المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سُلافَةُ العُمر



مؤيد حجازي
23-09-2023, 07:23 PM
سُلافَةُ العُمر
——

رَأَبَ الفؤادَ بوصلِهِ فتَصَدَّعا
لما اكتسى ثوبَ الرحيلِ
و أزمَعا

و لقيتُهُ بعدَ الفراقِ فضَمَّني
‏ضمَّ المسافرِ حينَ حلَّ فودَّعا

‏أذرفتُ دمعَ سعادةٍ أم أنَّني
‏أهذي و أذرفُ بالمواجعِ أدمُعا

حاولتُ بُعدَكَ ما استطعتُ و شابني
ما يشبهُ الشريانَ حينَ تَقطَّعا

و أردتُّ قُربَكَ فانصهرتُ قصيدةً
كادت لنَزعِ الروحِ أن تَتَطَلَّعا

صعبانِ قربُكَ أو رحيلُكَ
ليتنا
شطرانِ نبقى أو نغادرها معا

لم يتركِ المنفى بمُديةِ سمِّهِ
في قدِّيَ المُضنَى المُعَنَّى موضِعا

و اقتصَّ عِقدًا من سُلافِةِ رحلتي
لأتيهَ..
فانفرَطتْ سُنُوِّيَ تُبَّعًا

الأربعونَ..
و كلُّ عامِ دُرَّةٌ
حاولتُ لمَّ شتاتِهِ فتَمَنَّعا

الأربعونَ!!
و عَاصِفٌ ثَرُّ الذُّرى
أعْمَى
فلَمْ أُبْصِرْ لِعيشٍ مِربَعا

و صحوتُ..
و التاريخُ خلفيَ واقفٌ
و المجدُ نادى:
للأمامِ..
فأسمعا

وعن اليمائنِ و الشمائلِ أعينٌ
رَفَعَتْ عِمادَ العرشِ كي أتربَّعا

صوتٌ مِنَ الأعماقِ
هزَّ منابتي
فَرَبا الكلامُ و شاءَ أنْ يَتَجَمَّعا

و رأيتُ رأيَ العينِ عِقدَ سُلافتي
مثلَ النجومِ على الجهاتِ مُوَزَّعا

قالَ استِقمْ
أنَّى اتجهتَ فثَمَّ مَنْ
قد بايعوكَ و ما إليهمُ مُدَّعى

جمعوا لكَ العقدَ الذي ضيعتَهُ
و هو السَّنا
طافَ الجهاتِ الأربَعا

قد عَلَّقوهُ على جدارِ قُلوبِهمْ
بل توَّجوهُ على الجِباهِ مُرَصَّعا

عَلِقوا بهِ
هاموا
و كانَ أنيسَهم
أبدى ابتسامتَهم
و سَلَّى المَدمَعا

كانوا الإخاءَ و ما اجتمعتَ بُقربِهِمْ
نسَبًا و لا صهرًا و أمًّا مُرضِعا

كانوا امتدادَ العمرِ،
كُلَّ قصيدةٍ،
وطنًا،
و حُبًّا لمْ يكُنْ مُتَصَنَّعا

ما ودَّعوكَ
- و أنتَ قُرَّةُ عينِهمْ -
أبدَ الزَّمانِ وما أراكَ مُودِّعا
————————————

#مؤيد_حجازي

محمد ذيب سليمان
24-09-2023, 10:45 AM
الله الله ايها الشاعر الجميل نسجا وتصويرا
نص مبدع بصدق بوركت
ايها الشاعر الجميل

عبدالحكم مندور
25-09-2023, 02:38 PM
حفظك الله وسدد خطاك نص قوي الأداء بديع الصور جميل البناء لشاعر مبدع يملك أدوات الأبداع ويحسن توظيف المفردات وتصوير المعنى ..أحسنت وأبدعت شاعرنا الرائع ..خالص الشكر والتقدير

د. سمير العمري
07-10-2023, 12:53 AM
بداية نسأل الله أن يبارك لك في أربعين مضت وأن يزيدك ملثها ضعفين في خير وعافية وعمل صالح!
ثم إنها قصيدة رائعة شعرا وشعورا وفيها من فنون الشعر الكثير والجميل وإن استوقفني بعض موضع لا إخاله إلا من السهو.
هي قصيدة مميزة من شاعر كبير أسعدتنا كما أسعدتنا عودتك بحرفك الأثير فلا فض فوك!

تقديري