تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طعنة قُبلة .... القصة الفائزة بالمركز السادس بمسابقة عكاظ



صابرين الصباغ
15-10-2005, 03:04 AM
طعنة قُبلة
----------------------------
ظلت روضتى بلا زهرة طفل , يزرع بابتسامته ربيع عمرى ، قطعت مسافات كبيرة لاصل الى مدن الإنجاب ، يعطينى الطبيب حلماً أعيشه ، أفيق على وهم كاذب
صرت حقل تجارب ، تجرعت الألم ، استسغته ، لأرتوى بقطرة من رضاب فم طفل.
مرت علىَ الليالى الطوال ، أتحسس بطنى ، أسالها ، متى يسكنك اروع ساكن ؟؟ متى أشعر به يضرب جدرانك بقوة ؟؟
يخرج , أضمه إلى صدرى المشتاق للقاءه ؟
بعد الحروب الطويلة ، التى خرجت منها مهزومة واهنة ، تقبلت قضاء الله.
لكنى كنت أرى فى عين كل طفل, نهراً يروى ظمأ روحى .
يوماً , سمعت عن مشروع بوزارة الصحة، للأمهات البديلة ، لأطفال فقدوا ذويهم ،
مقابل راتب شهرى .
هرعت إلى هناك ، أمام مكتب الإخصائية الاجتماعية، شعرت أن خفقاتى مسرعة، تكاد تصطدم بكل جدران حرمانى ، من يقترب منى ، يشم أبخرة أمومة تنطلق من بوتقة أمومتى. نكبتة ذابلة تنتظر قطرة طفل لتعود إليها نضارتها .
جلست تتحدث عن المشروع , الراتب، غير عابئة بروحى ، التى تكر وتفر داخل أوعية جسدى راغبة راهبة .
- لاأريد الراتب الشهرى.
- لايمكن أن تتركيه لأنه أساس هذا العمل ، إن لم تكونى فى حاجة له ، ادخريه للطفل ، أو أشترى به ملابس له.
وافقت على كل حديثها ، على أن يكون المكان الذى سيعيش فيه الطفل صحياً ، ستزورنا فى فترات محددة للأطمئنان على الطفل.
كنت أختصر حروف الموافقة، بإيماءة من رأسى ، عيناى تتوسلان إليها أن تنهى تلك الحوارات القاتلة ، تسلمنى الطفل .
وقًَََعت على كل الأوراق التى رقت لحالى ، بعدما لامست يدى وقد أغرقها عرقى
تدخل سيدة تحمل طفلأ صغيراً ، فرت روحى منى ، هفت إليه ، تركت باقى جسدى ملقى على كرسيه ،عادت بعد تقبيله..
- هاقد أحضرت الطفل . متى احضر , آخذ طفلاً ثانياً.
- عندما أحتاجك سأرسل فى طلبك.
هًمت لتقبله .
سأشتاق اليك يابنى ، أقسم بالله إنك كنت مطيعاً , لم أكلُ منك أبداً، لكن ستذهب كما ذهب إخوانك من قبل .. هذه هى الدنيا نتلاقى لنفترق.
انظر إليهما حائرة، ماهذا الذى يحدث؟ من هى تلك المرأة، ماعلاقتها بالطفل الذى معها ؟ هل هو ابنها ؟
أنظر للطفل ، أرى عينيه زائغتين تناشدان المرأة ألا تتركه وترحل، بمنتهى القسوة أجدها تخلعه خلعاً منها، تلقيه للإخصائية الاجتماعية ، غير عابئة بصراخه الذى كان كسكين حاد على قلبى.
تفر منه ، تمسح دمعتين كاذبتين، على وجنتين لم ترويهما يوماً دمعة حقيقية.
رأت الإخصائية دموعى هاطلة ، لتطفىء نار وجنتى ،خرجت مسرعة ، قطع خروجها حبل أسئلة تحيرنى.
استأذنتنى لتحضر لى الطفل ، أسرعت بالطفل الباكى ، شعرت أن قلبى يتمزق عليه.
لاأدرى كم من العمر مر؟؟ لعلها غابت عنى تسعة أشهر ، ينفتح الباب لتبشرنى بولادة طفلى .
نهضت عندما رأيت ملاكاً يستلقى على ذراعيها ، باحثاً عن وسادة حنان ، سلبته منها حتى أنها تعجبت !!
أحتضنته بشدة ، أشعر أنى غطيته بجلدى ، ذاب بين ضلوعى ، صار صدرى موطنه ، شممت رائحته ، طبعت ملامحه على صفحات عينى .
هممت للخروج , الهروب به لتفترسه أمومتى الجائعة ، أنهال عليه بفيض من القُبل ، فإذا بالإخصائية تطعننى فى ظهرى بخنجر كلمات أدخرتها لقتلى .
- عفواً . سيدتى .
- مرحباً.
- سنأخذ منك الطفل وعمره عامان .

سعيد أبو حجر
15-10-2005, 04:48 PM
جميل ما تكتبين صابرين ، شكلاً : لغة جيدة استعارات جميلة لولا بعض الاسترسال الذي يفسد انسجام السرد ، ولكنك وفقت في كثير منها ، كذلك موضوعك رائع ويلامس كل نفس بشرية فالأمومة عاطفة فطرية ، سلمت ، ولك مودتي وتحياتي .

:hat:

صابرين الصباغ
16-10-2005, 03:20 PM
جميل ما تكتبين صابرين ، شكلاً : لغة جيدة استعارات جميلة لولا بعض الاسترسال الذي يفسد انسجام السرد ، ولكنك وفقت في كثير منها ، كذلك موضوعك رائع ويلامس كل نفس بشرية فالأمومة عاطفة فطرية ، سلمت ، ولك مودتي وتحياتي .

:hat:



مرحبا بالسعيد

اتمنى ان تكون دوما سعيدا

اشكر لك مرورك الكريم

..................

اتمنى ان تظهر لى اين يوجد الاسترسال

حتى استفيد من نقدك

دمت بكل الحب

تحياتى لك

زاهية
16-10-2005, 04:39 PM
ذكرتني قصتك الجميلة هذه الفائزة
بالمركز السادس في مهرجان عكاز
بقصتي الفائزة في نفس المهرجان
ولكن بالمركز التاسع
يعني قبل الطشة بمركز واحد
سأنشرها هنا بإذن الله

كوني بخير أيتها الجميلة صابرين الصباغ

كل عام وأنت بخير

أختك

بنت البحر

صابرين الصباغ
17-10-2005, 03:42 PM
ذكرتني قصتك الجميلة هذه الفائزة
بالمركز السادس في مهرجان عكاز
بقصتي الفائزة في نفس المهرجان
ولكن بالمركز التاسع
يعني قبل الطشة بمركز واحد
سأنشرها هنا بإذن الله

كوني بخير أيتها الجميلة صابرين الصباغ

كل عام وأنت بخير

أختك

بنت البحر


مرحبا بالرقيقة


زاهية الحرف والمعنى

يسعدنى تواجدك هنا وهناك

انتظر قصتك تنير صفحات الرابطة

دمت متألقة

د. سمير العمري
17-10-2005, 09:52 PM
الفكرة عميقة ومؤثرة ، والأسلوب رشيق ومتمكن وقادر على توصيل المعنى المراد بشكل كبير. لا أرى إسهاباً في النص وإن رأيت غموضاً في لحظات تسليم الطفل الباكي واستلام الطفل الغافي حتى بات فضولي واضحاً في معرفة إن كان ذات الطفل أم طفل آخر.

ولعلني أستأذنك في الإشارة إلى بعض الهنات اللغوية والنحوية فأرجو أن يتسع صدرك لهذا:

يخرج , أضمه إلى صدرى المشتاق للقاءه ؟
للقائه

يشم أبخرة أمومة تنطلق من بوتقة أمومتى. نكبتة ذابلة تنتظر قطرة طفل لتعود إليها نضارتها .
أضعف التكرار مبنى الجملة وأجد الأجمل من ذلك قولك (يشم أبخرةً تتصاعد من بوتقة أمومتي) أو مثلاً (يشم أبخرة أمومة تتصاعد من بوتقة لهفتي).
في النقطة الثانية أظنك أخطأت في الطباعة وأن قصدك "كنبتة" ولكني أنبه إلى أن ذلك لا يكون أبداً بعد النقطة بل ربما يجدر بك أن تسبقيها بفاصلة.

ستزورنا فى فترات محددة للأطمئنان على الطفل
أوردته هنا لأشير إلى ضرورة الاهتمام بهمزات الوصل والقطع.

تمسح دمعتين كاذبتين، على وجنتين لم ترويهما يوماً دمعة حقيقية.
لم هنا جازمة ، والصواب أن تقولي: لم تروهما

لتطفىء نار وجنتى ،خرجت مسرعة
لتطفئ

لا أدرى كم من العمر مر؟؟ لعلها غابت عنى تسعة أشهر ، ينفتح الباب لتبشرنى بولادة طفلى .
رااائعة هذه الصورة تستحق وحدها الجائزة الأولى.

نهضت عندما رأيت ملاكاً يستلقى على ذراعيها
ملاك الأمر قوامه ، أما مفرد ملائكة فهو ملك.

- سنأخذ منك الطفل وعمره عامان .
هنا جملة خبرية يفهم منها أن الطفل عمره عامان ولكي يكون المبنى موافقاً للمعنى الذي أردت أقترح أن يكون التركيب مثلا:
- سنأخذ منك الطفل حين يبلغ عمره عامين.


تحياتي
:os::tree::os:

عبلة محمد زقزوق
17-10-2005, 10:39 PM
ما هذا النزف الجميل لرقيق المشاعر ، وعظيم ... عظيم المعاني

التي لا تصدر إلا عن أم حقيقية .

سلمت يداكِ سيدتي ، أ / صــــــــــابرين الصبــــــاغ

صابرين الصباغ
19-10-2005, 12:55 PM
الفكرة عميقة ومؤثرة ، والأسلوب رشيق ومتمكن وقادر على توصيل المعنى المراد بشكل كبير. لا أرى إسهاباً في النص وإن رأيت غموضاً في لحظات تسليم الطفل الباكي واستلام الطفل الغافي حتى بات فضولي واضحاً في معرفة إن كان ذات الطفل أم طفل آخر.

ولعلني أستأذنك في الإشارة إلى بعض الهنات اللغوية والنحوية فأرجو أن يتسع صدرك لهذا:

يخرج , أضمه إلى صدرى المشتاق للقاءه ؟
للقائه

يشم أبخرة أمومة تنطلق من بوتقة أمومتى. نكبتة ذابلة تنتظر قطرة طفل لتعود إليها نضارتها .
أضعف التكرار مبنى الجملة وأجد الأجمل من ذلك قولك (يشم أبخرةً تتصاعد من بوتقة أمومتي) أو مثلاً (يشم أبخرة أمومة تتصاعد من بوتقة لهفتي).
في النقطة الثانية أظنك أخطأت في الطباعة وأن قصدك "كنبتة" ولكني أنبه إلى أن ذلك لا يكون أبداً بعد النقطة بل ربما يجدر بك أن تسبقيها بفاصلة.

ستزورنا فى فترات محددة للأطمئنان على الطفل
أوردته هنا لأشير إلى ضرورة الاهتمام بهمزات الوصل والقطع.

تمسح دمعتين كاذبتين، على وجنتين لم ترويهما يوماً دمعة حقيقية.
لم هنا جازمة ، والصواب أن تقولي: لم تروهما

لتطفىء نار وجنتى ،خرجت مسرعة
لتطفئ

لا أدرى كم من العمر مر؟؟ لعلها غابت عنى تسعة أشهر ، ينفتح الباب لتبشرنى بولادة طفلى .
رااائعة هذه الصورة تستحق وحدها الجائزة الأولى.

نهضت عندما رأيت ملاكاً يستلقى على ذراعيها
ملاك الأمر قوامه ، أما مفرد ملائكة فهو ملك.

- سنأخذ منك الطفل وعمره عامان .
هنا جملة خبرية يفهم منها أن الطفل عمره عامان ولكي يكون المبنى موافقاً للمعنى الذي أردت أقترح أن يكون التركيب مثلا:
- سنأخذ منك الطفل حين يبلغ عمره عامين.


تحياتي
:os::tree::os:


مرحبا د/ سمير

أولا أسعدنى جدا مرورك الكريم

أشكر لك اهتمامك بكل حرف دونتهُ هنا مشاعرى

فأنا لاأحترف الكتابة .....

أشكرك لتوجيهى للغلطات النحوية واللغوية

بالنسبة لإرضاء فضولك سيدى

أعتقد أن هذه الجملة سقطت منك فهى تروى مساحات فضولك

بهطول حرفها الواضح

(استأذنتنى لتحضر لى الطفل ، أسرعت بالطفل الباكى ، شعرت أن قلبى يتمزق عليه.)

ثانيا ... لاتعليق على ماسبق

إلا انى بت أدمن تواجدك لانى أتعلم من كل حرف تكتبه الكثير


دمت بكل الحب والخير

براءة الجودي
06-06-2013, 12:14 AM
قصة شيق وفكرة ربما لايتطرق إليها الكثير , وأسلوب سردي رائع
والنهاية جاءت صادمة بالنسبة لي , لأنَّ في هذه السن ربما سيبدأ التعود والتعلق أكثر بين الحاضنة والطفل تطرقت إلى نقطة مؤلمة جدا للمشاعر رغم جمال الأسلوب
وربما قد أقول أني لم أفهم كثيرا إلا بعد قراءة ثانية في دخول الطفل الباكي مع المرأة ثم استلام هذه المرأة المتلهفة للطفل , وليتك قدمتِ استلامها للطفل وذكرتِ بعدها دخول المرأة وهي تُودع الطفل الآخر الذي بلغ العامين في وزارتهم حتى يكون أكثر وضوحا في المشهد
تقديري

ربيحة الرفاعي
13-07-2013, 12:50 AM
قصة جميلة بأسلوب سردي شائق ومهارة قصّية رائعة
والفكرة مدهشة

دمت بخير

تحاياي

آمال المصري
23-07-2013, 08:26 PM
بعيدة بعض الشيء عن مجتمعاتنا الشرقية وإن وُجدت دور رعاية الأيتام .. والتبنِّي أيضا بنسبة ضئيلة ولكن ليست على تلك الشاكلة
كان الشعور هنا عاليا والأمومة طاغية والتصوير متقنا ناطقا
والخاتمة صادمة
بوركت واليراع مبدعتنا القديرة
تحاياي

ناديه محمد الجابي
15-10-2020, 09:49 PM
تستهويني حروفك ـ تعابيرك ـ مقدرتك على الإستحواذ على القارئ
بفكرة جميلة، ولغة سامقة، ومضمون هادف، وسرد مشوق
تمتلكين قلما رائعا، وفكرا خصبا
لقصة أكثر من رائعة.
تحياتي وكل تقديري.
:v1::nj::0014:

علي أحمد معشي
17-10-2020, 12:04 PM
ماشاء الله أسلوب قصصي جميل وتصوير يديع للمشاعر العميقة بالأمومة حتى عشنا معك الحدث والشعور
شكراً لهذا الجمال .