المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة أغرب من الخيال



عطية العمري
12-10-2005, 07:56 AM
أغرب من الخيال
الحكاية التالية واقعية حسب احد المواقع وهي تقول ان رجلا في العقد السادس من العمر وقور وسمح المحيا، دخل أحد محلات الصاغة في منطقة الكاظمية ببغداد، وطلب من الصائغ أن يضع له حجرا كريما على خاتمه، فقدم له الصائغ شايا وطفق الزبون يحدثه في شتى المواضيع في أسلوب شيق ويعرج على المواعظ والحكم والأمثال، ثم دخلت المحل امرأة على عجلة من أمرها وتريد من الصائغ إصلاح سلسلة ذهبية مكسورة فقال لها الصائغ: انتظري قليلا حتى ألبي طلب هذا الرجل الذي أتاني قبلك، ولكن المرأة نظرت إلى الصائغ في دهشة وقالت أي رجل يا مجنون وأنت تجلس لوحدك ثم خرجت من المحل واستأنف الصائغ عمله إلى أن دخل عليه رجل يطلب منه تقييم حلية ذهبية كان يحملها، فطلب منه أن ينتظر قليلا إلى أن يفرغ من إعداد الخاتم الذي طلبه الزبون الجالس إلى جواره، فصاح الرجل: عمّ تتحدث فأنا لا أرى في المحل سواك! فسأله الصائغ: ألا ترى الرجل الجالس أمامي فقال الزبون الجديد: كلا ثم حوقل وبسمل، وخرج. هنا أحس الصائغ بالفزع ونظر إلى الرجل الوقور وتساءل: ماذا يعني كل هذا؟ فرد الرجل: تلك فضيلة تحسب لك والله أعلم، ثم أردف قائلا: تريث ريثما يأتيك اليقين. . . وبعد قليل دخل المحل رجل وزوجته وقالا إنهما يرغبان في فحص خاتم معروض في واجهة المحل فطلب منهما الصائغ أن يمهلاه بضع دقائق حتى يسلم الزبون الجالس معه خاتمه، فاحتد الرجل وقال: أي رجل ونحن لا نرى غيرك في المحل والتفت إلى زوجته وقال لها: يبدو أن هذا الصائغ لا يرغب في بيع الخاتم لنا . . . لنذهب إلى محل آخرهنا انتابت الصائغ حالة من الهلع الشديد، ونظر في ضراعة إلى الرجل الجالس قبالته، وسأله: قل لي بربك ماذا يحدث!
هنا اعتدل الزبون في جلسته وحلق ببصره بعيدا وقال في صوت أقرب إلى الهمس: أنا من عباد الله الصالحين ولا يراني إلا من حمل صفاتي وهنا حلت النشوة محل الفزع في قلب الصائغ وكاد أن يحلق من فرط السعادة عندما أكد له الرجل أنه أي الصائغ من أهل الحظوة، وقال له إن سيحقق له أي أمنية، ولأن الصائغ كان يملك ما تشتهيه نفسه من عرض الدنيا فقد رد على الرجل بقوله: لا أريد سوى الظفر بالجنة فابتسم الرجل وقدم للصائغ منديلا أبيض وقال له: ضعه على أنفك واستنشق بقوة ففي المنديل عطر الجنة، ففعل الصائغ ذلك وأحس بالنشوة تسري في أوصاله في نعومة ولطف وبعد دقائق معدودة تلفت حوله فلم يجد الرجل ولم يجد المجوهرات التي كانت
معروضة داخل المحل وأدرك بعد أن فات عليه الفوات أن عطر الجنة المزعوم كان مخدرا، وأن الزبائن الذين أتوه ثم أنكروا رؤية الزبون الجالس أمامه كانوا أعضاء في عصابةالرجل الخفي ، وبالطبع لم تعثر الشرطة ! على الرجل لأنه لا يراه إلا الأغبياء .

عبلة محمد زقزوق
12-10-2005, 11:52 AM
هههههههههههههههههههههه

والله إن شر البلية ما يضحك حقا .

فليعذرني هذا الصائغ ، ولكني أضحك السن والقلب دامي

كفانا الله جميعا شر تلك النفوس ، والضمائر ، التي تستحل مآل لغيرها من متاع الدنيا .

حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل

عطية العمري
13-10-2005, 08:09 AM
أشكرك يا أخت عبلة على مرورك
وفعلاً شر البلية ما يُضحك
ولكن هذا درس لنا أن نكون يقظين لمثل هؤلاء المحتالين
تحياتي

د. سمير العمري
13-10-2005, 04:34 PM
بارك الله بك أخي أبا محمد على هذا النقل الذي يحمل عظة كبيرة وعبرة عميقة.

ولعل هذا يبين للبعض الكثير من معضلات الجهل بالدين والابتعاد عن الطريق القويم حتى بات يكتفي منه الأخيار بالعاطفة دون تبصرة ، ويبيع ويشتري فيه الأشرار بالدينار والدولار.

لقد عم الجهل حتى بدا الدين للناس طلاسم وخزعبلات يروج لها الجهل في النفوس حتى تطمس على البصر والبصيرة ، وما كان دين الله إلا موافقاً للفطرة بعيداً عن كل ما ينافي العقل والمنطق ولقد جعل الله للأشياء أسباباً وللحياة قواعد وقوانين ناموساً تصلح به الحياة لا خزعبرت من أمور تكون خبط عشواء.

ولعل أن نشير أيضاً إلى من يتخفون خلف المظهر فيبدون للناس ما يوهمهم بالتقوى ليسهل عليهم النصب والاحتيال ، فإن كان المظهر مهماً فالجوهر أهم والمؤمن الصادق الباحث دوماً عن العلم كيس فطن لا تخدعه الخرافات ولا يزل به الجهل إلى مثل هذه المتاهات.


تحياتي
:os::tree::os:

عطية العمري
15-10-2005, 08:17 AM
بارك الله فيك أبا حسام
لقد أعطى تعليقك للقصة إضافة نوعية وسلط الضوء على كثير من العبر المستفادة منها
آمل أن يستفيد منها الجميع
ولك خالص المودة والتقدير