تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وسامُ الشَّهادة



فراس القافي
16-10-2005, 08:40 AM
قلبٌ قدِ اعْتادَ أنْ يُبْلى و أنْ يُرْزى
و قدْ أزادَ أساهُ منْ لهُ عزّى
يغفو على الجمْرِ ، يصحو بينَ أدْمُعِهِ
و يكتسي الشَّوْكَ ثَوْبَ الصَّبْرِ لا الخزَّا
و كيفَ ينْعَمُ في الدُّنْيا وقدْ غُرِزَتْ
بِهِ رِماحُ الأسى مُنْذُ الصِّبا غَرْزا
لا يدَّعِ الحُزْنَ غيري إنَّهُ وطني
فكلُّ همٍّ يهدُّ الطَّوْدَ لي يُعْزى
طلاسِمٌ هِيَ أحزاني فإنْ كَشَفَتْ
لغزاً دُموعي تَقَرَّتْ إثرَهُ لُغْزا
أسِيْتُ حتّى أقامَ الحُزْنُ في قَلَمي
فصارَ شِعْري لِسُمَّارِ الأسى رَمْزا
حُزْني العِراقيُّ منْقوشٌ بِذاكرتي
مُنْذُ انبثاقِ الضِّيا ، و المَهْد مُذْ هُزَّا
على العراقِ ، على أرضٍ زَكَتْ وَ سَمَتْ
حسبي مَحبَّتُها أنْ تُذْهِبَ الرِّجْزا
أرى الدِّماءَ تُحاكي فَيْضَ أدْمُعِهِ
وَ قَدْ وَخَزْنَ حنايا خافقي وَخْزا
شغافُ قلبيَ مِنْديلٌ لِدَمْعَتِهِ
أُمّي أرى أرضَهُ ، و الأمُّ هلْ تُجْزى ؟
هَطَلْنَ كالطلِّ دَمْعاتي بِضَيْعَتِهِ
فأكثرَ الكُلُّ حَوْلي الهَمْزَ و اللمْزا
يُشَكِّكونَ بأشواقي لإنَّ لَهُمْ
عَنْ بَذْلِ مِعْشارِ مِعْشارٍ بِها عَجْزا
فيا عِراقُ أ تَعْفو عَنْ صفيدِ يدٍ
وَ عَنْ حبيسِ فمٍ ؟ عاشَ الهوى حِرْزا
بَسطْتُ باعي فَخُذْني لا تَسَلْ شَطَطَاً
وَ مِنْ عُيوني اسْتَشفَّ الدَّأْبَ و المَعْزى
ذَوِّبْ جِراحَكَ في قلبي لأرشفَها
ينبوعَ حُبٍّ بأغوارِ الحشا نَزَّا
و افْقأْ عُيوني فما بي مُقلةٌ جَرأَتْ
ترى نصيبَكَ بينَ الكُلِّ مُبْتزّا
فما عَقَقْتُكَ ، لا و اللهِ ، قطُّ وَكمْ
شكرْتُ خَيْرَكَ مُذْ لُكْتُ الحصى خُبْزا
يُزانُ بالعِزِّ أقْوامٌ وَ أنتَ لَهُ
تزينُ رُبَّ امرؤٍ قدْ زيَّن العِزَّا
وَ كيفَ لا ؟ و حُسامُ المُرْتضى وَهَجٌ
يلوحُ فيكَ فَصِحْ بالشِّرْكِ أنْ يُخْزى
إذا اشْرأبَّتْ على الأصنامِ قامتُهُ
تساقطُ اللاتُ مِنْ أضواهُ وَ العُزّى
وَ نحْنُ في أرضِنا نلقى الرَّدى شَرَفاً
بِوابلاتِ الرَّزايا حيْثُما نُغْزى
صوتُ الحُسَيْنِ تعالى بالضَّلالةِ مِنْ
أوْداجِهِ ، حينَ مِنْهُ نَحْرُهُ حُزَّا
أمواتُنا رافعوا هامٍ كأنَّ لَهُمْ
بِمَوْتِهمْ للسَّما ، لا للثرى ، قَفْزا
و رافضوا الظُّلْمَ حتّى في قُبُوْرِهُمُ
فبالشَّهادةِ ها هُمْ أدركوا الفَوْزا
فالموتُ أقصى أمانينا بِحَضْرتِهِ
و أيُّ كَنْزٍ يُضاهي ذلكَ الكَنْزا

فراس القافي

زاهية
16-10-2005, 01:22 PM
حُزْني العِراقيُّ منْقوشٌ بِذاكرتي
-------------مُنْذُ انبثاقِ الضِّيا ، و المَهْد مُذْ هُزَّا

من هنا يبدأ الوجع في صدر فراس القافي شاعر
العراق ...الجرح .. الأرض ...الحب المشنوق
على بوابات العراق الذبيح بمدية العالم الهمجي


شغافُ قلبيَ مِنْديلٌ لِدَمْعَتِهِ
--------------أُمّي أرى أرضَهُ ، و الأمُّ هلْ تُجْزى ؟

آه لحب تمكن من القلب أوغل فيه عمقاً... اتحد بالدم ..جرى فيه بحرقة...تجرعه حتَّى الثمالة فعاشه ذاتاً ناحبة ..ودمعة فوارة0


طلاسِمٌ هِيَ أحزاني فإنْ كَشَفَتْ
---------------لغزاً دُموعي تَقَرَّتْ إثرَهُ لُغْزا
أسِيْتُ حتّى أقامَ الحُزْنُ في قَلَمي
---------------فصارَ شِعْري لِسُمَّارِ الأسى رَمْزا

قلم يبكي الحزن إبداعاً يكاد يكون متفرداً
من يبحر هنا معك أيها الشاعر الرائع أخي الفاضل فراس
تتقاذفه أمواج الحزن الهائجة بالألم
بين الحرف والإبداع بالشوق للعراق
بل لحفنة تراب من أرضه المخضبة بدماء أهله الأبطال 0


و رافضوا الظُّلْمَ حتّى في قُبُوْرِهُمُ
---------------فبالشَّهادةِ ها هُمْ أدركوا الفَوْزا
فالموتُ أقصى أمانينا بِحَضْرتِهِ
----------------و أيُّ كَنْزٍ يُضاهي ذلكَ الكَنْزا

رحم الله الشهداء وأنصف الأحياء بنصرٍ قريب

لك الله وللعراق ولكل جرح ينزف الشعر إبداعا

أختك فراس القافي
:0014:
بنت البحر

عادل العاني
16-10-2005, 02:54 PM
الأخ فراس القافي
يبقى العراق رغم جراحه , شامخا , راياته ترفرف عاليا
وتبقى بغداد رغم جراحها , شامخة , زاهية , ...
ولابد يوما أن يتحقق حلمها في تحقيق ما تصبو إليه , أن تنفض عنها ما علق بها من دنس الطغاة , وأن تزغرد زغاريد النصر.
تقبل تحياتي

فراس القافي
18-10-2005, 03:24 PM
الغاليان
زاهية و عادل العاني

شكراً لمروركم العبق و آخر أعمق منه لمشاعركما الوطنية الدفّاقة

فراس القافي

مصطفى بطحيش
18-10-2005, 09:27 PM
فراس القافي

شاعرية وتمكن من ناصية اللغة , قصيدة قوية جزلة الالفاظ

للتثبيت تقديرا أيها الشاعر

درهم جباري
19-10-2005, 03:23 AM
أمواتُنا رافعوا هامٍ كأنَّ لَهُمْ
بِمَوْتِهمْ للسَّما ، لا للثرى ، قَفْزا

و رافضوا الظُّلْمَ حتّى في قُبُوْرِهُمُ
فبالشَّهادةِ ها هُمْ أدركوا الفَوْزا

فالموتُ أقصى أمانينا بِحَضْرتِهِ
و أيُّ كَنْزٍ يُضاهي ذلكَ الكَنْزا

******************

ومن يضاهي ذوي العليا وقد وقفت
دنيا الشجاعة إذ تاهت بهم عزا

لأنتمو خير قوم قاوموا شرسا
أتى ليسلبهم ـ من أرضهم ـ كنزا

دوموا حماة أباة إننا معكم
بكل أرواحنا فابقوا لها رمزا


ولك الحب غزيرا أيها الأحب فراس ..

د. جهاد بني عودة
19-10-2005, 12:16 PM
يا قافي العراق
إني شربت من الفرات ستة سنوات وعايشت مربدها فما ارتويت ،لكنني بصدق أجدني انهل من شعرك حتى أرتوي
والمؤسف أني اخطأتك في العراق بين 94-99 فإنني كنت هناك واليوم جسدي في فلسطين وقلبي عندكم

دمت صديقا للواحة يا شاعر الرافدين

فراس القافي
20-10-2005, 02:09 PM
الأستاذ مصطفى بطحيش :-
شكراً لمروركم العبق
و آخر أعظم منه للإحتفاء بالقصيدة
تحيّاتي القلبية لكم
فراس القافي

فراس القافي
20-10-2005, 02:10 PM
أستاذي الحبيب درهم
شكراً لك هنا وهناك
و في كل مكان دُمْ قربي
أخوك الأصغر
فراس القافي

فراس القافي
20-10-2005, 02:11 PM
د. جهاد
أسألُ الله أنْ تعود بغداد ونلتقي
لك عاطر التحايا
أخوكم الأصغر
فراس القافي

د. سمير العمري
28-10-2005, 12:02 AM
قصيدة جديدة رائعة.

ربما قد تبدت فيها قدرة كبيرة هذه المرة بهذه القافية الصعبة.

أبعد الله الأسى عن العراق وعن كل ديار المسلمين.


ولعلني أرى في استعمالك الفعل "رافضوا" ما يخالف المعنى الذي أردت فهذا الاشتقاق يعني المشاركة ولا يحسن المعنى بأن يشارك الظلم رفض من يرفضه.



تحياتي
:os::tree::os:

فراس القافي
28-10-2005, 08:45 AM
أستاذي الحبيب الدكتور سمير العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم مروركم الكريم و ملاحظاتِكم القيّمة
و حول هذه : - ((ورافضوا الظلم حتى في قبورهمُ ))
في الحقيقة ( رافضوا ) ليس فعلاً بل كنتُ أقصد رافضون للظلم و قد حُذِفتْ النون للإضافة و الفتحة في (( الظلمَ )) جاءت بخطأ كي بوردي ، فهي في النسخة المخطوطة بيدي (( و رافضو الظلمِ )) بكسر ميم (( الظلم )) و رافضو (( إسم فاعل )) و ألفُها غير موجودة .
لك خالص التحايا
أخوكم الأصغر
فراس القافي

أسماء حرمة الله
28-10-2005, 02:02 PM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مطرّزة بأماني الورد

الأخ المبدع الرائع فراس،

فالموتُ أقصى أمانينا بِحَضْرتِهِ
و أيُّ كَنْزٍ يُضاهي ذلكَ الكَنْزا

حين يحفرُ الوطنُ حبه بشغاف القلب، يصير هو نفسُه مداداً للروح وللألم وللأمل..حزنكَ المكتوبُ بأوجاع الوطن، سيعرفُ العِتْقَ يوما بإذن الرحمن، لن تستمرّ الظلمةُ أبدا وللقلوبِ الطيبة الصادقة ربٌّ يحميها ويحرسها ويسدد خطوها ..
أخي الكريم، ستكفكفُ العراقُ جرحَها قريبا، ثق بذلك، ولن تُحتَضَرَ أبدا واللهُ يحميها، والشهداءُ يُهدونَها ويُهدونَ ترابها الأخضر أرواحَهم الطاهرة .. ستشرقُ الشمسُ بإذن الله..قريبا.
كن بخير..
وتقبّل مني ألف باقة من الورد والمطر
دمتَ رحيقا
تحياتي وتقديري

د. سمير العمري
28-10-2005, 06:11 PM
لعلك أخي قد عددت بنفسك سبب اعتباري لها فعلاً فهي الأسباب الثلاث التي دفعتني لأعتبرها فعلاً وهي:

1- التحاق الألف باللفظة بعد الواو مما يجعلها فعلاً ولو كانت اسماً لكانت دون ألف هكذا "رافضو"

2- نصب الظلم مما بدا كأنه مفعولاً به لفعل سبقه.

3- عدم وجود تشكيل للأحرف مما ربما قد أعان.


مهما يكن من أمر فأراك أخي أوضحت الأمر وكل إنسان يسهو.

ولعلني أدعوك لتتفاعل مع أخوانك هنا وتبذل جهداً أكبر للواحة فهي خير مكان يليق بأمثالك من الشعراء الكبار ممن نفتخر بهم. ننتظر منك ما يؤطر لمزيد من التواصل الذي سيضعك في مكانة تستحق.



تحياتي
:os::tree::os:

خالد الحمد
28-10-2005, 06:22 PM
أخي عندليب الفرات فراس القافي

دائما أخي الكريم أرى في كل قصيدة لك

علوّ الهمة وقريضك السمين تكتبه بدم

قلبك الصادق والذي يحكي آلامنا وهمومنا

يوم سدر السادر ونعق الناعق

دمت ألِقا يافراس

أتمنى لك التوفيق