المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضرورة الشعرية بين مؤيد ومعارض



خالد الحمد
08-10-2005, 10:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طاهرة تلامس أرواحكم البيضاء

هذا موضوع متواضع عن الضرورات الشعرية وأنا أجزم

أنني كجالب التمر إلى هجر ولن أجيء بجديد لأهل الأدب والمعرفة

بيد أنه اجتهاد بشري معرض للعيب والنقص فأربوا صدع أخيكم

وسدوا عيبه وخلله وأتمنى أن لايكون هذا الموضوع كتب

في منتداكم الجميل



الضرورة الشعرية : هي المخالفة اللغوية التي يلجأ إليها

الشاعر ،مراعاة للقواعد العروضية وأحكامها

قبل الدلوف في هذا الموضوع لا بد أن نعلم علماً يقينا أن الضرورة

وجدت منذ العصر الجاهلي فقل أن نقرأ لشاعر إلا وقع في هذه

المعضلة وقد ذهب اللغويون طرائق قددا فمنهم من توسع بالأمر

وقال بأن هذه الضرورات الشعرية تجعل اللغة مرنة

وتساعد على نموها بينما رأت فئة أخرى أنها تكون فقط بحدود

المعقول فلا يلجأ لها الشاعر إلا إذا اضظر لها فجعلوا من اسمها

نصيباً بيد أن الفئة الثالثة عنّفت على من استخدمها وقالوا بأنها

تخدش اللغة وأمطروامن أيدها بالهجوم وزعموا أن من أيدها

من اللغويين والشعراء يرى أن هناك فجوة وفوهة بينهم وبين

الإبداع الشعري قتسربلوا بعذر الضرورةالشعرية وفي حقيقة

الأمر لا نستطيع إنكار هذه المعضلة الشائكة فالأمرجليٌّ وواضح

فبالتتبع والاستقراء يندر أن تقرأ لشاعر عربي خلو شعره

من ذلك ولكن الشاعر البارع هو من يتجنبها ولا يكثر منها فالمتلقي

يمجُّ كثرتها إذا إذا كثرت هذه الضرورات في قصيدة ما فإن القارىء

والمتذوق والناقد سوف يستهجنون تلك القصيدة وتصبح في نظره

فجة فلا إفراط ولا تفريط وسوف أورد بعضاً من هذه

الضرورات الشعرية مع الأمثلة

فانتظروا أوبتي واقتحامي

خالد الحمد
08-10-2005, 10:36 PM
أستعين بالله في ذكر بعض الضرورات والله أسأل التوفيق

والسداد :

1 ــ تنوين المنادى المبني على الضم ، كقول الشاعر:

سلام الله يامطرٌ علينا ** وليس عليك يامطر السلامُ

فقد أورد الشاعر المنادى (( مطر)) منوناً وهو أساساً

مبني على الضم

2 ــ تنوين الممنوع من الصرف، كقول عمر بن أبي ربيعة:

تهيمُ إلى نُعْمٍ فلا الشمل جامع** ولا الحبل موصول ولا القلب مقصرُ

فالشاعر نوَّن (( نعم)) وهي ممنوعة من الصرف ، لأنها مونث

وكان حقه أن يقول لولا ضرورة الوزن: (( تهيمُ إلى نُعْم))

3 ــ مد المقصور، كقول الشاعر:

هي حوريتي وحسبي منها ** نظرة يستشف منها الرضاء

وردت (( الرضاء)) والصحيح هو أن يقول (( الرضى ))

ولكن مدّ المقصور للضرورة الشعرية

4 ــ استعمال (( ال )) بمعنى الذي كقول الشاعر:

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ** ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

فقد أضاف (( أل )) إلى الفعل والأصل أن تضاف إلى الأسماء

5 ــ الإخلال بالتركيب الصرفي ، كقول الشاعر:

تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ** نفي الدراهيم تنقاد الصياريف

فالصحيح (( الدراهم )) و (( الصياريف ))

6 ــ حذف (( الفاء )) من جواب الشرط كقول الشاعر:

من يفعل الحسناتِ الله يشكرها ** والشر بالشر عند الله مثلانِ

الصحيح أن يقال : فالله يشكرها


وللموضوع تتمة

خالد الحمد
09-10-2005, 06:23 PM
7ـــ حذف الفعل بعد لام الجازمة ، كقول الشاعر:

احفظ وديعتُك التي استودعتها ** يوم الأعارب إن وصلت وإنْ لَمِ

أي وإن لم تصل

8 ــ حذف (( رُبَّ )) بعد الواو، كقول الشاعر:

وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدوله ** عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي

والأصل أن يقول: وَرُبَّ ليلٍ

9ــ تسكين المتحرك ، كقول الشاعر:

سيروا بني العم فالأهواز منزلكم ** ونهر تيري فلا تَعْرفْكمُ العربُ

والصحيح أن يرفع الفعل المضارع (( تعرف )) بالضمة لا بالسكون

10ــ فك الادغام الواجب كقول الشاعر:

مهلاً أعاذلُ قد جربت من خُلُفي ** إني أجودُ لأقوام وإن ضننوا

والصحيح أن يقال: وإن ضنُّوا

ومن الضرورات الشعرية:


11ـ إشباع حركة ضمير في الحشو ، حيث يتولد منها حرف مد يناسب الحرف

الأخير منه ، نحو : همُ – همو

عرفتهُ ـــ عرفتهو

فيهِ ــــ فيهي

وهكذا

12ـ جعل همزة القطع همزة الوصل والعكس

13ـ تخفيف المهموز

زاهية
09-10-2005, 06:57 PM
جزاك الله خيراً أخي الفاضل بحر الشوق
من جهتي سأمر من هنا كثيراً بإذن الله حيث
الفائدة والمعرفة
وسأحتفظ بالمعلومات في ملف خاص
لسهولة الاطلاع عليها
بارك الله فيك
أختك

بنت البحر

خالد الحمد
12-10-2005, 06:17 PM
جزاك الله خيراً أخي الفاضل بحر الشوق
من جهتي سأمر من هنا كثيراً بإذن الله حيث
الفائدة والمعرفة
وسأحتفظ بالمعلومات في ملف خاص
لسهولة الاطلاع عليها
بارك الله فيك
أختك

بنت البحر


أختي حاملة المسك زاهية

هذه أشهر الضرورات والضرائر

أتمنى أن لا تكون قد كتبت هنا

فيصبح موضوعي ممجوجا

دومي في خير وعافية

عبداللطيف محمد الشبامي
28-10-2005, 03:41 PM
أخي العزيز

الشاعر المتألق

بحر الشوق


رائع ما تفضلت به ... وإنها لفرصة عظيمة أن يجد أحدنا هذه الضرورات في منتدانا البهي ... عسى أن يرجع إليها في وقت الضرورة ...

استمر في سردها ... وكتب الله ثوابك ...

وإن وجدت أنا من جهتي غير ما ذكرت فسوف أسردها لتعم الفائدة للجميع ...


دمت بخير

خالص التحايا والتقدير

عادل العاني
29-10-2005, 03:00 PM
بحر الشوق
موضوع غاية في الأهمية ...
لا يمكن أن يخلو الشعر العربي من الضرورات الشعرية.
ولا يمكن ان يستغني شاعر عنها و لكنها مثلما سميت ( الضرورة الشعرية )
فهي للضرورة فقط .
وربما هناك ضرورات أخرى لم تذكر ....
وبانتظارك دائما
تحياتي

سعيد أبو نعسة
03-02-2006, 06:38 PM
الأخ العزيز بحر الشوق
مسألة الضرورة الشعرية مشجب صار الشعراء يعلّقون عليه قلة خبرتهم و حيلتهم و ضحالة ثقافتهم فيملّون البحث و التنقيب و يرفضون بذل الجهد من أجل تنقيح البيت المتضمن ضرورة شعرية سأعطيك مثلا على ذلك :
هذا الشطر من بيت شعر لصديق لي ( لن أذكر اسمه ) استخدم فيه ضرورة شعرية و قمت بنقده علنا و أقرّ بأنه تسرّع في نشر الديوان دون أن يعرضه عليّ حتى من باب التناصح .
يقول : و الطيب يهرب مٍ القوارير العتيقة .
يقصد من القوارير .
فقلت له : كان بإمكانك أن تقول : و الطيب فرّ من القوارير العتيقة .
دون أن ينكسر البيت ومع المحافظة على معنى الفعل يهرب .
بصراحة : أنا لا أعترف بالضرورة الشعرية مهما دافع عنها مؤيدوها .
دمت في خير و عطاء

د. سمير العمري
05-11-2007, 04:11 PM
هي كما قيل ضرورة ومن يضطر إليها يكون غالبا دليل قصور في قدرته إلا إن كانت تخدم معنى لا يكون إلا با أو صورة لا تتم إلا من خلالها. والضرورة هي في الأساس استثناء للقواعد أو لنقل مخالفة للقواعد من نحو ولغة واشتقاقات واللجوء إليها لا يستحسن إلا في النادر النادر ولا تقبل حقا إلا من الشاعر الشاعر.

