تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مِفْتَاحُ الْحَيَاةِ / غيداء الأيوبي



غيداء الأيوبي
29-10-2021, 10:59 PM
مِفْتَاحُ الْحَيَاةِ

هَا قَدْ أَتَيْتَ مُكَلَّلاً بِوِثَاقِنَا=رَغْمَ ارْتِجَافِ الوَرْدِ فِي أَوْرَاقِنَا
نَوْمُ الرَّبِيِعِ عَلَى سَرَائِرِ غَيْمَةٍ=لا بُدَّ أَنْ يُنْدِي خَرِيِفَ فِرَاقِنَا
مِنْ ِقَطْرَةٍ فِي قَطْرَةٍ ظَمْآنَةٍ=تَحْيَا جَدَاوِلُ رَوْضَةٍ بِمَذَاقِنَا
أَكْرِمْ بِرَيَّانِ الْهَطُولِ لِنَجْتَنِي=ثَمَرَ الرَّحِيِقِ مُسَيَّحاً بِعِنَاقِنَا
وَانْعِشْ بِغَيْمَةِ جَنَّتِي مَطَرَ الرِّوى=كَيْ مَا نبَلِّل قُبْلَةَ اسْتِحْقَاقِنَا
الْوَرْدُ لا يُهْدِي الْهَتُونَ بِمَوْتِهِ=وَعُصَارَةُ الأَغْصَانِ فِي تِرْيَاقِنَا
فَالْمَوتُ مَاتَ بِعَالَمِي يَا سَيِّدِي=بَعْدَ انْتِعَاشِ الرُّوحِ فِي أَشْوَاقِنَا
لَمَّا فَتَحْتُ لِخَافِقِي قَبْرَ الدُّجَى=أَغْلَقْتُ شَمْسَ النَّبْضِ خَلْفَ مُحَاقِنَا
لَكِنَّ مِفْتَاحَ الْحَيَاةِ مُذَهَّبٌ=بِأَشِعَّةِ الأَحْلاَمِ فِي إِشْرَاقِنَا
وَأَتَيْتَ يَحْمِلُكَ الشُّعَاعُ لِغُرْفَتِي=لِنَشِفَّ نُورَ الطَّيْفِ فِي أَحْدَاقِنَا
وَبِمَركَبِ اللَّأْلاءِ أَبْحَرْنَا الرُّؤَى=مَلاَّحُنَا الْحِرْمَانُ فِي أَعْمَاقِنَا
فَاغْرِفْ مِنَ الأَحْزَانِ مِلْءَ شِبَاكِنَا=وَارْمِ الْجَوَاهِرَ فِي عُيُونِ بُرَاقِنَا
اللهُ أَكْبَرُ..هَل رَأَيْتَ مَجَرَّةً=كَمَجَرَّةِ الطُّوفَانِ فِي أَرْوَاقِنَا ؟!!
نَجْمَيْنِ طُفْنَا يَا سَلِيِلَ مُلاءَتِي=فَاقْشَعْ سَمَاءَ الأَشْهَبَيْنِ بِطَاقِنَا
وَانْثُرْ بِأَهْدَابِ الثُّرَيَّا رِعْشَةً=لِتُهَيِّجَ النَّجْمَاتِ فِي رَقْرَاقِنَا
وَامْسَحْ ظِلاَلَ الأَزْهَرَيْنِ بِدَمْعَةٍ=تَحْبُو بِهَا الأَوْقَاتُ فِي إِغْدَاقِنَا
إِنْ طَافَتِ الأَيَّامُ دُونَ مَلاَمِحٍ=فَمَلاَحِمُ التَّارِيِخِ طَيَّ طِبَاقِنَا
أَرْجُوكَ يَا مَنْ قَدْ فَتَحْتَ رِوَايَتِي=أَن تَقْرَأَ الْعِنْوَانَ قَبْلَ نَفَاقِنَا
أَرْجُوكَ يَا مَنْ قَدْ أَفَقْتَ صَبَابَتِي=أَنْ تَخْمِدَ الأَشْوَاقَ بِاسْتِنْطَاقِنَا
النَّاطِقُونَ أَنَا وَأَنْتَ فَأَيْنَنَا ؟=لِنُبَشِّرَ الْقِرْطَاسَ بِاسْتِطْرَاقِنَا
وَلْتَرْحَلِ الزَّفَرَاتُ مِنْ شَهْقَاتِنَا=إِمَّا ارْتَشَفْنَا الشَّهْدَ بِاسْتِنْشَاقِنَا
هُوَ ذَا الدَّلِيِلُ لِبُلْبُلَيْنَا فِي الْهَوَى=لَحْنٌ يُرَفْرِفُ فَوْقَ غُصْنِ رُقَاقِنَا
غَرِّدْ لِيَنْتَفِشَ الْقَرِيِضُ بِرَوْضِنَا=وَيَمُدَّ طَاوُوُسَ الْحُرُوفِ بِسَاقِنَا
غَرِّدْ لِتَرْكَعَ فِي الْجَنَائِنِ وَرْدَتِي=لَمَّا تُصَلِّي فِي رُبُوعِ نِيَاقِنَا
غَرِّدْ لِيُبْحِرَ فِي الْمَدَى رَجْعُ الصَّدَى=وَيَعُودَ غَوْصاً فِي خِبَابِ سِبَاقِنَا
لَوْ كَانَ مِحْرَابُ الشُّعُورِ مُطَوَّقاً=مَا اسْتَنْفَرَ الإِيِمَانُ فِي آفَاقِنَا
الْعَهْدُ مَخْتُومٌ بِشَمْعٍ أَحْمَرٍ=وَالْمِشْرَطُ الْفَتَّاحُ عِرْقُ سِيَاقِنَا
فَهُنَاكَ تَخْلِيِدُ الْمَشَاعِرِ يَرْتَقِي=وَيَدُومُ رَغْداً فِي حِمَى عِمْلاقِنَا
لَمَّا يُدَغْدِغ جِنْحَ رْوحَيْنَا الْوَفَا=سَنَعِيِشُ بَعْدَ الْمَوتِ مِلْءَ وِفَاقِنَا
لِنُشَرِّعَ الْبَابَ الْمُرَتَّجَ بِالدُّنَى=وَيَظَلَّ مِفْتَاحُ الْحَيَاةِ بِنَاقِنَا

غيداء الأيوبي

شاهر حيدر الحربي
30-10-2021, 07:27 AM
أطربتني بشعرها غيداء
جئت أصغي فسرني الإصغاء

يا تماضر لا تجوري علينا
قزمتنا بشعرها الخنساء

قافية جزلة داعبتها برقة ونعومة فكان ما رأينا ومع أني أرى الشعر رجلا لكن إن وجدت شعرا أنوثيا حقيقيا أذوب طربا

لقلبك السعادة

د. سمير العمري
06-12-2021, 01:13 AM
قصيدة جميلة تميز فيها الحس الناطق والجرس الوارف والحيوية التي تلامس المشاعر بشكل حميم فلا فض فوك!
ولعل القصيدة من أكثر قصائدك نبضا واندفاق جرسي حسي زاد النص ألقا وتميزا، ولكن رأيت بعض المفردات المقحمة في القافية وكذا بعض الهنات البسيطة من شاكلة "أيننا؟؟" فالصواب هنا "أين نحن؟" إذ لا يصح وصل الضمير في مثل هذا.

تقديري

خالد صبر سالم
07-12-2021, 09:06 AM
هنا وقفت متأملا ومعجبا وترتشف روحي من عذوبة الشعر
وهنا اجدني مخمورا بخمرة حلال
دمت سيدتي الغالية بهذا الانسياب العذب
خالص احترامي يعبق بمودتي

ناديه محمد الجابي
07-12-2021, 11:20 AM
سبحنا معك في بحر من الجمال والإبداع والروعة
قصيدة عذبة تضاف إلى سجل إبداعك مليئة بالشعر والحس الجميل
رائعة تنساب بإيقاع ساحر وصور محلقة وتعبيرات جميلة
لشعرك وقع جميل طروب يدير الرؤوس
سلم المداد واليراع ودمت مع الألق.
:0014::014::001:

محمد ذيب سليمان
08-12-2021, 08:18 AM
لله در الشــــــــعر حين يســــوســـــه
مفتــــــاح فجر للجمــــــال يقودنــــــــا

آويتِ في نبض الحروف قلادة
من جوهر الكلمات بات يُظلنا
.
نص مبدع ترياقه ملأ اليقين بكل صنوف الجمال
واغرق الروح في بيانه ودفء عاطفته ..
بورك الجمال

محمد ذيب سليمان
08-12-2021, 08:22 AM
لعذوبته ودفق عاطفته للتثبيت

خالد عمر بن سميدع
29-12-2021, 09:18 AM
شيء جميل
روعة في قراءتها
وفي تذوقها .

جمال الأبوجي
03-01-2022, 09:56 AM
شكرًا الشاعرة غيداء الايوبي

شعرٌ جميل و واضح طلاقة وتدرج
كنت عزفت من قبل ردًا وزجر
حتّى دلني جفاء لمع وبانت زرق
و أحسنت ثورةً وا لو كانت بيدا.

تحياتي أعرف ستنتظر من غلب.

أحمد الجمل
16-07-2023, 04:12 PM
الله الله الله
متعة هي قراءتك والقراءة لك أختي الفاضلة غيداء الأيوبي
قصيدة ساحرة آسرة مبهرة
سلمت وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أوقاتك
وأرجو الله أن تكوني بخير وعافية
تحيتي وتقديري

رياض شلال المحمدي
14-08-2024, 09:11 AM
أيُّ إبداعٍ ينسجُ النُّورَ فخرا = وائتلاقٍ يهدْهدُ البَوْحَ تِبرا
وفضاءٍ من المعاني تزاهى = أدهش الروحَ فالمبانيَ سكرى
فتلاقى معَ الفؤادِ بهاءٌ = من عيونِ البديع تشتاقُ بدرا
أنطقتْ بالقريحةِ الحسنَ وصفًا = فهي غيداءُ تبعثُ الشعر فكرا
صورًا واصطفاءَ كلِّ جميلٍ = وظلالاً من الجزالة تترى


تحيتي وسلامي