المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظلٌّ للظلام



محمد القصاب
24-12-2020, 01:01 AM
ظلٌّ للظلام
--------------
أَيُّـهَـا العَـائِـدُ مـِــنْ غـَيــمِ الـحَـيـاةِ
لِمَ تَعْدو فـي سـؤالٍ عَـنْ مَمَاتـِي؟

لِـمَ تَهْمِـي والسَّـحَـابُ المنْتَـشِـي
يَـزْرَعُ القَـلـبَ بأشـبـاحِ الصِّـفـاتِ؟؟

جَولةٌ أُخـرى مَـعَ الرَّسْـمِ الخَفِـيْ!
وسُــنـُـونٌ تُـبْـتَـنَـى لـلـشَـدَقَـاتِ

جَولـة ٌ أُخـرى مـَعَ القَـبْـرِ الـرَّخِـيْ!
ذانِــكَ الـمـوتُ يُحـلِّـي شُـرُفـاتـِي

أيُّــهــا الـعَـائــدُ دونــِــي وحْــدَتِــي
فـَهُـنـا كـوكـبَــةٌ مـِـــنْ صَـرَخَـاتِــي

تؤنِـسُ الـخـوفَ إذا الـخـوفُ ارْتــَدى
رَعْشَـةَ الزهـوِ بأجْـسَـادِ الـعـُراةِ

اِبتـهـالاتٌ على الـنـزفِ الـطَّـمِـيْ
وتــقــولُ الــظــلُّ في الظُلْماتِ آتِ

هـاتِ وجـدًا ليـسَ وجـدِي قادمًا
يـا صـراخَ الحشـرِ يــومَ الضَحِـكَـاتِ

هَـاتِ غَيْمًا مُمْطِـرًا فـي حاجَتـِي
ليسَ يَغْفو في الغيومِ المُنْهَكَاتِ

لِتُعِـيـدي رِحْـلـَـةَ الـدَّمْــع ِ الـنَّـقـِيْ
هَامِياً فـــي أقـْحـُوانـِي وَصـَلاتِــي

فَــهُــنَــا كـَـوكَــبـَــة ٌلا تـَجْــتـَـبـِـي
نَاقَـةً أوْ جَسَدًا مُلْقَى، فـَهـَاتِ

عِـنْـدَكِ الـكَـونُ فَـسِـيْـحٌ صَـامِــتٌ
ونَـشـيـجٌ هـــَارِبٌ نـَـحْــوَ الـجِـهَــاتِ

لا تـَسَــلْ فِـيـمَ غِـنـَائِـي رَاحِــــلٌ
ولِـمَـاذا الـنَّـزْفُ ضــوءُ الكَـلِـمَـاتِ؟

أَي ُّ طَيـر ٍ فــي حـُروفِـي دَافِــىءٌ!
أَيُّ ثَلج ٍ ليسَ يَبكي في السُّبَاتِ!

يَـغـرَقُ الـسَّـفْـحُ وأَبْـقَــى جَـــدْوَلًا
لا ضِـفَــافَ اعْتـَصَـمَـتْ بالـقَـطَـرَاتِ

لا تَسَلْـنـِي كَـيْـفَ أُخْـفِـي دَمْـعـَـةً
في سِيولـِي عـنْ ضَمِيـرِ اللَّحَظَـاتِ

أيُّــهـَـا الـعَـائــدُ حَـسْـبـِـي شَــــارِدٌ
تَحْتَ جفـنِ الشَّمْـسِ والمُنْصَرِفَـاتِ

إنَّــــهُ الـعِـتْــقُ رَحِــيــمٌ شَــاحِـــبٌ
أنَّـــةٌ مـــنْ مـومِـيَـاءِ الشَّـهَـقَـاتِ

تَحْـبـِسُ الـجَــوْفَ لِيـَظْـمَـا مـَــاؤُهُ
حُـجْـرةٌ مــنْ غائِرَاتِ الـحُـجُـراتِ

عُـدْ مـنَ الوقـتِ الـذي مَـا زَالَ لِـي
عَطَشَ العَوسَجِ يُدمِي خُطُواتِي

لا تُـداهــنِّــي بـِـمَـــرْآكَ الـــصَّـــدَى
واقتَفِ الآثارَ مِـن هَمْـسِ الحَـيـَاةِ

عَلَّمتنـي حُـجْـرةُ الـفـَيءِ الـذَّكِـيْ!
كَيْـفَ للظُلْمَـةِ أنْ تَسْـكُـنَ ذَاتـِـي

اِجمَعِـي سَعْـفـِي ظــِلالًا تُلْتَـظـَى
واطْرَحِيهَـا فــي شُــرودِ الصَّفَـحَـاتِ

اِمْلَـئـِي مَــا مَــاتَ مِـنّـي عَـائـِـدًا
خَـلـفَ أغـصَـانِـي بِـلَـيـلِ الـزَّفـَـرَاتِ

أَيْ صَفِـيَّ الهَجْعـَةِ الأولَــى مَـعـِي
اِقـتَـرِبْ، ضُـــمَّ رَحِـيـلِـي لِلـشَـتـَاتِ

سَــوفَ أحْـيـَا لِمَـزِيـدٍ مـِــنْ دُجَـــى
لـِـظــِـلالٍ تـَحْـتَـمِــي بـالـظُـلُـمَــاتِ
(26)
==============
محمد عبد الحفيظ القصاب
5 - 3 - 1993

عبدالحكم مندور
24-12-2020, 10:56 AM
هذا كمد متراكم من قديم يكاد أن يشكل صدى لوجدان العامة في تلك الظروف الممتد ضبابها نسأل الله أن يرفع الهم والحزن لنسمع القصائد المرفرفة المغردة البهيجة .. خالص التقدير وأزكى التحيات

محمد حمود الحميري
24-12-2020, 03:29 PM
قصيدة لها تاثيرها البالغ على المتلقي،
ولو أنني مررت بها مرور الكرام إلا أنها تستحق غوصا أعمق في معانيها لاستخراج بعض كنزطوزها.
قد أعود إليها لصقل ذاىقتي بمزيد من التأمل إن شاء الله.
تحياتي

خالد عمر بن سميدع
27-12-2020, 01:39 PM
هذا شعر نتعلم معه ومنه
بوركت أخي

محمد القصاب
06-01-2021, 12:44 AM
هذا كمد متراكم من قديم يكاد أن يشكل صدى لوجدان العامة في تلك الظروف الممتد ضبابها نسأل الله أن يرفع الهم والحزن لنسمع القصائد المرفرفة المغردة البهيجة .. خالص التقدير وأزكى التحيات

الأخ الرائع الحبيب

مرورك المطلوب عطّر أنفاس الصفحات

هو الرداء الأسود يلبس الأشياء

جزاك الله خيراً

تحياتي والمحبة

عبد السلام دغمش
06-01-2021, 01:37 PM
هاتِ غَيْمًا مُمْطِـرًا فـي حاجَتـِي
ليسَ يَغْفو في الغيومِ المُنْهَكَاتِ

جميلة هذه الصورة مثلما سائر الأبيات حين تغوص في الوجدانيات .
تحياتي .

محمد القصاب
29-01-2021, 12:41 AM
قصيدة لها تاثيرها البالغ على المتلقي،
ولو أنني مررت بها مرور الكرام إلا أنها تستحق غوصا أعمق في معانيها لاستخراج بعض كنزطوزها.
قد أعود إليها لصقل ذاىقتي بمزيد من التأمل إن شاء الله.
تحياتي

ألف شكر شاعرنا المبدع

بانتظارك دائماً

بوركت

تحياتي والمحبة و:0014:

محمد القصاب
29-01-2021, 12:43 AM
هذا شعر نتعلم معه ومنه
بوركت أخي

أيّ جمالٍ في مرورك شاعري الحبيب

جزاك الله الخير وأرضاك

تحياتي والمحبة و:0014: