تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دع عنك ما مضى!



بهجت عبدالغني
11-07-2024, 05:41 PM
قالت: ثم ماذا؟ وما قصة ذلك الذي أضنى الجسد وهدّ الحول؟
قلت: دع عنك ما مضى، فالآن كلّ الصيد في جوف الفَرا!
فقد يهيم الإنسان على غير بصيرة، وتتقاذفه أمواج المشاعر والأفكار في لجج الأحداث، ويظن أن الريح قد صنعت من الماء زَرَد، لكنه يكتشف أن لو صمد!
ثم يفتح عينيه على دنيا أخرى قد انبنت على أنقاض القديم، ويرنو لآفاق الحقائق في النفس والدين والحياة كان غافلاً عنها.
وقد قرأت في رواية قواعد العشق الأربعون:
«إن الماضي دوّامة، إذا تركته يسيطر على لحظتك الحالية فإنّه سيمتصّك ويجرفك».
وأنا أقول:
ما مضى قد مضى فالتمس عِبرا
وانطلـــقْ راشداً قاصـــداً دُررا

ناديه محمد الجابي
11-07-2024, 09:03 PM
ما مضى قد مضى فالتمس عِبرا
وانطلـــقْ راشداً قاصـــداً دُررا
إن الحنين إلى ما مضى وإعطاء الأشياء أكبر من حجمها
يستنزف القلب والعقل والروح ويستهلك الجهد
فامض ولا تلتفت وانطلق في الحياة وأترك الماضي وشأنه
فمن طرق باب الماضي أضاع المستقبل.
قال تعالى: "وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ".

نثر مطرز بدرر الكلمات الثرة لغة وجمال
نص يستحق الوقوف على ضفافه والغوص في أعماقه
ماتع بديع ، جميل صياغة وفكرة وهدفا.
تحياتي وتقديري.
:v1::nj::0014:

ناديه محمد الجابي
13-07-2024, 06:01 PM
هل تسمح لي أن اتناول بعض ما جاء في نثريتك بالشرح والتفسير
أضنى الجسد وهد الحول: أجهد الجسد وجعله عاجزا أمام ما ألم به.
( كل الصيد في جوف الفرا) : مثل عربي قديم
وأصل المثل أن ثلاثة نَفَرٍ خرجوا متصيدين، فاصطاد أحدُهم أرْنَباً، والآخر ظبيا، والثالث: حماراً،
فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظبي بما نالا، وتطاولا عليه،
فقال الثالث: كُلُّ الصَّيْدِ في جوف الفَرا، أي هذا الذي رُزِقْتُ وظَفِرْتُ به يشتمل على ما عندكما،
وذلك أنه ليس مما يصيده الناس أعْظَمُ من الحمار الوحشي.
و يضرب المثل لمن يُفَضَّلُ على أقرانه.
(أن الريح قد صنعت من الماء زَرَد)
صورة في غاية الابداع فقد حول تكتلات الماء حين لامستها نسمات الريح
إلى ما يشبه درع المقاتل المنسوج من حديد
يكون درعا لو جمد!.
ولك تحياتي وتقديري.
:011::002::011: