المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بائيّةُ الدُّغمشيّ في المصطفى القُرشِيّ



عبد السلام دغمش
17-10-2021, 10:17 PM
غيابةَ الجُبِّ ! هل سيّـارةٌ ونَبا
أم أنّ واردَهم إذ أرسلوه أبى ؟

ما كنتُ يعقوبَ والأنفاسُ يوسفُـهُ
أنا امتزاجُهما حين الضياءُ خبا

نبذتُ ظِــلّي .. وجرّدتُ الشّغافَ لهُ
بالصبرِ جُمّلتُ كي لا أُجمِلَ الطلَبا

شرّعتُ للنور شبّـاكين من شغَفٍ
أيُحجبُ النورُ أم طرفي الذي احتجبَا

وهجًا سريتُ ولم يمسسْ خُطايَ لظًى
وساريان معي.. الشوق والغُربا

لأنّ أحمــــدَ أهدته العلى سببًا
عليهِ صلّيتُ .. ترجو غايتي السببا

الآن أطوي فضاءً دون أجنحةٍ
الآن دون يــــراعٍ أمــلأُ الكتُبـا

وطُفتُ.. أستنبئ الغيماتِ عن مطرٍ
العاشقــــون تهادَوْا تحتــــهُ قِــرَبـا

تقول لي غيمةٌ صِرفٌ معتّقةٌ
بالعطرِ : شوقي لمن ظللتُـهُ دَأَبا

دنوتُ منه ببُصرى.. كِدتُ أرشفهُ
وليس يظمأُ مَـنْ مِـنْ طُهرهِ شَـرِبا

للكون شهقةُ ملهوفٍ لمولده
فليس من عجبٍ أن تطفئ اللهبا

كان المخاض وفي أحشاء آمنةٍ
نورٌ تململَ حتى روّع الحجُبا

في البدو وهجٌ.. هنا طفلٌ.. ملائكةٌ
قلبٌ تغسّلَ نورًا.. لم يزلْ رَطِـبا

وتلك رعشتهُ الأولى ومــــا سكَنتْ
حتى انتهتْ في حراءٍ .. رجـْفةً رهَـبـا

أكان مُنفردًا والحيرةُ احتشدتْ
مَـنْ؟ كيف.. ماذا وهل كان الوجودُ هَبا؟

فاقرأ كتابين والآيات ماثلةٌ
في الكون واللوح.. قد سوّى وقد كَتبا

يا من تدثـّر: قـُمْ! ها عند بابك تا ..(م)
ريــخٌ وملحمــةٌ تستنهضُ الحِقــَبا

رأى الصعابَ جنىً والمُـرّ قشرتَها
فاستخرج اللبّ منها سكّرًا قصَبا

فـنُّ التفاوض في : "يا عمّ لو وضعوا"
.. فـنّ التشبّث : فيها نعشقُ التـّعبـا!

يا منْ له البيدُ ظمأى .. هل تيمّم أمْ
توضّأ الرملُ في كــفّيه واختضَبا!

هذا اليتيم أبًــا.. أمّــــا يدِفّـئني
ببـُرْدَةٍ من حُنوٍّ.. كي أكونَ أبا

الحاشرُ العاقب الماحي يفيضُ ندًى
وكلّ ما حازهُ: بعض الذي وَهَبــا!

محمداً يا ائتلاق الطين في قبسٍ
سموْتَ أبلجَ .. صفوَ الصّفوِ مُنتخَبا

في راحتيك مناخ المُتعَبيـنَ وفي
سوادِ عينيك للنسّاكِ سِترُ خِبـــا

ما كنت منتقمًا والطائف امتنعت
سمحٌ وتأكلُ مِنْ عدّاسهِم عِنبا

تحكي الثنيّات حين البدرُ طالعَها
لا غرو إن صافحت أجفانُها الهدُبا

في يوم مكة كم دارٌ تؤمّنهُم
ببحر عفوِكَ سالوا.. ما انتهواْ طلَبا

أوليتنا رحمةً في كل ذي كبِدٍ
لننثرَ الحَبَّ كي تدعو الطيورَ رُبى

يا ناضر الوجه ِ.. وجهُ الأرض مُبتئسٌ
فامسَحْ بكفّك عنه القرحَ والنّصَبــا

أمطِرْ وفاءكَ في صحراء أفئدةٍ
فتلكَ غُدرانُنا تستنكرُ السُحُبا!

أغمضتُ عينيّ لمّـا خانتا لأرى
بهاءَ طيفِكَ يدعوني لأقتَربــا

للعارفيــنَ مرايــا ..خلفَـــــها عَبــروا
تجاوزوا الرسمَ للمعنى الذي اكتسبا

.. أراهُ وجهكَ و المعنى يصدّقهُ
يقول بالحب سِرْ لله محتسِبا


شوقي لألقاك أمواجٌ و أشرعةٌ
ونورسٌ لاح في الافْـق الذي شحَبا

شوقُ المآذنِ بابَ القدس تهتفُ بي
بأنّ خَطوكَ للمعـــراجِ مــــا نُـقِبــا

شوقُ الغمامِ الذي استسقيتَهُ فبكى
حين ابتهلتَ وسحّ الغيث وانسـكبا

شوقُ النخيلِ الذي في بطنِ يثرب إذْ
ذُكِـرتَ هـبّ حنينُ الجذع فانتـَحبـا

شوقُ الحصيات والتسبيح منهمرٌ
منْ راحتيك فهاجت وانتشت طـَربـا

مسافرٌ فيك ..حرفي طائرٌ ثمِـلٌ
ما اهتزّ من سَكَـرٍ لكنه انجذَبا

د. سمير العمري
18-10-2021, 03:07 AM
الله الله!

واحدة من أجمل ما قرأت في شعر المدح النبوي، ونقلة نوعية جديدة في شعرك مدهش فلا فض فوك وجزيت خيرا بشربة من كف الحبيب المصطفى!
وهل ثمة إلا احتفاء بهذه الدرة لما حملت من معاني ولما حوت من شعور وتقديرا للمادح وإجلالا للممدوح!

للتثبيت استحقاقا

ودام ألقك الزاهر، وصلى الله على محمد وآله!

تقديري

ناديه محمد الجابي
18-10-2021, 10:15 AM
اللهم صل وسلم وبارك على من بكى شوقا لرؤيتنا ، ونبكيه شوقا وتوقا
للقياه وبإذن الله عند حوض الكوثر المنتظر
حروف فاضت جمالا ، وشعر أغرق أرواحنا نشوى
خفقات روحانية سامية في مدح الحبيب المصطفى أسرت القلوب
وحلقت بنا في أعالي السماء
بورك الوجدان والبيان، ودام مداد قلمك.
:tree::001::tree:

آمال يوسف
20-10-2021, 01:02 AM
اللهم صلّ وسلم وبارك على الرحمة المهداة إلى العالمين
قليلة هي القصائد التي تنظم في هذا الغرض ولا تكون خطابية مباشرة جافة المشاعر
وهذه من تلك القليلة حيث جاءت دافقة الشعور بتلقائية وأومأت إلى الأحداث بذكاء ورسمت صوراً جميلة مؤثرة.
تحيتي وتقديري

عبد السلام دغمش
20-10-2021, 11:19 AM
الله الله!

واحدة من أجمل ما قرأت في شعر المدح النبوي، ونقلة نوعية جديدة في شعرك مدهش فلا فض فوك وجزيت خيرا بشربة من كف الحبيب المصطفى!
وهل ثمة إلا احتفاء بهذه الدرة لما حملت من معاني ولما حوت من شعور وتقديرا للمادح وإجلالا للممدوح!

للتثبيت استحقاقا

ودام ألقك الزاهر، وصلى الله على محمد وآله!

تقديري
الأستاذ الدكتور سمير العمري
تقديري لقراءتكم الثاقبة و تعليقكم الدافع .
جعلنا الله وإياكم من يردون حوض رسول الله الكوثر ولا نظمأ بعدها أبدا.
اللهم صلّ على نبينا محمد.
بارك الله بكم .

عبد السلام دغمش
20-10-2021, 11:26 AM
اللهم صل وسلم وبارك على من بكى شوقا لرؤيتنا ، ونبكيه شوقا وتوقا
للقياه وبإذن الله عند حوض الكوثر المنتظر
حروف فاضت جمالا ، وشعر أغرق أرواحنا نشوى
خفقات روحانية سامية في مدح الحبيب المصطفى أسرت القلوب
وحلقت بنا في أعالي السماء
بورك الوجدان والبيان، ودام مداد قلمك.
:tree::001::tree:

أديبتنا الكريمة الأستاذة نادية .
اللهم صلّ على نبينا محمد .
نؤمن على دعائكم ونسأل الله ان يجمعنا برسول الله لينطفئ شوقنا بلقياه و بشربة من حوضه العذب .
تقديري .

محمد ذيب سليمان
20-10-2021, 12:54 PM
صلى عليك الله يا سيدي يا رسول الله
واكرم بمن ذابت حروفه شوقا وتي بهذا العذب من مديح لسيد الخلق
في يوم مولده بهذه السنية المقدرة وما حملت من شعر قوي الحس والنسج
بوركت ايها الحبيب

غلام الله بن صالح
22-10-2021, 08:19 AM
صلى الله على محمد وسلم تسليما
قصيدة رائعة جعلها الله في ميزان حسناتك
دمت ودام تألقك شاعرنا الرائع
مودتي وإعجابي

عبدالله ابوصريمه
23-10-2021, 08:03 AM
أوليتنا رحمةً في كل ذي كبِدٍ
لننثرَ الحَبَّ كي تدعو الطيورَ رُبى
>>>
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد
>>>
لله درك ايها الأديب اللبيب
جعلها الله في ميزاك حساناتك
ولا فض فوك .

احمد المعطي
23-10-2021, 09:36 AM
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
****
ماذا أضيفُ وقد أبْليْتَ واندفَقَتْ
......................مزنُ القريحَةِ حتى أبْكَتِ السُّحُبا
واستحضرَتْ سيرَةً مازالَ صاحبُها
..................نبْضَ القلوبِ ونفحَ الطيبِ مُقتربا
جُزيتَ خيراً وقد أبدعْتَ مُحتَفِلاً
..................وبوركَ الحرفُ بالإحْسان قد كُتِبا
لا غيضَ حرفُكَ كانَ الفيْضُ مُنْسكِباً
....................عذباً فُراتاً تَجلّى فارْتَقى الأدَبا

عبدالحكم مندور
28-10-2021, 07:49 PM
متميزة إيقاعا وصورا وتكوينا وضح فيها الجهد وفنية الأداء البديع تأخذ مكانها السامق وسط مثيلاتها حاملة مقومات البقاء ..أبدعت أيها الشاعر الرائع .. أزكى التحيات وخالص التقدير

مازن لبابيدي
01-11-2021, 04:39 PM
لا فض فوك شاعرنا المتميز المبدع عبد السلام

قصيدة من نخبة المدائح ، جعلها الله صفحات بيضاء في كتابك ، ونلت بها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

تقديري ومحبتي

أسيل أحمد
07-11-2021, 09:32 AM
صل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بورك الوجدان والبيان ـ خفقات روحانية سامية في مدح نبوي مميز تكاملت معنى ومبني
نص بهي بمحموله من نسج وبناء ومعان وموسيقى
دام لك البهاء.