مازن لبابيدي
26-10-2022, 04:28 PM
قواتِلُه
تَناوَبُ في قَلبِ المُحِبِّ قَواتِلُه = وسِيّانِ مَن يُغري القَتيلَ وقاتِلُه
أَذَبْنَ بأهدابِ النواعِسِ لُبَّهُ = فنَوَّلنَ مَشغوفاً وهُنَّ نَوائِلُه
وأَذهَبْنَ ذاكَ اللُّبَّ لا عَوْدَ يُرتَجَى = ومَن يَدفَعِ المَحتومَ كَلَّتْ وَسائِلُه
سُدىً كُلُّ رأيٍ ساوَرَ العَقلَ والنُّهَى = إذا العَينُ لا تُغْضي ولا القَلبُ عاقِلُه
ألانَتْ بِهِ مَرْضَى الجُفُونِ عَريكَةً = يَلوذُ بباقِي الحَزْمِ والحَزمُ خاذِلُه
كَمِثلِ غَريقٍ ضَمَّهُ البَحرُ مُجْهَدٍ = ولا طَوْفَ مِن مَوجِ المَفاتِنِ ناشِلُه
يُراوِغُ نَبْلَ الحُبِّ يَرمِي فُؤادَهُ = فَيُصميهِ سَهْمٌ كان قَبلاً يُخاتِلُه
بعَينَي غَزالٍ نازعا البَحرَ سِحرَهُ = له فَرْعُ بانٍ مائِدُ القَدِّ مائِلُه
يَفيضُ بأنوارٍ فَلا الشَّمسُ مِثلُهُ = ولا البَدرُ في أدْنَى المَحاسِنِ طائِلُه
إذا جازَ رَوضاً يَهمِسُ الزَّهرُ ما اسمُهُ؟ = وعَنْ كُلِّ حَرفٍ جاوَبَتهُ بلابِلُه
تُكاشِفُهُ لَحْنَ الوِدادِ جَهارَةً = ويَسألُها كَتمَ الهَوى فتُشاغِلُه
وأنَّى جَوِيُّ الصَّدْرِ يَكتُمُ وَجْدَهُ = وأَنْفاسُهُ فِي ما يُكِنُّ عَواذِلُه
ومَنْ لِسَليبِ القَلبِ يَحفَظُ سِرَّهُ = وكُلُّ بَريقٍ في النَّواظِرِ قائِلُه
تَذَوَّقْتَ يا قلبي الغَرامَ وسُغْتَهُ = وأسقاكَ مِن كأسِ الصَّبابَةِ باذِلُه
ذَهِلتَ فَما تَدري أخَفقُكَ قَبلَهُ = وما يَبْهَرُ الأنفاسَ أم ذاكَ حاصِلُه
عَهِدتُكَ ما يُلفَى لِبابِكَ مَسْلَكٌ = فَما لِلهَوى التَفَّتْ عَليكَ حَبائِلُه
مَذاقُ الهَوَى عَذْبٌ وَمُرٌّ عَذابُهُ = وقُوتُ الهَوى صَبْرٌ وغاضت مَناهِلُه
ودُونَكَ في حالِ المُحِبّينَ فِعلُهُ = فلا شَيءَ في سَحْقِ القُلوبِ يُماثِلُه
وإنْ عَنكَ غابَتْ حالُهم ومآلُهم = ففيكَ ولو أنكَرْتَ لاحَت دَلائِلُه
يُخالِطُ كِبْدَ المُبتلى فيُعِلُّه = ويَحرِمُهُ غَمْضَ الجُفونِ يُخايِلُه
تَراه سَقيماً تشتكيهِ ضُلوعُه = وأعضاؤهُ تَذوي وهَمٌّ يُزامِلُه
كأنَّ فُؤادَ المُستهامِ فقِيدُها = وأحشاءَه بَعد الهُيامِ ثواكِلُه
تَحَسَّبْ فإنَّ العُمرَ يمضي شبابُهُ = ويُحصي عليكَ الشَّيبُ ما أنتَ فاعِلُه
تأثَّمَ مِن سُود الفِعالِ سَوادُهُ = فأحرَمَ وابْيَضَّتْ عليهِ خَصائِلُه
أتُزْلِقُكَ الدُّنيا ويَقتلِعُ الهَوى = شِراعَكَ في بَحرٍ تَباعَدَ ساحِلُه
وتُشْغَلُ عَن قَصدِ السَّبيلِ بِرَحْلِهِ = وهَلْ دامَ في التَّرحالِ رَحلٌ وراحِلُه ؟
تَدارَكْ قُبَيلَ الفَوْتِ مالا يُعيدُه = نَدامَةُ قَلبٍ أو مِنَ الدَّمعِ هاطِلُه
تُبادِرُكَ الأيّامُ مَرَّ سَحابِها = إذا عاجِلٌ وَلَّى أَظَلَّكَ آجِلُه
ويَدنو إليكَ الحَقُّ في كُلِّ ساعةٍ = وتَهدِمُ أوهامَ البقاءِ مَعاوِلُه
رُوَيدَكِ يا دُنيا فقلْبي مُغادِرٌ = مَتاعَكِ مُضْنىً مِن هُمُومِكِ كاهِلُه
إذا المَرءُ لَمْ يَرجُ المُقامَ سَكينةً = وإنْ رَحُبَتْ ضاقتْ عَليهِ منازِلُه
أَغَرَّكِ فِي وَجهي ابتسامَةُ زاهِدٍ = وهلْ فيكِ مِن خَيرٍ لِذي اللُّبِّ يامُلُه ؟
وإنِّي لَعارٍ مِن نَعيمٍ ولَذَّةٍ = وما كان مِن وِزرٍ فإنِّيَ حامِلُه
وما كان مِن كَسْبٍ جَنَيتُ ثِمارَهُ = فإنِّي لمَوقوفٌ أبِالحَقِّ نائِلُه ؟
وحَسْبُ امرِئٍ يَومَ الحِسابِ مَغَبَّةً = بأنَّ الحَسيبَ الحَقَّ في الكَسْبِ سائِلُه
وما مِن قَريبٍ تُرتَجى حسَناتُهُ = ولا مِن خَليلٍ بالفِداءِ يُجامِلُه
هَباءٌ لَدَى المِيزانِ جُلُّ صَنيعِهِ = سِوَى بَعضِ ذِكْرٍ باقياتٌ فَضائِلُه
وزادٍ مِنَ التَّقوى وبِرٍّ لأهلِهِ = وأَخلِصْ لِوَجهِ اللهِ ما أنتَ عامِلُه
سألتُكَ يا ربِّي بِتَوبي وأوْبَتي = فَيا غافِرَ الزَّلاّتِ هَلْ أنتَ قابِلُه ؟
لَئِنْ كُنتَ عَنِّي يا إلـٰهِيَ راضِياً = فَكُلُّ بَلاءٍ تُسْتَهانُ غَوائِلُه
ويَسِّرْ لِقَلبي مِنْ كِتابِكَ حَظَّهُ = فإنَّ شِفائي في الَّذي أنتَ قائِلُه
وقَلْبٌ كلامُ اللهِ يَعمُرُ جَوفَهُ = حَرِيٌّ بأنْ يَحيا ولا شيءَ قاتِلُه
*****
مازن لبابيدي
تَناوَبُ في قَلبِ المُحِبِّ قَواتِلُه = وسِيّانِ مَن يُغري القَتيلَ وقاتِلُه
أَذَبْنَ بأهدابِ النواعِسِ لُبَّهُ = فنَوَّلنَ مَشغوفاً وهُنَّ نَوائِلُه
وأَذهَبْنَ ذاكَ اللُّبَّ لا عَوْدَ يُرتَجَى = ومَن يَدفَعِ المَحتومَ كَلَّتْ وَسائِلُه
سُدىً كُلُّ رأيٍ ساوَرَ العَقلَ والنُّهَى = إذا العَينُ لا تُغْضي ولا القَلبُ عاقِلُه
ألانَتْ بِهِ مَرْضَى الجُفُونِ عَريكَةً = يَلوذُ بباقِي الحَزْمِ والحَزمُ خاذِلُه
كَمِثلِ غَريقٍ ضَمَّهُ البَحرُ مُجْهَدٍ = ولا طَوْفَ مِن مَوجِ المَفاتِنِ ناشِلُه
يُراوِغُ نَبْلَ الحُبِّ يَرمِي فُؤادَهُ = فَيُصميهِ سَهْمٌ كان قَبلاً يُخاتِلُه
بعَينَي غَزالٍ نازعا البَحرَ سِحرَهُ = له فَرْعُ بانٍ مائِدُ القَدِّ مائِلُه
يَفيضُ بأنوارٍ فَلا الشَّمسُ مِثلُهُ = ولا البَدرُ في أدْنَى المَحاسِنِ طائِلُه
إذا جازَ رَوضاً يَهمِسُ الزَّهرُ ما اسمُهُ؟ = وعَنْ كُلِّ حَرفٍ جاوَبَتهُ بلابِلُه
تُكاشِفُهُ لَحْنَ الوِدادِ جَهارَةً = ويَسألُها كَتمَ الهَوى فتُشاغِلُه
وأنَّى جَوِيُّ الصَّدْرِ يَكتُمُ وَجْدَهُ = وأَنْفاسُهُ فِي ما يُكِنُّ عَواذِلُه
ومَنْ لِسَليبِ القَلبِ يَحفَظُ سِرَّهُ = وكُلُّ بَريقٍ في النَّواظِرِ قائِلُه
تَذَوَّقْتَ يا قلبي الغَرامَ وسُغْتَهُ = وأسقاكَ مِن كأسِ الصَّبابَةِ باذِلُه
ذَهِلتَ فَما تَدري أخَفقُكَ قَبلَهُ = وما يَبْهَرُ الأنفاسَ أم ذاكَ حاصِلُه
عَهِدتُكَ ما يُلفَى لِبابِكَ مَسْلَكٌ = فَما لِلهَوى التَفَّتْ عَليكَ حَبائِلُه
مَذاقُ الهَوَى عَذْبٌ وَمُرٌّ عَذابُهُ = وقُوتُ الهَوى صَبْرٌ وغاضت مَناهِلُه
ودُونَكَ في حالِ المُحِبّينَ فِعلُهُ = فلا شَيءَ في سَحْقِ القُلوبِ يُماثِلُه
وإنْ عَنكَ غابَتْ حالُهم ومآلُهم = ففيكَ ولو أنكَرْتَ لاحَت دَلائِلُه
يُخالِطُ كِبْدَ المُبتلى فيُعِلُّه = ويَحرِمُهُ غَمْضَ الجُفونِ يُخايِلُه
تَراه سَقيماً تشتكيهِ ضُلوعُه = وأعضاؤهُ تَذوي وهَمٌّ يُزامِلُه
كأنَّ فُؤادَ المُستهامِ فقِيدُها = وأحشاءَه بَعد الهُيامِ ثواكِلُه
تَحَسَّبْ فإنَّ العُمرَ يمضي شبابُهُ = ويُحصي عليكَ الشَّيبُ ما أنتَ فاعِلُه
تأثَّمَ مِن سُود الفِعالِ سَوادُهُ = فأحرَمَ وابْيَضَّتْ عليهِ خَصائِلُه
أتُزْلِقُكَ الدُّنيا ويَقتلِعُ الهَوى = شِراعَكَ في بَحرٍ تَباعَدَ ساحِلُه
وتُشْغَلُ عَن قَصدِ السَّبيلِ بِرَحْلِهِ = وهَلْ دامَ في التَّرحالِ رَحلٌ وراحِلُه ؟
تَدارَكْ قُبَيلَ الفَوْتِ مالا يُعيدُه = نَدامَةُ قَلبٍ أو مِنَ الدَّمعِ هاطِلُه
تُبادِرُكَ الأيّامُ مَرَّ سَحابِها = إذا عاجِلٌ وَلَّى أَظَلَّكَ آجِلُه
ويَدنو إليكَ الحَقُّ في كُلِّ ساعةٍ = وتَهدِمُ أوهامَ البقاءِ مَعاوِلُه
رُوَيدَكِ يا دُنيا فقلْبي مُغادِرٌ = مَتاعَكِ مُضْنىً مِن هُمُومِكِ كاهِلُه
إذا المَرءُ لَمْ يَرجُ المُقامَ سَكينةً = وإنْ رَحُبَتْ ضاقتْ عَليهِ منازِلُه
أَغَرَّكِ فِي وَجهي ابتسامَةُ زاهِدٍ = وهلْ فيكِ مِن خَيرٍ لِذي اللُّبِّ يامُلُه ؟
وإنِّي لَعارٍ مِن نَعيمٍ ولَذَّةٍ = وما كان مِن وِزرٍ فإنِّيَ حامِلُه
وما كان مِن كَسْبٍ جَنَيتُ ثِمارَهُ = فإنِّي لمَوقوفٌ أبِالحَقِّ نائِلُه ؟
وحَسْبُ امرِئٍ يَومَ الحِسابِ مَغَبَّةً = بأنَّ الحَسيبَ الحَقَّ في الكَسْبِ سائِلُه
وما مِن قَريبٍ تُرتَجى حسَناتُهُ = ولا مِن خَليلٍ بالفِداءِ يُجامِلُه
هَباءٌ لَدَى المِيزانِ جُلُّ صَنيعِهِ = سِوَى بَعضِ ذِكْرٍ باقياتٌ فَضائِلُه
وزادٍ مِنَ التَّقوى وبِرٍّ لأهلِهِ = وأَخلِصْ لِوَجهِ اللهِ ما أنتَ عامِلُه
سألتُكَ يا ربِّي بِتَوبي وأوْبَتي = فَيا غافِرَ الزَّلاّتِ هَلْ أنتَ قابِلُه ؟
لَئِنْ كُنتَ عَنِّي يا إلـٰهِيَ راضِياً = فَكُلُّ بَلاءٍ تُسْتَهانُ غَوائِلُه
ويَسِّرْ لِقَلبي مِنْ كِتابِكَ حَظَّهُ = فإنَّ شِفائي في الَّذي أنتَ قائِلُه
وقَلْبٌ كلامُ اللهِ يَعمُرُ جَوفَهُ = حَرِيٌّ بأنْ يَحيا ولا شيءَ قاتِلُه
*****
مازن لبابيدي