تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرائي عبدالله البردوني



ياسين عبدالعزيزسيف
12-09-2021, 12:09 AM
الرائي عبدالله البردوني
(في الذكرى الثانية والعشرين لرحيله رحمة الله عليه)


كَانَ يَـومَـاً كَالغُصنِ غَـضَّاً وأطرَى
فـي زَمَانٍ كَالوَحشِ فَتكَاً وأضرَى

فُـتِـحَتْ عَـيـنُهُ عـلـى كُــلِّ شَـيءٍ
حَــولَـهُ تَــرسُـمُ الـمَـلامِـحَ تَــتـرَى

دَاهَـمَـتْهُ الخُـطُوبُ، فَارتَـاعَ طِفلاً
فَـــقَــأَ الـــــدَّاءُ نَــاظِــرَيـهِ وأزرَى

فَانـبَرَى يَـطـلُبُ الـضِّـيَـاءِ غَـرِيـبَـاً
فـــي بِـــلادٍ تَــئِـنُّ جَـهـلاً وجَــورَا

يَــصـرَعُ الــيَـأْسَ تَـــارَةً؛ فَـيُـغَنِّي
لـلـمُـنَى يَـافِـعَـاً، ويَـسـقُطُ أُخــرَى

رَاوَدَتْــهُ الـحَـيَاةُ بِـالـعَيشِ رَغــدَاً
في خُضُوعِ القَطِيعِ والعَيشِ فَقرَا

فَـضَّـلَ الـحُـرُّ أَنْ يَـجُـوعَ ويَـعـرَى
في شُمُوخٍ، بِالـعِـلمِ أَغـنَى وأَثـرَى

حَــازَ قـلـبَـاً يُــحِـسُّ آلامَ شَــعـبٍ
وضَـمِيرَاً لا يَـرتَضِي الـعَيشَ قَهرَا

أيـقَـظَ الـحُـبُّ فِـيـهِ قَـيلاً حَـكِيمَاً
بِـخَـبَـايَا الــقُـرُونِ والـعَـصرِ أدرَى

عَـاشَ كَـالعَندَلِيبِ؛ يَـشدُو كَـصَبٍّ
نَـبـضُـهُ لا يُــبَـاعُ يَــومَـاً ويُـشـرَى

يَـسـتَـلِذُّ الـسُّـهَـادَ فِـكـرَاً؛ فَـيَـرقَى
وهــو يَـقتَاتُ واقِـعَ الـحَالِ جَـمرَا

عَـاشَ يَطهُو المُنَى على نَارِ شَوقٍ
يُـطـعِـمُ الـجَـائعِينَ شِـعـرَاً ونَـثـرَا

كَـــانَ أيـقُـونَةَ الـصَّـبَاحِ، وصَـوتَـاً
يُـوقِظُ الـنَّائمِينَ فـي كُـلِّ مَـسرَى

ويُـعَـرِّي الـظَّـلامَ فــي كُــلِّ قَـصرٍ
ويَـــدُكُّ الــعُـرُوشَ وَكـــرَاً فَـوَكـرَا

ويَـحِـيكُ الـضُّحَى الـمُؤَمَّلَ وَعـيَاً
يُـلبِسُ الـشَّعبَ حُـلَّةَ الـمَجدِ نَصرَا

عَـاشَ ضَوءَاً، ومَاتَ كَالنَّجمِ؛ لكنْ
ضَـوءهُ فـي الـسَّمَاءِ يَـسطُعُ دَهرَا

كُــلُّ سِـفـرٍ حَـوَى الـجَوَاهِرَ يَـبقَى
كُــلُّ جِـيـلٍ يَـتـلُوهُ نَـبـضَاً وفَـخرَا

أيُّــهَـا الـشَّـاعِرُ الـضَّـرِيرُ الـمُـعَافَى
أنــتَ أَنـقَـى هَـوَىً، وأعـمَقُ فِـكرَا

لـــو رَأَيــنَـا بِــنُـورِ قَـلـبِـكَ يَــومَـاً
مَـــا غَـزَتْـنَـا الـرِّيَـاحُ بَــرَّاً وبَـحـرَا

جَـنَّـتَـينَا أمـسَـتْ رِمَــالاً وخَـمـطَاً
فَـمَتَى يـا أبِـي سَـتُصبِحُ خَـضرَا؟

قَـدْ رَسَـمتَ الـخُطَى؛ لِـنُدرِكَ يَومَاً
أَنَّ نَـسـفَ الـعُـجُولِ يَـصنَعُ فَـجرَا

نُـــدرِكُ الآنَ أَنَّ جِــيــلاً جَــدِيــدَاً
رُغــمَ عُـسـرِ الـمَخَاضِ يُـولَدُ حُـرَّا

وجُـنُــونُ الـغُـــبَـارِ يُــوحِـي بِــأنَّـا
قَـدْ بَـدَأنَا الـخُطَى كِـفَاحَاً وصَـبرَا

سَـتَـطُولُ الـطَّـرِيقُ حَـتـمَاً، ولـكنْ
سَـنُصَلِّي الـضُّحَى سَـلامَاً وشُـكرَا

فَـلَـكَ الـمَـجدُ والـخُلُودُ، وطُـوبَى
"لـلـسَّعِيدِ" الـعَـرِيقِ شَـعـبَاً وتِـبـرَا

ياسين عبدالعزيز

عبدالحكم مندور
14-09-2021, 01:26 AM
نص بديع ينساب في قوة وروعة لشاعر مبدع أجدت وأبدعت شاعرنا الرائع ,, نص متميز سامق صادق ..أزكى التحيات

شاهر حيدر الحربي
14-09-2021, 07:40 PM
حين قرأت العنوان من الخارج قلت من هذا الذي يتصدر لرثاء سهيل الشعر واليمن إمام زمانه في الشعر بل هو والله من أئمة الشعر على مر العصور

لو كانت اليمن رجلا لكانت فارس وشاعر فالشعر هناك كالغناء عند الطيور

قليل من لا يتكلفون في البحر الخفيف و أنت منهم فخفيفك منساب غنائي وكأنه رمل أو كامل

قد يكون التاريخ مفتاح المطلع ومن لا يعرف ذلك اليوم لا أظنه سيفهم ما أردت به أو أن اليوم هو البردوني نفسه فهو فعلا أطرى من أطرى الأغصان

قطعا الرسومات التي حوله هي داخله رسمها شيئ ما حول قلبه أو حول ذهنه وهي صورة بديعة رغم بساطتها

يَــصـرَعُ الــيَـأْسَ تَـــارَةً؛ فَـيُـغَنِّي
لـلـمُـنَى يَـافِـعَـاً، ويَـسـقُطُ أُخــرَى

ما أروع هذا البيت بل هو إلهام

وهناك الكثير يعدله وقد يفوقه من الأبيات الرائعة

سأزور نخيلك كلما قدمت إلى هذه الواحة العجيبة

لقلبك السعادة

ناديه محمد الجابي
15-09-2021, 11:49 AM
سَـتَـطُولُ الـطَّـرِيقُ حَـتـمَاً، ولـكنْ
سَـنُصَلِّي الـضُّحَى سَـلامَاً وشُـكرَا

فَـلَـكَ الـمَـجدُ والـخُلُودُ، وطُـوبَى
"لـلـسَّعِيدِ" الـعَـرِيقِ شَـعـبَاً وتِـبـرَا

أحسنت إذ وصفت فأبدعت
ماأعمق لغتك الشعرية، وما ابهى دلالاتها
دام بهاء حرفك وروعة معانيك.
:v1::0014:

د. سمير العمري
16-09-2021, 03:10 AM
لله درك ما أشعرك!
هذه قصيدة رائعة يستحقها البردوني وتستحق منا كل تقدير وتقديم، وتالله إني لأحب حرفك الراقي وأسلوبك المميز وشعرك المتين فلا فض فوك!
وأملي أن تظل قريبا في بيتك الواحة فلا تغيب ولا تبخل بتفاعل كريم مع مواضيعها فأنت عندي رمز مهم وكريم من رموزها.

للتثبيت

ودام ألقك الزاهر!

تقديري

غلام الله بن صالح
23-09-2021, 07:28 PM
قصيدة رائعة
دام بديع شعرك
مودتي

محمد محمد أبو كشك
25-09-2021, 09:09 PM
جميلة...... جزاك الله خيرا ..شعر ماتع ممتاز

آمال يوسف
27-09-2021, 12:59 AM
قصيدة بديعة من شاعر مجيد في شاعر عظيم
صدق العاطفة وعمق قراءة الواقع زادا القصيدة جمالاً


جَـنَّـتَـينَا أمـسَـتْ رِمَــالاً وخَـمـطَاً
فَـمَتَى يـا أبِـي سَـتُصبِحُ خَـضرَا؟
لعلك أردت (جنّتانا)

ولك التحية والتقدير

عبد السلام دغمش
27-09-2021, 10:30 PM
ما شاء الله..
قصيدة رائعة.. في حق شاعر مبصر وإن كفّ بصره..
عاش ضوءاً ومات كالنجم لكن
.. ضوءه في السماء يسطع دهرا..
جميل... تحياتي.

محمد محمد أبو كشك
01-10-2021, 07:34 PM
رحم الله فقيدكم وغفر له
شعر ممتاز...........................

ياسين عبدالعزيزسيف
20-03-2022, 09:41 PM
شكرا لروعة حضورك وسمو ذوقك

خالص المحبة والتقدير

ياسين عبدالعزيزسيف
20-03-2022, 09:45 PM
حين قرأت العنوان من الخارج قلت من هذا الذي يتصدر لرثاء سهيل الشعر واليمن إمام زمانه في الشعر بل هو والله من أئمة الشعر على مر العصور

لو كانت اليمن رجلا لكانت فارس وشاعر فالشعر هناك كالغناء عند الطيور

قليل من لا يتكلفون في البحر الخفيف و أنت منهم فخفيفك منساب غنائي وكأنه رمل أو كامل

قد يكون التاريخ مفتاح المطلع ومن لا يعرف ذلك اليوم لا أظنه سيفهم ما أردت به أو أن اليوم هو البردوني نفسه فهو فعلا أطرى من أطرى الأغصان

قطعا الرسومات التي حوله هي داخله رسمها شيئ ما حول قلبه أو حول ذهنه وهي صورة بديعة رغم بساطتها

يَــصـرَعُ الــيَـأْسَ تَـــارَةً؛ فَـيُـغَنِّي
لـلـمُـنَى يَـافِـعَـاً، ويَـسـقُطُ أُخــرَى

ما أروع هذا البيت بل هو إلهام

وهناك الكثير يعدله وقد يفوقه من الأبيات الرائعة

سأزور نخيلك كلما قدمت إلى هذه الواحة العجيبة

لقلبك السعادة

أسعدني حضورك البهيج شاعرنا الكريم
شكرا جزيلا لحضورك وطيب ثنائك وسعة اطلاعك وإثرائك للنص

تحية تليق بك
وخالص المحبة والتقدير

ياسين عبدالعزيزسيف
20-03-2022, 09:48 PM
سَـتَـطُولُ الـطَّـرِيقُ حَـتـمَاً، ولـكنْ
سَـنُصَلِّي الـضُّحَى سَـلامَاً وشُـكرَا

فَـلَـكَ الـمَـجدُ والـخُلُودُ، وطُـوبَى
"لـلـسَّعِيدِ" الـعَـرِيقِ شَـعـبَاً وتِـبـرَا

أحسنت إذ وصفت فأبدعت
ماأعمق لغتك الشعرية، وما ابهى دلالاتها
دام بهاء حرفك وروعة معانيك.
:v1::0014:


تحية تليق بك وبسمو ذوقك

مودتي

ياسين عبدالعزيزسيف
20-03-2022, 09:55 PM
لله درك ما أشعرك!
هذه قصيدة رائعة يستحقها البردوني وتستحق منا كل تقدير وتقديم، وتالله إني لأحب حرفك الراقي وأسلوبك المميز وشعرك المتين فلا فض فوك!
وأملي أن تظل قريبا في بيتك الواحة فلا تغيب ولا تبخل بتفاعل كريم مع مواضيعها فأنت عندي رمز مهم وكريم من رموزها.

للتثبيت

ودام ألقك الزاهر!

تقديري

أستاذي الفاضل الشاعر الكبير د. سمير العمري
شهادتك وسام أعتز به
شكرا جزيلا لك على حضورك وجميل ثنائك ودرر حرفك
وشكرا على كرم التثبيت
وأعتذر لك وللسادة الكرام على تأخري في الرد

لك مني خالص المحبة والتقدير

محمد ذيب سليمان
21-03-2022, 07:16 PM
وما زال وسوف يبقى ذلك العلم يحتل مكانته بين ملوك القصيد
وها انت تكتبه باجمل ما يحمل الشعر واصدقة
مبدع ايها الشاعر الجميل
سامت وغنمت