تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر رمضانية..... ربيع القلوب



د. سلطان الحريري
07-10-2005, 01:45 PM
هذه خواطر رمضانية كنت أفكر بوضعها في قاعة النثر ، ولكنني وجدتني أذهب إلى قاعة الدعوة ؛ لأنني أرى أن هذا مكانها:


كنت أراه دائماً في المسجد في الصلوات كلها لا تفوته صلاة، وفي رمضان كان أحمد، وهذا اسمه الذي عرفته منه بعد انتهاء صلاة التراويح، حيث بادرني بالسلام، فرأيت النور يشع من وجهه، وتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: .."شاب نشأ في عبادة الله..".
كان يعتكف في المسجد على مائدة القرآن الكريم، حيث نمت عواطفه، وتسامت روحه، يهمس في أذان الدجى كلماته مناجياً خالقه، وهو فرح بدموعه، مغتبط بلوعته، سامع لنبضات قلبه، ناظر إلى ما وراء الأشياء، حيث يلوح الفجر، وترتجف السكينة، ويسيل النور الرباني بين دقائق الأثير..
لا تمر دقيقة حتى يشعر بدقات قلبه، وتضاعف اهتزازات روحه، مثل راقد أجفلته حروف معجزة.. وكأنني به وهو ينحني على المصحف كمن يلقي رأسه على صدره الحنون كمتعب وجد الراحة.. ثم يرفع رأسه لينظر إلى الأشياء نظرة من يستصغر الكلام المتعارف عليه بين البشر بجانب عظمة كلام الخالق.. فيتحول الكلام بين يديه أرواحاً في أجساد من ألفاظ.. تستحضر حروفه رسوم أحلام لطالما رأها في نومه، وشعر بأجنحة غير منظورة قد حملته من مكانه إلى مكان أعلى وأسمى..
يشعر أنه صرف معظم عمره في الأماكن الآهلة،يكاد لا يعرف أي شيء، وإن كان يظن أنه يعرف كل شيء.. عندها يقول: نحن أكثر من الصالحين عدداً، ولكنهم أشرف منا نفوساً، و نفوسهم مثل مرآة صقلية تعكس محاسن بواطنهم، وأصواتهم الخافتة في سكينة الليل هي رجع صدى الأصوات العظيمة..
كنت أنظر إليه بلهفة فأرى فمه المفتوح للقراءة بهمس كأنه جرح عميق في صدر متوجع، وقامته المنحنية على مائدة القرآن كأنها غصن من الورد الذابل بين الأعشاب النضيرة، وعلى ملامح وجهه ابتسامة تصدر من أعماقه فتظهر على شفتيه، ولو تركها وشأنها لتصاعدت وانسكبت من مآقيه..
تستقبل مسامعه كلمات الخالق فتمتصها عواطفه مبتدعة صوراً مليئة بالحزن على ما مضى والفرح بما هو آت.. ذلك الرجل الذي كان بالأمس يصرف شبيبته على أكف الأمن المصطنع، ها هو بقلبه المسحوق أمام بوابة التوبة..
يعيش مع القرآن ليعتقه من عبودية الحياة، ويسيرحراً في موكب المؤمنين؛ لأن المحبة هي الحرية الحقيقية في هذا الكون، ولأنها ترفع النفس إلى مقام سام لا تبلغه ملهيات الدنيا، وتقاليد الناس والسكينة التي تلفه كانت وشاحاً معنوياً يرتديه فيزيد محاسنه هيبة ووقاراً.
بعدها عرفت:
أن من يقرأ القرآن ويأنس إليه تنعقد شفتاه عما سواه، فيستأنس بالسكوت؛ لأن الشعور العميق غير المتناهي الذي يحدثه القرآن يخرس الألفاظ الأخرى، فيسمع الإنسان في السكينة مناجاة قلبه، وتواصله مع الله.. وعندما يتوارى النهار ويقدم الليل ناشراً أخيلته بين البيوت تستيقظ الميول العلوية الهاجعة في أعماق قلوب القارئين..
إن أعمارنا تضمحل كالضباب، وأيامنا تزول كالفيء، ومع ذلك نتمسك بأذيال الحياة، وتتشبث بأهداب العمر، متأسفين على ذهاب الأمس، وخائفين من سرعة اليوم، مترقبين مجيء الغد، فيجمعنا رمضان على مائدة القرآن، ليرتفع بأرواحنا إلى العلياء، ونحن نشدها لتلحق بالرماد وتنطفئ.. يهب لنا القرآن أجنحة لتطير أرواحنا سابحة في فضاء الإيمان، فنجرها بأيدينا وندب كالحشرات على أديم الأرض..
يجمعنا رمضان على مائدة القرآن، بعد أن تفرقت العشيرة والعشيرة، والقبيلة والقبيلة، والأهل والأهل، وتنتقل أعماقنا من نير إلى نير أثقل، وأمم الأرض تنظر من بعيد ضاحكة منا..
إن لحظة تلاوة تراوح بين تأثيرات الإعجاز وهدهدة الإيمان في القلوب لهي أسمى وأثمن من جيل ملأه المجد الذي يمنحه الضعيف للقوي الطامع.. في تلك اللحظة تتحرر النفس من قيود قوانين الإنسان الوضعية المتباينة، والتي تحبس الإنسان وراء جدران الإهمال وتثقله بقيود الظلم..
وعند تلاوته والخوض في عدله تتأوه النفوس على فقدان العدل،وتلك اللحظات أجلّ وأفضل من عمر يضيعه الإنسان مسروراً على مائدة الشهوات.. تلك لحظة تطهر القلب وتفعمه بالنور..!!

