المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لي في الطَّـفــيْلَةِ



ايهاب الشباطات
17-11-2023, 09:11 PM
لِيْ في "الطَّفيْلَةِ" صَبْوَةٌ و تَمايُلُ



كخُدودِ طِفْلٍ إنْ نَغَتْهُ أنامِلُ




أوْ هُدْبِ كاحِلَةٍ يَرِفُّ بإثْمِدٍ



قَلْبَ المــــُتيَّمِ فالقـــُلوبُ مَكاحِلُ






ما راقَ لي رَوْقٌ بِغَيْرِ رِقاقِها



وأَنا الّذي تَسْعى إِلَـيْهِ مَنازِلُ






يا دارُ مَنْ لا دارَ بعْدَهُمُ ألا



إنَّ الدِّيارَ بغيْرِكُمْ لرَواحِلُ






خَرْساءَ طافَتْ ذِكْرَياتي أَرْضَها



وَدَبِـيـبُها في النَّفْسِ مِنْهُ جَلاجِلُ






وَرَأَيْتُ بَعْضَ طُفولَتِي فَحَسَدْتُها



تَلْهو وَلا لِـهُمومِ دُنْيا حامِلُ






وَأَبي يَقولُ: "أُهَيْبُ" نِعْمَ فَتَىً، إِذَا



أُمِّي تُوَبِّخُنِي وَجُرْميَ ماثِلُ






آهٍ لِساعاتٍ بِها لَوْ تُفْـتَدى



آجالُـهُنَّ وتِبْعُهُنَّ أوَافِلُ




إنّي لَعَمْرُكِ ما نَطَقْتُ تَشَاعُـرًا



هَلْ يُكْذَبُ الدَّمُ والجُروْحُ مَراجِلُ؟!






في ذِمَّةِ اللَّهِ الْفَتى بِحَنِينِهِ



كَمْ مِنْ قَتيلٍ مِنْ بُغاهُ القاتلُ!




يا أمَّ أمّي والأُلى وأَبي أَلا



إنَّ الوِصالَ قَطوْعُ ما أنا واصِلُ






دَمْعُ العُيونِ طَوى اللِّسانَ كَأَنَّما



سَيْلٌ مَحا سَدًّا وفـيْهِ القائِلُ






جَفَّفْتُ مِنْ مَاءِ الدُّموعِ مَفارِقي



ثُمَّ ارْتَحَلْتُ وإذْ بِفِيَّ بَلابِلُ






قَدْ حَلَّقَتْ فَوْقَ الدُّجَى وَتَضَوَّعَتْ



آلامَ شَعْبٍ مِنْ عِداهُ نَوابِلُ






وَقَعَتْ رَدًى مِنْ رَمْيِهِمْ بِحُشاشَتِي



بَعْضٌ وَبَعْضٌ طارَ فيكِ يُخاتِلُ






إنْ لمْ تُجِبْ أَشْجانَها قِيْعانُها



فَالليْلُ آتٍ ما غَدَتْهُ أَصائِلُ




ما ضَرَّ أصْلَكِ فاقَةٌ بَيْنَ الوَرَى



الماءُ مَاءٌ إنْ عَلَتْهُ سَوائِلُ






هَذِي "أَدومُ" تَدومُ بـِ "السِّلْعِ" القِرى



سَلَّتْ بِها بِـ "البَابِلِيَّةِ" بابِلُ






وَ "جُذَامُ" ما جَذَمَتْ "حَميْدَةَ" مَحْمَدًا



نَسَبُ الأُباةِ تَسيحُ مِنْهُ حَمائِلُ






تارِيخُها كَجِبالِهَا كَفِعالِها



فيها عَلَتْ عَزْمَ اَلرِّجالِ قَبائِلُ






كَعُيونِها ، كَرَبــيـعِها ، وَكَخُبْزِها



فيها عَلى أرْضِ الكِرامِ دَلائِلُ






يا أهْلَ كُلِّ كَريمةٍ حَيَّيْتُكمْ



زَيتونُكُمْ والتّينُ عَنْكُمْ حافِلُ





أهْلُ الفَصاحَةِ أهْلُ نَخْوَاتِ النَّدى



بدِيارِكُمْ للْمُسْتَجيْرِ مَوائِلُ






لوْ بانَ مِنْ غَيْبِ المكارِمِ طاقَةٌ



لتَزاحَمَتْ أمَمٌ بِكُمْ ومَداخِلُ






بِحِباء قَوْمي لا تُعابُ بَراءَتي



قَلْبِي قَضَى ما كُنْتُ فِيْهِ أُجَادِلُ

عبد السلام دغمش
20-11-2023, 03:26 PM
قصيدة جميلة وجزلة
.. وهذه المدينة معروفة بنبل اهلها وتدينهم .
وقفت عند قولك : والتين عنكم حافلُ .. لماذا اخترت اللفظ عنكم وليس فيكم ، وربما ليك تفسير آخر .
بوركتم .

محمد ذيب سليمان
21-11-2023, 05:53 PM
بوركت ايها الشاعر الجميل وما حمل النص من رسم ومعان جميلة دالة
لقلبك الرح

ايهاب الشباطات
28-11-2023, 08:33 AM
قصيدة جميلة وجزلة
.. وهذه المدينة معروفة بنبل اهلها وتدينهم .
وقفت عند قولك : والتين عنكم حافلُ .. لماذا اخترت اللفظ عنكم وليس فيكم ، وربما ليك تفسير آخر .
بوركتم .

بارك الله فيك ، قصدت نيابة عنكم ، لكن فيكم تجوز أيضاً.

تحياتي




بوركت ايها الشاعر الجميل وما حمل النص من رسم ومعان جميلة دالة
لقلبك الرح

مرورك هو الأجمل ، حفظك الله.

عبدالحكم مندور
09-12-2023, 07:29 PM
نص معبر مميز جميل التكوين والتناول,,أبدعت شاعرنا الرائع

أسيل أحمد
10-12-2023, 10:09 AM
قصيدة عذبة النبض ترتوي منها الذائقة
عمق وجمال في التصوير ، وبراعة في رسم الحروف.
دام إبداعك.