المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعاني النحوية للأساليب ١



خالد أبو اسماعيل
04-07-2024, 08:05 AM
لولا غزارة أساليب اللغة العربية وتنوعها لما كان في كلام العرب بلاغة ولما كان في القرآن إعجاز فلاتوجد لغة تنافس العربية في هذا ولذلك شرح معاني هذه الأساليب قد يكون مفيد جدا للشاعر والكاتب لأنه سيتعرف على الفروق الدقيقة للمعاني في الأسلوب الواحد لأن كل أسلوب له أنماط وأشكال وكل نمط أو شكل فيه معنى زيادة ليس في الأنماط الأخرى والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال أي أن يختار الشاعر أو الكاتب من أنماط الأساليب مايوافق المعنى الذي يخوض فيه .
بهذا الاختيار أنت أيها الشاعر وأنت أيها الكاتب تصنع البلاغة فكان لابد أن تعرف معاني الأساليب وأنت تعرفها حسب سليقتك وفطرتك البيانية لكنك أحيانا تحاول أن تتفنن وهنا لابد أن تكون فقيها في معاني الأساليب لأنك وأنت تتفنن يكون عقلك الواعي أي تفكيرك هو الذي يختار الأساليب أما اذا كتبت بتلقائية فإن المعاني التي في النفس هي التي تختار أساليبها .
المهم أنك ستكون أفضل بإذن الله اذا عرفت معاني الأساليب ... أعتقد هذا والله أعلم .
أولا : أسلوب الاستفهام بالهمزة :
بدأت بهذا الأسلوب لأنه الأسلوب الذي فتح الطريق للشيخ عبد القاهر الجرجاني الى معرفة بقية الأساليب .
قاعدة هذا الأسلوب أن المسؤول عنه يجب أن يلي الهمزة فتقدم الفعل إذا سألت عن الفعل وتقدم الفاعل إذا سألت عن الفاعل وتقدم المفعول به إذا سألت عن المفعول به ... هكذا :
أضرب زيدٌ عمراً... للسؤال عن الفعل .
أزيدٌ ضرب عمراً ... للسؤال عن الفاعل .
أعمراً ضرب زيدٌ ... للسؤال عن المفعول به .
والآن ناتي الى أهم شيء في هذا الأسلوب:
جميع هذا الأنماط الثلاثة الفعل فيها هو ضرب والفاعل هو زيد والمفعول به هو عمرو وأنت تقدم منها الذي تسأل عنه فنتج من هذا معاني تخص كل نمط أو شكل أو نوع من هذا الأسلوب كالتالي :
إذا قلت أزيدٌ ضرب عمراً فهذا يعني أن ضربا قد وقع على عمرو أي أنك إذا سألت عن الفاعل في هذا الأسلوب فهذا يعني أن الفعل قد وقع على المفعول يتضخ ذلك إذا قلت : أزيدٌ ضرب عمرا أم أحمدُ فلايمكن في هذا الأسلوب أن تسأل على فاعل فعل لم يقع ولذلك إذا قلت لك : أأنت ضربت زيدا فأجبت : لا . هذا يعني أن غيرك قد ضربه .
وينبني على هذا أنه لايجوز أن تقول : أأنت قلت شعرا ... تسأل عن فاعل فعل مفعوله نكرة لأن هذا يعني أن شخصا غيرك قد كتب شعرا وهذا معنى محهول لا يقوله أحد ومثله أيضا أأنت شربت ماء وجميع الناس يشربون ماء .... الخ .
وإذا قلت أعمراً ضرب زيدٌ بتقديم المفعول لأنك تسأل عنه فهذا يعني أنه قد وقع ضرب من زيد أي أنك إذاةسألت عن المفعول فهذا يعني أن الفعل قد وقع من فاعل معين وينبني على هذا أنه لايحوز أن تسأل عن مفعول فعل فاعله نكرة مثل : أعمراً ضرب رجلٌ وأهنداً أحب إنسانٌ ولكن تجعل الفاعل معرفة فتقول : أعمرا ضرب أحمد وأهنداً أحب زيدٌ .
وإذا قلت : أضرب زيد عمرا بتقديم الفعل فأنت تسأل عن الفعل حدث أم لم يحدث وينبني على هذا أنه لايجوز أن تسأل عن فعل وأنت تشير اليه مثل أنت تقول : أبنيت هذا البيت تسأل عن بناء البيت حدث أم لم يحدث وأنت تشير اليه أي أنه قد حدث والمنطقي أن تسأل عن فاعله فتقول : أأنت بنيت هذا البيت .
أعتقد أنك لاحظت أن تقديم الكلمة ليس كتأخيرها من جهتين من جهة المعنى الرئيس أي إذا قدمت الفاعل فإنك تسأل عن الفاعل وهكذا المفعول والفعل ومن جهة المعاني الإضافية أي إذا قد مت الفاعل فإن الفعل يكون قد وقع على مفعول معين واذا قدمت المفعول فان الفعل يكون قد وقع من فاعل معين ولذلك اذا قلت لك : أأنت ضربت زيدا فقلت : لا . فإن غيرك قد ضربه يعني زيد مضروب مضروب في هذه الجملة منك أو من غيرك لأنه من غير المنطقي أن تسأل عن فاعل فعل لم يقع ... وكذلك اذا قلت لك : أزيدا ضربتَ وقلت : لا . فهذا يعني أنك قد ضربت غيره فالعربي لايسأل عن مفعول فعل لم يقع هذا غيرمنطقي .
دليل هذا هو الآية :(أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم)
يسألون عن الفاعل فقدموا الفاعل ثم أشاروا الى الفعل :(فعلت هذا) فيكون الفعل قد حدث .
والله أعلم