المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. رصدٌ لبعض الذبذبات في سماء الذات ………



موسى الجهني
14-06-2021, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تحوز هذه القصيدة استحسان القارئ


رصدٌ لبعض الذبذبات في سماء الذات:




أما يكفيكِ بي فَـقْدُ الصِّـحابِ!
تُريدين البُـكاءَ على الربابِ!



كأنكِ ما علمتِ بأنّ قلبي
أرقُّ من الظلالِ على الثيابِ



فهل أحسستِ بي إذْ طوّقَتني
مشاعرُ تُـستثارُ بالاجتنابِ



لعمريَ كُـلُّ ما لا حِـسَّ فيهِ
أُقاسمُهُ الشعورَ بالاكتئابِ



شَـعَرْتُ بغَصّةِ الحوتِ الـمُسمّى
إذ ابْتَـلَعَ ابنَ مَـتّى دون نابِ



وإذْ دُفِنَ الغرابُ لدى ابنِ حَـوّا
شعرتُ بكُـلِّ آلامِ الغُـرابِ



وكنتُ الذئبَ حين رموه زورًا
بيوسفَ، كنتُ أشعرُ بالذئابِ



وكم أحسستُ إذْ سِيْقَ السبايا
بحسرةِ كُـلِّ زاهيةِ الخِـضابِ



وكنتُ عرائسَ الفردوسِ لـمّا
خَرجْنَ لآدمٍ من كُـلِّ بابِ



فغاب بلا اعتذارٍ أو وداعٍ
لتمتلئَ الصدورُ من العتابِ



وحين روى رواةُ الدهرِ شيئًا
أتت بعضُ السطورِ على حسابي



فتُكتبُ أكذبُ القصصِ اختلاقًا
لأنزفَ أصدقَ الدمعِ الـمُذابِ



وتُخطفُ زهرةٌ في عصرِ عادٍ
ليصحوَ بي ضميرٌ لا يُـحابي



فأعجبُ كيف قال أخو الرزايا:
مُصابُ الناسِ هَـوّنَ من عذابي



دعيني يا ابنة الدنيا فإني
نجوتُ من الهوى بعد اغترابِ



ولم أكُ أكرهُ اللقيا ولكنْ
أخافُ على الحضورِ من الغيابِ



ولم أرَ ذا جمالٍ قَـطُّ إلا
ذكرتُ به مواعيدَ السرابِ



إذا سَفَكَ الجمالُ دماءَ قومٍ
فما حَـظُّ الغرامِ من التصابي؟



وكم في الحُبِّ أفئدةٌ تَوارت
تخافُ من ابتعادٍ واقترابِ



وأعسرُ ما يكونُ على مُريدٍ
إذا دارَ السؤالُ بلا جوابِ



ورُبّتَ نسوةٍ عرّضتُ قلبي
لهُـنّ فما قَـطَعْنَ سوى صوابي



ولا تنفكُّ ذكراهُـنّ ما لم
يُفَـكَّ الطينُ عن بللِ الترابِ



وأيُّ الناسِ إنْ ذُكِـرَ الهوى لم
يـدُسَّ يدًا على قلبٍ مُصابِ!



فليت الحُبَّ يُـمْلَكُ أو يُدارى
وليت له مُـسكّنةَ الْتِهابِ



وبي لَـهَبٌ يُـبَـخّرُ دمعَ عيني
فهل تدرين عن وصْفِ السحابِ؟



يُشابهُ برقُهُ سيما وريدي
وليس له اضطرابٌ كاضطرابي



ويهذي رعْدُهُ في كُـلّ فَـجٍّ
وليس لصوتِهِ نَـفَسُ انتحابي



فعن أيِّ الأمورِ تُـعـلّليني؟
ولا تدرين إلا بَعْضَ ما بي



وإنْ أُشبهتُ أو شابهتُ شيئًا
فما أقصى الغباءَ عن التغابي!



أعينيني على الدنيا وإلا
فلستِ من الأحبةِ والصِّـحابِ





تحيتي
موسى احمد العلوني
١٤٤٢/١١/٤هـ

عبدالحكم مندور
14-06-2021, 11:53 PM
وكيف لا تعجب وهي مميزة الإبداع والتكوين مفاجئة الصور ملفتة الأداء والبناء أحيي فيك تلك الملكة الفنية الرائعة ..أزكى التحيات

محمد ذيب سليمان
23-06-2021, 09:40 AM
انت شاعر محلق تحمل الحروف اجمل الصور وتنسجها باجمل ديباجة
بوركت والجمال ايها الشاعر الجميل

ناديه محمد الجابي
23-06-2021, 11:19 AM
قصيدة ثرة اللغة، سامقة المعاني، باذخة التراكيب
قوية شعرا وشعورا ونظما
عميقة فكرة وصياغة وصورا.
دام هذا الألق لباهر.
:hat::001::hat:

عبد السلام دغمش
24-07-2021, 10:36 AM
قصيدة تفيض عذوبة و رقة .
يدسّ يداً على قلبٍ مصابِ : اسمح لي بالتطفل لأقترح : يمدّ.
بوركت وسلم اليراع.

د. سمير العمري
08-11-2021, 01:17 AM
ما شاء الله تبارك الله!
قصيدة رائعة بحسها وجرسها ونبض معانيها الجميل فلا فض فوك!
وننتظر دوما من يراعة إبداعك الجميل!

تقديري

موسى الجهني
15-03-2022, 07:51 AM
شكرًا من الأعماق لك أخي الجميل عبدالحكم تشرفني دائمًا بإطلالتك البهية


الأخ الكريم محمد ذيب سليمان
شهادتك محل اعتزازي وفخري
لك شكري الجزيل

الاخت نادية
كل الشكر لهذا الحضور المشرف


الاخ عبدالسلام
شكرًا لحضورك واسمح لي بالتعليق فإن في كلمة يدس معنى مُضاف على يمد وفيه من الإخفاء ما ليس في يمد ولقد عنيتُه عندما كتبت القصيدة
وشكرًا لك



الأخ الكريم سمير إضافة كبيرة للقصيدة عندما تنال إعجابك
لك جزيل شكري