غيداء الأيوبي
25-09-2021, 10:26 PM
الْمُشَرَّدُون
نَشُدُّ رِحَالَ الصَّبْرِ نَحْنُ الْمُشَرَّدُونْ=فَتُسْقِط نَا الْغَيْمَاتُ فِي فَلَكِ الْغُضُونْ
كَمَا يَحْدُثُ الآنَ الْهُوَيْنَى تَنَاثَرَتْ=حَقَائِبُ رُوحٍ كُنْتُ فِيهَا وَلَا أَكُونْ
أُفَتِّشُ عَمَّا قَدْ تَبَقَّى بِقَلْبِهَا=وَبَيْنَ أَصَابِيعِي تُلَاطِمُنِي السُّنُونْ
فَأَجْمَعُ أَشْلَاءً تَعِزُّ عَلَى دَمِي=وَأَتْرُكُ شِرْيَاناً تُعَرْقِلُهُ الظُّنُونْ
عَلَى جَبَلِ الأَشْوَاقِ أَسْقُطُ وَاقِفاً=وَفِي قَبْضَتِي شُدَّتْ حَقَائِبُ لَا تَهُون
أَرَى ذِكْرَيَاتِ الْعُمْرِ تَفْتَحُ أُفْقَهَا=تَهُزُّ نُجُوماً فَوْقَ لَمْلَمَةِ الجُفُونْ
يَمُرُّ بِقُرْبِي نَهْرُ دِجْلَةَ بَاكِياً=فَأُلْقِي مَنَادِيلَ الْحَرِيرِ عَلَى الْهَتُونْ
لَعَلَّ يَدُ التِّحْنَانِ تَمْسَحُ دَمْعَهُ=فَلَا يَخْتَفِي فِيهِ الْفُرَاتُ وَلَا يَدُونْ
تُرَاقِبُنِي النَّخْلَاتُ حَيْرَى ثِمَارُهَا=عَلَى سَعَفَاتِ التِّيهِ تَعْتَصِرُ السُّكُونْ
أَخَالُ بِأَنِّي زُرْتُ أَرْضَ عَرَاقَتِي=وَرَافَقَنِي فِي دَوْحِهَا بُلْبُلُ الْغُصُونْ
فَأَمْشِي بِلَا وَزْنٍ بِثُقْلُ مَوَاجِعِي=وَأَخْطُو بِلَا سَاقٍ أَضَاعَتْهَا المُتُونْ
أُسَافِرُ لِلْأَقْصَى فَأَلْقَى جِدَارَهُ=تَبَاكَى مِنَ الشَّكْوَى وَمَجْزَرَةِ السّجُونْ
لِمَنْ تَرْتَضِي هذِي الدِّيَارُ عَزَاءَهَا=أَلَا تَكْتَفِي يَوْماً فَيَحْتَفِلُ الْبَنُونْ ؟
أَلَنْ نَشْرَبَ النَّعْنَاعَ تَحْتَ ظِلَالِهَا؟=وَنُسْقَى مِنَ الأَحْبَابِ نَكْهَةَ زَيْزَفُونْ؟
فَكْيْفَ تَعِيشُ الأَرْضُ دُونَ أُصُولِهَا=وَكُلٌّ عَلَيْهَا بِالْمَرَاثِي مُقَطَّعُونْ ؟
وَيَهْتَاجُ قَلْبِي حِينَ أَرْنُو شُجَيْرَةً=عَلْيْهَا شِعَارُ الأَرْزِ تَلْحَفُهُ الدُّهُونْ
يُمَزِّقُهُ الأَشْرَارُ حَتَّى كَأَنَّهُ=يَذُوبُ الْهُوَيْنَى كُلَّمَا فَتَكَتْ ذُهونْ
أَمُرُّ (بِحَمَّانَا) فَأَذْكُرُ طِفْلِتِي=وَأَحْدُو (ظُهُورَ شْوِيرِ) تُدْرِكُنِي الشُّجُونْ
أُنَادِي بِجَارَاتٍ سَكَنَّ مَخِيلَتِي=عَلَى قَهْوَةِ الأَصْبَاحِ تَجْمَعُنَا الْفُنُونْ
أَلَا لَيْتَ مَا كُنَّا عَليْهِ يُعِيدُنَا=لِجَنَّاتِهِ الأَخْيَارُ وَالْمُتَنَزِّهُونْ
وَكَمْ أَتَمنَّى أَن أَطُوفَ خَرَائِطاً=وَلَكِنْ وُقُوفِي ظَلَّ يَحْقُنُهُ الْجُنُونْ
فَمَاذَا جَرَى لِلْعُرْبِ أَيْنَ دِيَارُنَا=وَأَيْنَ رُبُوعُ الْخَيْرِ وَالْجَسَدُ الْحَنُونْ ؟!
فَلَسْتُ أَرَى فِي رِحْلَةِ التّيهِ دَرْبَهَا=وَقَدْ ضَاعَتِ الأَحْلَامُ فِي رَمَقِ الْعُيُونْ
غيداء الأيوبي
نَشُدُّ رِحَالَ الصَّبْرِ نَحْنُ الْمُشَرَّدُونْ=فَتُسْقِط نَا الْغَيْمَاتُ فِي فَلَكِ الْغُضُونْ
كَمَا يَحْدُثُ الآنَ الْهُوَيْنَى تَنَاثَرَتْ=حَقَائِبُ رُوحٍ كُنْتُ فِيهَا وَلَا أَكُونْ
أُفَتِّشُ عَمَّا قَدْ تَبَقَّى بِقَلْبِهَا=وَبَيْنَ أَصَابِيعِي تُلَاطِمُنِي السُّنُونْ
فَأَجْمَعُ أَشْلَاءً تَعِزُّ عَلَى دَمِي=وَأَتْرُكُ شِرْيَاناً تُعَرْقِلُهُ الظُّنُونْ
عَلَى جَبَلِ الأَشْوَاقِ أَسْقُطُ وَاقِفاً=وَفِي قَبْضَتِي شُدَّتْ حَقَائِبُ لَا تَهُون
أَرَى ذِكْرَيَاتِ الْعُمْرِ تَفْتَحُ أُفْقَهَا=تَهُزُّ نُجُوماً فَوْقَ لَمْلَمَةِ الجُفُونْ
يَمُرُّ بِقُرْبِي نَهْرُ دِجْلَةَ بَاكِياً=فَأُلْقِي مَنَادِيلَ الْحَرِيرِ عَلَى الْهَتُونْ
لَعَلَّ يَدُ التِّحْنَانِ تَمْسَحُ دَمْعَهُ=فَلَا يَخْتَفِي فِيهِ الْفُرَاتُ وَلَا يَدُونْ
تُرَاقِبُنِي النَّخْلَاتُ حَيْرَى ثِمَارُهَا=عَلَى سَعَفَاتِ التِّيهِ تَعْتَصِرُ السُّكُونْ
أَخَالُ بِأَنِّي زُرْتُ أَرْضَ عَرَاقَتِي=وَرَافَقَنِي فِي دَوْحِهَا بُلْبُلُ الْغُصُونْ
فَأَمْشِي بِلَا وَزْنٍ بِثُقْلُ مَوَاجِعِي=وَأَخْطُو بِلَا سَاقٍ أَضَاعَتْهَا المُتُونْ
أُسَافِرُ لِلْأَقْصَى فَأَلْقَى جِدَارَهُ=تَبَاكَى مِنَ الشَّكْوَى وَمَجْزَرَةِ السّجُونْ
لِمَنْ تَرْتَضِي هذِي الدِّيَارُ عَزَاءَهَا=أَلَا تَكْتَفِي يَوْماً فَيَحْتَفِلُ الْبَنُونْ ؟
أَلَنْ نَشْرَبَ النَّعْنَاعَ تَحْتَ ظِلَالِهَا؟=وَنُسْقَى مِنَ الأَحْبَابِ نَكْهَةَ زَيْزَفُونْ؟
فَكْيْفَ تَعِيشُ الأَرْضُ دُونَ أُصُولِهَا=وَكُلٌّ عَلَيْهَا بِالْمَرَاثِي مُقَطَّعُونْ ؟
وَيَهْتَاجُ قَلْبِي حِينَ أَرْنُو شُجَيْرَةً=عَلْيْهَا شِعَارُ الأَرْزِ تَلْحَفُهُ الدُّهُونْ
يُمَزِّقُهُ الأَشْرَارُ حَتَّى كَأَنَّهُ=يَذُوبُ الْهُوَيْنَى كُلَّمَا فَتَكَتْ ذُهونْ
أَمُرُّ (بِحَمَّانَا) فَأَذْكُرُ طِفْلِتِي=وَأَحْدُو (ظُهُورَ شْوِيرِ) تُدْرِكُنِي الشُّجُونْ
أُنَادِي بِجَارَاتٍ سَكَنَّ مَخِيلَتِي=عَلَى قَهْوَةِ الأَصْبَاحِ تَجْمَعُنَا الْفُنُونْ
أَلَا لَيْتَ مَا كُنَّا عَليْهِ يُعِيدُنَا=لِجَنَّاتِهِ الأَخْيَارُ وَالْمُتَنَزِّهُونْ
وَكَمْ أَتَمنَّى أَن أَطُوفَ خَرَائِطاً=وَلَكِنْ وُقُوفِي ظَلَّ يَحْقُنُهُ الْجُنُونْ
فَمَاذَا جَرَى لِلْعُرْبِ أَيْنَ دِيَارُنَا=وَأَيْنَ رُبُوعُ الْخَيْرِ وَالْجَسَدُ الْحَنُونْ ؟!
فَلَسْتُ أَرَى فِي رِحْلَةِ التّيهِ دَرْبَهَا=وَقَدْ ضَاعَتِ الأَحْلَامُ فِي رَمَقِ الْعُيُونْ
غيداء الأيوبي