المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في رثائــه..



عبد السلام دغمش
25-06-2021, 05:30 AM
(في رثائه)
ناديتُ ناديتُ.. جمـرُ الشوق بـرّحَ بي
ِصمتٌ هنا.. غيرُ رجـْع الصوت لم يُجِـب

أريكةٌ هاهنا.. سجّادةٌ.. قلـمٌ
ومصحفٌ لم يزلْ يُتلى.. وطيفُ أبي

و ساعةٌ طُرِحتْ.. حارتْ عقاربها
من بعدِ معصمهِ الحاني.. فلم تثِبِ

هنا الدواةُ.. وقرطاسٌ تَـرقّبَهُ
وشايُـهُ.. وحنينُ الماء في القِـرَبِ

إني ارتسمتُ خُطـىً تحذوكَ يا أبتي
أنا أمامكَ.. مهما قد كبرتُ: صبي!

إشتقتُ نظرةَ عتْبٍ منك تزجرُني
و''فَـرْكة'' الأذنِ إنْ غاليتُ في صَخبي

ولمسةً من ندى كفّـيك تغمرني
فمن لروحِيَ رِيّـاً إن مضتْ سُحبي؟

وما رأيتُكَ إلا آخِذًا بيدي
كالطَّـلِّ يُنبئُني عن خضرة العُشُـبِ

ياقدوتي كنتَ.. إذ : لا يأس يصرفُني
والفوزُ مسلكه جسرٌ مِـنْ التعب

لك العصاميّةُ الشمّاء كنتَ بها
بلا وقودٍ ذكاءَ النار في الحَطب

ألِـفتَ شوك دروب العمر.. وخزَتُها
أغضّ من مُزهِـرٍ في منبتِ الرّيَـبِ

ما حلَّ داؤك إلا وابتسمتَ له
رضًا من الله واستبشارَ محتسب

أبا الكواكبِ! إثنيْ عشْر تنظُمُها
فكيف وجهتها في غيبة القطُبِ؟

تحكي الرفوف بمن قد كان يعهدها
رفقاً.. وزيّنها من أنفس الكتب

تحكي الدفاترُ أنّ الدّرس ديدنُهُ
وأنّ مأملَه في العلم لم يخِب

ْتحكي السطورُ بأنّ الفكرة اختمرت
فأين منه يراعٌ سال بالأدب

سقيتني من فصيح الشعر أعتقه
ومنك يعذُبُ نطق الضاد في الخُطبِ

هم أودعوك ترابًا طاهرًا.. وأنا
أودعتُ حين مضوا قلبي إلى الترب

وضعتُ كفّـي على طهر الثرى ولهًا
بغير طيب وصالٍ منك لم أطِب

أراكَ في بهجة الأشياء.. رونقها
في الطير سابحةً في أفْقها الرّحِـبِ

وما مرارة عيشٍ كنت ذائقها
إلا كقهوتك السمراء يا عربي

وارى الثرى سنداً ما عدت أبصره
لكنّ مرآهُ في الأحداقِ والهدُب

احمد المعطي
25-06-2021, 01:51 PM
إلى رحاب اللهِ يمضي الخلقُ في الحِقبِ
....................................ذي سُنّةُ اللهِ والأيامُ كالسُّحُبِ
نجري الى أجَلٍ لا بدَّ نبلُغُهُ
...............................ونمتطي أمَلاً والعيشُ في صَخبِ
في رحمة اللهِ والفردوس منزلُهُ
.............................- بإذن ربّي- ورضوانٌ لمُحتَسِبِ
هذي حروفكَ للغفرانِ سائلة
............................فاقنتْ لِربِّكَ، لا تفترْ عن الطلَبِ
لك العزاءُ دُعاءً غيرَ منقطعٍ
..........................وأعظم الأجر للأخوان والنَّسَبِ

احمد المعطي
25-06-2021, 03:58 PM
حدث سهو هنا وأرجو تصحيحه باستبدال الطاء بالتاء في كلمة "فاقنط" إن أمكن
فاقنتْ لربِّك لا تفترْ عن الطلبِ
مع جزيل الشكر

ناديه محمد الجابي
25-06-2021, 04:56 PM
مؤثرة ـ صادقة ـ لامست أوتار قلبي لما بها من مشاعر وفية طيبة
أبيات رائعة من شاعر بار مرهف الحس ـ ويبقى للأب مكانة لا يستطيع أن يملأها أحد
تغمد الله والدك بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمكم الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون.
:009::008::009:

أسيل أحمد
25-06-2021, 07:52 PM
موجع ما حمل حرفك من رثاء يقطر حزنا صاخب بأنينه
عظم الله أجرك ـ وإنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله والدك وغفر ذنبه وجعل مثواه أعلى الجنان ـ ورزقك الله الصبر على فراقه.

