تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المعاني النحوية هل السامري هو الدجال ٢



خالد أبو اسماعيل
15-08-2024, 05:33 PM
الحمدلله رب العالمين وصلت الى رأي يدل عليه دليل قوي جدا من المعاني النحوية .
وأصل الموضوع أني كنت أريد أن أكتب عن أسلوب يسمى الاستئناف البياني على تقدير سؤال ولما كانت آية النطق بالحكم على السامري لها علاقة بالموضوع قلت اجعل عنوان المقال عن السامري هل هو الدجال دعاية للموضوع فإن استطعت أن أنفي أو أثبت هذا عن طريق المعاني النحوية فإن الناس ستثق بنظرية النظم القائمة على المعاني النحوية .
البلاغة هي اختيار المتكلم ويكون هذا الاختيار دقيقا في الأساليب المتشابهة مثل هذا الأسلوب :
اضرب زيدا ضربهُ مستحق
اضرب زيدا إنَّ ضربه مستحق
اضرب زيدا فضربه مستحق
اضرب زيدا فإنَّ ضربه مستحق
أربع جمل وأنت تختار منها جملة واحدة تناسب المقام وأغراضك ومقاصدك .
جميع هذه الجمل الأربعة معناها واحد وهو أن الحملة الثانية سبب لإيقاع الفعل ي الجملة الأولى أما الجملتان اللتان بدون فاء العطف فهما استئناف بياني على تقدير سؤال وهذا السؤال يكون عن سبب عام في جملة : اضرب زيدا ضربه مستحق :
المتكلم : اضرب زيدا .
المخاطب : لماذا ؟
المتكلم : ضربه مستحق .
ويكون هذا السؤال عن سبب خاص في جملة : اصرب زيدا إن ضربه مستحق :
المتكلم : اضرب زيدا .
المخاطب : هل ضربه مستحق ؟
المتكلم : إن ضربه مستحق .
إذاً السؤال عن سبب خاص يتم فيه تأكيد الجملة الثانية بإنَّ لأن المخاطب يتصور نفي جميع الأسباب الا سببا واحدا (ضربه مستحق) يتردد في قبوله ولذلك سأل ب (هل) عنه :
هل ضربه مستحق ؟
حتى يؤكد أو ينفي .
بينما السبب العام سأل :
لماذا ؟
ولماذا عامة .
فإذا عطفنا بالفاء فليس هناك استئناف بل هذا وصل أي عطف بحرف موضوع للعطف وبالتالي ليس هناك سؤالا مقدرا في المعنى بل إخبار مباشر عن طريق عطف السبب العام أو السبب الخاص على المسبب بالفاء .
أهم شيء السبب العام والسبب الخاص .
وقد قسم العلماء السبب الى عام وخاص لأن هناك توكيد وعدم توكيد فعدم التوكيد دليل على أن المخاطب خالي الذهن من تصور السبب فسأل عن السبب العام وأما التوكيد بإنَّ فدليل على أن المخاطب يشك أو يتردد في قبول السبب .
هكذا لا تؤكد الكلام الا إذا كان المخاطب يتردد في قبوله أو يشك فيه أو أنك أيها المتكلم تنزله منزلة الشاك .
وهاتان آيتان عن موضوع واحد هو الحكم على إبليس :
(قال فاخرج منها فإنك رجيم )
فإنك رجيم
أكد بإن لأن السبب خاص أوليس إبليس يسمى الشيطان الرجيم فالرجيم هو إبليس وهذا خاص به والرجم من معانيه الطرد .
(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا)
فما يكون لك أن تتكبر فيها
لم يؤكد بإنَّ لأن السبب عام فليس لإبليس ولا لغيره أن يتكبر في الجنة .
فالآيتان تتحدثان عن مشهد واحد لكن مرة من زاوية السبب الخاص ومرة من زاوية السبب العام .
(قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لامساس وإن لك موعدا لن تخلفه ... )
لابد في هذا الأسلوب من شيأين :
أن يكون مابعد إنَّ هو السبب وماقبلها هو المسبب .
أن يكون مابعد إنَّ باعثا على إيقاع الفعل الذي قبلها .
جملة :(إن لك موعدا لن تخلفه ) معطوفة على جملة :(إن لك في الحياة أن تقول لامساس) فيكون المعنى هكذا :
اذهب فإن لك أن تقول في الحياة لامساس
اذهب فإن لك موعدا لن تخلفه .
يعني سببين والمسبب واحد وباعثان لإيقاع فعل واحد .
جميع المفسرون يقولون أن الموعد هو يوم القيامة وحسب هذا الكلام لايكون السامري هو الدجال .
أقوى دليل من المعاني النحوية :
لاحظ أنهم يقولون الموعد والآية :( ... وإن لك موعدا لن تخلفه ) تتكلم عن عدم إخلاف الموعد وليس عن الموعد لأن :(لن تخلفه) جملة في محل نصب صفة لِ :(موعدا) والصفة قيد لاحظ المعنى في النفي :
إن لك مال كثير
ليس لك مال كثير
كما أن لما نفيت نفيت القيد أي الصفة كثير ولم تنف الموصوف مال بل أثبت أن له مال فكذلك في الإثبات إذا قلت :
لك مال كثير
أنت لاتثبت أن له مال بل تثبت كثرة ماله .
وكذلك :(... وإن لك موعداً لن تخلفه...)
ليس المعنى إثبات أن له موعد بل إثبات أن له عدم إخلاف الموعد ... يتجاه الى القيد الصفة :(لن تخلفه) وليس الى الموصوف :(موعداً)
طيب هل من المنطقي أن يكون الموعد يوم القيامة حيث سيعاقب على قصة العجل الذي صنعه وقال لبني اسرائيل هذا هو إلهكم وإله موسى ثم يكون عدم إخلاف الموعد سببا لأن يذهب وباعثا لأن يذهب .
ليس منطقيا.
لكن لو كان له موعد حقيقي فإن كون أن له عدم إخلاف موعده سببا وباعثا على أن يذهب ... هذا منطقي .
فأي موعد لهذا الرجل ؟
الموعد شي وعدم إخلاف الموعد شي ومع موعد يمكن يكون الموعد يوم القيامة لكن مع عدم إخلاف الموعد لايمكن أن يكون الموعد يوم القيامة .
يوم القيامة لايخلف موعده أحد حتى يكون للسامري ألا يخلف موعده يوم القيامة .
الذي ثبت والله أعلى وأعلم أن للسامري موعد ليس هو يوم القيامة أصلا السامري كان يرى الملائكة والبشر لايرونهم الا الأنبياء فهل هو من الإنس أم من الجن .
والله أعلى وأعلم