أنس الحجّار
26-10-2005, 08:05 PM
قصيدة للشاعر السوري وليد الحجّار
تحية حب لمؤتمر بلديات المدن العربية الذي عقد في مدينة ( حماة ) السورية بتاريخ 12 \ 9 \ 2005
في قصر العظم ( متحف التراث الشعبي ) وكانت القصيدة إفتتاحاً للمؤتمر بالتاريخ المذكور مساءً .
بينَ المروجِ و صُحبةِ الغُدرانِ
وبلابلٍ تشدو على الأغصانِ
وسماعِ أغنيةٍ يبوحُ بها الهوى
من وجْدِ عاشقةٍ لقلبِ معانِ
كم رَحَّبَ العاصي وزادَ تألقاً
حينَ الْتقى بالآلِ و الخِلانِ
مَن ذا يُصدقُ في ( حماةَ ) كما أرى
جُمِعتْ كنوزُ الدُّرِّ و المَرجانِ
عقدٌ تلألأ و الجمالُ يَصوغُهُ
من لؤلؤٍ و زُمرُّدٍ و جُمانِ
لا يبرحونَ صدارةً و مكانةً
همْ بالفؤادِ كدفقةِ الشِّريانِ
جَمْعُ الأحبةِ فرحةٌ لا تنتهي
ما حيلتي , و قدِ اخْتصَرتُ بياني
أهلاً وسهلاً في رِحابِ أبي الفدا
ءِ وعلمِهِ وروائعِ العُمرانِ
أهلاً و سهلاً قد حَللتمْ بيننا
قلباً و روحاً دونما اسْتئذانِ
العيدُ جَمَّعنا و نحنُ أحبةٌ
يا مرحبا بالأهلِ و الجيرانِ
أهرامُ (مصرَ) أتتْ حدائقَ (بابلٍ)
و(بَعَلبَكُ) انْتقلتْ إلى (وهرانِ)
آياتُ ( تَدمرَ ) وحْيُها من ( يَثرِبٍ )
و ( القيروانُ ) حفيدةُ ( اللبنانِ )
و ( النيلُ ) شادَ مع ( الفراتِ ) حضارة ً
فامْتدَّ ( عاصينا ) إلى ( أسوانِ )
إنْ تسألِ التّاريخَ عن أمجادِنا
مِن عمقِ باديةٍ إلى الشُّطآنِ
تَروي ملاحمُنا حكايةَ أمَّةٍ
شِيْدَتْ ركائزُها على الإيمانِ
من كلِّ حاضرةٍ أتتْكَ قبيلة ٌ
عربيةٌ مِن سائرِ البلدانِ
شاميةٌ – لا فرقَ – أو يمنيةٌ
مِن صُلبِ غسَّانٍ أو العدنانِ
مهما تعددتِ الفروعُ بأسْرة ٍ
و تباعدتْ , هم أخوةُ الأوطانِ
لغةٌ تُجمّعنا و أرضٌ لمْ تزلْ
نبعَ العطاءِ و حلبةَ الشُّجعانِ
قد أفصحتْ عنها أرومَةُ يعرب ٍ
ومبادئٌ تسمو بلا إعلانِ
أنّى الْتفتُّ أرى المشاعرَ نفسها
بينَ المحيطِ الأطلسي و عُمانِ
مهد الحضارةِ حينَ تُذكرُ أمَّةٌ
أو في الهدايةِ أولُ الأديان ِ
أرضُ النُّبوةِ و المسيحُ شهيدُها
ومحمدٌ كم زادنا مِن شانِ
خَتَمَ الرِّسالةَ عندَ كعبةِ مكةٍ
فإذا بها تَمتدُّ كالطّوفانِ
اللهُ كرَّمها بِصدقِ رَسولِها
و المجدُ شَيَّدها بِلا بُنيانِ
رمزاً لوحدةِ أمَّةٍ و أصالةٍ
وُجِدتْ هُنا و الغربُ كان يُعاني
مِن ذُلِّ تَفرقةٍ و جَهلِ مَعارفٍ
وتَسلطٍ بالحربِ و العدوانِ
أيامَ ( روما ) ما تزالُ صبيةً
وجيوشها اكْتظتْ مِن الفُرسانِ
كانتْ تُحاربُ في سبيلِ مَطامِعٍ
و تُعامل الإنسانَ كالحيوانِ
و حروبُنا من أجلِ كلِّ فضيلةٍ
أو رَدِّ مَظلمةٍ عَنِ الإنسانِ
عِشنا دعاةَ مَحبةٍ و عدالةٍ
في ظِلِّ إسلامٍ بِلا طُغيانِ
نمضي إلى غاياتِنا بطريقةٍ
الحَقُّ فيها صاحبُ الميزانِ
نحنُ الأسودُ إذا السّيوفُ تَجَرَّدَتْ
لا نَستكينُ لذلةٍ و هَوانِ
والعارُ نَغسلهُ بطهرِ دمائنا
كي تُستعادَ كرامَةُ الأوطانِ
مَن ذاقَ طعمَ الموتِ تحتَ حرابِنا
أو فيهِ شاهَدَ غُصَّةَ الظّمآنِ
يُدركْ إرادةَ أمَّةٍ قد أقسَمَتْ
الاّ تلينَ لفاسِقٍ شَهواني
( بوشٌ ) و تابِعُهُ و كلُّ مؤيدٍ
لسياسةٍ آلتْ إلى خُسرانِ
(بغدادُ) يا أمَّ الفداءِ تَمَسَّكي
أقواسُ ( بابلَ ) لم تزلْ عُنواني
من ماءِ ( دجلةَ ) يومَ عاثَ بها الفَسا
دُ ومازَجَتْ بِجروحِها ألواني
حاولتُ أنْ أنسى احْتراقَ مَشاعِري
لكنّها فُطِرَتْ على العِصيانِ
يا أرضَ ( بابلَ ) قُطِّعتْ سُبُلُ الهوى
وبكى على فقدِ الدّيارِ حِصاني
لا بدَّ مِن فجرٍ سيأتي مُشرِقاُ
يُحيي التُّراثَ و سالفَ الأزمانِ
هل أرتجي إلاكِ بعدَ فجيعةٍ
كي أستريحَ و تنتهي أحزاني
نحنُ اجْتمعنا في ( حماةَ ) لغايةٍ
لكنْ – جِراحُكِ هَيَّجتْ أشجاني
فغداً سَتورِقُ في الحُقولِ مَواسِمي
و غداً سأحصُدُ مِن ثِمارِ جِناني
(بغدادُ) يا بَلَحَ العروبةِ في فمي
وحلاوةَ التُّفاحِ و الرُّمانِ
إنّي أقدمُ للسَّلامِ رسالةً
بيضاءَ تَحمِلُ فِكرتي ولِساني
فيها قصائدُ لم تزلْ في جُعبَتي
فواحةً بالعِطرِ و الرَّيحانِ
الياسمينُ بها اسْتفاقَ بِقبلةٍ
و الشَّوقُ ضَمَّ شَقائقَ النُّعمانِ
هي باقةٌ فيها أريجُ محبةٍ
كم آلَفَتْ قمماً مع الوِديانِ
أهلاً وسهلاً تلكَ خَتمُ قصيدةٍ
بِقدومِكمْ هَلَّ الرَّبيعُ الثّاني
تحية حب لمؤتمر بلديات المدن العربية الذي عقد في مدينة ( حماة ) السورية بتاريخ 12 \ 9 \ 2005
في قصر العظم ( متحف التراث الشعبي ) وكانت القصيدة إفتتاحاً للمؤتمر بالتاريخ المذكور مساءً .
بينَ المروجِ و صُحبةِ الغُدرانِ
وبلابلٍ تشدو على الأغصانِ
وسماعِ أغنيةٍ يبوحُ بها الهوى
من وجْدِ عاشقةٍ لقلبِ معانِ
كم رَحَّبَ العاصي وزادَ تألقاً
حينَ الْتقى بالآلِ و الخِلانِ
مَن ذا يُصدقُ في ( حماةَ ) كما أرى
جُمِعتْ كنوزُ الدُّرِّ و المَرجانِ
عقدٌ تلألأ و الجمالُ يَصوغُهُ
من لؤلؤٍ و زُمرُّدٍ و جُمانِ
لا يبرحونَ صدارةً و مكانةً
همْ بالفؤادِ كدفقةِ الشِّريانِ
جَمْعُ الأحبةِ فرحةٌ لا تنتهي
ما حيلتي , و قدِ اخْتصَرتُ بياني
أهلاً وسهلاً في رِحابِ أبي الفدا
ءِ وعلمِهِ وروائعِ العُمرانِ
أهلاً و سهلاً قد حَللتمْ بيننا
قلباً و روحاً دونما اسْتئذانِ
العيدُ جَمَّعنا و نحنُ أحبةٌ
يا مرحبا بالأهلِ و الجيرانِ
أهرامُ (مصرَ) أتتْ حدائقَ (بابلٍ)
و(بَعَلبَكُ) انْتقلتْ إلى (وهرانِ)
آياتُ ( تَدمرَ ) وحْيُها من ( يَثرِبٍ )
و ( القيروانُ ) حفيدةُ ( اللبنانِ )
و ( النيلُ ) شادَ مع ( الفراتِ ) حضارة ً
فامْتدَّ ( عاصينا ) إلى ( أسوانِ )
إنْ تسألِ التّاريخَ عن أمجادِنا
مِن عمقِ باديةٍ إلى الشُّطآنِ
تَروي ملاحمُنا حكايةَ أمَّةٍ
شِيْدَتْ ركائزُها على الإيمانِ
من كلِّ حاضرةٍ أتتْكَ قبيلة ٌ
عربيةٌ مِن سائرِ البلدانِ
شاميةٌ – لا فرقَ – أو يمنيةٌ
مِن صُلبِ غسَّانٍ أو العدنانِ
مهما تعددتِ الفروعُ بأسْرة ٍ
و تباعدتْ , هم أخوةُ الأوطانِ
لغةٌ تُجمّعنا و أرضٌ لمْ تزلْ
نبعَ العطاءِ و حلبةَ الشُّجعانِ
قد أفصحتْ عنها أرومَةُ يعرب ٍ
ومبادئٌ تسمو بلا إعلانِ
أنّى الْتفتُّ أرى المشاعرَ نفسها
بينَ المحيطِ الأطلسي و عُمانِ
مهد الحضارةِ حينَ تُذكرُ أمَّةٌ
أو في الهدايةِ أولُ الأديان ِ
أرضُ النُّبوةِ و المسيحُ شهيدُها
ومحمدٌ كم زادنا مِن شانِ
خَتَمَ الرِّسالةَ عندَ كعبةِ مكةٍ
فإذا بها تَمتدُّ كالطّوفانِ
اللهُ كرَّمها بِصدقِ رَسولِها
و المجدُ شَيَّدها بِلا بُنيانِ
رمزاً لوحدةِ أمَّةٍ و أصالةٍ
وُجِدتْ هُنا و الغربُ كان يُعاني
مِن ذُلِّ تَفرقةٍ و جَهلِ مَعارفٍ
وتَسلطٍ بالحربِ و العدوانِ
أيامَ ( روما ) ما تزالُ صبيةً
وجيوشها اكْتظتْ مِن الفُرسانِ
كانتْ تُحاربُ في سبيلِ مَطامِعٍ
و تُعامل الإنسانَ كالحيوانِ
و حروبُنا من أجلِ كلِّ فضيلةٍ
أو رَدِّ مَظلمةٍ عَنِ الإنسانِ
عِشنا دعاةَ مَحبةٍ و عدالةٍ
في ظِلِّ إسلامٍ بِلا طُغيانِ
نمضي إلى غاياتِنا بطريقةٍ
الحَقُّ فيها صاحبُ الميزانِ
نحنُ الأسودُ إذا السّيوفُ تَجَرَّدَتْ
لا نَستكينُ لذلةٍ و هَوانِ
والعارُ نَغسلهُ بطهرِ دمائنا
كي تُستعادَ كرامَةُ الأوطانِ
مَن ذاقَ طعمَ الموتِ تحتَ حرابِنا
أو فيهِ شاهَدَ غُصَّةَ الظّمآنِ
يُدركْ إرادةَ أمَّةٍ قد أقسَمَتْ
الاّ تلينَ لفاسِقٍ شَهواني
( بوشٌ ) و تابِعُهُ و كلُّ مؤيدٍ
لسياسةٍ آلتْ إلى خُسرانِ
(بغدادُ) يا أمَّ الفداءِ تَمَسَّكي
أقواسُ ( بابلَ ) لم تزلْ عُنواني
من ماءِ ( دجلةَ ) يومَ عاثَ بها الفَسا
دُ ومازَجَتْ بِجروحِها ألواني
حاولتُ أنْ أنسى احْتراقَ مَشاعِري
لكنّها فُطِرَتْ على العِصيانِ
يا أرضَ ( بابلَ ) قُطِّعتْ سُبُلُ الهوى
وبكى على فقدِ الدّيارِ حِصاني
لا بدَّ مِن فجرٍ سيأتي مُشرِقاُ
يُحيي التُّراثَ و سالفَ الأزمانِ
هل أرتجي إلاكِ بعدَ فجيعةٍ
كي أستريحَ و تنتهي أحزاني
نحنُ اجْتمعنا في ( حماةَ ) لغايةٍ
لكنْ – جِراحُكِ هَيَّجتْ أشجاني
فغداً سَتورِقُ في الحُقولِ مَواسِمي
و غداً سأحصُدُ مِن ثِمارِ جِناني
(بغدادُ) يا بَلَحَ العروبةِ في فمي
وحلاوةَ التُّفاحِ و الرُّمانِ
إنّي أقدمُ للسَّلامِ رسالةً
بيضاءَ تَحمِلُ فِكرتي ولِساني
فيها قصائدُ لم تزلْ في جُعبَتي
فواحةً بالعِطرِ و الرَّيحانِ
الياسمينُ بها اسْتفاقَ بِقبلةٍ
و الشَّوقُ ضَمَّ شَقائقَ النُّعمانِ
هي باقةٌ فيها أريجُ محبةٍ
كم آلَفَتْ قمماً مع الوِديانِ
أهلاً وسهلاً تلكَ خَتمُ قصيدةٍ
بِقدومِكمْ هَلَّ الرَّبيعُ الثّاني