تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دموع ... وأشياء أخرى



آمال المصري
25-05-2024, 12:27 AM
وتمدّدتْ . . . ذاتُ الجمالِ، على سريرِ الغاسِلةْ . .
وتجمّدتْ كلُّ الملامحِ
وارتخى الكتِفانِ
يعتذرانِ .. عن تلكَ الثّنايا النّاحِلةْ
وتهيّأتْ مِثْلَ الجميعِ .. تقولُ إني راحِلةْ
.
سكنَ الشُّحوبُ وزُرْقةُ الأمواتِ في قسماتِها
أين المساحيقُ التي ذابتْ على وَجَناتِها
أين الأناقةُ والبريقُ يُطِلُّ من لفتاتِها
وحدائقُ الحُسنِ المضيءِ تميسُ في ضحكاتِها
.
رِفقًا بهذا الوجهِ والجيدِ الذي أودى بهِ طوقُ الأجلْ !
كم ماسَ تيهًا واشرأبْ
كم مالَ للدّنيا بِحُبْ
كم هزّهُ صوتُ الطّربْ
وانساقَ يحدوهُ الأمل . .
.
لا تخدشي ديباجةَ النّحرِ اللميسِ السّاحِرِ
كمْ كانَ هذا النّحرُ يزهو ذاتَ يومٍ بالنفيسِ الفاخِرِ
يُضفي على الألماسِ بعضَ بريقِهِ
ويهزُّ أرضَ الحُسنِ هزًّا كالعُبابِ السّاخرِ
.
ما لليدِ البيضاءِ في صمْتٍ .. تُغادرُها الخواتِمُ والحُليّ
ما للطلاءِ الغضِّ عن تلك الأظافرِ ينجلي
أين التفاصيلُ الصّغيرةُ
والنقوشُ تفرّعتْ فوقَ الإهابِ المِخمليّ
.
قدْ آنَ للجسدِ المُنعّمِ أنْ يُوارى في الثّرى . .
وكأنّه ما مسَّ ديباجًا ومِسكًا أذفرا . .
كلا ، ولا ماءُ الحياةِ بروضِهِ يومًا سرى !
.
هيّا احضري الثوب "الأخيرَ" لكي تواري ما بَقِي
ولقدْ تعوّدَ كلَّ غضٍّ ناعِمٍ فترفّقي
ولتستُريْهِ عنِ العيونِ العابِرةْ
.
لا تُحكمي شدَّ الوِثاقِ على العِظامِ الواهِنةْ
وترفّقي . . وتلطّفي
لا تُجهدي تلك العروقَ السّاكِنةْ
هي لنْ تُقاوِمَ أيَّ قيدٍ . . فاترُكيها آمِنَةْ
.
حملوا الجميلةَ في ثباتٍ
بعدَ إحكامِ الكَفَنْ
ومضوا بها نحوَ البقيعِ
كأنّ شيئًا لم يكُنْ
.
غابوا عنِ الأنظارِ في لمْحِ البَصَرْ
وأتى على آثارِهم جمعٌ بئيسٌ مُنْكَسِرْ
فهنا رفاةٌ تنتظِرْ
ودموعُ وجْدٍ تنحدِرْ
وقلوبُ أحبابٍ وأهلٍ تنفطِرْ
وهناك . . . أقمشةٌ ، وكافورٌ ، وسِدْرْ
قُطْنٌ ، حنوطٌ ، بعضُ عِطْرْ
أغراضُ غسْلٍ كامِلَةْ
وجميلةٌ أخرى
تُزَجُّ على سريرِ الغاسِلةْ!
للشاعرة هند النزاري

ناديه محمد الجابي
25-05-2024, 06:47 PM
قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

الموت، ما الموت؟
أمرٌ كُبَّار، وكأس يُدار، فيمَن أقام وسار، يخرج بصاحبه إلى الجنةِ أو إلى النار،
ما زال لأهل اللذات مكدرًا، ولأصحاب العقول مغيِّرًا ومُحيِّرًا،
ولأرباب القلوب عن الرغبةِ فيما سوى الله زاجرًا،
كيف ووراءه قبرٌ وحساب، وسؤال وجواب،
ومِن بعده يومٌ تُدهش فيه الألباب، فيُعدم فيه الجواب.

قصيدة رائعة ـ سلمت وجمال اختيارك
ولك تحياتي وودي.
:008::008:

آمال المصري
03-05-2025, 03:08 AM
قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

الموت، ما الموت؟
أمرٌ كُبَّار، وكأس يُدار، فيمَن أقام وسار، يخرج بصاحبه إلى الجنةِ أو إلى النار،
ما زال لأهل اللذات مكدرًا، ولأصحاب العقول مغيِّرًا ومُحيِّرًا،
ولأرباب القلوب عن الرغبةِ فيما سوى الله زاجرًا،
كيف ووراءه قبرٌ وحساب، وسؤال وجواب،
ومِن بعده يومٌ تُدهش فيه الألباب، فيُعدم فيه الجواب.

قصيدة رائعة ـ سلمت وجمال اختيارك
ولك تحياتي وودي.
:008::008:




نعم، هو كأس يُدار، لا يُخطئ أحدًا، يمرُّ على الملوك كما يمرُّ على الفقراء، لا يُفلت منه ذو سلطانٍ ولا صاحب مال.
وفي خلفه قبرٌ يُقفل فيه كتاب الدنيا، ليفتح كتاب الحقّ الذي لا يُغفل حرفًا.

لقد أعدتَ ياغالية إلى القلب رشده، وللعقل صمته أمام هيبة المصير، فبوركت يمينك، وسلم فكرك.
وزادك الله بصيرةً ووقارًا، وجعلنا وإياك من أهل الزحزحة والفوز، لا ممن خُدعوا بمتاع الغرور.
تقديري الكبير

رياض شلال المحمدي
05-05-2025, 05:57 PM
وكلنا سنغيب ذات أصيل ـ عن الأحباب والأطياب والأتراب ـ والسعيد من
أخلف ذكرًا طيبًا ملء الحواضر والقباب ، فلا جمال إلا في نعيم لا يزول حيث
الأهل والشعراء وكوثر الرسول ، تحاياي القلبية .

آمال المصري
08-06-2025, 04:56 PM
وكلنا سنغيب ذات أصيل ـ عن الأحباب والأطياب والأتراب ـ والسعيد من
أخلف ذكرًا طيبًا ملء الحواضر والقباب ، فلا جمال إلا في نعيم لا يزول حيث
الأهل والشعراء وكوثر الرسول ، تحاياي القلبية .

تشرّفتُ بكلماتك التي جاورت النص اديبنا الفاضل كأنها من روحه خُلقت،
وزيّنت الحرف بوقارك، وعلّقت على المعنى كما تُعلّق النجوم في سماء المدح النظيف
حضورك الأنيق أضفى عليه من السمو ما لا يُستعار.
دام حرفك شاهدًا على الجمال، ودمت للذوق نبراسًا.
فائق التقدير