تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجنون!



احمد المعطي
12-11-2021, 12:08 PM
من دفتري العتيق

كنت كتبتها ذات مرة تأثرا ومجاراة لقصيدة صديقي محمد ذيب سليمان "أنا المجنون وحدي" وكانت من جزأين جمعتهما هنا معا وأعتذر للإطالة
****
تمُرُّ بِيَ الدُّروبُ فأمتَطيها
................. كما الحُوّ الجياد إلى الثُّريّا
وأرحَلُ "راشداً" ما تاهَ لُبّي
................تُصاحِبُني الرُّؤى وَتَعيثُ غّيّا
وما بي لوْثةٌ تبدو لأني
.................. حَكيمٌ لا أرى غيري سَوِيَّا
أسيرُ وَهامَتي كالنَّخلِ تعلو
..................فما للناسِ من تحتي جِثِيّا ؟
وما للقوْمِ من حوْلي سَبايا
............كما "الروبوتُ" إذْ يمشي سَبيّا ؟
أنا المجنونُ ...بي مَسُّ التَّلَهّي
.....................عن الدُّنيا إذا التَفَتَتْ إلَيّا
أميلُ عَنِ البَرايا ميْلَ عزْفٍ
....................وأغلِقُ عنْ سُداهمْ مُقلَتَيّا
يُحاصِرُني الجَهولُ ويتَّقيني
.....................ويَرْهَبُني وما أوْهى يَديّا

فما للقلْبِ بَرَّحَني بليْلى
..................وَكنتُ بها عنِ الدُّنيا قَصِيّا
تُغازِلُني فأضحَكُ بابتِذالٍ
.................و.."تغزِلُني" فتُلهبُ خافِقيّا
يُطَيِّرُني الهَوى كالطيْرِ صُبْحاً
..................وِيقطِفُني الدُّجى رُطَبا جَنيّا
فما للعيْنِ قدْ كَلِفَتْ بليْلى
.....................وكمْ ليْلى تُعانِقُ أصغَريّا ؟
أراها كالغَزالةِ بعضَ حينٍ
.....................وَأحياناً أضيقُ بها شَقِيّا
فلا هِيَ في خَيالي مَحْضُ وَهْمٍ
....................ولا امرأةٌ يُضَنُّ بِها عَليّا
أدورُ ..أدورُ والدُّنيا دُوارٌ
............... وتطحنُني الرَّحى طحْنا خَفيّا
لِأشرَبَ من دَمي كاساتِ خمْرٍي
....................وليْلى في يَدي ترنو مَليّا
بعيْنِ العطفِ ما بَرحَتْ تَراني
.................وتمْنَحُني شِفاها الشّهْْدَ حيّا
يزغْردُ في فَمي رغَباً ويمضي
.......................هُنيْهاتٍ تُمرِّغُ منخُريّا
أسيرُ على شَفا جرْفٍ كأني
................... على وَتَرٍ أسيرُ على يَديّا
جنونُ الحُبِّ يسحَقُني بنَعلٍ
................وَ(جِنّ) الحِبِّ فاوَضَني عَليّا

أهيمُ ووجْهتي قمَرٌ بعيدٌ
............... أراهُ -ولا يُرى- طلْقَ المُحَيّا
أعانِقُهُ فينهَرُني طريدا
................ وحيداً في الخُواءِ أموتُ حيّا
وأًبْحِرُ في سَديم لسْتُ أدري
...................مِن الشَّعرى يَُمرُّ أمِ الثُّرَيّا
فلا أرضٌ أسيرُ على ثَراها
..........................ولا بشَرٌ أمُدُ لهُ يَدَيّا
فأمعنُ في شُرودٍ بل هُروبٍ
...................وفي جلْدي ألوذُ فَتىً حَيِيّا
وأهجُرُهُ إذا انقلَبَتْ قناتي
...................كما الذُّؤبانِ أُنشِبُ مخلبيا
فمن قلَقٍ على قدَمي طريقٌ
................... تدُبُّ ولا تلامِسُ أخمَصيّا
غريباً أقتَفي أثري كظِلّي
.................. وَأمشي في مَتاهاتي وَفيّا
نهاري عاريا يأتي مَهيضا
................. بلوْنِ الشَّمس يأتي طحلُبيّا
وليْلي ليْسَ مثلَ الليل داجٍ
...................... رماداً بثهُ اللاوعْيُ فيّا
أحاربُني إذا ما ضقتُ ذرْعا
.....................بأحْجيةٍ وكنتُ بها شقيّا
وأجلِدُني على ذنْبٍ جناهُ
...................لساني ..ربَّما ما قال شيّا
بأحجيةِ الحياةِ على رَصيفي
..................شَقيتُ وكنتُ أحسَبُني وَليّا
بكيْتُ -وكم بَكيْتُ- بلا دموعٍ
..............وكم ضحِكَ البكاءُ وفاضَ غيّا
وكم ساءَلْتُ نفسي عن هَواها
.................وَلم أجِدِ الهَوى عنها قَّصيّا
يشاغلُني التُّرابِ بِمسِّ روحي
.......................فأحضُنُهُ وألثُمُهُ حَفيّا
فهل رَضيَ الترابُ وصارَ ليْلى
...................وقيْساً صرْتُ عُذريّا أبيّا؟
أنا المجنونُ أبْحثُ عن ترابي
.............. فكيفَ أعيشُ عن ليْلى سَليّا؟
أنا المجنونُ أبحثُ في جِرابي
.................عَن الدُّنيا لِتهرُبُ من يَديّا
وتلسَعُني عَقارِبُها بحِقْدٍ
............"بَنادورا*" فوا قدَري .. إلــيّا!


*****

* بنادورا: أسطورة إغريقية تتحدث عن امرأة كان اسمها بنادورا لسبب ما استودعتها "الآلهة" صندوقا غريبا وأوصتها ألا تفتحه أبدا، ولكن الفضول دفع المرأة ففتحت الصندوق فوجدته مملوءا بكل شرور الدنيا التي خرجت وانتشرت في كل مكان، ولكن شيئا واحدا ظل في الصندوق ولم يخرج، كان هذا الشئ هو الأمل..

عبدالحكم مندور
12-11-2021, 01:56 PM
نص جاذب للتأمل بما فيه من طول استرسال بما يعكس مقدرة إبداعية لشاعر أصيل وقدرة على توليد المعاني وما يبدعه الخيال الخلاق من صورمتتابعة ملفتة ..دام الجمال والإبداع

احمد المعطي
15-11-2021, 07:10 AM
نص جاذب للتأمل بما فيه من طول استرسال بما يعكس مقدرة إبداعية لشاعر أصيل وقدرة على توليد المعاني وما يبدعه الخيال الخلاق من صورمتتابعة ملفتة ..دام الجمال والإبداع

دمت وسلمت وغنمت أخي العزيز أ. عبد الحكم، إنما هي شطحة خيال تقمصت فيها شخصية مجنون أوحتها لي قصيدة أخينا وصديقنا الشاعر الكبير محمد ذيب سليمان ..شكري الجزيل وامتناني على مرورك المغدق وقراءتك الواعية للنص. محبتي.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

ناديه محمد الجابي
04-04-2022, 11:25 AM
مقطوعة بديعة وشطحات شاعربخيال واسع وروحا عذبة وبيان ساحر
روعة المحمول تحلق بالنص عاليا على أجنحة سبك رصين وموسيقى عذبة
دمت ينبوعا يفيض إبداعا.
:hat::001::hat:

احمد المعطي
04-04-2022, 05:15 PM
مقطوعة بديعة وشطحات شاعر بخيال واسع وروحا عذبة وبيان ساحر
روعة المحمول تحلق بالنص عاليا على أجنحة سبك رصين وموسيقى عذبة
دمت ينبوعا يفيض إبداعا.
:hat::001::hat:


أدامك الله وأكرمك أختي العزيزة ا.نادية، شكرا على المرور المغدق، أهنئكم بحلول الشهر الفضيل، كل عام وانتم بخير وبركات من الله.
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

أحمد صفوت الديب
11-04-2022, 10:39 PM
أنا المجنونُ ...بي مَسُّ التَّلَهّي
.....................عن الدُّنيا إذا التَفَتَتْ إلَيّا
أميلُ عَنِ البَرايا ميْلَ عزْفٍ
....................وأغلِقُ عنْ سُداهمْ مُقلَتَيّا
يُحاصِرُني الجَهولُ ويتَّقيني
.....................ويَرْهَبُني وما أوْهى يَديّا

صديقي الغالي الشاعر الكبير: أحمد المعطي

ما أبهى النص!

أقول لك شعراً وأعرف أنّك تعدُّني من الشعراء المجيدين

أَدْرَكَتْ أَنْ لَنْ تَفْهَمُوا أَشْعَارِي=أَوْ تَشْعُرُوا مَا غُرْبَتِي وَمَرَارِي
رَجُلٌ كَأَحْمَدَ لَا يَلِيقُ بِحُزْنِهِ=إِلَّا القَصِيدَةَ أَجْمَلَ الأَزْهَارِ
عَيْنَايَ عُمْرٌ ضَائِعٌ وَمَلامِحِي=خُلِقَتْ لِكَيْ تَخْفَى عَلَى الأَبْصَارِ

محمد الحضوري
12-04-2022, 01:47 AM
شفاؤك عبلة من دون شك
ولو بلغت من الكبر العتيا

تبادلها الصفا كأسا فكأسا
لتسقيك الهوى شهدا نقيا

تساجلها المشاعر كل ليل
وتلقى عندها صبحا نديا

:001::001::0014:

محمد ذيب سليمان
13-04-2022, 12:57 PM
بوركت اخي الحبيب وهذا النسج الحميل المعبر عن مكنوناتك الطيبة
مبدع في كل حين وباي لون
مودتي

خالد صبر سالم
15-04-2022, 11:24 AM
ومن غيرك تطاوعه القوافي فيلوّنُها بألوان الإبداع المدهشة ويصوغها صياغة خبير
دمت بكل خير أخي شاعرنا القدير
خالص احترامي وعبق محبتي

احمد المعطي
06-05-2022, 11:39 PM
صديقي الغالي الشاعر الكبير: أحمد المعطي

ما أبهى النص!

أقول لك شعراً وأعرف أنّك تعدُّني من الشعراء المجيدين

أَدْرَكَتْ أَنْ لَنْ تَفْهَمُوا أَشْعَارِي=أَوْ تَشْعُرُوا مَا غُرْبَتِي وَمَرَارِي
رَجُلٌ كَأَحْمَدَ لَا يَلِيقُ بِحُزْنِهِ=إِلَّا القَصِيدَةَ أَجْمَلَ الأَزْهَارِ
عَيْنَايَ عُمْرٌ ضَائِعٌ وَمَلامِحِي=خُلِقَتْ لِكَيْ تَخْفَى عَلَى الأَبْصَارِ


"للأحْمَديْنِ" القصيدةُ بنْتُ عمّ النّارِ
..................................لهَبُ الحُروفِ وثوْرَة الأفكار
الحزنُ فيها فكرةٌ وَهَسيسُها
......................................غضَبٌ يَمورُ برقّة الأزْهار
وَشُجونُها مَطرٌ تعذَّرَ هَطْلُهُ
........................................فَتَف َرَّدَتْ قطَراتُهُ بِأُوارِ
ما زالَ كالبرق ارتعاشَةُ جَمْرِهِ
..........................تهمي ورعدُ الحَرْف في الأمْطار

احمد المعطي
07-05-2022, 12:07 AM
شفاؤك عبلة من دون شك
ولو بلغت من الكبر العتيا

تبادلها الصفا كأسا فكأسا
لتسقيك الهوى شهدا نقيا

تساجلها المشاعر كل ليل
وتلقى عندها صبحا نديا

:001::001::0014:






لعبلةَ في الفؤاد جِمارَ شوْقٍ
.............................وعاشقُها أنا ما دُمْتُ حيّا
أبادِلُها الهَوى كأساً بكأسٍ
................................فأثملُ وهْيَ منّي كالثُّريّا
وأرْشُفُ مِنْ لُماها أيَّ رَشْفٍ
...........................فأحْسَبُ أنّني لامَسْتُ ضيّا
أسامِرُها فَتغْمِزُ من قناتي
..................................وَعبْقرُ ها يِتيهُ بها عَليّا

محمد محمد أبو كشك
07-05-2022, 10:40 AM
بورك الشاعر ان الكبيران ودوما أستاذ أحمد يمتعنا..

تفالي عبدالحي
11-05-2022, 01:06 PM
الله الله
قصيدة جميلة ورائعة شاعرنا القدير
تحياتي لك و دام لك الشعر و الابداع