مشاهدة النسخة كاملة : قطعتي رُخام
محمد إسماعيل سلامه
24-05-2024, 04:28 AM
قطعتي رُخام .. ورقة يوميات
من كتابي الممنوع : يوميات الروب الأسود
كنتُ آخذ بتلابيبه طفلا بين مكاتب الموظفين وهو يتنقل بينهم ، يستخرج ترخيصا هنا ويدفع ضريبة هناك ويتنقل بقدم تربطها المسامير بدلا من المفاصل ، وعرقه يتطاير فوق رأسي ، كان ينشط في مشاريعه الواحد تلوا الآخر ولم يعرف الحاقدين عليه كم كان يبذل من جهد ليكسب ماله ، كنت أقف ممسكا بيده او أحيانا (بالجلابية) التي ألجأته إليها إصابة ركبته التي لم تعد تصلح لإرتداء بنطال لخطأ طبي ، فحُرم من الحُلّة أو بالعامية (البدله)
طيلة حياته ، وكنت أمام المكاتب بالكاد أرى الملفات التي تعلوها الحجارة وأتعجب بعقلية الطفل، هل هؤلاء الناس متخلفين عقليا حتى يضعوا الحجارة فوق الأوراق !
تذكرتُ هذا المشهد اليوم وأنا ألتقط قطعتي رخام نظيفتين من أمام قبره لأضعهما على أوراق قضاياي التي تطيرها المروحة في هذه الأيام الحارة ، كم تحتاج كل يوم لتكبر ، حتى تفهم !
كنا لنصبح متفاهمين جدا لو أنه صبر قليلا إلى مرحلة الشباب ، كثيرون يؤكدون لي أنني ورثت ذكائه الحاد بيد أنني لم أرث تلك الإرادة القوية التي تحدّت حتى قدمٌ لا تكاد تحمل صاحبها ، أو قوة شخصيته التي كان "الجرابيع" يتطايرون أمامها كالذباب ، شيء وحيد ينجيني من المهالك كل مرة وهو الحدس ، ثمة شيء ينبئني عن التفاصيل ولو في لقاء أوّل أو نظرة عابرة ، أقرأ الأشخاص قراءة صحيحة دائما ، الدليل على ذلك أن اشتغالي بالمحاماة بعد كل هذا العمر أكّد لي صدق حدسي الطفولي ، فبرغم كشف أحجية الرخام إلا أنني اكتشفت أيضا أن بعض الموظفين -بالفعل- متخلفين عقليا .
محمد سلامه المحامي
ناديه محمد الجابي
24-05-2024, 06:16 PM
وما أكثر ما يثير حيرتنا في طفولتنا ويظل عالقا في عقولنا فإذا كبرنا عرفنا وفهمنا.
رحم الله والدك فبرغم قدمه التي لم تكن بالكاد تحمله إلا إنه كان لك نعم القدوة
بجهده واجتهاده في انتزاع رزقه انتزاعا ،وبإرادته القوية وقوة شخصيته وذكائه الحاد
الذي أورثك أياه مع تلك الحاسة السادسة التي تقرأ بهاالأشخاص قراءة صحيحة.
يوميات الروب الأسود.
يوميات ظريفة وجدت فيها المتعة بتلك الأحداث التي تنتزعها من الواقع قديمه وحديثه
وبسرد شيق ماتع وبلغة أنيقة سلسة ، كتبت بفكر وقلم الأديب وبعقل المحامي ومن تجاربه
ذكرتني بكتاب الأديب/ توفيق الحكيم ( يوميات نائب في الأرياف)
وسأكون في انتظار الكثير من هذه اليوميات الماتعة
ولك تحياتي وتقديري.
:011::nj::0014:
محمد إسماعيل سلامه
26-05-2024, 11:06 PM
شرُفت وسعدت برد معاليكِ يا أستاذة نادية
أتمنى أن تلفى باقي خواطري في هذا الباب إعجابك
وأتمنى أن ترسلي لي من الخارج عيش فرنسي وحلاوة بالشيكولاته على عنوان الأمن الوطني إن شاء الله وهم سيتكفلون بإرسالها إلى زنزانتي المستقبلية المتوقعة بحسب رأي زملائي المحامين وبعض المتذوقين لما أكتبه في العموم D:
خالص تحيتي لشخصكِ الكريم
سحر أحمد سمير
03-06-2024, 12:54 PM
راقت لي خاطرتك البارعة..
في انتظار البقية..
تحيّتي و فائق احترامي
محمد إسماعيل سلامه
04-06-2024, 03:46 AM
راقت لي خاطرتك البارعة..
في انتظار البقية..
تحيّتي و فائق احترامي
شرُفت وسَعدتُ بمروركِ العَطِر أستاذة سحر.
أسيل أحمد
04-06-2024, 06:58 PM
قصة جميلة ونص سلس وجاذب ، ووصف دقيق أخذنا لذكريات
حفرت في الذاكرة للشخصية التي كان لها التأثير الأكبر في تكوين شخصيتك
براعة وإبداع في نص قوي التعبير جميل التصوير
وإلى المزيد من ( يوميات الروب الأسود) سأكون في الإنتظار.
ولك تحياتي وودي.
محمد إسماعيل سلامه
08-06-2024, 11:02 PM
قصة جميلة ونص سلس وجاذب ، ووصف دقيق أخذنا لذكريات
حفرت في الذاكرة للشخصية التي كان لها التأثير الأكبر في تكوين شخصيتك
براعة وإبداع في نص قوي التعبير جميل التصوير
وإلى المزيد من ( يوميات الروب الأسود) سأكون في الإنتظار.
ولك تحياتي وودي.
شرُفت وسعدت بمرورك العطر أستاذة أسيل
مودتي
أحمد فؤاد صوفي
11-06-2024, 04:09 AM
القصة تنقل تجربة إنسانية غنية بالمشاعر والمواقف والتحديات، وتعرض بشكل مؤثر كيف يمكن أن تؤثر التجارب القاسية على تكوين الشخصيات وبناء الإرادة والحدس الحاد في مواجهة الحياة.
الأسلوب الأدبي ، وفكرة القصة، هما عنصران ناجحان بجدارة هنا.
الربط بين المشاهد أكثر من رائع.
بالنسبة لتصنيف القصة، (ومع أنني أهتم بجمال الأدب وليس بتصنيفه)، فهي قصة قصيرة ممتازة، وليست قصة قصيرة جداً.
بوركتم، ودام اليراع ،،،
تقبل تحيتي.
محمد إسماعيل سلامه
13-07-2024, 06:39 PM
القصة تنقل تجربة إنسانية غنية بالمشاعر والمواقف والتحديات، وتعرض بشكل مؤثر كيف يمكن أن تؤثر التجارب القاسية على تكوين الشخصيات وبناء الإرادة والحدس الحاد في مواجهة الحياة.
الأسلوب الأدبي ، وفكرة القصة، هما عنصران ناجحان بجدارة هنا.
الربط بين المشاهد أكثر من رائع.
بالنسبة لتصنيف القصة، (ومع أنني أهتم بجمال الأدب وليس بتصنيفه)، فهي قصة قصيرة ممتازة، وليست قصة قصيرة جداً.
بوركتم، ودام اليراع ،،،
تقبل تحيتي.
ربما قصدتُ التصنيف هنا لأنني اكتب فيما دون الشعر على استحياء ، أو ربما لأنني تربيت بين روايات مطولة لنجيب والحكيم وغيرهما ، حتى رواد القصة القصيرة أمثال يوسف إدريس كان قصصهم القصير فيما هو أطول من هذا .. وقد أفلحُ ( كما يرى الكثيرون من أصدقائي الأدباء ) في هذا اللون ، إلا أنني لا اطرقه لأنني أعرف ملالة القاريء المعاصر بحيث أنه لا يحتمل أكثر من قصيدة شعرية ، او قصة قصيرة ، ولم يعد أحد يطرق أدبا يجبره على القراءة المطولة بالأخص في منطقتنا ، الموهوبون أنفسهم لا يجدوا الوقت للكتابة في زحمة الحياة ولقمة العيش فما بالنا بالقاربء ، إلا أنني أسعدني تعليقك ونقدك المتعمق المستبصر .. تحيتي ومودتي لشخصك الكريم
نغم عبد الرحمن
23-07-2024, 10:22 AM
وكم من تساؤلات،وأفكار..تراودنا! ونحن صغار..
لا نجد لها جوابا شافيا إلا حين نكير.
ومع أني من محبي القصة القصيرة جدا،أو الومضة،إلا أنها راقتني،وراقني أسلوبك القصصي الجميل فيها.:011: وخيرا فعلت بأنك أنهيتها عند هذا الحد ،حتى لا يمل القارئ المستعجل في عصرنا هذا :005:
سلمت يمينك أخينا الفاضل.
مع خالص الشكر والتقدير. :os:
محمد إسماعيل سلامه
30-07-2024, 07:44 PM
وكم من تساؤلات،وأفكار..تراودنا! ونحن صغار..
لا نجد لها جوابا شافيا إلا حين نكير.
ومع أني من محبي القصة القصيرة جدا،أو الومضة،إلا أنها راقتني،وراقني أسلوبك القصصي الجميل فيها.:011: وخيرا فعلت بأنك أنهيتها عند هذا الحد ،حتى لا يمل القارئ المستعجل في عصرنا هذا :005:
سلمت يمينك أخينا الفاضل.
مع خالص الشكر والتقدير. :os:
اليوم أختصر لعلمي أن قاريء هذا العصر يمل القراءة ، وغدا سأصمت تماما لعلمي أن لا أحد يهتم بالقراءة !
إن لم يكن شكلي جميلا ، وجسدي رشيقا في فيديو تيك توك أو يوتيوب ، فلن يرانا أحد !
أنا اكتب بين حين وحين لأمثالي من الباقين أحياءا .. أو هكذا يتصورون .. مثلي تماما
تحيتي أستاذة
نغم عبد الرحمن
31-07-2024, 12:54 PM
اليوم أختصر لعلمي أن قاريء هذا العصر يمل القراءة ، وغدا سأصمت تماما لعلمي أن لا أحد يهتم بالقراءة !
إن لم يكن شكلي جميلا ، وجسدي رشيقا في فيديو تيك توك أو يوتيوب ، فلن يرانا أحد !
أنا اكتب بين حين وحين لأمثالي من الباقين أحياءا .. أو هكذا يتصورون .. مثلي تماما
تحيتي أستاذة
على رسلك يا أستاذ:003: انا من محبي هكذا كتابات ،وممن تقرأ لأمثالك. وأثنيت على أسلوبك الجميل فيها.:v1:
لكني أشرت لما أشرت حضرتك له في مستهل ردك
لا أكثر ولا أقل! .فهون عليك أخي أطال الله بعمرك أيها الكريم وسننتظر التتمة إن شاء الله .:os:
محمد إسماعيل سلامه
03-10-2024, 07:31 PM
على رسلك يا أستاذ:003: انا من محبي هكذا كتابات ،وممن تقرأ لأمثالك. وأثنيت على أسلوبك الجميل فيها.:v1:
لكني أشرت لما أشرت حضرتك له في مستهل ردك
لا أكثر ولا أقل! .فهون عليك أخي أطال الله بعمرك أيها الكريم وسننتظر التتمة إن شاء الله .:os:
أثلجتِ الصدر .. ودّي واحترامي أستاذة نغم
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir