تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عين التأمل



د. سمير العمري
01-08-2019, 05:56 PM
عين التأمل

ذَوْقَ الــرَّحِــيقِ عَــلَى الــعَقِيقِ أَرَيــقِي = وَتَــرَقْــرَقِي شَــهْــدًا سَــقَــى فِــي الــرِّيقِ
وَتَــأَلَّــقِــي بَــيْــنَ الــضُّــلُــوعِ مَــــجَــرَّةً = فِـيــهَــا أَذُوبُ بِــرَوْنَــقِــي وَبَــرِيــقِــي
يَــا مَــنْ عَــلَى غُــرَرِ الــضِّيَاءِ تَــرَبَّعَتْ = حُــورِيَّـــةً بِــجَــمَــالِــهَــا الــفِــيــنِــيقِي
تَــنْــدَسُّ فِـــي شَــفَةِ الْــخَيَالِ قَــصِيدَةً = مِـــنْ كُـــلِّ مَــعْــنَى لِـلـرُّقِـيِّ رَقِــيــقِ
وَتُــطِلُّ طَــيْفًا فِــي جُــفُونِ خَوَاطِرِي = كَـــإِلَــهَــةٍ فِــــي مَــعْــبَــدٍ إِغْــرِيــقِــي
يَــا أَنْــتِ يَــا قَــدَرِي إِلَيْكِ مِنَ الذِي = يَــهْــوَاكِ كُــلَّ الــشَّوْقِ كُــلَّ شُــرُوقِ
سُــبْحَانَ رَبِّ الــنَّاسِ كَــيْفَ بَــرَاهُمُ = وَبَـــرَاكِ فَـــرْدًا مِـــنْ شَــذَا وَعَــقِيقِ
لَــكَــأَنَّــكِ الــدُّنْــيَــا إِذَا مَـــا أَقْــبَــلَتْ = بَـــثَّــتْ فَـــرَاشَ الــحُــلْمِ بِــالــتَّشْوِيقِ
وَلَـقَدْ أَرَاكِ هُــنَاكَ حَيْثُ غَفَا الـهَوَى = فِـــي حِــضْــنِ حَــرْفٍ حَــالِمٍ وَأَنِــيقِ
وَأَنَـــا وَأَنْـــتِ وَلَــيْــسَ ثَـــمَّ وَقــبْــلَةٌ = فِـــي غَــفْــلَةٍ مِـــنْ عَــالَــمٍ مَــطْــرُوقِ
نُــلْــتُ الأَمَــانِــيَ يَـــا حَــبِــيْبَةُ هَانِئًـا = وَسَــعِــدْتُ مِــنْــكِ بِــعَهْدِكِ الــمَوْثُوقِ
أَرْضَــعْــتِــنِي لَــبَــنَ الــمَــحَــبَّةِ سَــائِــغًا = وَفَــطَــمْتِ أَجْــنِــحَتِي عَــنِ الــتَّحْلِيقِ
وَمَـــلَأْتِ لِـــي رِئَـــةَ الــحَيَاةِ بِــحِكْمَةٍ = رُؤْيَـــا تَــطُوفُ عَــلَى امْــتِدَادِ سُمُوقِـي
إِنْ بَــانَ هَــذَا الــقَلْبُ عَــنْكِ فَكَمْ لَهُ = ذِكْــرَى تَــــئِــنُّ بِــــزَفْــرَةٍ وَشَــهِــيــقِ
الــصَّــدْرُ يَــلْــعَــقُ بِــالأَنِــينِ حَــنِــينَهُ = وَالــدَّمْــعُ يَــشْــرَقُ حَــائِرًا فِــي الــمُوقِ
لا شَيْءَ بَعْدَكِ فِي الحَيَاةِ سِوَى صَدَى = يَــرْنُــو إِلَـــى أَمَـــلِ الــمَدَى الــمَشْنُوقِ
لا شَـــيْءَ إِلَّا غُــرْبَــةٌ بَــهَتَتْ غَــدِي = أَمْــضِــي عَــلَــى دَرْبِـــي بِــغَــيْرِ رَفِــيقِ
أَمْــضِــي وَفِـــي عَــيْــنِ الــتَّأَمُّلِ عــبْرَةٌ = فِـــي رِحْــلَــةِ الــتَّــكْذِيبِ وَالــتَّــصْدِيقِ
أَعْــشُو كَــأَنِّي لَــسْتُ أَعْــرفُ مَنْ أَنَا = وَأَرَى كَـــأَنَّ الــدَّهْــرَ غَــيْــرُ حَقِيقِــي
فِــي مَــفْــرِقَيْهِ يُــهَــانُ كُـــلُّ مُــهَذَّبٍ = وَعَـلَــى ثَـــرَاهُ يُــعَــزُّ كُـــلُّ صَــفِــيقِ
هَــفَتِ الــمُرُوءَةُ فِــي يَــدَيْهِ فَــلَمْ تَــعُدْ = إِلا نِـــفَــاقًــا فِــــي فَــمٍ مَـمْــذُوقِ
وَالــصَّاحِبُ الــمَرْجُوُّ فِي عُرْيِ الأَسَى = لَــبِــسَ الــخِــيَانَةَ فِـــي ثِــيَابِ صَــدِيقِ
هَــتَــكُوا حِـجَــابَ الــحَقِّ فِــي بُــهْتَانِهِمْ = بِــــالــزُّورِ يَــحْمِــلُ عَــــاتِــقُ الــتَّــلْفِيقِ
هُــمْ شَــرُّ مَــنْ رَأَتِ الــبَرِيَّةُ قَدْ سَعَوا = بِــالــخَــمْرِ بَــيْــنَ الــكَــأْسِ وَالإِبْــرِيــقِ
وَأَنَـــا عَــلَــى جَــمْــرِ الــوَفَــاءِ أَحُــثُّــنِي = وَأَشُــقُّ فِــي حَــدَقِ الــجُحُودِ طَــرِيقِي
حَـرْفِي يُــحَمْحِمُ بِــالصَّهِيلِ عَــلَى الرُّبَــى = وَنَــهِــيقُ غَــيْــرِي رَائِــجٌ فِــي الــسُّوقِ
وَخَــلائِــقِي رَفَــضَــتْ تَــخَــاذُلَ هِــمَّةٍ = فِـــي أُمَّـــةٍ وَفَــضَــتْ إِلَـــى الــزِّنْدِيقِ
مَــا أَوْجَعَ الــمَعْنَى الـعَصِيَّ عَــلَى الـحِجَا = إِنْ قُــورِنَ الــشَّــاهِــينُ بِــالــبِــطْرِيقِ
وَأَنَـــا تَــعِبْتُ مِــنَ الْــغِيَابِ وَجَــاءَنِي = أَنَّ اقْــتِــرَافَ الــعُــذْرِ بَــعْضُ عُــقُوقِ
لِــي فِـي رِحَــابِكِ رَغْمَ مَا بِكِ مُضْغَةٌ = أَسْـمُــو بِـهَــا وَأَرُوقُ سَــاعَــةَ ضِــيــقِي
فَــتَــدَفَّقِي، قُـــدِّي قَـمِــيصَ تَــشَــوُّقِــي = وَتَــرَفَّــقِي، مَـــا لِــلــنَّوَى مِـــنْ بُــوقِ
وَخُــذُي إِلَــيكِ جَــنَى رُؤَايَ وَدَثِّرِي = شَــغَــفِي وَضُــمِّي فِــي دِمَــاكِ عُــرُوقِي
وَاسْــتَـورِقِي جَدْبَ الــخَرِيفِ بِــمُزْنَــةٍ = تُــحْــيِــي فُـــؤَادَ الــعَــاشِقِ الــمَــعْشُوقِ