تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كوب من الشاي



محمد نديم
12-09-2022, 10:23 AM
من مجموعتي القصصية
( انكسارات أمير جنوبي)


أي قصة تكتب والحياة تمر أمامك بكل قسوتها، وصخبها وعيون الناس ذابلة تنظر بوجع واستسلام الى اللا شيء؟
خطواتهم متثاقلة بطيئة ، وكأنهم يتوجهون إلى اللامكان.
-احتدم النقاش بين الركاب وسائق (المكروباص)،الذي استجاب تحت إصرارهم لاسترداد الربع جنيه من مبلغ الأجرة.
- الشوارع تئن طالبة شيئا من النظافة. ووجوه الناس أيضا ،رغم امتداد الأيادي إليك بأكياس المناديل على طول رصيف الشارع المزدحم. إنه التسول بشيء من كرامة الانسان وعزة النفس.
- جلست منهكا على مقعد بلاستيكي متهالك، وطاولة نصف نظيفة ،في مقهى على الطريق.
- "استرني الله يسترك." ستيني نظيف الملبس، وقور المظهر. تحاشى النظر إلى عيني ،وكذلك فعلت. لم يكن يحمل أكياسا للمناديل، بل كيسا من علب الأدوية الفارغة.
حاولت استضافته على كوب من الشاي ، رفض بشدة.دس المبلغ النقدي في جيبه ، ومضى في طريقه منحنيا ، لا يلوي على شيء.
- ضجت الشاشة بالتصفيق الحاد ،في مؤتمر رسمي لحل المعضلة الاقتصادية ،يذاع على الهواء مباشرة.
- كان كوب الشاي بين يدي فاترا ، بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

ناديه محمد الجابي
12-09-2022, 12:27 PM
هى عين الأديب الذي يرى في كل ما يمر أمامه نماذج من قسوة الحياة
وعيون الناس تنظر بوجع واستسلام وخطواتهم متثاقلة بطيئة.
وصف ناطق لذلك الرجل الستيني الذي يحمل كيسا من علب الأدوية الفارغة
وكأنه يقول: هذا ما أحتاجه .. رفض الأستضافة بكرامة ، ودس المبلغ النقدي في جيبه وسار منحنيا
منحنيا.. كلمة واحدة أوصلت ما يحس به الرجل من انكسار ووجع لما يعانيه من ضائقة اضطرته لمد اليد
بينما الأعلام يهلل بحل المشاكل الإقتصادية.
وقلب الأديب كعينه تنفطر حزنا فيصبح كوب الشاي بين يديه فاقدا لللون والطعم والرائحة.

قوة في التعبير والتصوير ، وامتلاك لأدوات الكتابة البرقية الموجزة
لغتك راقية ورموزك قوية لافتة ـ وقصتك بدلالاتها وإسقاطها المدهش
نموذج لروعة لا تنتهي.
دام إبداعك.
:v1::nj::0014:

محمد نديم
15-09-2022, 05:44 AM
تحياتي لحرفك الناقد المبدع. ولشخصك النبيل. فلا قيمة لقص دون نقد.