المشكلة أن العديد من الشعراء المبتدئين أو من الشعراء غير المتمكنين يعتبر أن قضية الضرورة الشعرية هي قاعدة وليست استثناء ويروجون ما يزعم من أنه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره وبذا تجده يطلق على كل خطأ يقع فيه جهلا أو سفها ضرورة شعرية ، وبعضهم يصل به الأمر أن يطالب بأن يجعل مما يقع فيه من خطأ قاعدة لغوية أو عروضية وذهب بعض من لما يكتبون الشعر إلى زعم اكتشافهم بحورا شعرية جديدة وغير ذلك مما لا يقبله عقل.

وعليه فإن الضرورة الشعرية كما نراها لا تكون إلا نادرا جدا لتحقيق معنى لا يتم إلا بها أو استكمال صورة لا تتم إلا من خلالها وأنه لا يوجد بديل مناسب في اللغة أو في العروض ، وأن هذه الضرورة تكون عن وعي بها من شاعر قدير ولا تتكرر في كل شعره إلا بضع مرات في أكثر الأحوال.


أشكر لك طرح هذا الموضوع المفيد ولك التقدير أيها الحبيب.



تحياتي

أبوجابر بن هيف
10-11-2007, 12:38 PM
تحية إلى الأخ الفاضل / خالد الحمد

ومن باب المشاركة فقط .. أنبه إلى أن ما ذكره أخونا في ( رقم 4 ) من قوله : (استعمال (( ال )) بمعنى الذي )...
ليس الضرورة في استعمال ( أل ) بمعنى الذي ... وإنما الضرورة - عند من يعدها ضرورة - هي وصل (ال) بالمضارع ! فتأمل .
وعليه فالصواب أن يقال : وهي إنما توصل بالوصف الصريح
كما قال ابن مالك :
وصفة صريحة صلة أل *** وكونها بمعرب الأفعال قل .

د. مصطفى عراقي
10-11-2007, 02:57 PM
أخي الحبيب الشاعر الفذ الأستاذ خالد الحمد
أين أنت يا بحر الشوق العامر
قلوبنا في غاية الشوق إلى حضورك السامي أيها الكريم
أما بخصوص ما تفضلت بطرحه هنا فأحب أن أقول:
أرى أنه من المفيد هنا الاطلاع على مؤلفات أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف
مثل:
- النحو والدلالة ، القاهرة ، عام 1968.
- - الجملة فى الشعر العربى ، القاهرة ، عام 1990.
- ظواهر نحوية فى الشعر الحر، القاهرة ، عام 1990.
- لغة الشعر ، القاهرة ، عام 1996. ، وهو ذاته أطروحة بعنوان: - الضرورة الشعرية فى النحو العربى.
- اللغة وبناء الشعر ، القاهرة ، عام 2001.
- الإبداع الموازى ، القاهرة ، عام 2001.
وهي بين داريْ الشروق ودار غريب بالقاهرة
كما أنصح بالاطلاع على أطروحتي للماجستير بعنوان:
"دور النحو في تفسير النص الشعري" بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.
كما أحب ان أوضح أن النحو مفسر وليس مبررا، وأن الشعراء لا يذهبون إلى ما يسمى بالضرورة عن ضعف وإنما عن اقتدار كما يقول ابن جني:
"فمتى رأيت الشاعر قد ارتكب مثل هذه الضرورات على قبحها، وانخراق الأصول بها، فاعلم أن ذلك على ما جشمه منه وإن دل من وجه على جوره وتعسفه، فإنه من وجه آخر مؤذن بصياله وتخمطه، وليس بقاطع دليل على ضعف لغته، ولا قصوره عن اختياره الوجه الناطق بفصاحته. بل مثله في ذلك عندي مث لمجرى الجموح بلا لجام، ووارد الحرب الضروس حاسراً من غير احتشام. فهو وإن كان ملوماً في عنفه وتهالكه، فإنه مشهود له بشجاعته وفيض منته؛ ألا تراه لا يجهل أن لو تكفر في سلاحه، أو أعصم بلجام جواده، لكان أقرب إلى النجاة، وأبعد عن الملحاة؛ لكنه جشم ما جشمه على علمه بما يعقب اقتحام مثله، إدلالاً بقوة طبعه، ودلالة على شهامة نفسه".(الخصائص: 1: 216)
وإنما هو تشبيه للتوضيح ، ووجه الشبه فيه واضح جلي، فالقاعدة في ركوب الخيل أن يمسك الراكب باللجام وفي دخول الحرب أن يحتمي ولكن المتمكن الشجاع يكسر هذه القاعدة لشدة اقتداره ، إدلالاً بقوة طبعه، ودلالة على شهامة نفسه.
وكذلك الأمر بالنسبة للشاعر حين يؤثر الخروج عن القاعدة والاستعمال الأصلي ، إلى استعمال مغاير وهو ما يسميه علماؤنا الأجلاء بالضرورة لتحقيق غرض فني يتسق مع "مقتضى الحال" أي مع الموقف والسياق الخارجي والتجربة.
فما لسقراط ولهذا التشبيه ؟!
إن النحاة هنا في هذه الظاهرة كانوا بين أمرين
أن يخطئوا الشعراء
أو ينحازوا إلى الإبداع
فاختاروا الثاني مشكورين مأجورين.
أما من أراد النحو المعياري التعليمي فله كتبه التعليمية وليكتفِ بها.
وإليك هذا المثال: قال الرضي في شرح الكافية:"
ويجمع بين " يا " والميم المشددة، ضرورة، قال:
126 - إني إذا ما حدث ألما * أقول يا اللهم يا اللهما
من السهل هنا أن تقول إن الشاعر أخطأ حين جمع بين أداة النداء "يا" والميم المشددة .
ولكن النحاة كانوا منصفين حين قالوا إن ذلك ضرورة بمعنى أنها تجوز في الشعر.
وهذا يجعلنا نسأل لماذا آثر الشاعر استعمال يا رغم أن الميم عوض عنها ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض
فأقول إن الشاعر هنا شعر بأنه في حاجة إلى الإلحاح في النداء بدليل أنه كرر أسلوب النداء.
وقد ذكر الرضي أيضا هذا البيت:
جمعت وفحشا غيبة ونميمة * ثلاث خلال لست عنها بمرعوي
في الضرورة
والأصل أن يقول : جمعت غيبة ونميمة وفحشا
ولكن الشاعر لا يلتزم بهذا الاستعمال الأصلي بل يفتن في الاستعمال وكأنه أراد أن يبين مدى احتشاد هذه الخلال فجاء بهذا التركيب الإبداعي.
وهكذا.
ويشرح المحقق القدير العلامة البغدادي هذه الظاهرة قائلا:
" وإنما معنى الضرورة أن الشاعر قد لا يخطر بباله إلا لفظه ما تضمنته ضرورة النطق به في ذلك الموضع إلى زيادة أو نقص أو غير ذلك، بحيث قد ينتبه غيره إلى أن يحتال في شيء يزيل تلك الضرورة.
ثم يفسرها بتفاسير من أهمها:
* أنه قد يكون للمعنى عبارتان أو أكثر، واحدة يلزم فيها ضرورة إلا أنها مطابقة لمقتضى الحال، ولا شك أنهم في هذه الحال يرجعون إلى الضرورة، لأن اعتناءهم بالمعاني أشد من اعتنائهم بالألفاظ. وإذا ظهر لنا في موضع أن ما لا ضرورة فيه يصلح هنالك فمن أين يعلم أنه مطابق لمقتضى الحال.
والمعنى : أن الشاعر يؤثر ما يتسق مع تجربته الإبداعية حتى لو خالف القياس الإصلي ، كما عبر سيبويه ببراعة قائلا:" وليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجهاً".
أما في التعامل مع النصوص البليغة فالأولوية للتفسير
لأنه لا يمكن إخضاع النصوص البليغة للقاعدة
فإذا كانت القاعدة تقول:
بالجر والتنوين والندا وأل ومسند للاسم تمييز حصل
وقال الشاعر:
ما أنت بالحكم الترضى حكومته= ولا الاصيل ولا ذي الرأي والجدل.
فلا يلجأ النحاة إلى المعيارية هنا بل إلى التفسير فيقولون:
ال: موصول اسمي نعت للحكم
وأنشد الفراء:
قال: وأنشد الفراء في مثله:
أخفْن اطِّنائي إن سَكَتُّ وإنّني ... لفي شُغل عن ذَحْلها اليُتَتَبَّعُ
وأنشد المفضل:
يَقول الخَنا وأَبْغض العُجم ناطقاً ... إلى ربِّنا صوتُ الحِمار اليُجَدَّعُ
يريد: الذي يُجَدَّع.
ومن هنا كان التفسير أولى من المعيارية والتخطئة في نحو النص، وهو النحو الذي يكشف عن الإبداع في النص الأدبي ، دون الوقوف عند حدود الخطأ والصواب في الجملة الواحدة
وهاهو حازم القرطاجني يفرق بين من يلجأ للضرورة الشعرية ومن يؤثرها للتفنن والإبداع فيقول:
و قد التفت إلى هذا حازم القرطاجني التفاتة عبقرية حين قال:
" وكأن الشاعر قد عدل عن الأشهر إلى الأخفى إما اضطرارا إلى ذلك ، أو قصدا إلى الافتنان في معاني الكلام والاتساع في مذاهبه ؛
فمن عادتهم أن يتلاعبوا بالكلام على وجوهٍ من الصحة". منهاج البلغاء: 181
وتامل معي مدى ما تحمل العبارة من تفهم للإبداع والافتنان
والله أعلم
ودمتم بكل الخير والتوفيق
مصطفى

محمود قحطان
05-05-2008, 05:05 AM
شكراً لهذا الموضوع المهم .

تحياتي .

الدكتور ضياء الدين الجماس
17-10-2015, 11:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
خير ما أبدأ به في مضمارالضرائر الشعرية .حديث شريف في الصحاح يروي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حق سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما جاءه بثلاثمئة بعير بأحلاسها وأقتابها مع ألف دينار نثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ليجهز جيش العسرة فصار النبي يقلبها في حجره ويقول ( ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم) وكررها مراراً.
إن رجلاً مثل عثمان رضي الله عنه من المبشرين بالجنة ويتصدق بهذه الصدقة لن يضره ارتكاب ما يمكن أن يبدو من صغائر المخالفات الشرعية - وهو ما فعل شيئاً من هذا ولكن على الافتراض- فإنه يكون إما لسهو وغفلة أو لزيادة تقرب إلى الله بدا لنا ظاهره وكأنه مخالفة.
الشاعر عند العرب كان مرجعاً للغة العربية بكل جوانبها ، وكان عامة العرب يعيرون أحدهم إذا لحن بكلامة وإذا اختلفوا رجعوا إلى أشعار الشعراء كحكم فصل بينهم في النحو والفصاحة والصرف ، فإذا ارتكب الشاعر ما يبدو أنه خطأ في نظر عموم اللغويّن فإنه يفسر فوراً لأحد أمرين إما ضرورة الوزن أو البلاغة التي يتقصدها الشاعر لأمر في نفسه لقوة بلاغته وليس لضعف في قدرته اللغوية.
وهذا تفسير قول من قال أن ما يباح للشاعر لا يباح لغيره. نعم للشاعر الذي تعرفه العرب بندرة وقوعه في اللحن. وله مئات الأبيات والقصائد التي تشهد بقدرته اللغوية والبلاغية، وأما أن يؤخذ هذا الكلام على ظاهره فيتقلده كل من عرف الأوزان ويرتكب الأخطاء المتكررة في القصيدة الواحدة وعندما تتناصح معه يقول لك هذه ضرورة شعرية .
لقد وجدت أبلغ تعريف للضرورات الشعرية كما يلي :
الضرورات الشعرية مخالفات لغوية ، قد يلجأ إليها الشاعر مراعاة للقواعد العروضية وأحكامها، لاستقامة الوزن أو لهدف بلاغي مقصود ، ولا تُعدّ عيباً ولا خطأً ، إذا كانت وفق ما تعارف عليه عباقرة العرب من الشعراء والنقاد والعروضيين القدماء ، وقبلوا به ، سواء كان للشاعر فيه مندوحة أم لا.
لقد جمع العلماء الضرائر الشعرية وكان أوسعها لابن عصفور(ت 669 هـ) في كتابه ضرائر الشعر، ولم يجز الحريصون على سلامة اللغة العربية من الضرائر إلا ما ورد عند شعراء العرب المعتبرين كشعراء مشهود لهم بالفصاحة والبلاغة , فلنتق الله في لغتنا لغة القرآن الكريم. والحمد لله رب العالمين.

:0014::0014::0014: