تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ونبلوكم بالخير والسر فتنة.



ناديه محمد الجابي
15-06-2022, 10:23 AM
و نبلوكم بالخير و الشر فتنة (http://www.nawasreh.com/vb/t49038.html)








و الابتلاء بالشر مفهوم أمره.
ليتكشف مدى احتمال المبتلى، ومدى صبره على الضر،
و مدى ثقته في ربه، و رجائه في رحمته..
فأما الابتلاء بالخير فهو في حاجة إلى بيان..
إن الابتلاء بالخير أشد وطأة،
و إن خيل للناس أنه دون الابتلاء بالشر..



إن كثيرين يصمدون للابتلاء بالشر
و لكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير.


كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض و الضعف.
و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة و القدرة.
و يكبحون جماح القوة الهائجة في كيانهم الجامحة في أوصالهم.


كثيرون يصبرون على الفقر و الحرمان فلا تتهاوى نفوسهم و لا تذل.
و لكن القليلين هم الذين يصبرون على الثراء و الوجدان.
و ما يغريان به من متاع، و ما يثيرانه من شهوات و أطماع!


كثيرون يصبرون على التعذيب و الإيذاء فلا يخيفهم،
و يصبرون على التهديد و الوعيد فلا يرهبهم.
و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الإغراء بالرغائب و المناصب
و المتاع و الثراء!


كثيرون يصبرون على الكفاح و الجراح؛
و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الدعة و المراح.
ثم لا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال.
و بالاسترخاء الذيس يقعد الهمم ويذلل الأرواح!


إن الابتلاء بالشدة يثير الكبرياء،
و يستحث المقاومة و يجند الأعصاب،
فتكون القوى كلها معبأة لاستقبال الشدة و الصمود لها.
أما الرخاء فيرخي الأعصاب و ينيمها
و يفقدها القدرة على اليقظة و المقاومة!


لذك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح،
حتى إذا جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء!


و ذلك شأن البشر.. إلا من عصم الله

فكانوا ممن قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه و سلم -:
(عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن،
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)..

و هم قليل!


فاليقظة للنفس في الابتلاء بالخير أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر.

و الصلة بالله في الحالين هي وحدها الضمان..”

أسيل أحمد
20-06-2022, 06:59 PM
الله تعالى يحذر عباده من خطورة كثرة النعم وعدم الأخذ في الاعتبار أن هذه النعم ليست دليلا على رضا الله على العبد وإنما هي ابتلاء من الله واختبار
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[المنافقون:9]
فينبغي على العبد حال الرخاء, أن يعمل بما في يده طاعة لربه, وأن يقوم بحق هذا المال والرخاء الذي وسع الله به عليه.
بارك الله فيك وجزاك الخير كله.