المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفاجرة



زيد الأنصاري
28-05-2022, 01:48 PM
تَهُونُ المَصَائِبُ دُونَ مُصَابِي
وَلَيسَ يَفُوقُ عَذَابٌ عَذَابِي

وَمَا حَمَلَتْه روَاسِي الجِبَالِ
لَأَدْنَى وَأَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ مَا بِي

رُزِقْتُ بِبِنْتٍ كَوْجَهِ الصَّبَاحِ
وَوَرْدِ الأَقَاحِي وَزَهْرِ الرَّوَابِي

فَبَثَّتْ حَيَاة الرِّضَا فِي حَيَاتِي
وَرَدَّتْ لَيَالِي الصِّبَا والتَّصَابِي

فَأَغْدَقْتُ كُلَّ نَعِيمٍ عَلَيْهَا
كَمَا أَغْدَقَ الرَّوْضَ مُزْنُ السَّحَابِ

كَلِفْتُ بِهَا وَبِتَدْلِيلِهَا
وَأَسْرَفْتُ أُعْطِي بِغَيْرِ حِسَابِ

وَأَمْنَعُ عَنْهَا صُرُوفَ اللَّيَالِي
وَأَخْشى عَلَيْهَا طَنِينَ الذُّبَابِ

وَرُحْتُ أُبَذِّرُ مَالِي لَهَا
وَأُطْعِمُهَا الشَّهْدَ حُلْوَ الرُّضَابِ

وَمَا كُنْتُ أَرْجُو بِأَنَّ جِهَادِي
يَضِيعُ هَبَاءً كَمَاءِ السَّرَابَ

وَأَنَّ جَمِيلِي سَيَرْتَدُّ نَحْوِي
فَيُحْرِقُنِي مِثْلَ نَارِ الشِّهَابِ

وَأَنَّ الَّتِي كُنْتُ أَمَّلْتُهَا
لِتَرْحَمَنِي حِينَ فَقْدِ شَبَابِي

تُصَوِّبُ نَحْوِي سِهَامَ العَدَاءِ
وَتَنْهَشُ قَلْبِي بِظِفْرٍ وَنَابِ

وَشَيَّدْتُ آمَالِيَ المُشْرِقَاتِ
عَلَيْهَا فَخِبْتُ وَزَادَ اكْتِئَابِي

تُنَاصِبُنِي الحَرْبَ حَتَّى كَأَنِّي
عَدُوٌّ حَقِيقٌ بِهَذَا العَذَابِ

أَإِنْسَانَةٌ أَنْتِ أَمْ صَخْرَةٌ
أَلَسْتِ تَخَافِينَ سُوءَ المَآبِ

وَلَوْ أَنَّ كَلْبًا عَطَفْتُ عَلَيهِ
لَبَرَّ فَكُونِي كَهَذِي الكِلَابِ

وَقَالُوا تَضَرَّعْ إِلَى اللهِ وَادْعُ
بِأَنْ تَهْتَدِي لِطَرِيقِ الصَّوَابِ

فَوَجَّهْتُ وَجْهِي لَرَبٍّ جَلِيلٍ
دَعَوْتُ عَلَيْهَا بِشَرِّ عِقَابِ

كَتَبَتُ لَهَا مَنْزِلِي بِاسْمِهَا
مَخَافَةَ أَنْ تُزْدَرَى فِي غِيابِي

لِئَلَّا يُنَازِعُهَا الوَارِثُونَ
يَسُومُونَهَا الخِزْيَ بَعْدَ ذَهَابِي

فَبَاعَتْهُ جَهْلًا بِسِعْرٍ زَهِيدٍ
وَبَاعَتْ مُنَايَ وَذِكْرَى شَبَابِي

وَأَعْطَتْ غَرِيبًا مَفَاتِيحَ بَيتِي
وَمَا رَحِمَتْ شَيْبَتِي وَانْتِحَابِي

وَرَاحَتْ تُهَدِّدُنِي بِالخُرُوجِ
وَأَنْ لَيْسَ لِي فِيهِ إلَّا ثِيَابِي

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ ذِلَّتِي وَهَوَانِي
فَلَيْسَ جَدِيرًا بِبَذْلِ العِتَابِ

شَكَتْنِي لِنَزْعِ الوِلَايَةِ مِنِّي
فَخَارَتْ قُوَايَ وَطَارَ صَوَابِي

وَقَالَ لِيَ الشَّيْخُ عَنَّفْتَهَا
فَأَطْرَقْتُ أَبْكِي لِهَوْلِ المُصَابِ

أَعَنَّفْتَ هَذَا المَلَاكَ الوَدِيعَ
تَكَلَّمْ وَأَسْرِعْ بِرَدِّ الجَوَابِ

فَقُلْتُ نَعَمْ لَا لِشَرٍّ وَلَكِنْ
لِأَحْمِيَهَا مِنْ قَطِيعِ الذِّئَابِ

وَقَالَ سَأَحْكُمُ بِالعَدْلِ فِيكُمْ

وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ أَنْ أُحَابِي

سَأُسْقِطُ عَنْكَ الوِلَايةَ حَالًا
وَيَأْتِيكَ بَعْدَ قَلِيلٍ كِتَابِي

وَهَائَنَذَا صِرْتُ فَرْدًا وَحِيدًا
وَأَشْكُو إِلَى اللهِ سُوءَ انْقِلَابِي

تَشَتَّتَ شَمْلِي وَخَارَتْ حُصُونِي
وَمَلَّ الدُّجَى وَحْشَتِي واغْتِرَابِي

وَوَلَّتْ حَلَاوَة عُمْرِي فَعِشْتُ
المَرَارَةَ فِي لَذَّتِي وشَرَابِي

فَلَيْتَكِ يَا طِفْلَتِي لَمْ تَكُونِي
وَلَا طَرَقَتْ ذِكْرَيَاتُكِ بَابِي

ناديه محمد الجابي
28-05-2022, 07:00 PM
إن العيون لتدمع ألما وقهرا من جرم هذه الإبنة في حق أبيها
عقوق وقطيعة يندى لها الجبين، وتقشعر لها الأبدان عند سماع قصتها
بل إن العقل يكاد ينكرها لبشاعتها
إنها لجريمة كبرى ورزية عظمى
ألم يقل سبحانه وتعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) .
نسأل الله جل وعلا أن يصلح قلب هذه لأبنة الضالة
وأن يردها إلى رشدها ردا كريما.
:007::cup::007:

عبدالحكم مندور
31-05-2022, 12:54 AM
انهاواقعة شنيعة صورت في نص معبر موثر مؤلم كل الألم ليتها تقرؤه وتعود إلى صوابها ورضا ربها نسأل الله العافية والهداية فالعقوق من الجرائم التي تنذر بسوء المصير..خالص التقدير والشكر

عبد السلام دغمش
02-06-2022, 08:14 AM
قصيدة جميلة عرضت واحدة من حالات العقوق التي بدأت تزداد بعد هجمة إقصاء الدين والخلق عن مجتمعاتنا ... وما كان للذلك الأب المسكين ان يتخلى عن ابنته بل و يديم الصلة بها فربما تخمد جذوة العصيان حينا لتجده بجانبها ..
اما عن القصيدة فهي جميلة وإن كانت الاحداث فيها تأخذ بالقارئ أبعد من الوقوف على الشعر وصوره.
تحياتي .

د. سمير العمري
19-09-2022, 01:53 AM
تناول شعري مميز لقضية فكرية أخلاقية أصابت مجتعاتنا للأسف وبات الجحود أحد عناوين المرحلة وفي مقدمة ذلك عقوق الوالدين فلا حول ولا قوة إلا بالله!
قد تتفاوت الآراء والمواقف في مثل هذا الأمر وحلوله كل يرى الأمر بعين طبعه وتجربته ولكن يظل العقوق من أعظم الكبائر بعد الشرك لما فيه من فساد للأمة كلها وعطب يصيب جذور مجتمعاتها. هذا من الناحية الشرعية وأما من الناحية الشعرية فقصيدك جميل قوي السبك والديباجة ولا عجب إذ إنك شاعر كبير مبدع وأشكر لك رصد وتأريخ هذا الخلل الخلقي والمجتمعي ولكن أود أن أشير هنا إلى أن ذائقتي لا تستسيغ تفاوت زحاف الأعاريض بل التزام الزحاف ما أمكن.

تقديري

محمد ذيب سليمان
20-09-2022, 01:00 PM
وما اراها الا قصة اصبحت بعنفها وجورها موجودة في اماكن كثيرة وارها
قد انتشرت وسوف تزداد حدجتها بعد ان وقعت حكوماتنا " المسنسلمة " للغرب
على قوانين تدعو لفكفكة الاسر المسلمة وانحازوا بذلك الى الشيطان
كم هو موجع بل وقاتل هذا المصير والدرب الذي اوقعنا في حاكمونا
الفرح لقلبك

شاهر حيدر الحربي
20-09-2022, 07:42 PM
قهرتني تلك الفتاة و أوجعتني هذه القصيدة و أرجو من الله أن تكون قضية عامة لا تخصك ولا أحد أحبتك وهي قضية شاعت في عصر العولمة

لديك نفس قصصي طويل وجميل وهذه القصيدة يمكنها التحول لعمل سينمائي

احمد المعطي
21-11-2022, 08:12 AM
بسرْدٍ يُفصّلَ سوء انقلابِ
...........................وَبَوْحٍ يُصيبُ الفتى باكتئابِ
تمادى الفُجورُ فأغْوى عُقوقاً
.......................وفُحْشٍ تَعَدّى جَليل الوِصاب
فبئسَ الفتاةُ تَعُقُّ أباها
.......................وبئْسَ التَّرَدّي لِكلِّ مُحابي
فأيُّ انْعِتاقٍ بِمَسِّ الأماني
....................وَأيُّ اعتِناقٍ لفِكْر الخَرابِ
وأيُّ جُنوحٍ عن الحقِّ أمسى
.....................وَأيُّ مُجونٍ كَخلْعِ الثِّيابِ
لَحا اللهُ كُلَّ شَقيٍّ لئيمٍ
..................يُحالفُ خُلْفاً تبيعَ سَرابِ
أبالوالِديْنِ أمْستْ نَسِيّاً
................(وبالوالِديْنِ....) قالَ كتابي