفي في وطني بلا
مأوى، ومن حولي الديار خرابُ

أنا نازح وجع القصيدة خيمتي
والحزن خبزي، والدموع شرابُ)

أملى أن يعود السلام والأمان وتقر القلوب .. شكرا لك شاعرنا الرائع

غلام الله بن صالح
22-12-2020, 08:03 PM
قصيدة شجية ولكنها رائعة
دامت روعتك
مودتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
22-12-2020, 09:07 PM
وكانب اشاركك المكان والزمان
خفف الله بقدرته جراحك وجراح الاهل في اليمن
وقاتل الله وهو القادر كل من امتدت يده لقيامة المعانات
التي فتكت بالارض والعباد هناك
شاعر متمكن وللوجع تاثيره الخالص الصادق في النسج والتصوير
يستحق التثبيت لشاعريته وموضوعه
نثبيت

مصطفى السنجاري
27-12-2020, 08:44 PM
من يخدش وجه هذه العصماء الحزينة
الصمت بمحرابها صلاة

احييك ايها اليمني ايها الشاعر الكبير

عبد الحليم منصور الفقيه
29-12-2020, 11:19 AM
آآآه آآه عليك يا وطني!! حتى متى؟! لقد تألم فيك كل شيء، واختلط بك الماء والنار والتراب.

من أراد أن ينظر بلادي اليمن بعينه فليقرأ هذه القصيدة.

شكرا لك يا سيدي الشاعر لقد رسمت الأحداث زمانا ومكانا في لوحة متكاملة الألم والإبداع.

د. سمير العمري
20-01-2021, 03:07 AM
لله درك شاعرا مبدعا وإنسانا نبيلا ويمنيا أصيلا!
قصيدة رائعة ومميزة بشعرها وشعورها وتستحق كل تقدير!
لا فض فوك ودمت مبدعا!

تقديري