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا

عدنان أحمد البحيصي
07-10-2005, 01:55 PM
هذه خواطر رمضانية كنت أفكر بوضعها في قاعة النثر ، ولكنني وجدتني أذهب إلى قاعة الدعوة ؛ لأنني أرى أن هذا مكانها:


كنت أراه دائماً في المسجد في الصلوات كلها لا تفوته صلاة، وفي رمضان كان أحمد، وهذا اسمه الذي عرفته منه بعد انتهاء صلاة التراويح، حيث بادرني بالسلام، فرأيت النور يشع من وجهه، وتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: .."شاب نشأ في عبادة الله..".
كان يعتكف في المسجد على مائدة القرآن الكريم، حيث نمت عواطفه، وتسامت روحه، يهمس في أذان الدجى كلماته مناجياً خالقه، وهو فرح بدموعه، مغتبط بلوعته، سامع لنبضات قلبه، ناظر إلى ما وراء الأشياء، حيث يلوح الفجر، وترتجف السكينة، ويسيل النور الرباني بين دقائق الأثير..
لا تمر دقيقة حتى يشعر بدقات قلبه، وتضاعف اهتزازات روحه، مثل راقد أجفلته حروف معجزة.. وكأنني به وهو ينحني على المصحف كمن يلقي رأسه على صدره الحنون كمتعب وجد الراحة.. ثم يرفع رأسه لينظر إلى الأشياء نظرة من يستصغر الكلام المتعارف عليه بين البشر بجانب عظمة كلام الخالق.. فيتحول الكلام بين يديه أرواحاً في أجساد من ألفاظ.. تستحضر حروفه رسوم أحلام لطالما رأها في نومه، وشعر بأجنحة غير منظورة قد حملته من مكانه إلى مكان أعلى وأسمى..
يشعر أنه صرف معظم عمره في الأماكن الآهلة،يكاد لا يعرف أي شيء، وإن كان يظن أنه يعرف كل شيء.. عندها يقول: نحن أكثر من الصالحين عدداً، ولكنهم أشرف منا نفوساً، و نفوسهم مثل مرآة صقلية تعكس محاسن بواطنهم، وأصواتهم الخافتة في سكينة الليل هي رجع صدى الأصوات العظيمة..
كنت أنظر إليه بلهفة فأرى فمه المفتوح للقراءة بهمس كأنه جرح عميق في صدر متوجع، وقامته المنحنية على مائدة القرآن كأنها غصن من الورد الذابل بين الأعشاب النضيرة، وعلى ملامح وجهه ابتسامة تصدر من أعماقه فتظهر على شفتيه، ولو تركها وشأنها لتصاعدت وانسكبت من مآقيه..
تستقبل مسامعه كلمات الخالق فتمتصها عواطفه مبتدعة صوراً مليئة بالحزن على ما مضى والفرح بما هو آت.. ذلك الرجل الذي كان بالأمس يصرف شبيبته على أكف الأمن المصطنع، ها هو بقلبه المسحوق أمام بوابة التوبة..
يعيش مع القرآن ليعتقه من عبودية الحياة، ويسيرحراً في موكب المؤمنين؛ لأن المحبة هي الحرية الحقيقية في هذا الكون، ولأنها ترفع النفس إلى مقام سام لا تبلغه ملهيات الدنيا، وتقاليد الناس والسكينة التي تلفه كانت وشاحاً معنوياً يرتديه فيزيد محاسنه هيبة ووقاراً.
بعدها عرفت:
أن من يقرأ القرآن ويأنس إليه تنعقد شفتاه عما سواه، فيستأنس بالسكوت؛ لأن الشعور العميق غير المتناهي الذي يحدثه القرآن يخرس الألفاظ الأخرى، فيسمع الإنسان في السكينة مناجاة قلبه، وتواصله مع الله.. وعندما يتوارى النهار ويقدم الليل ناشراً أخيلته بين البيوت تستيقظ الميول العلوية الهاجعة في أعماق قلوب القارئين..
إن أعمارنا تضمحل كالضباب، وأيامنا تزول كالفيء، ومع ذلك نتمسك بأذيال الحياة، وتتشبث بأهداب العمر، متأسفين على ذهاب الأمس، وخائفين من سرعة اليوم، مترقبين مجيء الغد، فيجمعنا رمضان على مائدة القرآن، ليرتفع بأرواحنا إلى العلياء، ونحن نشدها لتلحق بالرماد وتنطفئ.. يهب لنا القرآن أجنحة لتطير أرواحنا سابحة في فضاء الإيمان، فنجرها بأيدينا وندب كالحشرات على أديم الأرض..
يجمعنا رمضان على مائدة القرآن، بعد أن تفرقت العشيرة والعشيرة، والقبيلة والقبيلة، والأهل والأهل، وتنتقل أعماقنا من نير إلى نير أثقل، وأمم الأرض تنظر من بعيد ضاحكة منا..
إن لحظة تلاوة تراوح بين تأثيرات الإعجاز وهدهدة الإيمان في القلوب لهي أسمى وأثمن من جيل ملأه المجد الذي يمنحه الضعيف للقوي الطامع.. في تلك اللحظة تتحرر النفس من قيود قوانين الإنسان الوضعية المتباينة، والتي تحبس الإنسان وراء جدران الإهمال وتثقله بقيود الظلم..
وعند تلاوته والخوض في عدله تتأوه النفوس على فقدان العدل،وتلك اللحظات أجلّ وأفضل من عمر يضيعه الإنسان مسروراً على مائدة الشهوات.. تلك لحظة تطهر القلب وتفعمه بالنور..!!

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا

يا الله

ما أروعك يا أخي الحبيب سلطان الحريري قرأتها فما شعرت إلا بروحي تطلب المزيد من بوحك الصادق

أكثر منه ولا تحرمنا أخي الكريم



وموضوع يستحق التثبيت

وأكثر من ذلك يكتب في شغاف القلوب بدم العقيدة ورابطة الولاء لله جل جلاله


شكرا لك

سحر الليالي
07-10-2005, 03:28 PM
اخي العزيز د.سلطان :

رذاذات صادقة .. تحمل ندى الورد

كلمات مشبعه بفيض روحاني ..

وومضات في أعماق النفس

وأسطر تحمل النور العظيم..

جزاك الله خير الجزاء على هذه الدرر

التي تتلألأ بالفائدة والثواب

وبارك الله فيك و على رووعة ماسطرته ...

