تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مفاتح الغيب



د. سمير العمري
23-03-2021, 05:43 PM
طِـرْسٌ، يَــرَاعٌ، وُجُــومٌ، شَــمْعَةٌ، سَــهَرُ = وَصُــــورَةٌ لِــحَــبِــيبٍ كُــــنْــتُ أَدَّخِــــرُ
وَبُــنُّ ذِكْـــرَى وَحَــاسُــوبٌ وَنَــافِــذَةٌ = مِــنْــهَــا تَــسَــلَّـلَ نَــوْحًــا خَــافِــتًــا مَــطَــرُ
وَبَــعْــضُ عِـطْــرٍ عَـلَــى سَـطْــرٍ وَأُغْــنِـيَةٌ = لِأُمِّ كُــلْــثُــومَ تُــذْكِــي شَــجْــوَهَــا الــفِــكَــرُ
وَأُحْـجِــيَــاتٌ بِــلَا فَــحْــوَى وَأَمْــنِــيَــةٌ = وَهُـــدْهُـــدَانِ عَـــلَـــى رَفٍّ وَلَا خَــــبَـــرُ
وَلَــيْــلَــةٌ مِــــنْ لَــيَــالٍ بِــتُّ أَحْــبِــسُهَا = بِــدَمْــعَــةٍ فِــــي فُــــؤَادٍ لَـــيْــسَ تَــنْــهَمِرُ
يَــا أُخْـتَ ظَـنِّكِ مَــا كَــانَ الـوَنَى وَثَــنًا = يَــرْقِــي الــيَــقِينِ وَمَـــا كَــانَ الــضَّنَى يَــثِــرُ
أَكَـــادُ أَكْـفُــرُ بِــالــرُّؤْيَا وَمَـــا حَـمَــلَتْ = إِذْ تَــحْمِلِينِي إِلَــى الــرَّأْيِ الَّــذِي كَــفَـرُوا
وَضَّـأْتُ صَـمْــتِي بِــسَــمْتِي إِنَّـنِــي رَجُــلٌ = مَــهْـمَــا تَــجَــنَّــى عَــلَــيْــهِ الــضُّــرُّ يَــصْــطَبِرُ
جَـرَّدْتُ جُرْحَ الـمَدَى مِنْ ثُقْبِ ذَاكِرَتِي = وَمَــــا يَــــزَالُ الــرَّحِــيلُ الــمُــرُّ يَــعْــتَصِـــرُ
مَــلَأْتُ كَــأْسَ خَيَالِي مِنْكِ ذَاتَ جَوَى = وَبِــتُّ أَرْشُــفُ حَــتَّى حَــصْحَصَ الــسَّــوَرُ
أَهِــيــمُ وَالــدَّمْــعُ مَــصْــلُوبٌ عَــلَى حَــدَقِي = وَطَــيْــفُكِ الــعَــذْبُ لَا يَــبْــقَى وَلَا يَـــذَرُ
كَــأَنَّ رُوحِــيَ عَــذْرَاءَ الــرُّؤَى خَــرَجَتْ = عَــنْ حَــبْكَةِ الــوَزْنِ مِــمَّا اسْــتَلْهَمَ الضَّجَــرُ
أَغْــدَقْتِ بِــالرِّفْقِ حَـتَّى قُــلْتُ فِــي شَــدَهٍ = يَـــا نَــبْضَ قَــلْبِي مَــلَاكٌ أَنْــتِ أَمْ بَــشَــرُ؟
أَيْــقَــظْتِ فِـــيَّ حَنِينًا غَـــطَّ فِـــي حُــلُمٍ = إِلَـــى قَــوَارِيــرِ عِــشْــقٍ حَــوْلَـهـا الـــدُّرَرُ
وَسِرْتُ نَــحْــوَكِ مَــفْــتُونًا بِــبَــدْرِ دُجَــى = وَلَـــسْـــتُ أَوَّلَ سَــــارٍ سَـــــرَّهُ قَــــمَـــرُ
ثُــمَّ انْــثَــنَيْتِ عَــلَــى عَـقْبَيكِ لَــمْ تَــلِدِي = بُــشْــرَى وَلَـــمْ تَــئِدِي ذِكْــرَى فَــأَحْتَضِــرُ
أَطَـلْـتِ رِحْــلَــةَ مَــيْــسٍ مِــنْــكِ مَــعْذِرَةً = حَــــتَّــى تَـــأَوَّهَ مِـــنْ أَعْـــذَارِكِ الــسَّــفَرُ
فَـمَــا ذَهَــبْتِ سَـلَامًا قَـبْلَ كَـأْسِ طِـلَى = وَلَا رَجَــعْــتِ جِـــهَــادًا فِــــيــهِ أَنْــتَــصِرُ
أَعْــرَبْــتُ كُــلَّ مَـقَــامَاتِي الَّــتِي عَــزَفَتْ = لَـــحْــنَ الــخُــلُودِ وَلَــكِــنْ أَعْــجَــمَ الــوَتَــرُ
وَطُــفْــتُ رَوْضَــــكِ أَمْــسَــاءً مُــعَــطَّرَةً = وَمَــــا لَــقِــيتُ صَــبَــاحًا مِــنْــكِ يَــنْــتَظِــرُ
حَــسِبْتُ قَلْبِي عَصِيَّ الكَسْرِ كَيْفَ سَرَى = فَــكِــيْفَ بَـــاتَ بِــهَــذَا الــيُــسْرِ يَــنْكَسِرُ
أَغُـضُّ وَالـبَـسْمَةُ الـبَــلْهـاءُ فِـــي شَــفَتِي = وَدَمْـــــعَــةُ الــــوَجْــدِ فِـــي عَــيْــنَيَّ تَــنْــتَشِرُ
حَــذَّرْتُ نَــفْــسِي هَــوَاهَا سُــوءَ مُــنْقَلَبٍ = لَــكِــنَّما فِـــي الــهَــوَى لَا يَــنْــفَعُ الــحَـــذَرُ
لَأْيًــــا تُــخَــبِّـئُنِي مِــنِّــي وَقَــدْ خَــبَــرَتْ = أَنْ فِـــي الــحَــوَادِثِ لَا يُــسْــتَأْمَرُ الــقَـــدَرُ
مَــــا زَالَ يَــنْــمُو عَــلَــى شُـبَّــاكِ أَسْــئِـلَتِي = حُــزْنِــي الــقَدِيمُ فَــهَلْ يَــا حُــزْنُ تَــنْحَسِرُ؟
مَـــاذَا عَـنِ الأَمْـسِ عَــنْ أَفْــيَاءِ لَــهْفَتِنَا = مَـــاذَا عَـــنِ الــغَــدِ عَــنْ طَــوْدٍ سَــيَنْدَثِـــرُ
مَـــاذَا عَـنِ الأَمَــلِ الـمُوءَودِ فِــي أَلَــمِي = وَعَــــنْ بَــقِــيَّــةِ شَــــوْقٍ فِــــيَّ تَــسْــتَعِرُ
مَاذَا عَنِ الوَعْدِ، عَنِّي، عَنْكِ، عَنْ قِصَصٍ = لِــلْــعِشِقِ لَــيْــسَ لَــنَــا فِـــي شَــطْــئِهَا أَثَــرُ
ظَــمْأَى اللَّيَالِي إِلَــى نَــجْوَاكِ زَهْــرَ رُبَــى = وَكُــلُّ مَــجْــرَى حَــكَــى لِـــي أَنَّــكِ الــنَّهَرُ
وَفِــكْــرَةُ الــطَّــيْفِ لَـمْ يَــقْنَعْ بِــهَا وَسَــنٌ = وَلَـــمْ يُــحَــرِّضْ إِلَـــى فَــجِّ الــنَّوَى كَــدَرُ
هَـــذَا أَمَــــامَ دِيَــاجِيـــرِ الــخَــيَالِ بَـــدَا = وَذَاكَ خَــلْــفَ ضِــيَــاءِ الــشَّــمْسِ يَــسْتَتِـــرُ
مُـذْ كُــنْــتُ أَلْــثَــغُ وَالــدُّنْيَا عَــلَى أَثَــرِي = فَـــلَا تُـــؤُودِي عَــلَــى آثَـــارِ مَــنْ أَثَــــرُوا
قَــدَّمْـتُ لِـلْفَضِلِ أَسْــبَابِي سِــرَاجَ هُــدَى = وَمَــا انْــتَظَرْتُ مِــنَ الــغَايَاتِ مَا انْتَظَـــرُوا
سَــأَلْــتُهُمْ عَــنْ مَــعَانِي الــحُبِّ فِــي لُــغَتِي = فَــمَا اسْــتَطَابُوا سِــوَى الـمَعْنَى الَّذِي عَقَـرُوا
هُـمْ قَــلَّــدُونِي بِــمَــا لَـــنْ يُــدْرِكُوا وَأَنَــا = سِــيَّانَ فِــي الــجَدْبِ أَوْ فِــي الخصْبِ أَبْتَكِرُ
نَــوَارِسُ الــقَــلْبِ مَـــا زَالَـــتْ مُــحَــلِّقَةً = كَـــلَّ الــجَــنَاحُ وَلَـــمْ يَــكْلُلْ بِــهَا الــوَطَــرُ
حَــدَّثْتُنِي عَــنْكِ لَا عَـنْ تِــلْكَ لَـيْسَ لَـهَا = إِلَّا الــعُــيُــونُ الَّــتِــي فِـــي طَــرْفِــهَا حَـــوَرُ
وَهَــا اجْـتَبَيْتُ فَــهَلْ أَنْـتِ الَّتِي انْتَظَرَتْ = مَـفَاتــِـحُ الــغَيْبِ أَمْ هَـلْ زَاغَ بِــي الــبَصَـرُ؟