عبدالحكم مندور
06-06-2021, 12:57 AM
من قصائدي القديمة (2000)(لعل موضوعها سيكون واضحا ) وسؤالي هل أزيلها أم أعتمدها
أسطورة حب بدوية
(1)
أيتها الحوريةْ
أيتها السمراءُ .. اللعساءُ
الدافئة .. الساحرة العربيةْ
يا تنهيد الأنثى الحائرة الشرقيةْ
يا لا بسة الليل على صبح الحريةْ
أيتها الساذجة الناضجة العفويةْ
يا أيتها المتحفِّزة .. الملفتةُ البدويّةْ
يا غنوة حبٍ نبطيّةْ
(2)
أعترف بأني .. مشدوهٌ جدًا
طفلٌ جدّا .. وبأني مندهش جدّا
حين أكون أمامكْ
يا عمق الصحراء .. وياصفو الماءِ
وصمت الليل ونبض الصبحِ
ويا عدّة أسماءْ
لم أعرف آخر ما في عمقك من أشياءْ
لم أنظر أبدا لمساحة قطر
أو أية أرضٍ في أية جهةٍ
إلا وعرفت لها وصفا محدودا
إلاّ قد أدركت لها بعدَا وحدودا
ورصدت جميع معالمها
ورسمت خطوط خريطتها
لكني في أرضك ماضٍ
مثل السهم الضائع
لا أعرف شرقك من غربكْ
لا أدري ما يحمل قلبكْ
فكثير جدًا أدغالكْ
وسهولك أيضا وجبالكْ
لكنّي كلف بجمالكْ
(3)
أنا لو قابلتك من زمن ولّى
لعشقتك عشق مغامرةٍ
عشق الجغرافيّ وعشق البحّارْ
عشق محبّي الأخطارْ
لأنقّب فيك عن السحرِ
وأكتشف الأسرارْ
لأفتش عن أصل منابع تلك الأنـهارْ
رغم شعوري .. رغم يقيني
أني العب بالنارْ
أنّي قد تقتلني ضربة إعصارْ
أو تغرقني الأمطارْ
وبأني قد أصلب يوما
في أغصان الأشجارْ
بل إن ذوائب شعركِ
ذاك الليل الهمجيُّ الممدود ستشنقني
وأموت .. أموت غريب الدارْ
ودمي سوف يسيل .. ويجري كبحارْ
كي يسقي أشجار الصبّارْ
(4)
أهواك .. وأخشاك ولا أدري
كيف أصوغ لك الأشعارْ
أتقدّم نحوك إذ إني
أتحرك تحت خطوط النارْ
دربك مملوءٌ .. بالأشواكِ
وبالأشباح وبالأحجارْ
ينذرني .. لكن لن أسمع أيّة إنذارْ
يامرأة .. تجمع في عينيها كل السحرِ
وتحمل في شفتيها جـمر االنارْ
ترشقني .. ترميني .. تدميني
من خلف الأسوارْ
وتقبّلني في شوقٍ من ثقب المفتاحِ
وتغلق باب الدارْ
(5)
يا قبلة شوق صعقتنا
قد القت كل خـمارْ
قد شــبّت في كل النوّارْ
أشعلت العشب وهامت في الأمصارْ
وغرقنا فيها حينا وأخذنا ننـهارْ
وصحونا في لحظة وعْيٍ غدّارْ
ولممناها في فزع كالنبع الفوّارْ
لكن لم تغن ولم تقض الأوطارْ
ولقد ذابت كالثلج فما منها آثارْ
إلاّ ذكرى تلتهب بـها الأفكارْ
تنساب مع الأشعارْ
قلنا أخطأنا وحلمنا
لو عادت بالخطأ الأقدارْ
(6)
إن شئت لـهتّكت الأستارْ
وبرزت إلى السيف البتارْ
أو شئت تلا قينا إذ ضللْنا الأنظارْ
وحلمنا أن لو أعلنا الحب على ملأٍ
ودعونا كلّ الأطيارْ
ورأينا أن نسموَ فوق دوافعنا
مثل الأقمارْ
نتجاهل ذاك الشوق المشبوب الجبّارْ
وهوىً يصعقنا في إصرارْ
قلنا ما جدوى الحب إذا لم يثمر
في أضواءِ نـهــارْ
لكنّك خصّبت كثيرًا
من أفكاري نظريّاتي
ودخلت لقاموس لغاتي
غيّرت معاني كلماتي
ورميت بمعظم أشعاري بالطرقاتِ
ودخلت جـميع الأبياتِ
حدّثت بـها تفعيلاتي
قد أدخلت بموسيقاها صوت الجيتارْ
قد الهمت سماتٍ أخرى
صورا أثرى وخيالاتِ
ومعانٍ لم تعرفها من قبل حياتي
(9)
آهٍ لو أن الزمن ..
يجود ويصفو .. لأتيتكْ
ومنحتك عمري وهويتكْ
وضممت القلب على عهدك
وعكفت على سمرة أرضكْ
أمشي في كلّ زواياها
أقرؤها .. أرسمها
أشرب منها وأعبِّدها
وأظل أسير إلى قلبكْ
لكنْ من لي .. ولقد سدّوا دربكْ
من لي ولقد عزلوا حصنكْ
من لي كي أصل إلى نبعكْ
فلكم هو قاتلني بعدكْ
وأظنك مثلي بل إنّكْ
بل يَقتل صبرًا ..
من راح يفرّق قلبين ولا يدركْ
(10)
آه .. آه لو قابلتك من زمنٍ قبل سنينْ
عند العشرينْ
لعشقتك عشقا كالمجنونْ
ونزلت لأرضك لست أفكِّر ما سيكونْ
وغزوت قلاعًا .. ودخلت حصونْ
لأمهّد للحب شعابا وحزونْ
وتركت عتيّ الصخر يلينْ
ودخلت خيامك دون ركونْ
أحصد في النرجس واليقطينْ
أقطف أجـمع حب الزيتونْ
من واحة غرٍ مغرورٍ مفتونْ
وأظلُّ سجينْ
في غابةِ شعرك عشر قرونْ
أسطورة حب بدوية
(1)
أيتها الحوريةْ
أيتها السمراءُ .. اللعساءُ
الدافئة .. الساحرة العربيةْ
يا تنهيد الأنثى الحائرة الشرقيةْ
يا لا بسة الليل على صبح الحريةْ
أيتها الساذجة الناضجة العفويةْ
يا أيتها المتحفِّزة .. الملفتةُ البدويّةْ
يا غنوة حبٍ نبطيّةْ
(2)
أعترف بأني .. مشدوهٌ جدًا
طفلٌ جدّا .. وبأني مندهش جدّا
حين أكون أمامكْ
يا عمق الصحراء .. وياصفو الماءِ
وصمت الليل ونبض الصبحِ
ويا عدّة أسماءْ
لم أعرف آخر ما في عمقك من أشياءْ
لم أنظر أبدا لمساحة قطر
أو أية أرضٍ في أية جهةٍ
إلا وعرفت لها وصفا محدودا
إلاّ قد أدركت لها بعدَا وحدودا
ورصدت جميع معالمها
ورسمت خطوط خريطتها
لكني في أرضك ماضٍ
مثل السهم الضائع
لا أعرف شرقك من غربكْ
لا أدري ما يحمل قلبكْ
فكثير جدًا أدغالكْ
وسهولك أيضا وجبالكْ
لكنّي كلف بجمالكْ
(3)
أنا لو قابلتك من زمن ولّى
لعشقتك عشق مغامرةٍ
عشق الجغرافيّ وعشق البحّارْ
عشق محبّي الأخطارْ
لأنقّب فيك عن السحرِ
وأكتشف الأسرارْ
لأفتش عن أصل منابع تلك الأنـهارْ
رغم شعوري .. رغم يقيني
أني العب بالنارْ
أنّي قد تقتلني ضربة إعصارْ
أو تغرقني الأمطارْ
وبأني قد أصلب يوما
في أغصان الأشجارْ
بل إن ذوائب شعركِ
ذاك الليل الهمجيُّ الممدود ستشنقني
وأموت .. أموت غريب الدارْ
ودمي سوف يسيل .. ويجري كبحارْ
كي يسقي أشجار الصبّارْ
(4)
أهواك .. وأخشاك ولا أدري
كيف أصوغ لك الأشعارْ
أتقدّم نحوك إذ إني
أتحرك تحت خطوط النارْ
دربك مملوءٌ .. بالأشواكِ
وبالأشباح وبالأحجارْ
ينذرني .. لكن لن أسمع أيّة إنذارْ
يامرأة .. تجمع في عينيها كل السحرِ
وتحمل في شفتيها جـمر االنارْ
ترشقني .. ترميني .. تدميني
من خلف الأسوارْ
وتقبّلني في شوقٍ من ثقب المفتاحِ
وتغلق باب الدارْ
(5)
يا قبلة شوق صعقتنا
قد القت كل خـمارْ
قد شــبّت في كل النوّارْ
أشعلت العشب وهامت في الأمصارْ
وغرقنا فيها حينا وأخذنا ننـهارْ
وصحونا في لحظة وعْيٍ غدّارْ
ولممناها في فزع كالنبع الفوّارْ
لكن لم تغن ولم تقض الأوطارْ
ولقد ذابت كالثلج فما منها آثارْ
إلاّ ذكرى تلتهب بـها الأفكارْ
تنساب مع الأشعارْ
قلنا أخطأنا وحلمنا
لو عادت بالخطأ الأقدارْ
(6)
إن شئت لـهتّكت الأستارْ
وبرزت إلى السيف البتارْ
أو شئت تلا قينا إذ ضللْنا الأنظارْ
وحلمنا أن لو أعلنا الحب على ملأٍ
ودعونا كلّ الأطيارْ
ورأينا أن نسموَ فوق دوافعنا
مثل الأقمارْ
نتجاهل ذاك الشوق المشبوب الجبّارْ
وهوىً يصعقنا في إصرارْ
قلنا ما جدوى الحب إذا لم يثمر
في أضواءِ نـهــارْ
لكنّك خصّبت كثيرًا
من أفكاري نظريّاتي
ودخلت لقاموس لغاتي
غيّرت معاني كلماتي
ورميت بمعظم أشعاري بالطرقاتِ
ودخلت جـميع الأبياتِ
حدّثت بـها تفعيلاتي
قد أدخلت بموسيقاها صوت الجيتارْ
قد الهمت سماتٍ أخرى
صورا أثرى وخيالاتِ
ومعانٍ لم تعرفها من قبل حياتي
(9)
آهٍ لو أن الزمن ..
يجود ويصفو .. لأتيتكْ
ومنحتك عمري وهويتكْ
وضممت القلب على عهدك
وعكفت على سمرة أرضكْ
أمشي في كلّ زواياها
أقرؤها .. أرسمها
أشرب منها وأعبِّدها
وأظل أسير إلى قلبكْ
لكنْ من لي .. ولقد سدّوا دربكْ
من لي ولقد عزلوا حصنكْ
من لي كي أصل إلى نبعكْ
فلكم هو قاتلني بعدكْ
وأظنك مثلي بل إنّكْ
بل يَقتل صبرًا ..
من راح يفرّق قلبين ولا يدركْ
(10)
آه .. آه لو قابلتك من زمنٍ قبل سنينْ
عند العشرينْ
لعشقتك عشقا كالمجنونْ
ونزلت لأرضك لست أفكِّر ما سيكونْ
وغزوت قلاعًا .. ودخلت حصونْ
لأمهّد للحب شعابا وحزونْ
وتركت عتيّ الصخر يلينْ
ودخلت خيامك دون ركونْ
أحصد في النرجس واليقطينْ
أقطف أجـمع حب الزيتونْ
من واحة غرٍ مغرورٍ مفتونْ
وأظلُّ سجينْ
في غابةِ شعرك عشر قرونْ