لك الشكر من أعماق القلب على هذه الخواطر الرمضانية

جعله الله في ميزان أعمالك

وأحاطك الله برعايته و حفظه

د. سلطان الحريري
07-10-2005, 03:53 PM
الشكر لك أخي الحبيب عدنان على تثبيتك لهذه الخواطر المتواضعة.. نعم يا صاحبي إنها الحياة في ربيع القلوب على مائدة شهر الكرم والخير ؛ تجعلنا نهيم في عالم من المحبة والصدق ..
دمت نقيا كما أنت

د. سلطان الحريري
07-10-2005, 03:58 PM
سحر الليالي الرائعة:
حضورك في هذه الخواطر زادها ألقا ؛ فمرورك أيتها النقية يسعدني جدا..نعم إنها ومضات في أعماق النفس تسمو بالقرآن وبكلماته العظيمة ..
رائعة أنت دائما يا سحر الليالي
كل عام وأنت بخير

خليل حلاوجي
08-10-2005, 09:03 AM
لقد نقلتنا ايها الاستاذ الفاضل المكرم
الى اجواء
في الرحمة ......رحبة

وفي التأمل........... فسيحة

لا أملك الا أن اقول لك

جزيت بخير وسلام وامان

ايها الرائع ايها الحبيب

حوراء آل بورنو
08-10-2005, 09:28 AM
ما أجمل هذا الأسلوب الذي به تكتب يا أستاذنا . فحرفك يحملنا إلى عالمه حملا رفيقا ، و أي عالم إليه حمل !
ما أصدق ما وصفت ففي القلوب نزل ، و إلى غايات عظيمات انتهى بنا الدرب ، فبارك الله في قلمك .

تحية تلميذة تتعلم منك الفكر و الرسم .

د. سلطان الحريري
09-10-2005, 12:05 AM
الحبيب خليل حلاوجي:
أسعدني مرورك كما روحك العذبة ، فلقلبك الذي يعرش بالحب كل الحب والتقدير..
وأرجو أن تكون كلماتي المتواضعة قد وجدت طريقها إلى قلوب قارئيها ، كما وجدت حروف القرآن طريقها إلى قلب كل مؤمن ..
دمت رائعا

د. سلطان الحريري
09-10-2005, 12:10 AM
أما أنت أيتها الحرة العزيزة، فتترقبك لنبضي أشبه بسفر لي في عالم لا يحد؛ يحمل الفرح والجمال، كما يحمل العرفان لحروف رائعة تصدر عن قلم أحترمه وأقدر مداده..
يشرفني أيتها النقية أن تكوني تلميذة لي ، ولكن ماذا أقول وقد بزت التلميذة أستاذها برد هو في القمة من البلاغة والروعة..
دومي رائعة كما أنت

خالد الحمد
09-10-2005, 12:20 AM
دكتور سلطان

ما أجمل ماكتبت

أسلوبك آسر

موضوع ثر ومفيد

رشفته شهدا

دم في خير حال

د. سلطان الحريري
09-10-2005, 12:32 AM
وأنا رشفت حروفك شهدا أيها الجميل..
سرني إعجابك بكلماتي ؛ ومرورك يجعلني أكثر سعادة ..
بحر الشوق شكرا لحروف من القلب إلى القلب..
دمت رائعا كما حروفك

عبلة محمد زقزوق
09-10-2005, 12:45 AM
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
اللهم , إنك أنت السميع العليم .
بارك الله في خاطرتك أستاذنا الكريم
دكتور / سلطان الحريري
وبارك الله في شفافية روحكم المحلقة في أجواء النور والإيمان دائما .
وتقبل الله منا ومنكم ، ومن أمة الإسلام ، جميل الصنع علي الدوام .

د. سمير العمري
13-10-2005, 05:28 PM
كان الرسول صلى الله عليه وسلم كلما حزبه أمر ردد: أرحنا بها يا بلال يقصد الصلاة ، ووالله إن القرآن لراحة النفوس وربيع القلوب وسقيا النفوس الظامئة إلى السكينة والطمأنينة والنور. إنه كلمات الله والنور المبين.

بارك الله بك أخي د. سلطان ونفع بك ، وشكر لك هذا الأسلوب الذي لا يزال يرتقي بالنفس ويرتفع بالقيمة حتى نحلق بمبناه نحو معناه في رحلة عالية شفافة.


دمت نقياً.



تحياتي
:os::tree::os:

مسك
01-11-2005, 01:09 PM
إن أعمارنا تضمحل كالضباب، وأيامنا تزول كالفيء، ومع ذلك نتمسك بأذيال الحياة، وتتشبث بأهداب العمر، متأسفين على ذهاب الأمس، وخائفين من سرعة اليوم، مترقبين مجيء الغد، فيجمعنا رمضان على مائدة القرآن، ليرتفع بأرواحنا إلى العلياء، ونحن نشدها لتلحق بالرماد وتنطفئ.. يهب لنا القرآن أجنحة لتطير أرواحنا سابحة في فضاء الإيمان، فنجرها بأيدينا وندب كالحشرات على أديم الأرض..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يالله ما أصدق هذه الكلمات ، جاءت هذه الخاطرة الرائعة نابعة من قلب محب صادقة صافية ،

صدقت د. سلطان ، فما من منجا من دائرة الحياة و همومها سوى هذا القرآن ، لعمري ما أن تقرأه حتى ترى العجب و الراحة النفسية الغريبة ، تشعر بالسمو والعلو ، ولست أرى لذلك تفسيراً سوى أنه كلام ربي يخاطبني به فأستحضر هيبته تعالى ، وأسمو به عن لغط البشر ...

دمت دوماً بكل خير .. :0014:

خوله بدر
01-11-2005, 02:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي الكريم د. سلطان الحريري
الدال على الخير كفاعله أو له مثل أجر فاعله . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .خاطرة رمضانية مؤثرة تركت في نفسي أثرا طيبا وهي درس وعبرة وعمل صالح يقتدى به فشاب نشأ في عبادة الله يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى عما يصفون .
أبحرنا معك أخي الكريم في سبحات من نور الهدى في سرد روحاني رائع لنعي حقائق أنفسنا في قصص الآخرين وأين نحن من أؤلئك الذين الله اصطفاهم ليكونوا مشاعل من نور الحق وشمس اليقين ولكن نسأل الله لنا ولكم أن يجعل القرآن نور أبصارنا وربيع قلوبنا آآآآمين
بارك الله فيك وجعل الله عملك هذا وكل أمرك صلاحا وفي ميزان حسناتك يوم الدين .
ونلتقي على طاعة الله ورضاه .
أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح .

خليل حلاوجي
02-11-2005, 11:10 AM
الاستاذ الغالي

اكرمك الله علي تسطيرك لنا مشاعر هؤلاء الانقياء

ولطالما كانت دهشتي كبيرة وانا اطوف حول حلقهم في المساجد

ثم ماألبث

ان ابكيهم

حين يخرجون من عالمهم الملائكي هذا

الى سوداوية ارصفتنا الحزينة

وتتبعت مصير اغلبهم فوجدته اشد حزنا"

فهم بطهارة قلوبهم

لايرضون الافساد ولا القسوة

ولكن

الدنيا هي الدنيا

والله رأيت اغلبهم أما متتطرفون او محبطون

هجرونا بعد ذلك او غلبنا على هجرتهم

اتعلم اني ابكيهم بحرقة

لان اصحاب النبل صاروا اليوم في دنيانا .... قليل ماهم


وللحديث بقية
والحمد لله في الاولى والآخرة

وفاء شوكت خضر
06-09-2007, 11:17 PM
من خلال عملية بحث في قديم الواحة ، سقطت هذه الصفحة بينيدي ، وما أن بدأت القراءة حتى أحسست بنفحات رمضان تأتيني وقدبات وشيكا ..
أتمنى أن نعيد إحياء هذه النفحات الرمضانية خلال الشهر الفضيل .
اللهم بلغنا رمضان ..
اللهم بلغنا رمضان ..
اللهم بلغنا رمضان ..
أمين يا رب العالمين ..

أستاذي واخي الفاضل / د. سلطان الحريري ..

كم سعدت بقراءة هذا النص الرائع ، الذي جعل روحي ترفرف عاليا وتسمو في أجواء شهر رمضان ،
بما فيها من سكينة وهدوء نفس ، حيث يكون للعبادة فيه حلاة أخرى .

بلغكم الله رمضان وأنتم بخير ووافر الصحة ..

كل عام وأنتم بخير ..



اسمحوا لي بتثبيته حتى تبقى صفحة بين أيدينا خلال الشهر الفضيل .

