المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غثاء



محمود العيسوي
23-12-2021, 12:25 PM
غثاءٌ، ولا سيل يَجري بنا!
كثيرٌ … يُعدُّون فوق الكفوفْ!


وحزن وفرح، وضحك ودمعٌ
كأغنامنا؛ هددتها الحتُوفْ!

حياة وموتٌ بأرواحنا،
ولا رُوح فينا، سوى رُوح خُوفْ!

حياة البهيم، وقد ثمَّنوه!
بدولار بخسٍ، وثوب شَفوفْ!

وموتٌ، ولا طعمَ غير الأسى!
ودمع تحجَّر مثل القُحوفْ[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftn1)!

وروحٌ تُغنِّي، وروح تئنُّ
تجاورتا في الفؤاد الشَّغوفْ!

ونور الحياة يُطيف الغداة …
فيتلوه ليلٌ عظيم السُّدوفْ[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftn2)!

وأمة خير، تُنير الطريق
وتُنجي الغريق، وتَحمي الضعيفْ!

دهتها الدواهي بشرِّ البلايا
ونابت بها نائبات الصروفْ

وأهدتْ إليها يدُ البؤس كأسًا
وقد ملَّأتها الزعافَ المَدوفْ[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftn3)

وأومت إليها، فألقت زمامًا
وولَّت حطامًا بيومٍ سروفْ[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftn4)!

وقومي نيامٌ، ونارُ الجحيم
تؤجِّج أعماقهم والحروفْ!

فما استيقظَ القوم من غفلة
وما راعهم غيرُ صوتٍ عنيفْ!

صراخ الأيامى، بكاءُ اليتامى!
وندب الثواكل، نارٌ شَدوفْ[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftn5)!

وذا شيخ خير يُنادي بنا
أيا فاستقيموا، وساووا الصفوفْ!‎

وشدوا جميعًا، فإن الشهادَ
ة … خير المنايا، وربي خَلُوفْ!

فـ"إما ممات يغيظ العدا"
وإما حياة، ونصرٌ طريفْ


فلمَّا تراءى لنا موتُنا
يُحيط بأذقاننا والأُنوفْ

تولَّى عن الزحف يوم الجهاد
وولى سريعًا، يقول: الظروفْ!‎

[1] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftnref1) - القِحف: العظْم الذي يكون فوق الدماغ، من الجمجمة.

[2] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftnref2) - السُّدفة: الظلمة.

[3] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftnref3) - زعاف مدوف: السم القاتل المخلوط بالماء.

[4] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftnref4) - السروف: العظيم.

[5] (https://www.rabitat-alwaha.net/#_ftnref5) - شَدوف: مظلمة.

احمد المعطي
23-12-2021, 02:45 PM
وهذي الظُّروفُ كعتْم الكُهوفْ
........................تنزُّ زٌكاماُ وتُدْمي الأنوفْ
وَتنفُثُ سحراً لِتخلُبَ لُبّاً
...............ليُصْبِحَ سيْفاً يَشقُّ الصفوفْ
وتبني "خَلايا" تزيِّنُ وَهْماً
.....................لِكلِّ غويٍّ وَغِرٍّ شَغوفْ
بحُمْقِ غُثانا تنالُ جَناها
.................لتَهدِمَ داراً بقُطْنٍ وَصوفْ
وتبني صروحاً لكلِّ عَتيٍّ
..................يبيع الأمانةَ وهوَ يَطوفْ
غَزتْنا فكانَ "الحِصانُ" قشيباً
.......يُجيدُ الصَّهيلَ "ويُقْري الضُّيوفْ"
ونَحنُ الضُّيوفُ ولستُ أماري
............بصَمْتِ نُقارعُ سَلَّ السيوفْ
عَبيداً ولَسنا عِباداً لأنّا
...........لغيرِ صَلاةٍ نَرصُّ الصُّفوفْ
جَهِلنا طريقَ النّجاةِ فتُهْنا
.......وعُدْنا حَيارى نَسُبُّ الظروفْ

جمال الأبوجي
23-12-2021, 03:12 PM
شكرًا أخي الشاعر محمود العيسوي
قطوف جميلة الحيكة ومستبصرة لما طاب الشجرة
وحبذت عند الموصل لو ترشدت بخوذ ورماح.

تحياتي سيدي الفاضل ودام توسمك.

محمد ذيب سليمان
23-12-2021, 08:09 PM
بوركت ايها الشاعر الجميل وما حمل النص من معان موجعة
نمتسب الحال
شكرا لقلبك هذا العطاء

ناديه محمد الجابي
24-12-2021, 09:18 AM
زفرات تتوهج جمرات على لسان شاعر
بمفردات قوية عفوبة صادقة، وصورا صارخة تهز المشاعر
وكما قال الشاعر المبدع/ احمد المعطي
جَهِلنا طريقَ النّجاةِ فتُهْنا
.......وعُدْنا حَيارى نَسُبُّ الظروفْ

بورك عطاء المشاعر وجمال الكلم.
:sb::sb: