مشاهدة النسخة كاملة : المشاعر لا تموت.
أسيل أحمد
02-06-2024, 07:40 PM
مصادفة رآها، فارتجف شوقا، وكان يظن إنه نساها
فاكتشف أن الرماد لا يزال يخفي تحته الكثير من الجمر الحارق الملتهب.
سحر أحمد سمير
03-06-2024, 01:08 PM
كم مصادفة استدعت ذكريات حب كبير !
و استجلبت الصمت في حرم الإحساس..
ومضة مكثفة بارعة ..
رائعة كعادتك أستاذة أسيل..
دمتِ بكل خير و عافية
ناديه محمد الجابي
03-06-2024, 06:08 PM
ومضة قصصية واقعية ــ ومشهد أبدعت في رسمه
بتصوير دقيق بليغ، ورقي في التعبير.
دمت ودام إبداعك.
:v1::nj::wow:
الفرحان بوعزة
05-06-2024, 02:04 PM
مصادفة رآها، فارتجف شوقا، وكان يظن إنه نساها
فاكتشف أن الرماد لا يزال يخفي تحته الكثير من الجمر الحارق الملتهب.
صدفة التقى بها، فهو لم يكن يتوقع أن الزمن سيجمع بينهما، فمكان اللقاء غير محدد، فهو موكول للقارئ أن يبحث عنه، ويمكن أن يكون في الشارع، في الحافلة، في حفل ما ....
فكلمة "مصادفة" أغنت اللقاء ونابت عن الكيفية التي تم فيها. وما دام أن البطل قد ارتجف، فإن الارتجاف أتى دفعة واحدة من قوة صدمة اللقاء المفاجئ، ارتجاف قد يصاحبه الخوف والاستغراب، والاندهاش، وقد يتوسع شيئا فشيئا على فترات زمنية، فكلما تذكر هذا اللقاء، كلما جر عليه سيولا من الذكريات المؤثرة في نفسه وشعوره.
وما دام أن هذا اللقاء يحمل "شوقا" فإنه يحمل في طياته حنينا للماضي السعيد، الذي أيقظ الذكريات المتراكمة في وعاء الذاكرة وخزَّانها، كأنها انبعثت فجأة دون البحث عنها. فالنسيان وحده غير كاف لتجاوز ذكرى ما مؤثرة في النفس، خاصة إذا كانت تمس الإحساس والشعور.
فماذا تذكَّر؟ تذكر الأيام التي خلت ، والتي ربما كانت تتميز بعلاقة حميمية، لكنها لم تدم ولم تستمر لسبب ما. فانقطعت الصلة بينهما حتى كان اللقاء صدفة، حيث تحولت تلك الذكريات إلى جمر محرق يختبئ تحت الرماد.
نهاية القصة تشي بعدم إمكانية تجديد العلاقة القديمة، لذلك لم يكن جريئا للتكلم معها، أو فتح حوار معها، بل اكتفى البطل بوصف الحالة الحارقة التي وصل إليها بسبب هذا اللقاء المفاجئ ، ويمكن اعتباره لقاء فاشلا ما دام لم يُفعَّـل فيه نسمة الحوار والنقاش وتبادل المشاعر من جديد.
نهاية تدل على أن هناك معطيات غائبة بين البطلين، مما تستدعي عدة أسئلة كامنة وراء حالة اللقاء. هل كانت صديقته في الطفولة؟ هل كان يحبها ،هل كانت تبادله الحب؟؟هل كانت تدرس معه؟ هل كانت جارته؟ هل كان متزوجا بها؟ هل هي طليقته؟... أسئلة تبقى غائبة، كل قارئ يؤولها حسب ذوقه وقدرته على التأويل..
قصة تبدو سهلة الفهم ، لكنها جاءت بأسلوب لغوي/ فني ممتلئ بالرموز والدلالات المدفونة في حالة البطل. ولا ندري سبب هذا التحول في المشاعر التي ما زالت حية في الذاكرة، فالمشاعر الجميلة لا تموت بسهولة، تبقى دائما صعبة النسيان رغم جمراتها المحرقة أحيانا..
جميل ما كتبت وأبدعت المبدعة أسيل أحمد.
تحياتي وتقديري
أسيل أحمد
05-06-2024, 09:44 PM
كم مصادفة استدعت ذكريات حب كبير !
و استجلبت الصمت في حرم الإحساس..
ومضة مكثفة بارعة ..
رائعة كعادتك أستاذة أسيل..
دمتِ بكل خير و عافية
تنثرين الجمال حيث ما مررت ، وتضفين على النصوص
بعميق قراءتك وبديع فهمك ألقا وقيمة
فلك الود والورد.
أسيل أحمد
05-06-2024, 09:48 PM
ومضة قصصية واقعية ــ ومشهد أبدعت في رسمه
بتصوير دقيق بليغ، ورقي في التعبير.
دمت ودام إبداعك.
:v1::nj::wow:
حضورك له عبق مميز انتظره دائما على صفحاتي
فلك جزيل شكري وامتناني.
أسيل أحمد
08-06-2024, 01:27 PM
صدفة التقى بها، فهو لم يكن يتوقع أن الزمن سيجمع بينهما، فمكان اللقاء غير محدد، فهو موكول للقارئ أن يبحث عنه، ويمكن أن يكون في الشارع، في الحافلة، في حفل ما ....
فكلمة "مصادفة" أغنت اللقاء ونابت عن الكيفية التي تم فيها. وما دام أن البطل قد ارتجف، فإن الارتجاف أتى دفعة واحدة من قوة صدمة اللقاء المفاجئ، ارتجاف قد يصاحبه الخوف والاستغراب، والاندهاش، وقد يتوسع شيئا فشيئا على فترات زمنية، فكلما تذكر هذا اللقاء، كلما جر عليه سيولا من الذكريات المؤثرة في نفسه وشعوره.
وما دام أن هذا اللقاء يحمل "شوقا" فإنه يحمل في طياته حنينا للماضي السعيد، الذي أيقظ الذكريات المتراكمة في وعاء الذاكرة وخزَّانها، كأنها انبعثت فجأة دون البحث عنها. فالنسيان وحده غير كاف لتجاوز ذكرى ما مؤثرة في النفس، خاصة إذا كانت تمس الإحساس والشعور.
فماذا تذكَّر؟ تذكر الأيام التي خلت ، والتي ربما كانت تتميز بعلاقة حميمية، لكنها لم تدم ولم تستمر لسبب ما. فانقطعت الصلة بينهما حتى كان اللقاء صدفة، حيث تحولت تلك الذكريات إلى جمر محرق يختبئ تحت الرماد.
نهاية القصة تشي بعدم إمكانية تجديد العلاقة القديمة، لذلك لم يكن جريئا للتكلم معها، أو فتح حوار معها، بل اكتفى البطل بوصف الحالة الحارقة التي وصل إليها بسبب هذا اللقاء المفاجئ ، ويمكن اعتباره لقاء فاشلا ما دام لم يُفعَّـل فيه نسمة الحوار والنقاش وتبادل المشاعر من جديد.
نهاية تدل على أن هناك معطيات غائبة بين البطلين، مما تستدعي عدة أسئلة كامنة وراء حالة اللقاء. هل كانت صديقته في الطفولة؟ هل كان يحبها ،هل كانت تبادله الحب؟؟هل كانت تدرس معه؟ هل كانت جارته؟ هل كان متزوجا بها؟ هل هي طليقته؟... أسئلة تبقى غائبة، كل قارئ يؤولها حسب ذوقه وقدرته على التأويل..
قصة تبدو سهلة الفهم ، لكنها جاءت بأسلوب لغوي/ فني ممتلئ بالرموز والدلالات المدفونة في حالة البطل. ولا ندري سبب هذا التحول في المشاعر التي ما زالت حية في الذاكرة، فالمشاعر الجميلة لا تموت بسهولة، تبقى دائما صعبة النسيان رغم جمراتها المحرقة أحيانا..
جميل ما كتبت وأبدعت المبدعة أسيل أحمد.
تحياتي وتقديري
بل الجميل هو هذه الرؤية الناقدة المحللة بتأني ودقة حتى جعلتني أرجع إلى الومضة لأقرأها من جديد
كل الشكر لإبداعك النقدي الموفق والذي فاق الومضة وأكسبها رداء فضفاضا قشيبا.
بوركت سيدي ـ ولك كل الشكر والتقدير.
أحمد فؤاد صوفي
11-06-2024, 04:35 AM
مصادفة رآها، فارتجف شوقا، وكان يظن إنه نساها
فاكتشف أن الرماد لا يزال يخفي تحته الكثير من الجمر الحارق الملتهب.
هو لقاء غير متوقع يحرك المشاعر القديمة، لقاء مفاجئ يضع القارئ مباشرة في وسط الحدث، مما يخلق جواً من الغموض والتشويق.
استخدام كلمتي الرماد والجمر، هو استخدام ناجح للغاية، فالرماد يرمز إلى الذكريات القديمة التي يبدو ظاهرياً أنها انطفأت، بينما الجمر تحت الرماد يرمز إلى المشاعر القوية التي لم تخمد مع مرور السنين، وتعكس هذه الاستعارة عمق الصراع الداخلي للشخصية، والحنين الذي لم ينطفئ.
وقد نجحت النهاية المفتوحة أن تترك القارئ في حالة تأمل، مما يجعله يتساءل عن الخطوات القادمة للبطل، هل سيحاول إعادة الاتصال؟ أم هل سيحاول قمع مشاعره؟ وهذا النوع من النهايات يمكن أن يكون محفزاً للتفكير والتأمل، وهذا من مميزات وأهداف القصة القصيرة جداً.
أرجو لك دوام الألق ،،،
بورك اليراع ،،،
----------------------------------------------------------
*وكان يظن إنه نساها فاكتشف: أعتقد أن "إنه" يجب أن تكون "أنه".
*الوقوف في النهاية عند "الحارق" هو أفضل وأقوى، وأرى أن كلمة "الملتهب" لا ضرورة أدبية لها، ويمكن حذفها، كما أن حرف القاف يعطي قوة لفظية مطلوبة لقفل القصة، وهو بالطبع أفضل من حرف الباء الطري.
----------------------------------------------------------
أسيل أحمد
13-06-2024, 05:49 PM
هو لقاء غير متوقع يحرك المشاعر القديمة، لقاء مفاجئ يضع القارئ مباشرة في وسط الحدث، مما يخلق جواً من الغموض والتشويق.
استخدام كلمتي الرماد والجمر، هو استخدام ناجح للغاية، فالرماد يرمز إلى الذكريات القديمة التي يبدو ظاهرياً أنها انطفأت، بينما الجمر تحت الرماد يرمز إلى المشاعر القوية التي لم تخمد مع مرور السنين، وتعكس هذه الاستعارة عمق الصراع الداخلي للشخصية، والحنين الذي لم ينطفئ.
وقد نجحت النهاية المفتوحة أن تترك القارئ في حالة تأمل، مما يجعله يتساءل عن الخطوات القادمة للبطل، هل سيحاول إعادة الاتصال؟ أم هل سيحاول قمع مشاعره؟ وهذا النوع من النهايات يمكن أن يكون محفزاً للتفكير والتأمل، وهذا من مميزات وأهداف القصة القصيرة جداً.
أرجو لك دوام الألق ،،،
بورك اليراع ،،،
----------------------------------------------------------
*وكان يظن إنه نساها فاكتشف: أعتقد أن "إنه" يجب أن تكون "أنه".
*الوقوف في النهاية عند "الحارق" هو أفضل وأقوى، وأرى أن كلمة "الملتهب" لا ضرورة أدبية لها، ويمكن حذفها، كما أن حرف القاف يعطي قوة لفظية مطلوبة لقفل القصة، وهو بالطبع أفضل من حرف الباء الطري.
----------------------------------------------------------
شكرا من القلب على ردك المستفيض، والذي بلور ما أردت إيصاله عبر كلمات بعيدة العمق
جزيل امتناني لما جدت به من نقد واع سبر أغوار النص.
وأهلا بك معنا في الواحة .. تحياتي.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir