تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حتى مَطلَعِ الفَجر



ياسين عبدالعزيزسيف
29-06-2022, 11:14 AM
حتى مَطلَعِ الفَجر




مُكَبَّلٌ مُثخَنٌ بِالهَمِّ والقَلَقِ

مُذْ صَادَرَ اللَّيلُ ما لَملَمتُ مِنْ شَفَقِ




كُلُّ الدُّرُوبِ مَتَاهَاتٌ مُفَخَّخَةٌ

والبَابُ مِقصَلَةٌ تَهوِى على العُنُقِ




يَمَّمتُ شَطرَ السَّمَا.. والنَّجمُ مُحتَجِبٌ

فَبِتُّ أَبحَثُ في كَفَّيَّ عَنْ طُرُقِي




أَجُسُّهَا كَضَرِيرٍ في خُطُوطِ يَدِي

فَاحتَرتُ حَتَّى أَعَاقَ الشُّكُ مُنطَلَقِي




وكَلَّ طَرفِي، وما آنَستُ نَارَ هُدىً

فَالقَومُ قَدْ وُئِدُوا في غَيهَبِ الغَسَقِ




مَنْ يَنفُخُ الرُّوحَ في المَوتَى، ويَمنَحُهُمْ

عُمراً، ويُخرِجُهُمْ مِنْ ظُلمَةِ النَّفَقِ؟




وكَيفَ أَصنَعُ مِنْ ذَاكَ السَّدِيمِ لَهُمْ

شَمساً تَشِعُّ بِنُورِ العِلمِ في الأُفُقِ؟




لَعَلَّ فَجراً نَؤُوماً يَستَفِيقُ إذا

تَنَفَّسَ الصُّبحُ بالأَنوَارِ والعَبَقِ




وكَمْ تَمَنَّيتُ كَالعُشَّاقِ مَطلَعَهُ

وعِشتُ أَرقُبُهُ بِالشَّوقِ والحُرَقِ!!




أَشعَلتُ حَرفِيَ عُمراً ذَابَ مُعظَمُهُ

كَالشَّمعِ؛ والفَجرُ مِثلُ الجَمعِ لَمْ يَفِقِ




وَحدِي وَقَفتُ بِوَجهِ الرِّيحِ مُشتَعِلاً

هَاجَتْ جُنُوناً كَبَحرٍ يَشتَهِي غَرَقِي




وبُحَّ صَوتِي، ولَكِنْ لَمْ يَزَلْ وَتَرِي

يَرِنُّ رُغمَ نَزِيفِ القَلبِ والحَدَقِ




مَادَامَ في القَلبِ نُورٌ أَستَضِيئُ بِهِ

سَأَنشُرُ الضَّوءَ حَتَّى مُنتَهِى رَمَقِي




فَالنَّاسُ بِالعِلمِ أَحيَاءٌ، فَإِنْ جَهِلُوا

دَاسَتْ كَرَامَتَهُمْ أَقدَامُ كُلِّ شَقِي




أُرِيدُ ثَورَةَ وَعيٍ فَاعِلٍ يَقِظٍ

في وَاقِعِ العُربِ، لا حِبراً على وَرَقِ




فَمَنْ سَيُزجِي مَعِي مِنْ نَبضِهِ سُحُباً

نُحيِي بِهَا الأَرضَ والإِنسَانَ كَالوَدَقِ؟




بِالوَعيِ والفِكرِ نَجتَازُ الثَّرَى عَمَلاً

نَرقَى بِهِ طَبَقاً يَعلُو على طَبَقِ




فَاصنَعْ مِن الحَرفِ مِصبَاحاً وأَسلِحَةً

لِيَطلَعَ الفَجرُ صُبحَاً دَائِمَ الأَلَقِ




ياسين عبدالعزيز

احمد المعطي
29-06-2022, 02:23 PM
آمنْتُ بالنّورِ يعلو هامَةَ الأفقِ
........................يُجْلي البَصائِرَ بالإبداعِ والألَقِ
تنهّدَ الحَرْفُ لَمّا مَسّهُ شَجَنٌ
...................فأرْسَلَ الدّمْعَ مِدْراراً مِنَ الحَدَقِ
في مَطلع الفَجْرِ فاحَ الصِّدْقُ فانبثَقَتْ
...................شمْسُ الحقيقةِ أرتالا من الفَلَقِ
أبْدَعْتَ فالعلمُ نورُ القوْمِ إنْ فَطِنوا
.......................والجَهْلُ يغرِقُ أقواماً بلا غرَقِ
الكُلُّ مُقتَبَسٌ فالحرْفُ مُكتَنِزٌ
.................والشعرُ كأسٌ مِن التّرْياقِ بالحَبَقِ

عبدالحكم مندور
30-06-2022, 03:39 PM
نص يسبح في أفق عال من الإبداع.. بديع الصور متميز التناول والإيقاع.. دام الإبداع والتميز والشاعرية الثرية المفعمة.. خالص التقدير وأزكى التحيات

ناديه محمد الجابي
30-06-2022, 09:31 PM
بِالوَعيِ والفِكرِ نَجتَازُ الثَّرَى عَمَلاً



نَرقَى بِهِ طَبَقاً يَعلُو على طَبَقِ



فَاصنَعْ مِن الحَرفِ مِصبَاحاً وأَسلِحَةً


لِيَطلَعَ الفَجرُصُبحَاً دَائِمَ الأَلَقِ

قصيدة راقية بمضمونها وبمحتواها، جميلة الصور ، بهية الجرس والحس
صدقت قولا وأبدعت شعرا.
دام لحرفك التميز.
:v1::nj::0014:

أحمد الجمل
03-10-2022, 10:20 PM
الله الله الله
مرحبا أخي الحبيب ياسين
الحمد لله أنك بخير وعافية
وأسأل الله أن يديم عليك نعمه وفضله
ثم ...
كنت في غاية العجب حينما حالفني الحظ أن ألتقي بهذه القصيدة الفاتنة الساحرة المبهرة ووجدتها لم تأخذ حظا وافرا من الإهتمام ومداد الأقلام
وتالله إنها لمن روائع الشعر ويليق بها النور وتستحق أن تتزين بها الواجهة
وهي من أجمل ما قرأت شعرا
سلمت وأسعد الله كل أوقاتك
تحيتي وخالص محبتي

د. سمير العمري
05-11-2022, 12:53 AM
قصيدة من ألق وعبق عادة جل إن لم يكن كل قصائدك الرائعة أيها الحبيب فلا فض فوك!
وإنا وإن غم علينا هذا النص الزاهر فطواه الأرشيف ولم أره إلا الساعة فإنه لا يضيع حقه في الحفاوة تقديرا وتقديما.

للتثبيت

ودام ألقك الزاهر!

ملحوظة:
أستضيئ .. الصواب رسما هو أستضيء

تقديري

غلام الله بن صالح
05-11-2022, 08:19 AM
لله درك ما أروعك!
دمت رائعا
مودتي وإعجابي

مازن لبابيدي
07-11-2022, 01:07 PM
قصيدة ذات صرخة قوية إلى فجر طال انتظاره

لا فض فوك أخي الشاعر ياسين سيف ، أحسنت الغرض والفن .

تحيتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
10-11-2022, 12:32 PM
ما اروعك ايها الشاعر الشاعر وما اروع ما حمل الحرف من شعر وادوات ذات معان صارخة
وصور دالة وفكر نير
بوركت والجمال
كل الود