عبد السلام دغمش
26-06-2021, 09:33 AM
إلى رحاب اللهِ يمضي الخلقُ في الحِقبِ
....................................ذي سُنّةُ اللهِ والأيامُ كالسُّحُبِ
نجري الى أجَلٍ لا بدَّ نبلُغُهُ
...............................ونمتطي أمَلاً والعيشُ في صَخبِ
في رحمة اللهِ والفردوس منزلُهُ
.............................- بإذن ربّي- ورضوانٌ لمُحتَسِبِ
هذي حروفكَ للغفرانِ سائلة
............................فاقنتْ لِربِّكَ، لا تفترْ عن الطلَبِ
لك العزاءُ دُعاءً غيرَ منقطعٍ
..........................وأعظم الأجر للأخوان والنَّسَبِ



شاعرنا الكريم ..
شكر الله لكم و بارك بكم لهذا الردّ المغدق شعرًا و شعوراز
تحياتي.

عبد السلام دغمش
26-06-2021, 09:34 AM
مؤثرة ـ صادقة ـ لامست أوتار قلبي لما بها من مشاعر وفية طيبة
أبيات رائعة من شاعر بار مرهف الحس ـ ويبقى للأب مكانة لا يستطيع أن يملأها أحد
تغمد الله والدك بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمكم الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون.
:009::008::009:

الاديبة الفاضلة نادية الجابي

شكر الله لكم و بارك بكم . اللهم آمين.
تحياتي .

عبد السلام دغمش
26-06-2021, 09:35 AM
موجع ما حمل حرفك من رثاء يقطر حزنا صاخب بأنينه
عظم الله أجرك ـ وإنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله والدك وغفر ذنبه وجعل مثواه أعلى الجنان ـ ورزقك الله الصبر على فراقه.

الاديبة الفاضلة أسيل

شكر الله لكم وبارك بكم .
كل التقدير.

نغم عبد الرحمن
26-06-2021, 10:55 PM
(في رثائه)
ناديتُ ناديتُ.. جمـرُ الشوق بـرّحَ بي
ِصمتٌ هنا.. غيرُ رجـْع الصوت لم يُجِـب

أريكةٌ هاهنا.. سجّادةٌ.. قلـمٌ
ومصحفٌ لم يزلْ يُتلى.. وطيفُ أبي

و ساعةٌ طُرِحتْ.. حارتْ عقاربها
من بعدِ معصمهِ الحاني.. فلم تثِبِ

هنا الدواةُ.. وقرطاسٌ تَـرقّبَهُ
وشايُـهُ.. وحنينُ الماء في القِـرَبِ

إني ارتسمتُ خُطـىً تحذوكَ يا أبتي
أنا أمامكَ.. مهما قد كبرتُ: صبي!

إشتقتُ نظرةَ عتْبٍ منك تزجرُني
و''فَـرْكة'' الأذنِ إنْ غاليتُ في صَخبي

ولمسةً من ندى كفّـيك تغمرني
فمن لروحِيَ رِيّـاً إن مضتْ سُحبي؟

وما رأيتُكَ إلا آخِذًا بيدي
كالطَّـلِّ يُنبئُني عن خضرة العُشُـبِ

ياقدوتي كنتَ.. إذ : لا يأس يصرفُني
والفوزُ مسلكه جسرٌ مِـنْ التعب

لك العصاميّةُ الشمّاء كنتَ بها
بلا وقودٍ ذكاءَ النار في الحَطب

ألِـفتَ شوك دروب العمر.. وخزَتُها
أغضّ من مُزهِـرٍ في منبتِ الرّيَـبِ

ما حلَّ داؤك إلا وابتسمتَ له
رضًا من الله واستبشارَ محتسب

أبا الكواكبِ! إثنيْ عشْر تنظُمُها
فكيف وجهتها في غيبة القطُبِ؟

تحكي الرفوف بمن قد كان يعهدها
رفقاً.. وزيّنها من أنفس الكتب

تحكي الدفاترُ أنّ الدّرس ديدنُهُ
وأنّ مأملَه في العلم لم يخِب

ْتحكي السطورُ بأنّ الفكرة اختمرت
فأين منه يراعٌ سال بالأدب

سقيتني من فصيح الشعر أعتقه
ومنك يعذُبُ نطق الضاد في الخُطبِ

هم أودعوك ترابًا طاهرًا.. وأنا
أودعتُ حين مضوا قلبي إلى الترب

وضعتُ كفّـي على طهر الثرى ولهًا
بغير طيب وصالٍ منك لم أطِب

أراكَ في بهجة الأشياء.. رونقها
في الطير سابحةً في أفْقها الرّحِـبِ

وما مرارة عيشٍ كنت ذائقها
إلا كقهوتك السمراء يا عربي

وارى الثرى سنداً ما عدت أبصره
لكنّ مرآهُ في الأحداقِ والهدُب





رغم الأسى والحزن الذي كلل القصيدة ،إلا أنها من القصائد الجميلة التي تحسب لكم أستاذي الكريم شعراً وشعوراً وتصويراً..


ما أجمل البسيط حين يكون بهذي البساطة والعمق،وهذي العفوية والصدق . رحم الله والدك وأسكنه فسيح جناته.


بوركت من شاعر .:sb:

د. سمير العمري
14-07-2021, 02:06 AM
لله درك من شاعر!

قصيدة رائعة في الرثاء من قلب بر رحيم وابن كريم فرحم الله أباك وأحسن الله عزاءك وجمعك به في الفردوس الأعلى في جنات النعيم!
دمت ودام هذا الألق الشعري الباهر أيها الحبيب!

تقديري

براءة الجودي
18-07-2021, 12:22 AM
هم أودعوك ترابًا طاهرًا.. وأنا
أودعتُ حين مضوا قلبي إلى الترب


مؤثّرة لن يحس بها أحدا مثلما شعر بها قائلها ، رحمه الله وغفر له ورحم أمواتنا وأموات المسلمين يارب.


وما مرارة عيشٍ كنت ذائقها
إلا كقهوتك السمراء يا عربي
الله عليك أخونا عبد السلام ، جميل
فمرارة القهوة العربية تخِفّ حينما تذكّرك بأبيك فيهون المذاق المرّ ويصبح أحلى بالذكرى، كما تهون مرارة العيش بالأمل بالله وذكره وحسن الظنّ به.

تقديري

محمد ذيب سليمان
19-07-2021, 08:31 AM
حينما يغادر العزيز على القاب والروح تعجز الحروف عن حمل المعاني المتدفقة
رحم الله الاب واسكنه الجنان ثم انك قد ابدعت في الرثاء واخراج ما يختاجه الموقف
باركك الله ابنا بارا

عبد السلام دغمش
24-07-2021, 08:58 AM
لله درك من شاعر!

قصيدة رائعة في الرثاء من قلب بر رحيم وابن كريم فرحم الله أباك وأحسن الله عزاءك وجمعك به في الفردوس الأعلى في جنات النعيم!
دمت ودام هذا الألق الشعري الباهر أيها الحبيب!

تقديري

بارك الله بكم شاعرنا الكبير .
شكر الله سعيكم وتقبل مسعاكم .
تقديري و محبتي.

عبد السلام دغمش
24-07-2021, 09:03 AM
مؤثّرة لن يحس بها أحدا مثلما شعر بها قائلها ، رحمه الله وغفر له ورحم أمواتنا وأموات المسلمين يارب.


الله عليك أخونا عبد السلام ، جميل
فمرارة القهوة العربية تخِفّ حينما تذكّرك بأبيك فيهون المذاق المرّ ويصبح أحلى بالذكرى، كما تهون مرارة العيش بالأمل بالله وذكره وحسن الظنّ به.

تقديري
الاخت براءة الجودي

بارك الله بكم شاعرتنا الفاضلة وشكر سعيكم .
ولي إشارة على الشطر : إلا كقهوتك السمراء يا عربي .. فبالإضافة لما ذكرتيه من مرارة الفهوة التي يستسيغها الكثيرون منا كناية على احتمال مرارة العيش .. فإنّ جدي لقب الوالد بالعربي لميل بشرته للسمرة أكثر من إخوته،رحمهم الله جميعا.
شكرا لمروركم الكريم .

عبد السلام دغمش
24-07-2021, 09:07 AM
حينما يغادر العزيز على القاب والروح تعجز الحروف عن حمل المعاني المتدفقة
رحم الله الاب واسكنه الجنان ثم انك قد ابدعت في الرثاء واخراج ما يختاجه الموقف
باركك الله ابنا بارا

بارك الله بكم شاعرنا الكبير .
وكل عام وانتم بخير.