ابن الدين علي
28-05-2023, 08:58 PM
هي شجرة شاهدة على ماض جميل و محزن...
كانت تحضن المجاهدين زمن الثورة التحريرية المباركة ،يفترشون ظلها للإستراحة أو للتشاور لأمر يخص مسيرة الثورة...
بُعيْد الإستقلال ،لما كانت الشمس تشتد حرارتها يهرع إليها الحصادون،يضعون مناجلهم جنبها و يتحلقون حول أباريق تلمع محاطة بكؤوس شفافة،و إلى جانبها صحون مغطاة بمناديل نظيفة...وقتها كنت و أنا طفل أركض داخل الحقول و كلبي خلفي فتغمرنا السنابل...تشير إلي أمي لتناولني قطعة "مطلوع" بين طبقتيها زبدة أو جبن من صنع يديها...أقضم قطعة و أرمي لكلبي أخرى،أعود للركض و كلبي يسابقني ،ثم أستريح لأقضم ثانية ،يعود إلي يهز ذيله و يتمسح بي فأناوله أخرى...أعود إلى الخيمة أطلب قطعة أخرى من أمي التي لا أكاد أراها خلف الخيوط البيضاء العمودية ...تضع " الخلالة " لتلبي طلبي و هي تقول: انت كرشك كبيرة! فأرد عليها : لقد إقتسمته مع رفيقي!،ثم تعود إلى منسجها .
و بعيد...بعيد الاستقلال،أصبح يلتقي عندها العشاق خلسة كلما حانت الفرصة ...وبعد كل لقاء ينقشون قلبا أصابه سهم فأدماه...
و بُعيْد...بعيد....بعيد الاستقلال،بات يستند على جدعها من قهرتهم الحياة و همشتهم المدينة يرتشفون كؤوس الخمرة و من سجائرهم ينفثون دخان يتصاعد إلى أوراقها...فتضطرب الشجرة انزعاجا و تذمرا ...
و مع ذلك فالشجرة يتسع قلبها للجميع و تُؤنس كل من يستأنس بها.
كانت تحضن المجاهدين زمن الثورة التحريرية المباركة ،يفترشون ظلها للإستراحة أو للتشاور لأمر يخص مسيرة الثورة...
بُعيْد الإستقلال ،لما كانت الشمس تشتد حرارتها يهرع إليها الحصادون،يضعون مناجلهم جنبها و يتحلقون حول أباريق تلمع محاطة بكؤوس شفافة،و إلى جانبها صحون مغطاة بمناديل نظيفة...وقتها كنت و أنا طفل أركض داخل الحقول و كلبي خلفي فتغمرنا السنابل...تشير إلي أمي لتناولني قطعة "مطلوع" بين طبقتيها زبدة أو جبن من صنع يديها...أقضم قطعة و أرمي لكلبي أخرى،أعود للركض و كلبي يسابقني ،ثم أستريح لأقضم ثانية ،يعود إلي يهز ذيله و يتمسح بي فأناوله أخرى...أعود إلى الخيمة أطلب قطعة أخرى من أمي التي لا أكاد أراها خلف الخيوط البيضاء العمودية ...تضع " الخلالة " لتلبي طلبي و هي تقول: انت كرشك كبيرة! فأرد عليها : لقد إقتسمته مع رفيقي!،ثم تعود إلى منسجها .
و بعيد...بعيد الاستقلال،أصبح يلتقي عندها العشاق خلسة كلما حانت الفرصة ...وبعد كل لقاء ينقشون قلبا أصابه سهم فأدماه...
و بُعيْد...بعيد....بعيد الاستقلال،بات يستند على جدعها من قهرتهم الحياة و همشتهم المدينة يرتشفون كؤوس الخمرة و من سجائرهم ينفثون دخان يتصاعد إلى أوراقها...فتضطرب الشجرة انزعاجا و تذمرا ...
و مع ذلك فالشجرة يتسع قلبها للجميع و تُؤنس كل من يستأنس بها.