يسرى علي آل فنه
15-09-2007, 04:30 AM
هذه خواطر رمضانية كنت أفكر بوضعها في قاعة النثر ، ولكنني وجدتني أذهب إلى قاعة الدعوة ؛ لأنني أرى أن هذا مكانها:
كنت أراه دائماً في المسجد في الصلوات كلها لا تفوته صلاة، وفي رمضان كان أحمد، وهذا اسمه الذي عرفته منه بعد انتهاء صلاة التراويح، حيث بادرني بالسلام، فرأيت النور يشع من وجهه، وتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: .."شاب نشأ في عبادة الله..".
كان يعتكف في المسجد على مائدة القرآن الكريم، حيث نمت عواطفه، وتسامت روحه، يهمس في أذان الدجى كلماته مناجياً خالقه، وهو فرح بدموعه، مغتبط بلوعته، سامع لنبضات قلبه، ناظر إلى ما وراء الأشياء، حيث يلوح الفجر، وترتجف السكينة، ويسيل النور الرباني بين دقائق الأثير..
لا تمر دقيقة حتى يشعر بدقات قلبه، وتضاعف اهتزازات روحه، مثل راقد أجفلته حروف معجزة.. وكأنني به وهو ينحني على المصحف كمن يلقي رأسه على صدره الحنون كمتعب وجد الراحة.. ثم يرفع رأسه لينظر إلى الأشياء نظرة من يستصغر الكلام المتعارف عليه بين البشر بجانب عظمة كلام الخالق.. فيتحول الكلام بين يديه أرواحاً في أجساد من ألفاظ.. تستحضر حروفه رسوم أحلام لطالما رأها في نومه، وشعر بأجنحة غير منظورة قد حملته من مكانه إلى مكان أعلى وأسمى..
يشعر أنه صرف معظم عمره في الأماكن الآهلة،يكاد لا يعرف أي شيء، وإن كان يظن أنه يعرف كل شيء.. عندها يقول: نحن أكثر من الصالحين عدداً، ولكنهم أشرف منا نفوساً، و نفوسهم مثل مرآة صقلية تعكس محاسن بواطنهم، وأصواتهم الخافتة في سكينة الليل هي رجع صدى الأصوات العظيمة..
كنت أنظر إليه بلهفة فأرى فمه المفتوح للقراءة بهمس كأنه جرح عميق في صدر متوجع، وقامته المنحنية على مائدة القرآن كأنها غصن من الورد الذابل بين الأعشاب النضيرة، وعلى ملامح وجهه ابتسامة تصدر من أعماقه فتظهر على شفتيه، ولو تركها وشأنها لتصاعدت وانسكبت من مآقيه..
تستقبل مسامعه كلمات الخالق فتمتصها عواطفه مبتدعة صوراً مليئة بالحزن على ما مضى والفرح بما هو آت.. ذلك الرجل الذي كان بالأمس يصرف شبيبته على أكف الأمن المصطنع، ها هو بقلبه المسحوق أمام بوابة التوبة..
يعيش مع القرآن ليعتقه من عبودية الحياة، ويسيرحراً في موكب المؤمنين؛ لأن المحبة هي الحرية الحقيقية في هذا الكون، ولأنها ترفع النفس إلى مقام سام لا تبلغه ملهيات الدنيا، وتقاليد الناس والسكينة التي تلفه كانت وشاحاً معنوياً يرتديه فيزيد محاسنه هيبة ووقاراً.
بعدها عرفت:
أن من يقرأ القرآن ويأنس إليه تنعقد شفتاه عما سواه، فيستأنس بالسكوت؛ لأن الشعور العميق غير المتناهي الذي يحدثه القرآن يخرس الألفاظ الأخرى، فيسمع الإنسان في السكينة مناجاة قلبه، وتواصله مع الله.. وعندما يتوارى النهار ويقدم الليل ناشراً أخيلته بين البيوت تستيقظ الميول العلوية الهاجعة في أعماق قلوب القارئين..
إن أعمارنا تضمحل كالضباب، وأيامنا تزول كالفيء، ومع ذلك نتمسك بأذيال الحياة، وتتشبث بأهداب العمر، متأسفين على ذهاب الأمس، وخائفين من سرعة اليوم، مترقبين مجيء الغد، فيجمعنا رمضان على مائدة القرآن، ليرتفع بأرواحنا إلى العلياء، ونحن نشدها لتلحق بالرماد وتنطفئ.. يهب لنا القرآن أجنحة لتطير أرواحنا سابحة في فضاء الإيمان، فنجرها بأيدينا وندب كالحشرات على أديم الأرض..
يجمعنا رمضان على مائدة القرآن، بعد أن تفرقت العشيرة والعشيرة، والقبيلة والقبيلة، والأهل والأهل، وتنتقل أعماقنا من نير إلى نير أثقل، وأمم الأرض تنظر من بعيد ضاحكة منا..
إن لحظة تلاوة تراوح بين تأثيرات الإعجاز وهدهدة الإيمان في القلوب لهي أسمى وأثمن من جيل ملأه المجد الذي يمنحه الضعيف للقوي الطامع.. في تلك اللحظة تتحرر النفس من قيود قوانين الإنسان الوضعية المتباينة، والتي تحبس الإنسان وراء جدران الإهمال وتثقله بقيود الظلم..
وعند تلاوته والخوض في عدله تتأوه النفوس على فقدان العدل،وتلك اللحظات أجلّ وأفضل من عمر يضيعه الإنسان مسروراً على مائدة الشهوات.. تلك لحظة تطهر القلب وتفعمه بالنور..!!
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا

اللهم اجعل القرءان ربيع قلوبنا


اللهم آمين
خواطر تسمو بالروح وتريح النفس

جزاك الله الخير كله د. سلطان

احترامي لك

وشكر عميق لأختنا الراقية وفاء على رفعها للموضوع

رفعها الله قدرها دائماً وابدا

ريمة الخاني
15-09-2007, 05:53 AM
نتلقف قلمك بشوق استاذي
واعتقدت ان الموضوع ادراج كل قلم خواطره..
تحيه لك وتقدير
خواطر من قلم شامخ
تقبل الله صيامنا وقيامنا
تحيه اسلاميه

عبدالملك الخديدي
15-09-2007, 11:22 PM
إن أعمارنا تضمحل كالضباب، وأيامنا تزول كالفيء، ومع ذلك نتمسك بأذيال الحياة، وتتشبث بأهداب العمر، متأسفين على ذهاب الأمس، وخائفين من سرعة اليوم، مترقبين مجيء الغد، فيجمعنا رمضان على مائدة القرآن، ليرتفع بأرواحنا إلى العلياء، ونحن نشدها لتلحق بالرماد وتنطفئ.. يهب لنا القرآن أجنحة لتطير أرواحنا سابحة في فضاء الإيمان، فنجرها بأيدينا وندب كالحشرات على أديم الأرض..


نعم ماقلت يا دكتور سلطان ، لافض فوك ..
إن بطل خواطرك موجود في كل المساجد ، ولعل كل منا هو ( أحمد ) .. فعندما تمسك بكتاب الله وتفتحه ثم تبدأ تقرأ فإنك تحلق في فضاء الإيمان وترتل كلام الحق عز وجل وتسمع همس قلبك وهو يردد الله أكبر الله اكبر ..
وعندما تنظر حولك فجأة لا يسعك إلا أن تردد بكل قناعة :
( الدنيا ظل زائل من ركن إليها جاهل يهواها القلب ولكن يحذرها المرء العاقل .. )
بارك الله فيك أخي الكريم وتقبل الله منك هذه النصيحة المباركة التي أسديتها بطريقة غير مباشرة بدعوة الخير والمحبة ..
وكل عام وأنتم بخير

ناديه محمد الجابي
22-03-2023, 11:22 AM
اللهم إنا لك نعبد ولك نركع ونسجد، وإياك ندعو ونحمد، آمنا بك، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك كان مَحْذُورا،
اللهم بلغنا رمضان بلوغًا يغير حالنا إلى أحسنه، ويهذب نفوسنا ويطهر دواخلنا، بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار».

الإيمان يمد صاحبه بقوة هائلة لا تتزعزع، ويفجِّر بداخله طاقات تَستعصي على الفناء؛ فتراه يُقبل على ا
الطاعات إقبالًا، ويفر من الذُّنوب والمعاصي فرارا
اللهمَّ إنا نسألك الجنَّةَ وما قرَّب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول أو عمل.



خواطر تسمو بالروح وتريح النفس ـ جزاك الله الخير كله د. سلطان وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك.
:tree::os::tree: